حكومة دياب ووكر الأفاعي!: د. عدنان منصور
كلّ الثعابين خرجت دفعة واحدة من أوكارها، لتبخّ سمومها على حكومة الرئيس حسان دياب… جوقة ناهبي البلد ومقاوليه، ومحتكريه، وسارقيه، ينبرون اليوم ليتنافسوا في ما بينهم، ليظهروا حرصهم وغيرتهم وتحسّسهم «وعاطفتهم الجياشة» مع مطالب الشعب المقهور، وأوضاعه المزرية!
غيرة وحرص يأتي من مَن؟! من حيتان وتماسيح المال ولصوصه، ومالكي بنوك، وأصحاب احتكارات للنفط والغاز والمصانع والشركات والالتزامات والمقاولات الحصرية، والمال الحرام. من مختلسي أموال الشعب المنهوبة ومهرّبيها، والمتعدّين على الأملاك العامة، والمصادِرين للأملاك الخاصة! نحن لسنا بوارد الدفاع عن حكومة الرئيس حسان دياب، وهو ليس بحاجة لمن يدافع عنها. هو يعرف جيداً ما له وما عليه، ويعرف أيضاً كيف يدافع عن سياسات حكومته ونهجها، وعن أدائه فيها. فهي إنْ قصّرت وتلكّأت، فإنّ المواطن الحر، وكلّ متابع لعملها لن يسكت بكلّ تأكيد، على تقصيرها. لكن أن تتجنّوا على حكومة لم يمرّ عليها شهران، وتصبّوا جامّ غضبكم الظالم عليها، بسبب استفحال غيظكم، وكراهيتكم، وغيّكم، وحقدكم الأعمى، وأنتم تعلمون انّ حكومة دياب، ورثت أوساخكم وقذارتكم وسرقات مقاولاتكم وحاشيتكم، وسياساتكم المالية والاقتصادية والمعيشية والتنموية الفاسدة والفاشلة، والمحاصصات التي وزعتموها عليكم، واعتمدتموها في ما بينكم. هجومكم هذا، يشكل قمة العهر والنذالة والاستخفاف بعقول الناس…
نقول للثعابين الغيارى على لبنان، الذين يحملون على أداء حكومة يافعة: ما الذي فعلتموه أنتم للمواطن اللبناني على مدار عقود؟! هل انتقدتم ولو مرة واحدة، سياساتكم الفاسدة الفاشلة، ونهجكم وسلوككم الذي أوصل البلد الى الخراب والإفلاس؟! هل أجريتم مرة واحدة نقداً ذاتياً بنّاء كشفتم فيه، عن فشل السياسات المتبعة من جانبكم، أو صارحتم المواطنين على الأخطاء وما أكثرها التي ارتكبتموها عمداً من خلال صفقاتكم السرية والعلنية، وسرقة المال العام، التي أثقلت كاهل اللبنانيين وجوّعتهم، وقضت على آمالهم وأحلامهم ومستقبلهم؟! قولوا لنا: مَن أوصل الشعب اللبناني إلى حالته الكارثية هذه؟! أهي حكومة حسان دياب، ام حكومات أباطرة المال، ومقاوليها التي كنتم أنتم حاكميها والمهيمنين عليها وعرّابيها؟! قولوا لنا ما الذي فعلتموه حيال المساعدات والتحويلات والهبات المالية والأموال المنهوبة، وما أكثرها، ومنها الأحد عشر مليار دولار، ناهيكم عن التلزيمات المشبوهة، والأموال المهدورة، والنفقات الموزّعة على الأنصار والأعوان والمحاسيب والأزلام والمفاتيح الانتخابية، وزمر العصابات التي تحيط بكم وتوفر الحماية لكم؟! هل حاسبتم فاسداً، او طالبتم بمحاسبة سارق واحد، او رفعتم الغطاء عن مختلس او ناهب للمال العام؟! أم كنتم ترفعون دائماً عند الاستحقاق، الخطوط الحمر، أمام كلّ مَن يريد ان يفتح ملفاً لمحاكمة فاسد يخصّكم من قريب او بعيد، مجيّشين ومثيرين الحساسيات والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية، لتجهضوا بعد ذلك ايّ محاولة للإصلاح ومحاربة الفساد.
اليوم تخرجون من أوكاركم، لا صدقية ولا نزاهة لكم، تبثون السموم، بكلّ وقاحة وصلف وغرور في كلّ اتجاه، وأنتم الذين بعتم لبنان وشعبه، وقامرتم به علانية، في الداخل، وساومتم عليه، وشوّهتم صورته في الخارج، من دون شرف او كرامة او وازع ضمير، أو أدنى حسّ وطني، فسرقتم من شعبه كلّ شيء، بما فيه أحلامه وجنى عمره. وبعد ذلك، وبكلّ عنجهية واستخفاف، تطلّ علينا جوقة من المقاولين السياسيين وأذنابهم، والانتهازيين، ووعاظ السلاطين، والمتاجرين بالدين، والمنتفعين، والأزلام والمحاسيب، والمرتزقة المأجورين، والمفاتيح الانتخابية الصدئة المهترئة، لتوجّه سهامها المسمومة الى الحكومة وأعضائها، لتظهر «وطنيتها» الخالصة، وانشغالها بهموم المواطنين، واهتمامها الكبير بمصلحة البلد، وهي لا تعلم أنها آخر من يحق له الانتقاد او الكلام…
يا جوقة الفاسدين والمفسدين في الأرض، كفى تحريضاً ومزايدات وأكاذيب، وتشويشاً وتشويهاً للحقائق والوقائع… إنّ الحكم على أداء الحكومة، لا يأتي منكم، وليس من صلاحية المنافقين أو الفاسدين، ولا من قوادي السياسة والمنتفعين منها، ولا من الأفاعي التي سمّمت البلد وقتلت شعبه. إنّ الرأي السديد والحكم العادل للشعب وحده ولا غيره. هو يعرف بكلّ شفافية، السارق من الشريف، واللصّ من النزيه، والحريص على الوطن، من المفرّط به، والمتحسّس آلام الشعب من مَن لا يعنيه.
محكمة الشعب لزمرة الثعابين قادمة لا محالة، والحكم بتصفية الحساب معها، وقطع رأسها مسألة وقت…
(البناء)