بقلم غالب قنديل

مقاومة “حيث يجب ان نكون ” في جبهة جديدة

غالب قنديل

مجددا يثبت المقاومون ان حماية الوطن والشعب هي اولويتهم في جميع الميادين بالتكامل مع المؤسسات العامة التي أصابها النظام السياسي المعطوب بالوهن والضعف وجاء تهديد الكورونا ليثبت في العالم كله وعلى اختلاف أنظمة الحكم والنماذج الإقتصادية أولوية العام الاقتصادي والصحي بل والأمني أيضا.

 

اولا عندما تحدث قائد المقاومة قبل سنوات معلنا شعار “حيث يجب ان نكون ” كان يركز اولوية الحشد والتعبئة في معركة التصدي للخطر الإرهابي التكفيري الذي سبق له أن كان هو اول المنبهين من خطورته وتهديده الوجودي للشرق العربي وللعالم الإسلامي بعد احتلال العراق ومع ظهور الأنوية الأولى لعصابات الذباحين والمفجرين وقبل ان تستحيل عصاباتهم بفضل الدعم الاميركي الصهيوني الخليجي التركي إلى قوة ضاربة يعتمد عليها الغرب الاستعماري وعملاؤه في الحرب على سورية ومن ثم عند وقوع طفرة داعش التي راهن عليها الحلف الغربي الصهيوني الخليجي لتقطيع اوصال محور المقاومة عبر إقامة دويلة سخرت قدرات طائلة في إسنادها والترويج لها إقليميا ودوليا من حلف العدوان بقيادته الأميركية.

ثانيا أثبت المقاومون اللبنانيون بقيادة حزب الله  ريادة فكرية وسياسية ونضالية وجدارة عالية في التصدي لهذا الخطر في سورية العراق ولبنان معا وكانوا السباقين إلى بذل التضحيات والشهداء لحماية الوجود الإنساني العربي المتنوع دينيا وثقافيا في هذا النطاق الجغرافي القومي من غير ان يخل ذلك بدرجة انتباههم واستعدادهم في مجابهة العدو الصهيوني وتطوير قدرات الردع الفعالة التي غلت ذراعه العسكرية وحرمته من القدرة على شن الحروب وتهديد حياة اللبنانيين وامنهم  وقد واصل المقاومون العمل بمثابرة وتواضع غير آبهين بما تعرضوا له من تنكيل وجحود وفجور سياسي من مواقع متعددة في الداخل بعضها مرتبط  بمنظومة الهيمنة وهو من جوقة خدم العدو الاستعماري وخططه وحروبه وبعضها الآخر منصرف إلى المناكفة السياسية الداخلية بداعي التميز المزعوم وقاعد عن الواجب الوطني النضالي .

ثالثا بعد إشارة القائد نصرالله إلى استعداد المقاومة وانخراطها بجميع مؤسساتها في المواجهة الوطنية الشاملة ضد فيروس كورونا قدم أمس رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين عرضا مكثفا ومهما جدا عن حجم القدرات والإمكانات التي يحشدها المقاومون دفاعا عن شعبهم في وجه خطر وبائي يجتاح العالم وفي الواقع ان الحزب قدم جهده بمنطق المؤازرة والتكامل مع المؤسسات العامة ومع جهود وزارة الصحة العامة التي لاقت تنويها من منظمة الصحة العالمية وبرهنت الأحداث على تفاهة من جرحوا بها وانتقصوا من قيمتها لمجرد الكيد السياسي والعداء للمقاومة التي اكد السيد صفي الدين بالأرقام انها تحشد آلاف الشباب الجامعي المتخصص والمؤهل علميا من الرجال والنساء على جبهتي الحماية والمساعدة طبيا وكذلك على جبهة المساعدة الاجتماعية بما يظهر حزبا جاهزا يعلن التعبئة العامة لطاقاته وقدراته في الدفاع عن بلاده وشعبه وفي جميع المناطق ويضع كل ما لديه من إمكانات ومؤسسات في إطار منظومة الدفاع الوطني التي تقودها الحكومة اللبنانية. وهذا النموذج الوطني المترفع والذي يتحرك دائما في وجه التحديات يستحق الاحترام والتقدير والاعتراف بالريادة وهو يؤكد ان إمكاناته حاضرة بتصرف جميع اللبنانيين والمقيمين بدون استثناء او تمييز انطلاقا من الالتزام الإنساني والأخلاقي.

رابعا  يقدم حزب الله مجددا نموذجا  لقوة سياسية شعبية محترمة ومتميزة يجري تحريكها إلى جبهة جديدة خارج الخنادق والعصبيات فمحازبو وانصار المقاومة في مؤسسات طبية واجتماعية وبالتنسيق مع شركاء خيار المقاومة من حركة امل ومؤسساتها الطبية والكشفية يقومون بجهود متواصلة لتعزيز مقدرات الوقاية والاحتياط للمخاطر كما شرح السيد صفي الدين في حديثه عبر المنار الليلة الماضية وبعض الأرقام التي عرضها تفيد في بيان حجم الجهود التي وضعت في خطة الدفاع الوطني ضد كورونا بالتكامل مع الجهد الحكومي وأبرزها للبيان : حشد حزب الله قوة طبية تضم أربعة وعشرين ألفا وخمسمئة رجل وامراة من الأطباء والمسعفين ومقدمي الخدمات الطبية وأتم تجهيز اثنين وثلاثين مركزا طبيا احتياطيا في مختلف المناطق اللبنانية بالإضافة إلى تجهيز خمس وعشرين سيارة بمعدات طبية خاصة للفحص والاحتواء هذا غير الثقل التنظيمي والمالي الذي رمت به المقاومة على مستوى التكافل الاجتماعي ودعم العائلات الفقيرة في هذه المحنة التي هي مثل العدوان الصهيوني والإرهابي فرصة لكشف حقيقة القوى السياسية ومدى التزامها الفعلي بما تعلنه  من مباديء ولمدى ترفعها عن توظيف الكوارث والتحديات في الألعاب السياسية الصغيرة والحرتقة وارتفاعها إلى مستوى المسؤولية الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى