مقالات مختارة

تأثيرات فشل اجتماع “أوبيك بلاس” احمد الحاج علي

 فشل اجتماع “أوبيك زائد” في التوصل إلى اتفاق.. المملكة السعودية متحججة بتأثير إنتشار فيروس كورونا على انخفاض الطلب في أسواق النفط اقترحت تمديد سريان الاتفاق للعام ٢٠٢٠ و اقترحت تخفيض الإنتاج ل ١.٥ مليون برميل يومياً تأخذ منهم فقط ٤٠٠ الف (تخفيض) على عاتقها. كما رفضت روسيا تخفيض إنتاجها ل ٥٠٠ مليون برميل يومياً.

 

السعودية التي تعتمد في ميزانيتها على سعر بيع البرميل بين ٤٥ و ٨٠ دولار لن تتحمل تخفيض الانتاج ما دون هذه الحدود لا سيما و ان التزاماتها المالية و نفقاتها العسكرية في اليمن و غيرها باهظة التكاليف.

فالأمر سيؤثر على السعودية اكثر من تأثيره على روسيا كون روسيا تصدر الغاز المسال الذي لا يوجد له بورصة حتى اليوم الحالي. و انتاج روسيا و صادراتها  من الغاز المسال فقط، سجل خلال ٢٠١٩ سبعة فاصل خمسة مليار دولار .

وبعد انهيار اتفاق أوبيك زائد سوف يسمح للشركات الروسية بانتاج كميات أكبر من النفط ما يزيد عائدات الموازنة الروسية و التي تتحمل انخفاض لما دون عتبة الأربعين دولار للبرميل.

حكماً آلية تنظيم كميات الانتاج التي كانت تفرضها اتفاقيات أوبيك زائد سوف تتوقف رغم وجود مجال للتفاوض إلا أن روسيا لن تقبل بالتفاوض ضمن الشروط التي حاولت فرضها المملكة السعودية.

فخلال اجتماع عقده الرئيس بوتين في مطار فنوكوفا في موسكو بداية آذار الحالي مع الشركات النفطية اتخذ قرار بعدم تمديد آلية أوبيك زائد التي يعتبرها غير عادلة بحق روسيا و الشركات الروسية جاهزة للتعامل مع المستجدات. كما أن السعودية و الدول التي تساندها تتخذ من مسالة انتشار  فيروس كورونا حجة للمحافظة على مكتسبات يؤمنها لها اتفاق أوبيك زائد مع روسيا. روسيا اقترحت تمديد اتفاق أوبيك زائد لفصل آخر ريثما تتضح تداعيات انتشار فيروس الكورونا الجديد لكن، الأعضاء الآخرين استعجلوا في طلب تخفيض الإنتاج ما استوجب قرار حسم الخروج من الاتفاقية من قبل روسيا.

بعد انهيار ٢٠١٤ احتاطت روسيا و أمنت احتياطي في كل الموازنة للحماية من ارتدادات هزات و تأرجحات أسعار النفط . فالحال اليوم غير شبيه بأزمة ٢٠١٤ بالنسبة لروسيا فحتى لو تأذت روسيا جزئيا من هذا الانخفاض فان الأذى الأكبر على دول خليجية و حتى على الولايات المتحدة الاميركية التي تعتمد على انتاج النفط الصخري الذي ستعلن عديد من شركات إنتاجه افلاسها مع انخفاض الأسعار بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، و روسيا تراهن على هذا الأمر الذي سيتبعه اعادة تعديل او تصحيح لاسعار النفط و ارتفاعها مع خروج بعض شركات النفط  الصخري من المنافسة. فلن تتحمل العديد من تلك الشركات انخفاض يزيد عن٤٥ – ٤٠ دولار للبرميل .

كما ان الصين أعلنت انخفاض نسبة الإصابات بفيروس كورونا في اقليم يوهان الصناعي و أعطت إشارة للمجمعات الصناعية بإعادة دورة الإنتاج ما سيزيد الطلب على النفط عموماً و النفط  الروسي خصوصًا.

أما انخفاض سعر العملة المحلية في روسيا وارتفاع سعر صرف اليورو الى ما يزيد عن ٨٠ روبل فيزيد من عائدات الخزينة الروسية و يعدل فارق عجز انخفاض أسعار النفط، فروسيا ثبتت الموازنة بالعملة المحلية الروبل على ان لا يسمح البنك المركزي الروسي بارتفاع سعر الصرف لما فوق المئة روبل لليورو ما يؤثر على قدرة اليد العاملة في روسيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى