من الصحف البريطانية
من أبرز ما ناقشته الصحف البريطانية الصادرة اليوم من شؤون الشرق الأوسط ملف الانتخابات في إيران، وآثارها على المستويين الداخلي والعالمي، وأسباب “حرص العالم الغربي” على استمرار الحرب في اليمن.
نشرت الغارديان افتتاحية لها في القسم الدولي بعنوان “رأي الغارديان في الانتخابات الإيرانية: باب مغلق“.
تقول الجريدة إن “الانتخابات الإيرانية التي جرت الجمعة كانت بمثابة ضربة قاسية للإصلاحيين في مواجهة النظام الحاكم، كما أنها مثلت أخبارا سيئة على المستوى الإقليمي، حتى قبل أن يقوم أي ناخب بالإدلاء بصوته، حيث يبدو أن المتشددين في طريقهم لاكتساح الانتخابات والسيطرة على كل مقاعد البرلمان الثلاثين في العاصمة طهران“.
وادعت أن ذلك “يعود لأن الحكومة عملت على تمهيد الطريق للمتشددين ووضع العراقيل أمام الإصلاحيين وخاصة مجلس صيانة الدستور الذي يخضع لسيطرة مباشرة من المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي والذي استبعد آلاف المرشحين ذوي الشعبية في صفوف الإصلاحيين من المنافسة على 290 مقعدا برلمانيا كان بينهم 90 نائبا في البرلمان المنقضية ولايته“.
وتوضح الصحيفة أن “قرار حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها ثم لاحقا اغتيال قاسم سليماني الرجل الثاني في تراتبية القيادة الإيرانية والذي كان قد ساهم في تعزيز قبضة إيران الإقليمية ساهم بالتأكيد في الإحباط الذي يعاني منه الكثير من الإيرانيين حاليا”.
نشرت الإندبندنت أونلاين تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط بورز دراغي بعنوان “الدول الغربية تحرص على إبقاء الحرب في اليمن مستعرة حرصا على المكاسب الاقتصادية“.
يقول دراغي إن “واحدا من أبرز الأحداث في الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي كان قيام جندي يقاتل ضمن صفوف القوات اليمنية الحكومية ولم يحصل على راتبه منذ فترة بإطلاق النار على نفسه في أحد المعسكرات في مدينة عدن” مشيرا إلى أن قيام شاب بقتل نفسه بهذا الشكل لعجزه عن إعالة أسرته يعد مؤشرا على حجم البؤس الذي يعانيه اليمنيون في ظل الحرب الدائرة هناك.
ويضيف دراغي “الأكثر إثارة للسخرية أن الصراع في اليمن هو أكثر الصراعات في العالم قابلية للحل السريع لو أخلصت القوى الدولية والغربية النوايا بدلا من تجاهل الأمر وكأن لم يكن، فاليمن ليس مثل سوريا والعراق وليبيا (التي تعد) محط اهتمام القوى الدولية الكبرى، التي ليس لها الكثير من المصالح هناك حتى مضيق باب المندب الذي لا يمر منه إلا القليل من صادرات النفط الدولية“.
ويواصل دراغي قائلا “وعلى خلاف حركة طالبان وخليفة حفتر، أكدت جميع القوى المتحاربة في اليمن رغبتها في تقاسم السلطة، فليس هناك طرف عاقل يمكن أن يظن أن بإمكانه حكم هذه الدولة الواقعة جنوب شبه الجزيرة العربية بمفرده“.
ويؤكد دراغي أن “الحرب تتراكم عواقبها بمرور الوقت، فالأسبوع الماضي وردت أنباء على قيام إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، حيث اتهم الأمريكيون الإيرانيين بإمداد الحوثيين بصواريخ (كورنت) روسية الصنع المضادة للدروع بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو، وهو ما أدى إلى توجه الحرب في اليمن إلى المزيد من التصعيد بدلا من الحلحلة السلمية“.
ويطالب دراغي بتخيل وضع اليمن الآن إذا كانت السعودية قد استثمرت نصف الأموال التي أنفقتها خلال السنوات الخمس الماضية في الحرب هناك في تطوير التعليم والمشروعات الزراعية. ويضيف الكاتب أن القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تحرص على استمرار الحرب لأنها تبيع المزيد من الأسلحة بشكل دوري للسعودية، وهو ما يوفر غطاء دبلوماسيا لاستمرار الصراع في اليمن.