توترات في قيادة الجيش الإسرائيلي إثر قرارات كوخافي
تثير قرارات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بشأن فصل شعبة التخطيط إلى شعبتين منفصلتين، توترا في قيادة الجيش، كونها تغير وجه هيئة الأركان العامة، وتنزع صلاحيات من ضباط كبار، حسبما ذكر موقع “واللا” الإلكتروني اليوم الأربعاء. وتأتي هذه التغييرات في إطار إعلان كوخافي، الأسبوع الماضي، عن خطة “تنوفا” العسكرية للسنوات الأربع المقبل.
وأُطلق على إحدى الشعبتين اسم شعبة بناء قوة متعددة الأذرع، وعلى الثانية اسم الشعبة الإستراتيجية وإيران. كذلك تقرر نقل المسؤولية عن “قيادة العمق” إلى قائد الكليات العسكرية.
وبين قرارات كوخافي، تعيين ضابط برتبة لواء قائدا لشعبة بناء القوة المتعددة الأذرع، تكون مهمته تسريع إجراءات وتمكين العلاقات بين الأذرع والشُعب المختلفة، من أجل دفع خطط ومشاريع، خلال ولاية كوخافي.
ولفت المحلل العسكري في “واللا”، أمير بوحبوط، إلى أن “هذه مهمة معقدة، لأن اللواء الأرفع، بعد رئيس أركان الجيش، هو نائبه، المسؤول عن بناء القوة في الجيش الإسرائيلي كله. وعندما يتم تعيين لواء لا يخضع له مباشرة ويعمل في مجال بناء القوة، فإنه سينخر بشكل أوتوماتيكي بالصلاحيات والمسؤوليات، سواء تعمدوا ذلك أو لا“.
وأضاف بوحبوط أنه “بالإمكان قول الأمر نفسه حول ما سيحدث لأذرع الجو والبحر والبر. ونقل عن “ضابط كبير جدا” في قوات الاحتياط، اطلع على تفاصيل قرارات كوخافي، قوله إنه “كان يريد أن يكون ذبابة على الحائط” في الغرفة التي يُبحث فيها تقاسم المسؤوليات والصلاحيات بين اللواء الذي سيرأس الشعبة الجديدة، نائب رئيس أركان الجيش أو قائد سلاح الجو.
وأكد بوحبوط على وجود خلافات في قيادة الجيش الإسرائيلي إثر القرار بشأن تشكيل شعبة الإستراتيجية وإيران. “من جهة، يوجد الكثير من المنطق في القرار: رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت، شدد على علاقات الجيش الإسرائيلي مع جبوش أجنبية… وخاصة بما يتعلق بتعميق العلاقات السياسية القائمة مع دول أجنبية، وبينها دول لا توجد معها علاقات دبلوماسية. وفتح قنوات حوار بواسطة معلومات استخبارية نوعية على سبيل المثال كانت فخرا لآيزنكوت. وقرار كوخافي يعزز هذا التوجه، لكن ضباطا في الخدمة والاحتياط عبروا عن استغرابهم من إضافة إيران إلى مسؤولية هذه الشعبة“.
وأشار بوحبوط إلى أنه يتوقع أن تشكل القضية الإيرانية مجرد دائرة داخل الشعبة، وأن المصادر “عبرت عن اسغرابها خاصة حيال فرضية أن التهديدات في الشرق الأوسط تتغير، كما أنه توجد مجالات أخرى في المجال الإستراتيجي. وتساءل أحد المصادر أنه “إذا تم التوقيع غدا على اتفاق أو جرى تغيير إستراتيجي كيف ستُسمى الشعبة، ’إستراتيجية وسورية’؟“.
وتابع بوحبوط أن الجيش الإسرائيلي حاول تهدئة الخواطر بالقول إن “رئيس شعبة إستراتيجيا وإيران سيركز التعامل مع إيران 24 ساعة يوميا وسبع أيام أسبوعيا، خاصة بسبب الأهمية التي يوليها رئيس أركان الجيش لهذه الجبهة، ويدفع الخطط العسكرية المختلفة، وبينها رصد فرص، فيما شعبة العمليات ستبقى الهيئة التي تدمج بين جميع الشُعب في هيئة الأركان العامة“.
وأشار بوحبوط إلى أن هناك أسئلة حول موقف الموساد من تعزيز القوة الإستراتيجية للجيش، وموقف الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن وفي مجلس الأمن القومي، في إشار إلى تداخل الصلاحيات والمسؤوليات بين أجهزة الأمن المختلفة.
ويتعلق قرار ثالث لكوخافي بإلغاء منصب قائد “قيادة العمق”، التي يتولى قيادتها ضابط برتبة لواء. وأشار بوحبوط إلى أن أعضاء في هيئة الأركان العامة يرون بأن هذا القرار سضعف هذه الشعبة، وأن نقل المسؤولية عليها يدفع قائدها إلى تقسيم اهتمامه بين “قيادة العمق” والكليات العسكرية.
وكتب بوحبوط أن “هذه القرارات تجعل العلاقات في هيئة الأركان العامة متوترة، على الأقل حتى تتضح القرارات وبلورتها في المستوى التكتيكي للمناصب المختلفة التي وُلدت الآن”. وحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن هذه التغييرات يفترض أن تجري في الصيف المقبل، “الأمر الذي يجعل المداولات في هيئة الأركان حول إشغال المناصب الجديدة أكثر توترا”.