من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان مجلس الشيوخ الأميركي برأ الرئيس دونالد ترامب من تُهمتَي عرقلة عمل الكونغرس واستغلال السلطة، في ختام محاكمة تاريخية سعى من خلالها الديموقراطيون لعزله، في حين تكاتف الجمهوريون لتبرئته.
ويعتبر ترامب ثالث رئيس أميركي يحاكم في مجلس الشيوخ في قضية عزل، لكن أي رئيس لم يعزل في إجراء كهذا في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
وفي مجلس الشيوخ المؤلف من مئة عضو، صوّت 52 عضوا جمهوريا من أصل 53 على تبرئة الرئيس الأميركي من تهمة استغلال السلطة، بينما صوّت 53 عضوا جمهوريا على تبرئته من تهمة عرقلة عمل الكونغرس، وهما التهمتان اللتان وجههما إليه مجلس النواب في 18 ديسمبر/كانون الأول.
ويفرض دستور الولايات المتحدة غالبية الثلثين لإدانة الرئيس في مجلس الشيوخ في إطار محاكمة لعزله من منصبه.
وقال رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس التي ترأس المحاكمة إن “ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين لم يعتبروا ترامب مذنبا، لقد قرر المجلس أن المدعى عليه دونالد جون ترامب، رئيس الولايات المتحدة، غير مذنب في التهمتين الموجهتين إليه“.
قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن قائد في ميليشيا ليبية ومراقب حرب سوري، إن تركيا أرسلت إرهابيين ينتمون إلى جماعات مثل تنظيم القاعدة وداعش من قبل تركيا للقتال نيابة عن حكومة الوفاق في ليبيا.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن تركيا دربت منذ فترة طويلة ومولت مقاتلي المعارضة في سوريا، ووصلت الجهود التركية إلى حد تجنيدها المقاتلون الأجانب إلى داعش، حيث نقلت تركيا في الأشهر الأخيرة المئات منهم إلى مسرح حرب جديد في ليبيا.
وقال قادة الميليشيات الليبية في طرابلس إن تركيا جلبت أكثر من 4000 مقاتل أجنبي إلى طرابلس، وأن “العشرات” منهم ينتمون إلى جماعات إرهابية، حيث تحدث القائدان شريطة عدم الكشف عن هويته لأنهما غير مخولين لمناقشة الأمر مع وسائل الإعلام.
كما سلط القادة الضوء على الآراء المختلفة داخل الميليشيات الليبية حول قبول المقاتلين السوريين في صفوفهم، حيث قال أحدهم إن خلفيات المقاتلين ليست مهمة، طالما أنهم جاءوا للمساعدة في الدفاع عن العاصمة طرابلس، وقال الآخر إن بعض القادة يخشون أن “يشوه” المقاتلون صورة حكومة الوفاق.
وتابعت نيويورك تايمز أن الميليشيات المدعومة من تركيا في شمال سوريا تضم مقاتلين سبق لهم أن قاتلوا مع تنظيم القاعدة، وداعش وغيرها من الجماعات المسلحة، وارتكبوا فظائع ضد الجماعات الكردية والمدنيين السوريين.
يأتي هذا فيما أدانت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا، فيما لم تؤكد تركيا أو تنكر تقارير عن إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم سراج، ولم يرد الجيش التركي على طلبات التعليق.
علقت واشنطن بوست اليوم الخميس على محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي انتهت بتبرئته في مجلس الشيوخ، وقالت إن الأمر لم ينته بعد، وإنه يجب على الكونغرس مواصلة محاسبته.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى زعم بعض أعضاء مجلس الشيوخ -الذين صوتوا أمس الأربعاء لتبرئة ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس- بأنه اتعظ بالتأكيد من محاكمته في مجلس النواب، وشككت في زعمهم هذا بأنهم أفضل من يعرفونه بأنه ليس فقط غير نادم بصلف على محاولته لابتزاز مساعدة أوكرانيا لإعادة انتخابه، ولكن من المحتمل أيضا أن يأخذ تصويت مجلس الشيوخ كإثبات ورخصة لمزيد من التصرفات غير اللائقة.
وأضافت أن هذا الأمر يجعل من واجب الأعضاء المسؤولين في الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بذل ما في وسعهم لحماية نزاهة انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وكذلك الدستور.
والخطوة الأولى في ذلك -كما تقول الصحيفة- يمكن أن تكون قرار توبيخ من مجلس الشيوخ، ومع أن ذلك لن يؤدي إلى إقالة ترامب لكنه سيتحدى الجمهوريين الذين يقولون إنهم يعتبرون أفعاله “غير مناسبة” للتصويت وفقا لذلك، وإذا فعلوا ذلك فقد يكون له تأثير رادع، وإذا لم يفعلوا ذلك فسيكون لدى الناخبين سبب للحكم على أولئك النواب المرشحين لإعادة انتخابهم هذا العام.
كما أن من شأن اقتراح توبيخ من الحزبين أن يصعب على ترامب الاستمرار في الادعاء بأنه لم “يفعل شيئا خطأ إطلاقا”، وأن القضية ضده كانت “خدعة“.
وترى الصحيفة أنه ينبغي للجان في مجلس النواب -التي تابعت التحقيق في تصرفات ترامب في أوكرانيا- أن تواصل القيام بذلك، وأنه لا يزال هناك الكثير غير معروف، وهناك أيضا اهتمام شعبي بنشر الأدلة التي قمعها البيت الأبيض بشكل غير قانوني عن حملة الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويجب على المجلس استدعاء مستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى جانب الوثائق المتعلقة بحجب ترامب المساعدات العسكرية عن حكومة زيلينسكي.
وتضيف أنه إذا كانت هناك حاجة إلى معارك قضائية للحصول على هذه الأدلة فإنه يجب على المجلس خوضها، ومن الأهمية بمكان تأكيد سلطة الكونغرس في الإشراف على السلطة التنفيذية، وإلا فيمكن توقع أن يستمر ترامب في رفضه التام للتعاون مع تحقيقات الكونغرس خلال الفترة المتبقية من وقته في منصبه، وبالتالي تحييد ما ينبغي أن يكون فرعا متكافئا من الحكومة.
وقبل كل شيء يجب أن يبقى المشرعون ووسائل الإعلام والمسؤولون الحكوميون الوطنيون على أهبة الاستعداد لأي محاولات جديدة يقوم بها ترامب لتخريب الديمقراطية، خاصة أنه قد دعا الصين وأوكرانيا علنا إلى التحقيق مع جو بايدن نائب الرئيس السابق.
وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن روسيا والسعودية وغيرهما من الأنظمة الاستبدادية التي يفضلها ترامب لن تحاول مساعدة حملته كما فعلت روسيا في عام 2016.
وأشارت إلى أنه إذا ظهر دليل على هذا التدخل أو أي مخالفات أخرى فإنه يجب ألا يتردد الكونغرس في متابعته، وحتى لو كان حديث مؤيدي ترامب صحيحا بأن قضية المساءلة جاءت بنتائج عكسية سياسيا مما عزز موقفه في استطلاعات الرأي فإنه يجب ألا يردع ذلك الكونغرس عن محاسبته.
وختمت افتتاحية الصحيفة بأن الدرس من مسألة أوكرانيا يجب ألا يكون أنه لا يوجد علاج لرئيس يمكن أن يستخدم سلطاته لتقويض الديمقراطية الأميركية.