من الصحف الاسرائيلية
ذكر تقرير صحافي أن الحكومة الإسرائيلية سعت لعقد صفقة ثلاثية تضم كل من المغرب والولايات المتحدة الأميركية، تحصل بموجبها المغرب على اعتراف أميركي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية.
جاء ذلك في تقرير تلفزيوني للقناة 13 الإسرائيلية عرضته خلال نشرها المسائية، نقلا عن ثلاثة مصادر أميركية وإسرائيلية، وشدد التقرير على أن المساعي الإسرائيلية في هذا الصدد متواصلة حتى هذه الأثناء ولم تتوقف.
بدأ كل ذلك وفقًا للتقرير منذ عام ونصف حين ألقى نتنياهو خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الـ27 من أيلول/ سبتمبر 2018، وقال فيه: “بعد تصاعد قوة إيران، أصبح الاتفاق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية أقرب من أي وقت مضى، تقارب وود لم أتصور في حياتي مطلقًا أنها ممكنة. لا يكن ممكنا تتخيل ذلك منذ بضع سنوات“.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو نفذ ما لمّح إليه خلال خطابه، حيث التقى في اليوم التالي بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شدد التقرير على أنه “طيلة مدة رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، عمل تعزيز التحالف السري بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى حد كبير، لكن ذلك تم في ظل حالة من التكتم والسرية“.يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تطبيع العلاقات مع السودان، في ظل سيطرة العسكريين على مجلس السيادة السوداني، حيث لفتت تقارير صحافية إلى أن خطوة نتنياهو تهدف إلى فتح أجواء السودان أمام الرحلات الإسرائيلية، وحل أزمة طالبي اللجوء، مقابل التوسط في تحسين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة.
وبينما أعلن نتنياهو في وقت سابق اليوم، عن اجتماعه برئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، مشيرًا إلى سلسة من الإجراءات تمهيدا لتطبيع العلاقات بين الجانبين، تعيش الحكومة السودانية حالة من التخبط والصدمة، حيث أكد وزراء بارزين في حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، عدم علمهم مسبقًا بأهداف زيارة رئيس مجلس السيادة لأوغندا ولا بلقائه نتنياهو.
وأكدت وزيرة الخارجية السودانية، أسماء محمد عبد الله، أن “لا علم لها بأي لقاء قد يكون جمع البرهان ونتنياهو”، فيما أكد وزير الإعلام السوداني أنه لم يتم إخطار مجلس الوزراء بلقاء البرهان بنتنياهو.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية أن اللقاء الذي جمع بين البرهان ونتنياهو استمر نحو ساعتين، وأوضح أن “الطرفين ناقشا إمكانية السماح للطائرات الإسرائيلية التحليق في الأجواء السودانية وذلك لتقصير مدة الرحلات إلى أميركا الجنوبية“.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي (لم تحدده) قوله إن الاتصالات مع السودان بدأت منذ نحو، حيث تسعى السودان إلى وساطة إسرائيلية لـ”لفتح أبواب” إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام السودان، بما في ذلك إقناع الولايات المتحدة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي عقوبة أثرت عميقا في اقتصاد البلاد وسمعتها السياسية.
ووفقًا للمراسل السياسي للقناة فإن نتنياهو طرح هذه المسألة أمام بومبيو خلال لقائهما في واشنطن في الأسبوع الماضي، الأمر الذي حرّك المياه الراكدة في هذا المستنقع، حيث دعا بومبيو، بالأمس، البرهان، لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن، الأسبوع المقبل.
وعلى صلة نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، أن “التعاون (الذي أشار إليه بيان نتنياهو) بين البلدين من المرجح أن يؤثر على الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل عبر الأجواء السودانية”، وزعم المصدر أن “هناك توجه عام لدول إسلامية وعربية وأفريقية بالتقرب من إسرائيل“.
ولمّح مقربون من نتنياهو، بحسب “هآرتس”، إلى أن “إقامة علاقات رسمية مع السودان من شأنه أن يساعد إسرائيل في ترحيل طالبي اللجوء السودانيين المقيمين في إسرائيل”. ووفقًا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حوالي سبعة آلاف طالب لجوء سوداني في إسرائيل.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي بموقه “تويتر”، قال نتنياهو إنه اتفق مع البرهان، على “بدء تعاون يفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”، وذلك خلال اجتماعهما في عنتيبي، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.
وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في بيان رسمي، أن “نتنياهو يعتقد أن السودان يمضي في اتجاه جديد وإيجابي، وقد عبر رئيس الحكومة (نتنياهو) عن رأيه هذا لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو”، وتابع: “يريد البرهان مساعدة بلاده في القيام بعملية تحديث من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خارطة العالم“.
في وقت سابق ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن نتنياهو سيلتقي مسؤولين سودانيين خلال زيارته للعاصمة الأوغندية كمبالا، وذلك بالتزامن مع تقارير صحافية سودانية أشارت إلى أن البرهان يزور العاصمة الأوغندية خلال تواجد نتنياهو، في زيارة غير معلنة.
هذا ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن “لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود لمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان“.
وأضاف المصدر إن نتنياهو كان قد صرح بعد استئناف العلاقات مع تشاد في كانون الثاني/ يناير 2019، بأنه يسعى لإقناع السودان وتشاد بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق عبر أفريقيا إلى البرازيل، وهو المسار الذي سيقلص مدة الرحلات الجوية بنحو 3 ساعات.
وكان نتنياهو قد صرح قبيل مغادرته مطار اللد (بن غوريون) متوجهًا إلى أوغندا، بأن “إسرائيل تعود إلى أفريقيا الكبيرة، وهناك تطور في العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني”، وأضاف: “آمل في نهاية هذا اليوم، أن أعود بأخبار جيدة لإسرائيل” دون توضيح.
ولفتت تقارير صحافية إلى أن اجتماع البرهان بنتنياهو يعيد إلى الأذهان اللقاء الذي جمع الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري برئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، أريئيل شارون، في مدينة نيروبي الكينية في ثمانينات القرن الماضي وانتهى بموافقة الخرطوم على عملية نقل يهود الفلاشا الموجودين في أثيوبيا إلى إسرائيل عبر الأراضي والمطارات السودانية.