إعلام العدو يكشف تفاصيل جديدة من “صفقة القرن”
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بنود خطيرة لما يسمى بـ”صفقة القرن”، التي تعتزم الإدارة الأمريكية نشر مبادئها خلال الـ 24 ساعة القادمة وفق ما أعلنته الإدارة الأميركية.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن أولى المبادئ التي كشف عنها: عدم وجود سيطرة للسلطة الفلسطينية على الحدود مقابل سيطرة إسرائيلية كاملة على القدس المحتلة، بموازاة فرض “السيادة” الإسرائيلية على المناطق المفتوحة المسماة C، والموافقة على كافة المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.
وقالت القناة “ستجري خلال الصفقة عملية محدودة لتبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، وسيتم تعويض الفلسطينيين بأراض في النقب”، وفق تعبيرها.
وفي قضية خطيرة تمسّ الملايين من الشعب الفلسطيني المهجّر من أرضه قسرا، فإن “الصفقة لم تمنح أي تعويض للاجئين الفلسطينيين مع احتمال لاستيعاب محدود لعدد قليل منهم“.
هذه البنود من المتوقع أن تؤدي الى ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال إلى رفع حالة التأهب في الضفة الغربية والقدس المحتلة وعلى حدود غزة.
الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة شدّد على ان “السلطة ترفض بشكل قاطع القرارات الأميركية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لما يسمى “إسرائيل”، إلى جانب جملة القرارات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي“.
وأكد أبو ردينة “الموقف الثابت الداعي لانهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، وقال: “إذا ما تم الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة عن سلسلة اجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب العدو بتحمل مسؤولياته كاملة كسلطة احتلال”، محذرا “”اسرائيل” والإدارة الأميركية من تجاوز الخطوط الحمراء“.
من جهته قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة “فتح” منير الجاغوب إن “صفقة القرن مرحلة استعمارية جديدة تسعى الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى فرضها، وهي ليست أكثر من صيغة للتحايل على الحقائق، ومحاولة لمكافأة الجلاد على جرائمه بينما تطلب من الضحية أن ترضى ببقائها خاضعة لإرادة الجلاد“.
وقال الجاغوب “لن تغير الصفقةُ من الواقع ولن تلغي حقّ الشعب الفلسطيني في وطنه“.
من جهته قال المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم إن “التسريبات المتلاحقة حول قرب إعلان الإدارة الأمريكية لما يسمى “صفقة القرن”، هي استمرار لتماهي الولايات المتحدة مع رؤية اليمين الصهيوني، وإصرار على المشاركة في العدوان على حقوق شعبنا.
وشدد على أنه “لن تمر أي صفقة أو مشروع ينتقص من حقوقنا الكاملة بأرضنا ومقدساتنا، وكل محاولات تمرير هذه الصفقة ستتحطم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده”، وقال: “شعبنا الفلسطيني هو الذي سيحدد مصيره بنفسه، عبر ثورته المستمرة ونضاله المشروع وإيمانه المطلق بعدالة قضيته، وقدرته على التضحية حتى انتزاع حريته وطرد المحتل“.
وأضاف إن “حدود وطننا الفلسطيني ومدينته المقدسة رسمها شعبنا بدمائه التي سالت عبر تاريخ مقاومته للمحتل، ولن تُرسم هذه الحدود بقرار من ساكن البيت الأبيض، ولن تستطيع قوة أن تختزل هذه الحدود المُسيجة بدماء واشلاء شهداء شعبنا وأمتنا“.
من ناحيته قال الأمين العام لـ”حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية” مصطفى البرغوثي إنها “ليست صدفة أن يتشارك نتنياهو وغانتس في الإعلان عن نواياهما ضم الأغوار والمستعمرات الاستيطانية، مع دعوة كليهما إلى واشنطن لبحث “صفقة القرن” مع إدارة الرئيس الأميركي دونلد ترامب، في ظل اتضاح استحالة قدرة أي منهما على تشكيل حكومة بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة“.
وقال البرغوثي: “هناك أساس قوي للاعتقاد بأن ترامب يحاول انقاذ شريكه نتنياهو بالضغط لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين نتنياهو وغانتس بهدف تمرير “صفقة القرن” التي كما صار واضحا ليست سوى خطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، ولتشريع الضم والتهويد والاستيطان ليس فقط للقدس بل ولمعظم أراضي الضفة الغربية، والعمل على تمرير التطبيع مع المحيط العربي على حساب القضية الفلسطينية“.
وأضاف البرغوثي: “يخطئ كافة فرقاء “صفقة القرن” إن ظنوا أنهم يستطيعون فرض إملاءاتهم على الشعب الفلسطيني الذي لن يتوقف عن النضال من أجل حقوقه الوطنية، ولن يرضخ أبدا لمنظومة الأبرتهايد العنصرية الإسرائيلية“.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنّه يعتزم الكشف عما أسماه “خطّته للسلام في الشرق الأوسط”، قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء.