من الصحف البريطانية
واصلت الصحف البريطانية مناقشة الاتهامات الموجهة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقرصنة هاتف مالك جريدة واشنطن بوست الملياردير الأمريكي جيف بيزوس من مختلف النواحي.
نشرت الإندبندنت أونلاين تقريرا لمراسل الشؤون الدولية بورز دراغي بعنوان “الأمم المتحدة: هاتف بيزوس ربما يكون تعرض للقرصنة بواسطة بن سلمان“.
يقول دراغي “في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018 وفي خضم الاتهامات التي احاطت بمقتل الكاتب في جريدة واشنطن بوست جمال خاشقجي قبل نحو 5 أسابيع تلقى مالك الجريدة جيف بيزوس رسالة غريبة على هاتفة المحمول“.
ويضيف “كانت الرسالة عبارة عن صورة عارية لصورة المذيعة التي كان بيزوس متورطا في علاقة معها، وكان ذلك قبل أشهر من افتضاح الأمر، والأغرب من ذلك أن من أرسل الرسالة حسب التقارير هو محمد بن سلمان ولي العهد السعودي“.
ويشير دراغي إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي تساور فيها بيزوس مخاوف من أن هاتفة تعرض للقرصنة. وفي الغالب تم ذلك من قبل الحاكم الفعلي للسعودية، مضيفا أن اثنين من الخبراء في منظمة الأمم المتحدة طالبوا المنظمة بإجراء تحقيق فوري في هذه التقارير.
ويواصل دراغي “أغنيس كالامار، مقررة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في قضايا الاختفاء القسري، ودافيد كاي موفد المنطمة لشؤون حرية التعبير قالا إن المعلومات التي جمعاها خلال الأشهر الأخيرة ترجح ان بيزوس وأشخاصا آخرين كانوا هدفا لحملة معقدة من القرصنة والتجسس دبرتها السعودية“.
ويؤكد دراغي أنه “ليس مؤكدا حتى الآن إن كان بن سلمان بنفسه هو الضالع في قرصنة هاتف بيزوس وسرقة المعلومات التي تم استخدامها لاحقا لابتزازه، لكن المعلومات المتواترة التي جمعها مقررا الأمم المتحدة ترجح أن بن سلمان أو المحيطين به هم من امتلكوا الإمكانيات والدافع للقيام بذلك“
ويشير دراغي إلى أن الرسالة التي وجهها بن سلمان لبيزوس وأدت إلى قرصنة هاتفه كانت، حسب التقارير، تحوي فيروسا من نوع بيغاسوس، وهو فيروس تجسسي طورته شركة (إن إس أو) الإسرائيلية قبل أسبوعين فقط من إرساله لبيزوس“.
نشرت الديلي تليغراف تقريرا لمراسليها راف سانشيز وماثيو فيلد حول الموضوع نفسه بعنوان “ولي العهد يجد نفسه في العراء بعد معركة المليارديرات“.
أولا يوضح التقرير الظروف التي احاطت ببداية الأزمة منتصف العام 2018 عندما كان العالم يحتفي بولي العهد الشاب الذي طرح للعلن رؤيته للمملكة عام 2030 مبشرا بحقبة انفتاح على العالم تتبنى نسخة من الإسلام المتسامح.
ويضيف أنه “في تلك الظروف التي توحي بروح الثقة ضغط بن سلمان زر الإرسال ليبعث رسالة لحساب بيزوس في تطبيق واتس آب على هاتف (أيفون إكس) وكان بها ملف فيديو مصاب بفيروس تجسسي“.
ويقول التقرير “لكن ولي عهد السعودية سيدرك سريعا أنه التقى نده وهو رجل تعمل امبراطوريته تقريبا في كل منطقة ضمن نطاق هذا الكوكب وهو مستعد لاستخدام ثروته التي تفوق الخيال لمواجهة حتى أكثر الحكام قوة في العالم”، مشيرا إلى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي.
ويضيف “بعد نحو عامين من هذه اللحظة أصبحت سمعة بن سلمان في حالة يرثى لها بفضل قوات بيزوس التي استخدمها ضده وساهمت التغطية العنيدة لجريدة واشنطن بوست التي اشتراها بيزوس عام 2013 في تعرية دور الدولة السعودية في اغتيال جمال خاشقجي وعززت من الأصوات التي توجه الاتهام لبن سلمان بأنه مسؤول شخصيا عن الجريمة“.
ويعرج التقرير على نفي المملكة إمكانية ضلوع ولي العهد في قرصنة هاتف بيزوس. لكنه يقول أيضا “بالنسبة للأمير محمد فقد يبدو أن ضلوعه شخصيا في هذه العملية عمل متهور بشكل كبير. لكن شخصية الأمير الشاب معروفة أيضا بالاندفاع والتهور والعدوانية والرغبة في خوض المخاطر“.
ويضيف “عندما أراد مسؤول سعودي منع الأمير الشاب من الاستيلاء على أحد العقارات، قام حسب التقارير، بإرسال رصاصة إليه في مظروف ليكسب لنفسه اسم (أبو رصاصة). وفي نزوة سريعة دفع 550 مليون دولار لشراء يخت عام 2015 جنوبي فرنسا وهذا السلوك يبدو غالبا السلوك النمطي لأمير شاب متهور نشأ وسط ثروة مهولة“.
ويختم التقرير “لقد قضى بن سلمان الأسابيع القليلة الماضية متخندقا في قصوره في الرياض دون ظهور علني يذكر، ويبدو أن الأيام التي قد يكون فيها موضع ترحاب من شخصيات شهيرة أو شركات تقنية أمريكية تبدو من قبيل الأحلام بعدما أصبح ينظر إليه على مستوى العالم على أنه شخص منبوذ ومتهم بأن دماء خاشقجي لازالت تلطخ يديه“.
نشرت الغارديان تحليلا حول الموضوع نفسه لمراسل الشؤون التكنولوجية ألكس هيرن بعنوان “كيف ربطت الأمم المتحدة بين السعودية وقرصنة هاتف بيزوس؟“
يقول هيرن إن “مطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق في قرصنة هاتف بيزوس جاء بعد اطلاعها على تقرير أمني لشركة (إف تي أي) للأمن الإلكتروني حول قرصنة الهاتف، وقالت فيه إنها بعد فحص هاتف بيزوس توصلت بقناعة تتراوح بين المتوسطة إلى المرتفعة إلى أن الهاتف تم اختراقة بسبب أفعال تمت عبر حساب على تطبيق واتس آب منسوب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان“.
ويضيف هيرن أنه حسب التقرير نفسه فإن الفيروس الذي أصاب هاتف بيزوس تم تطويره من قبل إحدى شركتين إما شركة (إن إس أو) – الإسرائيلية- أو (فريق قرصنة)، مشيرا إلى أن الشركة الإسرائيلية نفت بشدة أن وسائل أمنية تنتجها هي المسؤولة عن اختراق هاتف بيزوس.
ويؤكد هيرن أن التقرير الأمني الذي اعتمدت عليه الأمم المتحدة أوضح أن كلتا الشركتين (إن إس إو) و (فريق قرصنة)، وهي شركة إيطالية تمتلكان الوسائل التي يمكن نظريا استخدامها في العملية.
ويوضح أن الفيروس لم يكن في الفيديو الذي تلقاه هاتف بيزوس لكنه كان موجودا في الملف الخارجي الذي كان الفيديو مُضمنا فيه.