من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: حشود مليونيّة وفقدان سيطرة على التدافع لملامسة النعش ترافق تشييع سليماني… واليوم يوم آخر بوتين والأسد يشهدان لـ”سلام الشام”… وترامب ينتظر الحريق الذي وَعَدَ به الخامنئي الحكومة أمام عقدتي الخارجية والدفاع… وباسيل: أول مَن يسهّل التشكيل… لكن الأهم النجاح
كتبت صحيفة “البناء” تقول: طغت على كل شيء مشاهد المسيرات المليونيّة التي غطت شوارع مدن الأهواز ومشهد وطهران، وكان ختامها المأساوي في كرمان بالتدافع الحماسي لملامسة نعش قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، حيث سقط العشرات قتلى والمئات جرحى وتعذّر إجراء مراسم الدفن أكثر من مرة حتى ساعات الليل المتقدّمة، وتوقفت الجهات الدبلوماسية والإعلامية والأمنية أمام قراءة هذا المشهد كتعبير معاكس لكل ما وعد به الأميركيون أنفسهم ووعدوا به العالم لجهة تفكك النظام في إيران وتراجع شعبيته وتخلّي الشعب الإيراني عن خياراته بالمواجهة، ليأتي الطوفان الشعبي الذي شهدته إيران حاسماً لجهة إظهار حجم الالتفاف الشعبي على ما هو أكثر من نظام حكم وقيادة دينية، بل حول خيار المواجهة بذاته، حيث الملايين تعلن عهودها لسليماني بالثأر والانتقام والسير على خطاه في مواجهة المشروع الأميركي وصولاً للسير في خط المقاومة حتى سقوط كيان الاحتلال والدخول إلى القدس.
الرئيس الأميركي وفريقه المرتبك بالتعامل مع مرحلة ما بعد اغتيال سليماني ورئيس أركان الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس حاول الفصل بين المعضلتين الإيرانية والعراقية، فجاءت رسالة الانسحاب وسحبها لتقدّم مثالاً على الارتباك الأميركي مقابل وضوح وحزم وحسم على الضفة العراقية يشبه ما هو قائم على الضفة الإيرانية. فالرهان الأميركي لم يكن على تحييد كتل بلون طائفي أو عرقي معين في العراق من المواجهة، بل تعطيل المواجهة من داخل البيت الشيعي الذي ظنّ الأميركيون أن لديهم القدرة على التلاعب بمكوّناته خلال الشهور الماضية، فجاء الاغتيال ليقول للأميركيين إن كل ما بنوه كان على قصور على رمال. فخرجت مرجعية النجف بموقف يحاكي مرجعية قم، وخرج تكتل السيد مقتدى الصدر في مجلس النواب العراقي بموقف يلاقي موقف كتلة الحشد الشعبي. وظهر الأميركيون أعجز من القدرة التي توهموا امتلاكها، وتوحّدت صفوف وساحات بوجههم لطالما بنوا خططهم على النجاح بتفكيكها.
في دمشق كان الحدث الذي انتقلت إليه الأضواء، في مقاربة وقراءة ما يجري في المنطقة وليس بعيداً عن ساحتي الاشتباك الإيرانية والعراقية، حيث طهران تستعدّ ليوم ما بعد التشييع لبدء العدّ التنازلي للردّ الموعود، وحيث بغداد تستعدّ فيها قوى المقاومة لترجمة القرارين النيابي والحكومي بعد مهلة معقولة قالت قوى المقاومة إنها تمنحها للاتصالات الدبلوماسية للحكومة العراقية بدول التحالف الذي تقوده واشنطن لضمان التزام سلمي بالانسحاب. ففي دمشق قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد باستعراض مشاهد وعلامات السلام والأمن والفرح التي تزهو بها دمشق، في عيد الميلاد ومطلع العام الجديد وتنقلا بين أحياء العاصمة وفي كنائسها والمسجد الأموي، في تعبير أعلى من السياسة لقوة نموذج سورية الجديدة، كنتاج يفتخر به الحليفان ومعهما الحليف الإيراني، يقدّمونه للعالم بالتوازي مع النموذج الذي قدّمته واشنطن، سواء في الحرب على داعش، أو ما تقدّمه اليوم في تحويل التفويض الذي حازته من الحكومة العراقية لتحوّل العراق ساحة للإرهاب، والقتل وتنتهك سيادة الدولة المضيفة وتقتل قادتها وضيوفها وتستهدف قواعد قواتها النظامية على الحدود. ولعل في مشهد الرئيس بوتين في دمشق رسالة تقول إن بمستطاع العالم أن يجد في السلوك الروسي وقبول شعوب المنطقة وحكوماتها به، بديلاً للحريق الذي أشعله الأميركي وتلاحقه شعوب المنطقة وحكوماتها وقواها المقاومة متوعّدة بحريق أشد اشتعالاً.
في هذا الإقليم المشتعل، والمفتوح على الاحتمالات يتابع المسؤولون اللبنانيون محاولاتهم لاستيلاد الحكومة الجديدة، وجاء اللقاء الرئاسي لرئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب، تعبيراً عن هذه المحاولات لتذليل العقد التي تعترض ولادة الحكومة، والتي قالت مصادر متابعة إن أبرزها عقدتي وزارتي الخارجية والدفاع، خصوصاً بعد المتغيّرات التي شهدتها وتشهدها المنطقة، والمواصفات التي يجب توافرها في من يتولى أي من هاتين الحقيبتين، فما كان مقبولاً على هذا الصعيد قبل المتغيرات لم يعُد مناسباً بعدها. وقالت المصادر إن توحيد الرؤى والمواصفات جارٍ والمحاولات لتخطي الأزمة قائمة، وستظهر نتائج المساعي خلال الأيام المقبلة، آملة أن يخرج بحصيلتها الدخان الأبيض، بينما قالت مصادر سياسية واسعة الإطلاع أن عدم النجاح في حلحلة العقد يعيد النقاش إلى توصيف الحكومة، بين تكنوقراط وتكنوسياسية وحكومة سياسية بدأ الحديث عن الحاجة إليها يتّسع في الأوساط المعنية.
من جهته وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المعني الرئيسي بالاتهامات الخاصة بعقد التشكيل تحدّث في حوار تلفزيوني على قناة الجديد فقال “الحكومة يؤلّفها رئيس الحكومة بالتشاور والاتفاق مع رئيس الجمهورية، ونحن كباقي الكتل النيابي نعطي رأينا ولا نتدخّل. ونحن بوضع استثنائي، ومعيارنا الوحيد هو إمكانية نجاح الحكومة في إخراجنا من الوضع الحالي، وليس صحيحاً ان هناك عقدة في وزارة الخارجية ونحن منفتحون على كافة الخيارات ولا أقبل أن يتم تصنيف الناس وان يتم استهدافي ومنعي من إعطاء رأيي في حين ان الجميع يعطون رأيهم في تشكيل الحكومة”.
وأكد باسيل أن “الحكومة حجر أساس، لكن الأصعب والاساس هو ماذا ستفعل هذه الحكومة لانتشالنا من الواقع الاقتصادي ولا أحد يسهّل تشكيل الحكومة مثلما أفعل لدرجة إلغاء الذات والاستعداد لعدم المشاركة. وما يُطرح عن تمسكي بوزارة الطاقة ورفض دميانوس قطار في الخارجية غير صحيح وسيظهر ذلك لاحقاً”، معتبراً أنه “لن تكون هناك وزيرة كندى بستاني في وزارة الطاقة والوزارة ستخسرها والبلد سيخسرها بسبب رفض توزير حزبيين ووزراء سابقين”.
وأفاد بـ”أننا نريد أن يتم تأليف الحكومة بالسرعة اللازمة لكن لن نكون جزءاً من الفشل، عنوان المرحلة المقبلة هو كيفية تأمين سياسات نقدية تصحيحية وتغيير السياسة المالية لأنها لن توصلنا إلا إلى تدهور أكبر”، مشيراً إلى أن “فيليب زيادة لبنان يجب الافتخار به، لأنه من الناجحين ويساعد اللبنانيين لكنني لم أطرح اسمه للتوزير بل طرح عليّ من قبل الرئيس المكلف وقلت له انتبه سيعتبرون أنه مقرّب مني”.
الأخبار: تأليف الحكومة: دياب يتمسك بالخارجية أو الدفاع و”التيار” يهدد بالانتقال إلى المعارضة
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لا تقدّم في تأليف الحكومة. الغليان يشتد داخلياً وخارجياً، لكنه لا ينعكس سرعة في التأليف. ببلادة يتعامل المؤلّفون مع كل ما يجري من حولهم. أولويتهم تحقيق المكاسب وتقاسم الحصص، ولذلك عنوان الخلاف حالياً هو وزارة الخارجية… ويمكن أن يكون غداً أي شيء آخر
تأليف الحكومة تحوّل إلى أحجية. حُلّت العقد. لا لم تُحلّ. اقترب التأليف. لا لم يقترب. منذ نحو شهر والمشهد على حاله. وكل ما يجري حكومياً، لا يأخذ التطورات الداخلية والخارجية بعين الاعتبار. صراع الحصص والمكاسب يبدو مقززاً. لا أحد يتحدث عن خطة لمواجهة الأزمة أو رؤية لاستعادة ثقة الناس. شكل الحكومة أهم. هل هي حكومة حسّان دياب أم جبران باسيل؟ الأول يريد أن يثبت أنه هو من يؤلف فعلاً لا قولاً، والثاني يريد أن يعود إلى الحكومة محافظاً على الوزن الذي كرسّه في الحكومة السابقة. بالنتيجة، فإن الحكومة المتّهمة بأنها حكومة اللون الواحد غير قادرة على الاتفاق حتى على الأساسيات. الصراعات المستمرة تقلل من فرص الإنقاذ.
الانهيار المالي والاقتصادي يترسخ يوماً بعد يوم. أمس سجلت المصارف أعداداً قياسية من المودعين الساعين إلى سحب ما أمكن من أموالهم. قبل نصف ساعة من الإقفال، سجل في أحد المصارف وجود 230 زبوناً ينتظرون دورهم. الذل اليومي الذي يتعرض له الناس صار عادة، لكن ماذا عن الهزة التي شهدها الإقليم باغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؟ هل حقاً ثمة من يعتقد أن لبنان سيكون معزولاً عن تداعياتها؟ إن كانت الإجابة بلا، فهل تعدّلت حسابات التأليف؟ حتى اليوم لا يزال الأمران معزولين عن بعضهما البعض. الاتفاق على حكومة تكنوقراط ساري المفعول، والخلافات اليوم، تندرج في إطار مختلف. لكن الأكيد أن في 8 آذار من خرج ليقترح العودة عن الموافقة على حكومة تكنوقراط صرف، انطلاقاً من أن البلد بحاجة إلى مواجهة التحديات الخارجية بمقدار حاجته لمواجهة التحديات الداخلية. ولذلك، عادت المطالبة بحكومة تكنوسياسية تتجدد. مع ذلك، فإن حزب الله يكاد يكون أخرج يديه من التأليف. أولياته صارت في مكان آخر، بالرغم مما نقل سابقاً عن مصادر قريبة منه بأنه لا يزال حريصاً على تشكيل الحكومة بأسرع وقت من دون أي تعديل في شكلها.
في مطلق الأحوال، وبالرغم من الكلام عن خلافات تتعلق بحقيبة الخارجية تحديداً، يبدو أن الاتفاق على المبادئ لم يتم بعد. ليس خلافاً على اسم دميانوس قطار بقدر ما هو خلاف على مبدأ حصول دياب على حقيبة مسيحية أساسية (الخارجية أو الدفاع). باسيل يعتبر أن الخارجية من حصته، ويصر عليها وعلى “الطاقة” و”الدفاع”. لكن قبل الدخول بالأسماء، لم يُتّفق على الحصص. رئيس التيار الوطني الحر مصرّ على الثلث المعطّل، أي أن يحصل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر معاً على سبعة مقاعد، فيما يذهب مقعد لكل من المردة والطاشناق. وهو الأمر الذي استدعى رداً من كتلة المستقبل، التي نبهت في اجتماعها إلى “المعلومات المتداولة عن محاولات وضع اليد مجددا على الثلث المعطل”. عملياً حصول دياب على الخارجية أو الدفاع، يعني تلقائياً سقوط الثلث المعطّل من يد باسيل، إضافة إلى سقوط حقيبة وازنة من حصته.
الخلاف في اللقاء الأخير بين الطرفين وصل إلى حد تعبير دياب عن امتعاضه من طريقة عمل باسيل. قال: “أنا رئيس الحكومة ولا يمكن أن تؤلف من دون أن يكون لدي فيها شيء”. الخلاف وصل إلى حد إبداء التيار الوطني الحر استعداده للانتقال إلى المعارضة وترك دياب يؤلف كما يشاء في حال لم يحصل على المقاعد التي يريدها. لكن دياب رد بالقول: كيف تريدون أن تكونوا في المعارضة وأنتم طيّرتم حكومة سعد الحريري لتكونوا في الحكومة. فكان الجواب: مستعدون لإعطائك الثقة وإن كنا في المعارضة. بنتيجة انسداد أفق التفاهم مع باسيل، قرر دياب عدم التواصل معه. ما زاد من حدة المشكلة، كان الإعلان عن مقابلة تلفزيونية مع باسيل، يتحدث فيها عن الشأن الحكومي. لكن باسيل لم يسهب في الحديث عن الحكومة. قال إن “معيارنا الوحيد هو امكانية نجاح الحكومة في اخراجنا من الوضع الحالي ونحن كغيرنا من الكتل نعطي رأينا وتشكيل الحكومة يقوم به رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف”.
وبالفعل، زار دياب رئيس الجمهورية أمس، وتردد أن الزيارة حققت إيجابيات ملحوظة. لكن هذه الإيجابيات لم تساهم في زيادة التفاؤل باقتراب تشكيل الحكومة.
الى ذلك، استقبل باسيل أمس السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد وجرى البحث، بحسب مصادر مطلعة، “في حماية لبنان من نيران المنطقة وامن الاميركيين في لبنان”.
النهار : القوى الداعمة للحكومة = القوى المعطلة
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لم ينفرط عقد الحكومة القيد التأليف بعد، ولم تتراجع علناً القوى الحليفة الداعمة لحكومة اللون الواحد، عن اتفاقها مع الرئيس المكلف حسان دياب على حكومة التكنوقراط، لكن دياب لجأ الى بعبدا، عارضاً للرئيس ميشال عون مسودته للحكومة الموعودة، منقوصة الاسماء الشيعية تحديداً، محاولاً تخطي بعض العقبات التي يتهم صهر بعبدا الوزير جبران باسيل بها، في حين ان العقبات تتجاوز باسيل الى مواقع أخرى عدة، منها أيضاً “تيار المردة” الذي عاد الى المطالبة بحقيبتين بدلاً من واحدة.
وفي المعلومات ان اجتماع بعبدا أفضى الى حل لمشكلة عالقة على خط دياب – باسيل، قضى باسناد حقيبة الاقتصاد من حصة الرئيس عون الى الوزير السابق دميانوس قطار، في مقابل اعطائه الخارجية التي ستسند الى شخصية يرضى عنها “حزب الله” في مرحلة ما بعد اغتيال اللواء الايراني قاسم سليماني ودخول المنطقة في دائرة المواجهة.
وأكدت مصادر مواكبة للقاء ان “أجواء اللقاء كانت ايجابية وقد توصل الى حلحلة في مسائل عالقة عدة”. ونقلت المصادر المطلعة تفاؤل الرئيس المكلف الذي يرى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وانه تمت جوجلة الأسماء المقترحة لوزارات. ولكن لم تجزم الأوساط بما اذا كانت الحكومة ستولد خلال الاسبوع الجاري.
من جهة أخرى، استرعى الانتباه موقف “كتلة المستقبل” الذي تحدث عن “معلومات متداولة عن محاولات وضع اليد مجدداً على الثلث المعطل وعن دخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير واقتراح اسماء مكشوفة بخلفياتها الأمنية والسياسية، الأمر الذي يشي بوجود مخططات متنامية لتكرار تجربة العام 1998 وسياساتها الكيدية”. وأكدت موقفها من الشأن الحكومي وامتناعها عن المشاركة في أي تشكيلة وزارية، سواء مباشرة أو بالواسطة.
وفي هذا الاطار، نقل عن مرجع قوله ان “تجربة التكنوقراط فشلت” قبل تبلور صورتها أو معرفة خيرها من شرها في ميدان السرايا الحكومية التي لا يمزال مفتاحها في يد الرئيس سعد الحريري الى حين صدور مراسيم تأليف حكومة دياب. ويبقى انه لم يعد ثمة فرق بين الوزير الحزبي الذي يعيّنه فريقه والتكنوقراط الذي يحظى بمباركة الحزب او الزعيم.
وربطاً بهذا الكلام، توقف مصدر متابع عند “ايحاء الثنائي الشيعي بأنه يسهل عملية التأليف، في حين أنه لا يقدم لائحة بأسماء مرشحيه الى الرئيس المكلف، ما يرسم أكثر من علامة استفهام حول نيته الحقيقية التسهيل، خصوصاً بعد اغتيال قاسم سليماني”. وقال “إن حزب الله يتذرع بأنه منهمك بالشأن الاقليمي، أما الرئيس نبيه بري فيحتفظ باسم مرشحه الى اللحظة الاخيرة قبل صدور مرسوم التأليف. واذا ما سار كل الاطراف على هذا النحو، فإن جعبة الرئيس المكلف ستبقى فارغة، ولن يكون في امكانه اعداد لائحة اسمية يكون له رأي فيها، أو حتى حق الاعتراض عليها. وربما كان هذا ما تهدف اليه الجهات الداعمة له أمام الرأي العام“.
وتردد أمس أن حركة “أمل” أعدت اسماً جديداً هو عباس مرتضى المسؤول عن العمل البلدي في الحركة. واذا صحّت التسمية فيكون طرحه نسفاً لمبدأ التكنوقراط بعيداً من المسؤوليات الحزبية. كذلك امتنع “حزب الله” عن التسمية، فيما تتردد في أوساطه اسماء علي ضاهر وحمد حسن وعلي حيدر بعدما سقط اسم عبد الحليم فضل الله.
على صعيد آخر، وقّع رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان كتاب احالة مشروع موازنة 2020 على رئيس مجلس النواب بعد ورود الجداول المعدلة من وزارة المال وفقاً لتعديلات لجنة المال والموازنة مرفقاً بمواد القانون والاعتمادات والتوصيات.
الديار : المخاض الحكومي في أخر مساره والتشكيلة من وزراء إختصاصيين بإمتياز الرئيس المكلّف سيطلب المساعدة من السعودية للحصول على الغطاء السنّي
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : في ظل إستمرار الإحتجاجات الشعبية في عدّة مناطق لبنانية وإستمرار القيود المصرفية التي تُعطل عمل العديد من الشركات وتضّغط على المواطن في حياته اليومية، عاد الملف الحكومي إلى العلن بقوّة مع الزيارة التي قام بها الرئيس المكلّف حسان دياب إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي أدّت إلى حلحلة العديد من العقد وتُظهر أن مسار التأليف يسير على خطى ثابتة مع مُسلّمات ثابتة على رأسها إصرار الرئيس المكلف تشكيل حكومة إختصاصيين.
مخاض الحكومة مُستمر، فزيارة الرئيس المكلّف البارحة إلى القصر الجمهوري ولقائه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حلحل العديد من النقاط العالقة والأجواء كانت إيجابية. والظاهر من التعقيدات التي تُعرقل تشكيل الحكومة أن معايير التشكيل المُعتمدة من قبل الرئيس المكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية هي معايير تعتمد على مقاييس العمل للوزراء المرشّحين وليس على الوجوه.
الطابع الإختصاصي للحكومة يفرض عليها إعتماد مخطط عمل يناقض عمل 11 حكومة أتت من قبلها وستقوم بعمل عكس ما قامت به كل سابقاتها. وبالتالي يظهر عمل هذه الحكومة على أنه إنتقام من الحكومات السابقة.
ولكن في ظل وجود حكومة وزراؤها من الإختصاصيين وليسوا من خلفية سياسية أو مارسوا السياسة سابقًا، مَن هو العقل الذي سيحكم عمل هذه الحكومة خصوصًا أن رئيسها هو أكاديمي قبل كونه وزيرًا في حكومة الرئيس ميقاتي؟. من الواضح أن هذا الأمر سيفرض وجود ضغط كبير على رئيس الحكومة الذي سيجد نفسه بمواجهة مع الأحزاب في كل الملفات السياسية أو التي لها بعد سياسي.
لبنان الذي ينتظر إقتصاديًا تحرير أموال مؤتمر سيدر وفي ظل الواقع الإقتصادي الحالي السيئ، سيجد نفسه مرغمًا بالتعاون مع العواصم الغربية لوضع خطّة النهوض. ومن المتوقّع أن تقوم الحكومة الجديدة بوضع خطّة عمل بالتنسيق الكامل مع الوزير الفرنسي ولكن أيضًا مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مما يعني أن مُخطّط هذه الحكومة (أقلّه الإقتصادي) سيكون غربياً بإمتياز.
على كلٍ القرارات التي ستتخذها حكومة الإختصاصيين، ستكون مبنية على خيارات علمية وبالتالي ستضع مجلس الوزراء المؤلف من وزراء إختصاصيين بمواجهة مع مجلس النواب السياسي المذهبي. هذا الكباش يطرح السؤال عن طبيعة هذه العلاقة التي لم تعتَد عليها الحياة السياسية اللبنانية في تاريخها الحديث حيث أن كل شيء كان يتم من خلال التوافق السياسي على حساب المواطن والعلم.
هذا الكباش بين مجلس الوزراء وبين مجلس النواب يطرح السؤال عن موقف رئيس الجمهورية الذي ومن دون أدنى شكّ سيقف إلى جانب الحكومة وسيدّعمها في كباشها مع المجلس النيابي نظرًا إلى أنه هو من ساهم في تأليفها مع الرئيس المكلّف.
وتبقى عقدة مُهمّة أمام خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن وهي مُشكلة الوزراء السنّة. فالحكومة حاصلة على الغطاء المسيحي والشيعي وينقصها الغطاء السنّي وهذا الأمر سيُشكّل مُشكلة كبيرة نظرًا إلى أن الميثاقية التي وُضعت بُعيد إتفاق الطائف غير متوافرة.
في الواقع هذا الأمر سيدّفع الرئيس المُكلّف إلى وضع كل ثقله مع المملكة العربية السعودية لترويض الأحزاب السنّية في لبنان للحصول على الغطاء السني المطلوب. وهذا الأمر هو أمر شبه محسوم خصوصًا أن موقف دار الفتوى هو موقف مُعتدل لم يُهاجم الرئيس المُكلّف ولم يُطلق موقف رافض لتكليفه.
اللواء : فحص في بعبدا للأسماء.. ودياب يعود “بخفي حنين“! باسيل ينعي الحكومة قبل التأليف.. والحابل يختلط بالنابل في الترشيح والإعتراض
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : مزيد من النقاش حول مسودة الحكومة التي كانت بحوزة الرئيس المكلف حسان دياب، التي عرضها على الرئيس ميشال عون، في الاجتماع الذي عقد بينهما بعد ظهر أمس.. ليعود من هناك، يُخفي حنين كما قال..
وعليه، بصرف النظر عن الوقت الذي قد تأخذه عملية التأليف، فإن الوضع السياسي مرشّح ان يقع مجدداً تحت تأثير عقد ومطالب وتحويلات دولية – إقليمية، تعيد النقاش إلى أصل المسألة، حكومة تكنوقراط أم حكومة سياسية، خلافاً لما كان طرح في فترة التفاوض مع الرئيس سعد الحريري حكومة تكنو-سياسية.
ووفقاً لبعض المصادر المطلعة فإن ثمة تريثاً إلى ما بعد دفن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في إيران.
وفي سياق الأسماء المقترحة، ترددت معلومات عن ان ثمة تسوية حصلت لجهة تولي الوزير السابق دميانوس قطار وزارة الاقتصاد، وترك وزارة الخارجية لشخصية يسميها الوزير جبران باسيل، نظراً لحساسية المرحلة، في ضوء اعتراض “حزب الله” على السفير ناصيف حتي.
وكشفت مصادر متابعة ان المحامية ماري كلود نجم (من البترون) مرشحة لوزارة العدل، وهي أستاذة في الجامعة اليسوعية، وقريبة من الحراك..
اضافت ان النائب السابق سليمان فرنجية يطالب بحقيبتين لكتلته أي بوزيرين، من بينهما المهندسة سامية يمين دويهي لوزارة الاشغال مكان الوزير يوسف فنيانوس.
كما تحدثت المصادر عن ان الرئيس برّي لديه اسم آخر من آل عبد الله ليحل مكان الخبير الاقتصادي غازي وزني في وزارة المال.
الجمهورية : حديث عن تشكيلة تنتظر “الخارجية”… ومخاوف من حرب شاملة في المنطقة
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : في غمرة التطورات المتلاحقة إقليمياً ودولياً، وترقّب ما سيكون عليه رد ايران ومحورها على اغتيال الأميركيين قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، بَدا مشهد التأليف الحكومي في لبنان رتيباً لولا الاختراق الذي شهده بفعل زيارة الرئيس المكلف حسان دياب لرئيس الجمهورية ميشال عون، ووجده المراقبون اختراقاً في الشكل ولا ينبغي المبالغة في الرهان عليه، تاركين للأيام أن تثبت إمكان أن تكون له ابعاد عملية.
لكن ما يظهر من مواقف يوحي أنّ التأليف الحكومي ما زال يدور في حلقة مفرغة بفِعل النزاع على أسماء مرشحة للتوزير بين الرئيس المكلف وبعض الافرقاء السياسيين، ولاسيما منهم “التيار الوطني الحر”، فيما بدأ بعض القوى السياسية يبني رهانات جديدة على ما بعد الرد الايراني على الاميركيين وما يمكن للأخيرين مِن رد عليه، في الوقت الذي بدأت تصدر مواقف سلبية داخلية في هذا الصدد أدرجها المراقبون في سياق جعل الملف الحكومي أسير أحداث وعقبات لعرقلة إنجاز الاستحقاق الحكومي في ظل الواقع الاقليمي والدولي المُستجد. ولاحظ المراقبون انّ ما يسرّب عن التأليف الحكومي حتى الآن غير مقنع للرأي العام، ولا يشير الى انّ الوضع يتجه أفقياً نحو حلّ قريب.
ظلّ أمس حابل التأليف الحكومي مختلطاً بنابل التطورات الاقليمية والدولية المتلاحقة، والتي تبدو المنطقة معها مفتوحة على شتى الإحتمالات، إبتداء من اليوم بعد دفن الايرانيين والعراقيين جثمانَي سليماني وابو مهدي المهندس اللذين شيّعتهما الملايين من الايرانيين والعراقيين.
وقد حذّر رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال لقائه قائد قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ستيفان دل كول، من “استمرار لبنان في تلقّي النتائج الجانبية للحروب في الشرق الاوسط”. وقال: “لبنان يحافظ على سلامة جميع أبنائه من دون تمييز بين المقيمين او الموجودين على أرضه”.
وكان عون أكد امام المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش العمل على تثبيت الاستقرار، وعدم تأثير التطورات الامنية الاخيرة على الوضع الامني اللبناني.