من الصحافة الاسرائيلية
أظهرت نتائج استطلاعات اسرائيلية أن معسكر اليمين يتفوق على معسكر ما يسمى “اليسار – الوسط”، فيما أتت النتائج قريبة إلى نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ليبقى موقف أفيغدور ليبرمان (6 – 8 مقاعد) الحاسم في ترجيح كفة أي من المعسكرين، على الرغم من تراجعه في استطلاعين. ويبدو أن هذا ما دفع ليبرمان إلى المسارعة للتصريح بأنه سيمنع إجراء انتخابات برلمانية رابعة.
حصلت قائمة “كاحول لافان” برئاسة بيني غانتس، في استطلاع القناة 12، على 35 مقعدًا، فيما حصل الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 33 مقعدًا.
وحصلت القائمة المشتركة على 13 مقعدًا (عدد المقاعد الحالي)، وحصل “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، كما حصلت “شاس” برئاسة آرييه درعي على 8 مقاعد، وكذلك قائمة “يهدوت هتوراه” الحريدية حصلت على 8 مقاعد. وحصلت قائمة “اليمين الجديد” برئاسة نفتالي بينيت وأييلت شاكيد على 6 مقاعد.
ووصف المحللون في الصحف الإسرائيلية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأبشع الأوصاف، مثل “كذاب” و”جبان” و”مجرم”، وذلك بعد أن طلب رسميا، أمس، أن تمنحه الكنيست حصانة من أجل إرجاء محاكمته في تهم فساد خطيرة. لكن حتى المحللين المؤيدين له، أكدوا أن احتمالات موافقة الكنيست على منحه الحصانة، حتى بعد الانتخابات المقبلة، هي احتمالات ضئيلة.
وأشار المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، إلى أن وضع نتنياهو صعب، “لأن من يطلب الحصانة سيعتبره الجمهور متهما. ففي دولة قانون، يحارب الأبرياء من أجل براءتهم، والمجرمون يطلبون الحصانة“.
وأضاف أن وضع نتنياهو صعب، “لأنه يعلم أن من يطلب الحصانة، يعتبره الجمهور جبانا. والبطل الذي دخل في مواجهة ضد رئيس الولايات المتحدة (باراك أوباما) يخاف من مواجهة مدعية في المحكمة. وناخبيه، حتى أولئك المستعدين للتسامح مع المخالفات المنسوبة له، سيواجهون صعوبة في تفسير جُبنه. ليس هكذا ينبغي أن يتصرف ملك إسرائيل. فملك إسرائيل لا يهرب من المعركة، وإنما يحارب وينتصر“.
واتهم برنياع نتنياهو بالإدلاء بتصريحات كاذبة، خاصة فيما يتعلق باتهامه النيابة العامة باختلاق اتهامات ضده وأنها تآمرت عليه. واعتبر أن “من حق نتنياهو أن يحارب ضد لوائح الاتهام ضده؛ ومن حقه طلب الحصانة لنفسه. لكن لا يحق له القضاء على ما تبقى من ثقة مواطني الدولة بمؤسساتها. ومن دون ثقة لا يوجد قانون، لا توجد مؤسسات، لا يوجد جيش، لا توجد دولة. وإذا كان نتنياهو يريد أن يصبح فوضويا، فليذهب للتظاهر قرب الجدار في بلعين“.
وتوقع برنياع أن تلعب مسألة الحصانة دورا مركزيا في المعركة الانتخابية. “حلم حكومة الوحدة مات. ونتنياهو يأمل بحكومة 61 (عضو كنيست)، حكومة يمين، حكومة حصانة، وغانتس (رئيس كتلة “كاحول لافان”) يأمل بالوصول إلى كتلة مانعة. والفشل بتشكيل حكومة بعد الجولتين الانتخابيتين الماضيتين كان من شأنه أن يقرب بين الحزبين الأكبرين، لكن حصل العكس: كلاهما عالقان في مأزق نتنياهو. كاحول لافان ليست قادرة (على الائتلاف) معه؛ والليكود ليس قادرا (على تشكيل حكومة) بدونه. وحتى لو منحته دورة الكنيست المقبلة حصانة، فإن غانتس وحزبه لن ينضموا إلى حكومته لأنه سئموا منه”.
كذلك ألقى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، بالأوصاف نفسها على نتنياهو. “صحيح أنه لم تتم إدانة نتنياهو بعد. لكن سلوكه، طريقه، لغته وأقواله مثل المجرم. وسلسلة أكاذيبه، التي كُشفت أمس مرة أخرى، تلائم مجرم تسلسلي، وليس زعيما”. كذلك وصفه فيرتر بأنه “سياسي صغير“.
وأضاف أن نتنياهو سعى إلى الحصانة، “ونظريا، الحصانة قائمة طالما لم تقسم هيئة الكنيست الجديدة اليمين وتتشكل لجنة كنيست تنظر في طلبه، والاحتمال الأكبر أن يُرفض، سيكون محميا قضائيا“.
وحسب فيرتر، فإن “السيناريو الأفضل بالنسبة لنتنياهو هي جولة انتخابية رابعة، وتليها خامسة وهكذا دواليك. وحتى لو فازت كتلة اليمين بـ61 عضو كنيست، فإنه ثمة شك كبير إذا كان جميع أعضاء الكنيست من حزبه سيؤيدون طلب الحصانة. وحتى إذا فعلوا ذلك، فإن التوقع هو أن تلغي المحكمة العليا ذلك، مثلما فعلت في حالات أسهل. إذا أن المشرع لم يقصد ذلك. ونتنياهو يعلم أن جميع الأودية تسير إلى هناك، ولكن نتنياهو يلعب على الوقت“.
وحول خطابه أشار فيرتر إلى أنه “شاهدنا نتنياهو هلعا. الجدران تُغلق عليه. ولم يبث فكاهة ولا ثقة بالنفس وإنما خوفا“.
اعتبر المحلل السياسي في صحيفة “اسرائيل اليوم”، غدعون ألون، أن طلب نتنياهو الحصانة لم يفاجئ أحدا. وأضاف أن “كافة المؤشرات تدل على أن لجنة الكنيست التي تسعى المعارضة إلى تشكيلها ستشكل، وسيجري نقاش حول طلب نتنياهو الحصانة. وبالإمكان الترجيح أيضا أنه ستكون في اللجنة أغلبية لمعارضي الحصانة. ورغم ذلك، ينبغي أن نذكر أن النقاش في لجنة الكنيست يتوقع أن يطول، وربما لأشهر. ويتوقع أن يتحدث أمام اللجنة كل من المستشار القضائي للحكومة ومحامو نتنياهو ورئيس الحكومة نفسه وجهات أخرى ضالعة في الملفات”.
وتابع ألون أنه “لذلك، فإن إستراتيجية نتنياهو هي إطالة النقاش المتوقع في لجنة الكنيست بقدر الإمكان، من أجل الوصول إلى الانتخابات والأمل بالحصول على 61 عضو كنيست. وأي قرار بشأن الحصانة يسري في ولاية الكنيست التي يتخذ فيها القرار، وهكذا فإنه على الرغم من أن للمعارضة يتوقع أن تكون أغلبية في النقاش الحالي، فإنه سيفقد أهميته لدى قسم هيئة الكنيست القادمة“.
وشدد ألون على أن ادعاءات محامي نتنياهو “لن تقنع أعضاء الكنيست من كاحول لافان والعمل وميرتس والقائمة المشتركة ويسرائيل بيتينو بمنح الحصانة لنتنياهو… والسؤال هو إذا كان نتنياهو سينجح، على ضوء توازن القوى في الكنيست، بإقناع لجنة الكنيست وبعدها الهيئة العامة للكنيست بمنحه حصانة. وحسب صورة الوضع اليوم، يبدو أن احتمالاته ضئيلة”.