ابراهيم: التفاوض الجدي مع الخاطفين يوشك أن يبدأ ولن نفاوض على الجثث
رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن “الوسيط القطري حقق حتى الآن بعض النقاط في ملف العسكريين الرهائن، بيد انها تحتاج الى استكمال من خلال تأكيد الفريق الآخر انه جاهز فعلا للتفاوض غير المباشر”.
وفي حديث لـ”الأخبار” أوضح ابراهيم انه “في ملف مخطوفي اعزاز، طلبت وساطة انقرة ثم دخلت الدوحة عليه، وفي ملف راهبات معلولا طلبت وساطة الدوحة ايضا. هكذا، لم يجلس المفاوض اللبناني مرة مع الخاطفين، لسببين على الاقل، يصح ان يوصفا واحدا: كل منهما لا يريد الجلوس وجهاً لوجه مع الآخر. الاستثناء الوحيد ابان ملف مخطوفي اعزاز كان في انقرة لمرة يتيمة. جلس مسؤولون اتراك وقطريون ولبنانيون بينهم وزير الداخلية مروان شربل والخاطفون، الا ان الاجتماع انفجر. مذذاك راحت فنادق انقرة والدوحة تشهد المفاوضات عبر الوسطاء الاتراك والقطريين وصولا الى الخطيب، من غرفة الى اخرى، في فندق واحد”.
وشدد ابراهيم على ان “ملف العسكريين شائك مقدار ما يحتاج الى وقت وصبر طويل”، لافتا إلى ان “التفاوض الجدي يوشك ان يبدأ بعد ارسال لائحة الخيارات الثلاثة توطئة للمقايضة”.
وأضاف “منذ اصدرت جبهة النصرة بيانها بدأت تقول فعلاً ماذا تريد منا. ما عدا ذلك لم يتعدَّ كونه آراء وردود فعل منفردة لا تمثّل الجبهة، ولم تكن تُعدّ موقفاً رسمياً لها. لم تكن اكثر من تنتيعات. الخيارات الثلاثة هي اول ما وصلنا رسمياً، ونقطة انطلاق تفاوض جدي لأن الفريق الآخر حدد مطالبه. الكرة الآن في ملعبه هو”.
وأكد انه “يوجد أمران غير قابلين للمساومة، هما الحفاظ على سلامة العسكريين واستعادتهم، وهيبة الدولة وكرامتها. كل مفاوض بلا هيبة موقعه في التفاوض يخسر اللعبة”.
وقال: “الحكومة اللبنانية شعرت برغبة الخاطفين في التفاوض من خلال لائحة الخيارات. لكن الاساس في الامر الصبر والسرّية. أنا متفائل بالتوصل الى نتيجة، على الاقل بالنسبة الى جزء من الملف مع جبهة النصرة. مع داعش، للجزء الآخر من الملف مقاربة مختلفة، ويحتاج الى وقت اطول، لكنه قابل للحل ايضاً. لم يبدأ التفاوض مع التنظيم بعد، لكن لدينا كدولة لبنانية تصور لما نريده، ولديه هو الآخر تصور”.
وأضح اللواء ابراهيم ان “دمشق جاهزة للتحدث معنا. لكن هل هي جاهزة كي تعطي كما فعلت في ملف راهبات معلولا؟ لا اعرف. ما اقدّره انها تعطي عندما يتعلق الامر بالجيش اللبناني وهيبته. الملف الحالي مختلف عن ملفي مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا. الاول ذو شق انساني غير سياسي، والثاني ارتبط بسوريا نفسها لأن المخطوفات كن راهبات سوريات تعتبر دمشق نفسها مسؤولة عنهن، ناهيك بارتباطه بالكنيسة السورية. الآن الملف مغاير لكنه يرتبط بالجيش اللبناني. هو ملف الجيش الذي تجمعه بسوريا والجيش السوري علاقات تاريخية، وهو جيش شقيق وصديق للجيش السوري في معزل عن السياسة. اضف ان التنسيق بين الجيشين عند حدود البلدين لم ينقطع يوما”.
وعن وجود ضمان من الخاطفين بعدم اعدام اي من العسكريين لديهم، أكد انه “ليس هناك ضمان بل ايحاءات. أرسلت مع الوسيط القطري رسالة مفادها ان بين ايديكم ملفاً ككوب الماء. كلما شربتم وأفرغتم منها خسرتم ما فيها. اذا قتلتم العسكريين جميعاً لن تبقى قطرة ماء في الكوب تشربونها. عندئذ لن يكون هناك مبرر للتفاوض معكم، ولا استجابة اي من طلباتكم. تالياً، كلما احتفظتم بعسكريين احياء كان الثمن الذي تأخذونه منا اكبر. لن نفاوض على الجثث، والجثث الثلاث التي بين ايديكم لا اريدها. كل عسكري تقتلونه لا اريد جثته. فتصرّفوا على هذا الاساس. لا افاوضكم سوى على العسكريين الاحياء. لا اعطيكم ثمناً على الميت، بل على الحيّ. الميت ابقوه عندكم، وكان رد “جبهة النصرة”: لن نعدم احدا”.