فرنسا: تواصل الاحتجاجات ضد نظام التقاعد
تتواصل التعبئة الاجتماعيّة ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا، لتصبح أطول من الإضرابات الرئيسيّة التي شهدتها البلاد عام 1995، إذ دخلت هذا الأسبوع اليوم الـ23 عشية نهاية الأسبوع وعطلة عيد الميلاد، وتأثر سلبًا على قطاع النقل خصوصًا في فترة عيد الميلاد، ولا تزال حركة السكك الحديد “مضطربة للغاية”، إذ يتم تسيير القطارات الفائقة السرعة بمعدل يبلغ 6 قطارات من أصل عشرة في المنطقة الباريسية، مع قطار واحد للضواحي من أصل خمسة، فيما سيتم تسيير أربعة قطارات إقليمية سريعة من أصل عشرة.
وأشارت إدارة هيئة النقل في باريس إلى أن خمسة خطوط مترو من أصل ستة عشر لا تزال مغلقة، وجدد الأمين العام لنقابة سي جي تي فيليب مارتينيز مطالبته بسحب مشروع الإصلاح الحكومي، وتشير الحكومة إلى أن الإصلاح ضروري لوضع نظام تقاعدي أكثر إنصافًا.
ويرفض العمال إدخال نص يجبر الناس على مواصلة العمل حتى بلوغهم “سنًا توازنيًا” هو 64 عامًا، أي أكثر بسنتين من سن التقاعد الرسمي الحالي، للحصول على معاش تقاعدي كامل، كذلك تثير خطط إلغاء الأنظمة الخاصة التي تتيح للموظفين الذين يعملون لساعات طويلة أو يقومون بوظائف شاقة جسديًا التقاعد في سن مبكرة غضب آخرين، بينهم عمال السكك الحديد.
وأعتبر مارتينيز “إنها حركة قوية، ولا يزال الرأي العام يؤيدها”، ورأت نقابة “فورس أوفريير” إن “الأوان حان ولا يزال للتعبئة” معتبرة أنها بدأت تؤتي ثمارها مثل تأجيل تطبيق الإصلاح على الأشخاص المولودين اعتبارًا من عام 1975، أو حتى بعد ذلك، ومن المتوقع أن تشهد جميع أنحاء فرنسا تظاهرات يوم السبت، كما تستمر التعبئة الأسبوع المقبل وإن ذلك بوتيرة أبطأ بسبب موسم العطلات.
ويستأنف الحراك اعتبارًا من 3 كانون الثاني/ يناير بكثافة، إذ دعا تجمع لدعم المتقاعدين يضم 16 مهنة حرة بينهم اختصاصيون بتصحيح النطق ومحامون ومعالجون فيزيائيون ومحاسبون قانونيون، إلى الإضراب في اليوم المذكور.
ومن المقرر أن يشهد 9 كانون الثاني/ يناير يومًا رابعًا من الإضرابات والتظاهرات يضم مختلف المهن، وسيأتي ذلك بعد يومين من مفاوضات بين الشركاء الاجتماعيين والعديد من الوزراء تتناول إدارة نهاية الخدمة قبل تقديم مشروع القانون إلى مجلس الوزراء في 22 كانون الثاني/ يناير، ليبحث بشكل خاص إنهاء خدمات العاملين في المستشفيات، والتقاعد التدريجي لموظفي الخدمة المدنية أو رواتب المدرسين.