مقتطفات اردوغانية الياس فرحات
رجب طيب اردوغان شخصية مثيرة للجدل. هو تركي قومي متشدد، واسلامي متطرف، ويقول انه يتمسك بالنظام العلماني. الغريب هو استمرار شعبيته في تركيا بفضل الكاريزما التي يتمتع بها. يتحالف مع اسرائيل، ويهاجمها، ويطلق مواقف متناقضة في الوقت نفسه، ويثير سلسلة اسئلة حول حقيقة مواقفه .
ازعجه مسلسل “حريم السلطان” التركي الذي يعرض خبايا السلطان سليمان القانوني، فصرح معترضاً على صورة السلاطين في المسلسل: “سنذهب الى كل مكان وصل اليه اجدادنا على ظهور الخيل.” اي يريد الذهاب الى القاهرة ومكة وفيينا!
في عهد اردوغان، توسعت العلاقة الاقتصادية بين تركيا واسرائيل ووصلت عام 2014 الى تبادل تجاري بقيمة 2.9 مليار دولار. اكد القنصل الإسرائيلي في إسطنبول شاي كوهين “أن تل أبيب أصبحت شريكاً تجارياً قوياً لتركيا في المنطقة”، وأضاف القنصل أن حجم الصادرات التركية إلى إسرائيل قفز إلى 2.925 مليار دولار بحلول عام 2014 مسجلاً زيادة قدرها 94.34% بعد أن كان نصف مليار دولار فقط في عام 2009 .
كانت لهجة اردوغان ضد اسرائيل قد تصاعدت بعد حادثة السفينة مرمرة وطلب الاعتذار لكن نتنياهو لم يمنحه هذا الاعتذار الا بعد ان باعه الى الرئيس اوباما مما افقده قيمته اذ انه تلقى الاتصال من اوباما اولا ثم اعطاه نتنياهو ليتحدث اليه ويعتذر. لكن ذلك لم يوقف التعاون العسكري والاقتصادي بين تركيا واسرائيل.
تبين ان رادار كورجيك في ملاطيا، وهو جزء من منظومة الدرع الصاروخي الاميركي، ليس موجها ضد روسيا فقط بل هو يخدم اسرائيل ايضا بتغطية الزوايا الميتة في الرادارات الاسرائيلية تحت ذريعة توحيد المعلومات في كل رادارات المنظومة الاميركية في المنطقة ومنها الرادار المركب في اسرائيل. واعتمدت اسرائيل على معلومات ذلك الرادار في حرب الخمسين يوما ضد غزة عام 2014. هذا الامر، دفع كمال كيليتشدار أوغلو زعيم المعارضة التركية الى اتهام اردوغان بدعم الاحتلال الاسرائيلي مطالباً إياه بإزالة قاعدة رادار كورجيك فى ملاطيا وتجميد العلاقات التجارية بين تركيا والكيان الإسرائيلي إذا كان صادقاً ببياناته المناوئة للعدوان الإسرائيلي.
عام 2004 منح المجلس اليهودي-الاميركي، وهوهيئة صهيونية داعمة لاسرائيل، وسام الشجاعة لرجب طيب اردوغان. وبعد اعتداءات اسرائيل على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2008 -2009 وعام 2012 وعام 2014 وارتكابها مجازر عديدة في غزة وجنوب لبنان شملت قتل اطفال ونساء وتدميرمنازل ودور عبادة، لم يراجع اردوغان ضميره ويعيد هذا الوسام الى الصهاينة ويدين العدوان، لكن ما جرى كان مثيراً إذ ان المجلس اليهودي الاميركي طلب استرداد الوسام بعد خلاف مع اردوغان، لكن اردوغان تمسك به!
يبقى موقف اردوغان الطريف عام 2011 عندما دخلت قوات درع الجزيرة وهي قوات سعودية الى البحرين فقال:لا اريد كربلاء جديدة في البحرين!