من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: قصف “إسرائيلي” من فوق لبنان على جنوب دمشق لمحاولة التأثير على الحسم العسكري في إدلب البطريرك الراعي للتعاون في تسريع تأليف الحكومة… وحردان لأولوية قانون الانتخاب مليونيّة الأحد في الساحات احتجاجاً على تسمية دياب تتحوّل إلى آلاف أتى بهم “المستقبل”
كتبت صحيفة “البناء” تقول: التساؤلات حول المناخ الإقليمي الذي أحاط بتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الدكتور حسان دياب، فتحت الباب لتسلل شائعات مفبركة، ومواقف معلبة، للإيحاء مرة بتسوية دولية إقليمية بين حزب الله وواشنطن لا أساس لها إلا في مخيلة مَن مكتب النص ونسبه إلى مجلة دير شبيغل الألمانية، وتولى الثنائي وليد فارس من واشنطن والوزير أشرف ريفي من طرابلس، وضعه تحت الضوء، قبل أن يكتشف الذين تناقلوه أنه مجرد غبار إعلامي مدسوس، ومرّة أخرى، باستحضار أشخاص لا صفة لهم للإيحاء بموقف خارجي رافض لتسمية دياب، سواء بأزياء خليجية أو بلكنات أميركية، بعدما أربكت صورة تشظي قوى الرابع عشر من آذار أي تحليل للمشهد اللبناني بالتساؤل عن حقيقة الموقف الأميركي والسعودي، الذي بدا غير مكترث برحيل الرئيس سعد الحريري أو بفشل محاولة تسمية السفير نواف سلام، وغير مستفَزّ بتسمية الدكتور حسان دياب، فزيارة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل مبعوثاً من الوزير مايك بومبيو انتهت بانطباعات إيجابية لجهة عدم وجود قرار تصعيدي أميركي بوجه الرئيس المكلّف ما عكس حالاً من العبوس في وجوه رئيسَيْ حزبي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط وابتسامات في وجه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ووفقاً للمعلومات بدا هيل وقد تخطّى الفشل وتأقلم مع التسمية فاتحاً الباب للتعاون مع حكومة غير تصادمية منحها تسميات الإصلاحية والفعّالة، وهو ما تبلّغ أن الغالبية النيابية تسعى إليه بالتعاون مع الرئيس المكلف وعبرت عنه من خلال التسمية.
الاهتمام الأميركي الإسرائيلي انتقل من أحلام حول لبنان عبّر عنها مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر قبل أسبوعين بعد اجتماعات باريس، بحكومة توظف الحراك الشعبي لتلتزم ورقة ديفيد ساترفيلد لترسيم حدود النفط والغاز، ورئيس الأركان “الإسرائيلي” السابق غادي إيزنكوت حول الظرف المناسب لترسيم الحدود بما يحقق مصالح كيان الاحتلال، ليعود نحو ما يجري في سورية مع الحسم العسكري المتدحرج لحساب الجيش السوري في إدلب، حيث تتهاوى مواقع جبهة النصرة وتبدو ساعة معرة النعمان قريبة وبعدها سراقب وإدلب، ليصير السؤال الأميركي الإسرائيلي عن ساعة حقول النفط وساعة الجولان داهماً. وهذا الاهتمام ترجمته الرسائل العسكرية الإسرائيلية التي تجسّدت بغارات من الأجواء اللبنانية جنوب دمشق، أكدت مصادر متابعة أنها لن تبدّل في جدول أعمال الجيش السوري الذي اعتاد الرسائل المشابهة وواصل وسيواصل مهامه لتحرير كامل التراب السوري، على قاعدة أن الحساب مع الاعتداءات الإسرائيلية مفتوح لم ولن يُقفَل.
في هذا المناخ المحيط بلبنان ظهر الرئيس المكلف مستقوياً بهوامش حركة تحكم علاقته بالغالبية النيابية، تتيح له ترجمة تطلعات اللبنانيين لحكومة تواجه التحديات الداخلية والخارجية بشخصيات توحي بالثقة وتعبر عن وطنية خالصة تتمسك بمفاهيم السيادة الحقيقيّة وتعبّر فوق المحاصصة الحزبية تحت شعار الميثاقيّة، لتفتح ملفات بحجم مواجهة الأوضاع الاقتصادية التي فجّرت غضب الشعب اللبناني، بمعزل عن السلوك الحاكم لمن نصّبوا أنفسهم قادة على الشعب وغضبه المترجم في الساحات. وهذا الفصل بين الشعب وقادة الساحات عبر عنه اللبنانيون بالإحجام عن تلبية النداءات نحو مليونيّات موهومة كانت الدعوة إلى آخر نسخة منها أمس، مدعومة باحتفالات وهدايا ميلادية، لكنها تكشفت عن آلاف جلبهم تيار المستقبل من منطقة الشمال، ترجمة لدعوة الرئيس سعد الحريري بمواصلة التعبير مع التمسّك به لرئاسة الحكومة في الساحات بدلاً من مواجهة القوى الأمنية والعسكرية.
البطريرك الماروني بشارة الراعي قال إن وجع الناس يجب أن يحفّز الكتل النيابية للتعاون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وتسريع هذا التأليف، بينما تميّز موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي من تشكيل الحكومة بما أدلى به رئيس المجلس الأعلى في الحزب أسعد حردان في مشاورات الكتل النيابية مع الرئيس المكلف، حيث قال باسم الكتلة القومية إن الأولوية تبقى لوظيفة الحكومة السياسية وفقاً للدستور. وفي هذا السياق الأولوية هي لقانون انتخاب جديد خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة وفق التمثيل النسبي.
وكانت الكتلة القومية الاجتماعية التقت في المجلس النيابي الرئيس دياب في إطار الاستشارات النيابية التي أجراها لتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد رئيس الكتلة النائب أسعد حردان أنّ “الأساس هو الدستور الذي يشكل القاعدة والمعيار لتركيبة الحكومات، وبالتالي فإنّ ما نريده من الحكومة أن تعطي إشارات للمواطنين حول جدّيتها في العمل لاستعادة ثقتهم بدولتهم والتي هي للأسف مفقودة”.
ولفت الى أن ما يجمع بين اللبنانيين هو المصير الواحد والمصلحة الواحدة، وما هو مطلوب البدء بالإصلاح السياسي من خلال قانون انتخابي جديد، يعتمد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي، وطمأنة الطوائف بقيام مجلس الشيوخ الذي نصّ عليه الدستور. وإذا تمكّنت الحكومة من السير في هذا الإطار تكون الأمور وضعت على السكة الصحيحة لإنقاذ البلد.
ولفت إلى أن “كلّ المصطلحات حول تشكيل الحكومة يجب أن تستند إلى الدستور، وكلّ الحكومات كانت تجمع بين الاختصاصيين والسياسيين، ولكن الحكومة هي حكومة القرار السياسي في لبنان بوصفها السلطة الإجرائية وهي مَن تضع السياسات العامة، ولذلك نحن نؤكد على المعايير الدستورية مع الاستفادة من كلّ الطاقات والإمكانات التي تخدم البلد”.
الأخبار: هل يحرق رئيس الحكومة المستقيل نفسه أم خَلَفه؟ الشارع آخر أوراق الحريري
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لم يتقبّل الرئيس سعد الحريري مرور تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة بسلاسة. خسارته أدّت الى ارتفاع منسوب توتّره وتوتّر مناصريه، يُترجم اليوم بغضبة سنيّة احتجاجاً على التسمية… فهل يلعب الحريري ورقته الأخيرة في الشارع؟
لم يحسِبها رئيس الحكومة السابِق سعد الحريري صح، حينَ ظنّ أن الفرصة باتَت مؤاتية للتخلّص من شريكه في التسوية، الوزير جبران باسيل. لذلك، حينَ أوحى إليه الأميركيون بأهمية الاستقالة في لحظة انطلاق الحراك الشعبي، من ضمن مشروع انقلاب كبير يهدف الى إطاحة حزب الله من الحكومة وتجاهل نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، لم يتأخر في تنفيذ ذلك كله، ليُفاجأ بعدَها بأن واشنطن نفسها تتخلّى عنه. قطارُ تأليف الحكومة مع الاستشاراتِ غير المُلْزِمة التي أجراها الرئيس المكلّف حسان دياب مع الكتل البرلمانية أَقلع، من دون أن يُبدي الأميركيون ولا أي دولة أخرى ملاحظة بشأن التسمية.
فجأة وجدَ رئيس “تيار المُستقبل” أن الأمور تجاوزته. خسِر رهاناته بالعودة الى رئاسة الحكومة، سواء بالتعويل على المفاوضات مع حزب الله وحركة أمل باتباع سياسة أنا أو لا أحد غيري، أو بالاستثمار في التحركات في الشارع. خسارة أدّت الى ارتفاع منسوب توتّره، وتوتّر مناصريه على الأرض، يُترجم بـ”غضبة” احتجاجية على تسمية حسّان دياب، وببعض التصريحات التي تتحدث عن سقوط الشرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، كما غرّدت النائبة ديما جمالي أمس. الأكيد أن الأخيرة لم تنشر هذا الموقف من دون إيعاز من “كِبار” التيار، الذين تقصدوا إيصال رسالة الى المعنيين برفض تسمية دياب. مع أن الحريري نفسه، بعيداً عن الشارع الملتهب في مناطِق نفوذه، يظهر هادئاً ومتعاوناً مع رئيس الحكومة المكلف، فيما تشير بعض المعلومات الى “مُفاوضات تُخاض مع أجل التمثل في الحكومة، ليسَ عبرَ أشخاص محسوبين عليه بشكل رسمي، لكن يحظون بغطائه”. هنا يظهر حجم التخبّط لديه. شارعه متوتر. هو نادم على الاستقالة وعدم القدرة على العودة الى الحكومة، لكنه مجبر على التعامل بواقعية، بعد كل المؤشرات التي تفيد بوجود ملاحظات أو فيتو دولي وإقليمي عليه.
ثمّة من يرجّح أن لا يحرق الحريري كل المراكب مع 8 آذار، وتحديداً حزب الله، لأنه “يتوقع لحظة مستقبلية تُعيده الى السراي الحكومي. وهذه اللحظة لا يُمكن أن تأتي إلا برضى الحزب وموافقته”. وهذا ما يجعله يقِف بين منزلتين: إما ترك الخيار لشارعه بالتعبير عن رأيه، وعدم إظهار التعاون مع الحكومة على أمل إسقاط دياب في الشارع، من أجل العودة اليه كخيار وحيد، وإما التعامل بواقعية وبانفتاح مع الجميع لفتح صفحة جديدة تؤمّن له العودة في ما بعد. حتى الآن تعتبر مصادر في 8 آذار أن “الحريري يراهن من جديد على الشارع، وكأنه يلعب الورقة الأخيرة”، فإما أن “تحترق ورقة دياب، وإما أن يخسر الحريري هذه الورقة ويخسر ما تبقّى لديه”.
ليسَ الحريري في موقع يُحسد عليه، فهو بلا غطاء إقليمي ولا دولي، وبلا حلفاء في الداخل. موقف القوات يؤشّر الى بقائه وحيداً. موقف النائب السابق وليد جنبلاط وتغريدته أكدا فشل مسعى إعادة شدّ أواصِر ما كان يُسمّى فريق 14 آذار. وحدهم الذين حاول الحريري قلب الطاولة عليهم، ما زالوا ملجأه الأخير. فرُغم ما قيل عن عدم مشاركة “المستقبل” في حكومة دياب، ولا حتى بوجوه “تكنوقراط”، تقول المعلومات إن حزب الله وحركة أمل يتمسّكان بتمثيل الحريري في مجلس الوزراء. الاتصالات مع الحريري غير مقطوعة، في محاولة لاستمالته. يفضّل الثنائي أن “تكون أسماء الوزراء السنّة في الحكومة مغطاة من الحريري، إن لم يُسمّيها هو، فعلى الأقل تأتي بالاتفاق معه”. هذا الجوّ عبّر عنه الحزب بلسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، الذي قال إن “الحكومة بقدر ما تكون أوسع تمثيلاً، توفّر وقتاً وتساعد على الإنجاز”. وقد سبقه الى ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديثه الى الرئيس المكلف عن “ضرورة ضم أوسع تمثيل وعدم استثناء أحد، حتى أولئك الذين صوّتوا ضده”. مصادر فريق 8 آذار تُعيد التمسّك بالحريري الى الأسباب ذاتها التي سبق أن دفعته إلى تفضيل الحريري على أي اسم آخر لرئاسة الحكومة: “الحفاظ على السلم الأهلي وعدم السماح بحصول توتير مذهبي”، ولأن “الحريري لا يزال الأكثر تمثيلاً داخل طائفته”. تعتبر هذه المصادر أن “الحريري ارتكبَ أكبر خطأ في حق نفسه”، خاصة أن “حزب الله وحركة أمل لم يكونا في وارد التخلّي عنه لولا قراره هو بالانسحاب”، مشيرة إلى أنه “يجب عليه الآن عدم تكرار الخطأ، ولا استبعاد نفسه عن الساحة السياسية، أو المراهنة على أصدقاء من الخارج”. تؤكد المصادر أن “8 آذار يرفض تحييد الحريري، أو عزله، وسيحاول جاهداً منعه من عزل نفسه”.
النهار: عون الانتفاضة: “النهار” تنشر وثيقة المطالب القوى الداعمة لدياب منفتحة على “معايير” هيل
كتبت صحيفة “النهار” تقول: يمضي الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب وسط حقل من الالغام لا يعلم متى ينفجر أحدها فيعطل مسيرته نحو التأليف الذي يأمل ومعه فريق من داعميه ألا يطول الى ستة اسابيع كما اعلن سابقا بل ان تندفع الامور بسلاسة تؤدي الى حكومة جديدة في زمن الاعياد مطلع السنة الجديدة، على ان تكون حكومة مصغرة ارتفع عددها الى 20 بدل 18 بعدما تبينت صعوبة عدالة التمثيل الطائفي في العدد الاول، وفي ظل توجه الى حكومة اختصاصيين، أي تكنوقراط كما يطالب المجتمع الدولي من جهة، والانتفاضة الشعبية من جهة أخرى.
ويبدو ان ثقل الازمة السياسية والمالية والاقتصادية بدأ يدفع قوى السلطة الى البحث عن حلول وسط، تلبي المعايير الاميركية التي تحدث عنها وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، وتقضي بخلو التركيبة الحكومية من الوجوه السياسية والحزبية البارزة، وان تكون حكومة موثوقاً بها وذات صدقية، قادرة على تنفيذ الاصلاحات، ترضي الشعب وتوحي بالثقة الى الخارج، تأتي بوجوه جديدة من الاختصاصيين ممن لم يتربعوا سابقاً على العروش السياسية، وألا تكون خاضعة لسيطرة أي حزب أو فريق سياسي أو محور خارجي، تنأى في بيانها الوزاري بالبلد وتمارس هذا النأي فعلاً.
وتسعى قوى 8 اذار ومعها “التيار الوطني الحر” الى انجاح دياب في مهمته، لان أي انتكاسة جديدة في المسار الحكومي ستدخل البلاد في انهيار بات قاب قوسين أو أدنى.
وقد صرح دياب بعد الانتهاء من الاستشارات النيابية غير الملزمة السبت في ساحة النجمة وسط اجراءات أمنية بالغة التشدد: “بحثت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في ماهية الحكومة والعدد وتوزيع الحقائب، وأكدت له برنامجها في محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، على أن يكون تشكيلها مناسبة للم الشمل وبالتالي تمثيل جميع الشرائح البرلمانية من الحراك والمستقبل والقوات والاشتراكي”.وشدد على “اننا بحاجة إلى حكومة مستقلين واختصاصيين وهدفي أن نشكل حكومة مصغرة من نحو 20 وزيراً”.
اللواء : مشاورات التأليف على إيقاع مفاوضات مبادلة الفاخوري بتاج الدين هيل يمنح المؤلفين مهلة تنتهي أوائل العام.. والرياض تشترط قبول دار الفتوى لدياب
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : لم يقتصر “احد الرفض” على تظاهرة، وحشد في وسط بيروت، ومجيء حافلات من الشمال والبقاع، لترفع الصوت مع بيروت، بوجه انتقائية في تكليف الشخصية التي ستؤلف الحكومة الجديدة، بل ترافقت مع مواقف عبّرت عنها الشعارات التي رفعت، في وقت تَزيْن الدول المعنية وهي تنتظر، الموقف انطلاقاً من حركة الشارع التي ترفض تسمية دياب، أو انطلاقاً مما وصفه الإعلامي السعودي المسؤول عن الملف اللبناني في وزارة الداخلية السعودية فهد عبد الله الركف من ان “وجود عامل الثقة بين رئيس الحكومة والدول المانحة والتأليف لن يتم الا إذا رضي الشارع اللبناني“.
وأوضح الركف، في أوّل تعليق من نوعه ان “السعودية لن تتصل برئيس الحكومة المكلف حسان دياب اذا قام بتشكيل الحكومة المقبلة، الا اذا حصل على المباركة من دار الافتاء“، مشدداً على ان “حزب الله هو من اوصل بدياب الى التكليف، ونحن بانتظار رضى الشعب اللبناني على موضوع التكليف والتأليف“.
وفي السياق، علمت “اللواء” من مصادر دبلوماسية ان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل أبلغ من يعنيه الأمر من التحالف الذي سمى دياب لرئاسة الحكومة ان المهلة المسموح بها قصيرة جداً لتأليف الحكومة، وهي نهاية هذه السنة أو الأسبوع الأول من السنة الجديدة، نظراً لضيق الوقت المتاح لتوفير ما يلزم من دعم.
وفي إطار مهمة هيل، علمت “اللواء” أيضاً من مصادر متقاطعة ان الديبلوماسي الأميركي بحث لوقت غير قصير مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في موضوع إطلاق سراح العميل الموقوف عامر الفاخوري، الذي حكم بالاعدام من قِبل القضاء اللبناني، سواء على مستوى الدرجة الأولى أو التمييز، حيث ردَّت الدفوع شكلاً لمعارضتها للقانون، سواء في ما يتعلق بمرور الزمن أو غيره.
الديار : بغياب دعم سنّي… ماذا يُواجه رئيس الوزرا ء المكلف حسان دياب ؟ هل يعود التكفيريّون؟ الجيش اللبناني يُضبط قذائف صاروخيّة مع شابين على طريق بعلبك ــ الهرمل
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب سيواجه مبدئياً معارضة سنية له لانه غير مدعوم من الطائفية السنية، لكن كل القضايا التي يعاني منها لبنان اقتصادياً ومالياً ومعيشياً لا تتوقف على طائفة سواء اكانت مارونية او سنية او شيعية انما تتوقف على الانجازات، وأمام الدكتور حسان دياب الاكاديمي تحّدٍ، وللجواب عن سؤال بغياب الدعم السني ماذا سيفعل؟
فاذا نجح في تشكيل الحكومة بسرعة قياسية وتم تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وحرّك عمل المؤسسات، فلا تعود لا الطائفة السنية ولا المارونية عائقاً امامه، فسيتم التفاف لبناني حول الرئيس المكلف.
الدكتور حسان دياب رجل نظيف الكف وغير فاسد. وهو اكاديمي ومستواه الثقافي عال جداً ووطنيته لا غبار عليها، وسينجح في مهمته وسيعمل على تهدئة الشارع السني بمساعدة القيادات السنية، وسيكون للرئيس سعد الحريري دور في ذلك، كما سيؤدي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دوراً مهماً في تهدئة الشارع السني.
وقد برز تطور لافت على الساحة اللبنانية بالتزامن مع بدء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، والتي يجريها رئيس الحكومة المُكلّف حسان دياب، ويواجه خلالها العديد من العقبات تتمثل بامتناع بعض الكتل عن المشاركة في الاستشارات أو في الحكومة لاحقا، حيث أعلن الجيش اللبناني عن توقيف شخصين كانا يحملان عددا من القذائف الصاروخية عند حاجز “العاصي-الهرمل“.
وقال الجيش اللبناني عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: ” أوقفت وحدة من الجيش بتاريخ 2019/12/21 عند حاجز العاصي- الهرمل، كلاً من ذو الفقار أسعد سيف الدين ومحمد حسين الجمّال، لحيازتهما كمية من القذائف الصاروخية داخل سيارتهما“.
وأوضح الجيش اللبناني عدد القذائف التي كانت بحوزة الشابين ونوعها قائلا إنها “عبارة عن 20 قذيفة آر بي جي و12 حشوة عائدة لها بالإضافة إلى كمية من الذخائر الحربية“.
ردّة الفعل السنيّة
دستوراً، ليس مكتوباً أن يكون رئيس الحكومة من الطائفة السنية لكن عرفاً تم الاتفاق على أن يكون رئيس الجمهورية مارونياً ورئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الحكومة من الطائفة السنيّة وما أن تم الإعلان عن تكليف الدكتور حسان دياب رئيساً للحكومة لتشكيلها حتى اندلعت مظاهرات سنية في معظم مناطق في لبنان احتجاجاً على تكليف الدكتور حسان دياب غير المدعوم من أي قوة سنيّة أو حزبية بل الدعم الأساسي له هو من الأحزاب الشيعية والمسيحية، أما الوزير جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي فلم يؤيد الرئيس المُكلّف الدكتور حسان دياب بل أيّد الأستاذ نواف سلام. وهكذا يكون الدعم الأكبر للرئيس المُكلّف من القوى الشيعية بمُجمَلِها والقسم الأكبر من المسيحيين والتحالف الشيعي المسيحي أثار قوى في الطائفة السنية فتولت تنظيم التظاهرات في عكار والمنية وطرابلس والضنية وصولا الى القلمون ثم الى كامل أحياء بيروت السنيّة والى صيدا والى طريق بيروت-صيدا قرب الناعمة والدامور وانطلقت منها الى مناطق في جنوب لبنان وانتشر المتظاهرون في ساحة الشهداء والرينغ وبيروت قبل أن يصطدم جمهور من حركة أمل وحزب الله معهم ليصبح الجيش في موقع يتدخل ويفرض الامن في ساحة الشهداء ورياض الصلح. لكن في منطقة قصقص والطريق الجديدة ذات الأكثرية السنية حصل اطلاق نار، كذلك هنالك أحياء سنية شيعية حصل فيها اطلاق نار. كذلك امتد التوتر الى منطقة البقاع الغربي وبخاصة البقاع الاوسط حيث الأكثرية السنيّة، وتم قطع طريق شتورة – بعلبك في سعدنايل السنيّة. ماذا سيحصل الآن؟
الجمهورية : دياب لحكومة “إختصاصيين مستقلين”.. وتساؤلات عن خلفية مواقفه الجازمة
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : على وقع إنهاء مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل محادثاته في بيروت داعياً الى تشكيل “حكومة إصلاحات مستدامة”، أنجز الرئيس المكلف حسان دياب مشاوراته النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة، وانتقل منها الى مشاورات سياسية تمهيداً للبدء في اعداد تشكيلته الوزارية التي وعد بأن تكون من “الاختصاصيين المستقلين” وان ينجزها بين اربعة الى ستة أسابيع. فيما لم تتوقف حركة احتجاج مناصري تيار “المستقبل” وبعض قوى الحراك على تكليفه، حيث استمر هؤلاء في التصعيد وإقفال الطرق في بيروت وبعض المناطق.
كان اللافت خلال استشارات التأليف النيابية غير الملزمة، التي أجراها دياب طول السبت الماضي في مجلس النواب، انّ آراء مؤيدي تكليفه والمعارضين أجمعت على الدعوة الى تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، الى درجة انّ دياب نفسه أكد بإصرار وثقة في ختام هذه الاستشارات التي انتهت نيابياً وبدأت سياسياً، التزامه تأليف مثل هذه الحكومة واعداً بولادتها خلال اربعة الى ستة اسابيع حداً أقصى.
وقد تلاقت هذه الدعوات الى تأليف مثل هذه الحكومة مع المواقف الدولية التي تنادي بها ايضاً، ولاسيما منها الموقف الاميركي الذي ما برح ينادي منذ بداية الازمة الحكومية الى تأليف “حكومة تكنوقراط” من المستقلين بعيداً عن أي مشاركة حزبية او سياسية.
وفي هذا السياق اعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان اصدرته أمس أنّ وكيلها للشؤون السياسية ديفيد هيل اختتم زيارة للبنان استغرقت يومين حيث التقى مسؤولين حكوميين، من بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، بالاضافة الى ممثلين عن الأحزاب السياسية.
وقالت الوزارة انّ هيل “حَضّ القادة اللبنانيين على إبعاد المصالح الحزبية، ودعم تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على إجراء إصلاحات مستدامة ومفيدة. كذلك دعا الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية إلى مواصلة ضمان حقوق المحتجين وسلامتهم. وأكد من جديد شراكة أميركا الطويلة الأمد والتزامها الدائم بلبنان الآمن والمستقر والمزدهر”.
نداء الوطن : قماطي لـ”نداء الوطن”: الحريري وافق على تسمية دياب “حراك 8 آذار”… لحكومة “تكنو سلطوية“!
كتبت صحيفة “نداء الوطن ” تقول : بعد استنفادها أدوات “التعنيف والتطييف” الهادفة إلى تطويق الحراك الشعبي ومحاولة حرفه عن المسار السلمي العابر للطوائف والمذاهب والمناطق… ها هي السلطة تشقّ طريقها وسط صفوف الحراك ساعيةً إلى فرزه بين “حراكين” واحد مطلبي جارٍ العمل على تهميشه وحصره في الساحات وآخر يدور في فلك قوى 8 آذار يتم العمل على تعويمه وتأطيره في وعاء السلطة تمهيداً لإعادة تموضعه ضمن تشكيلة “تكنو – سلطوية” تحاكي ضرورات تقطيع المرحلة شعبوياً ودولياً في سياق لزوم ما يلزم من “تلوينات” معلّبة للتمويه عن صبغة اللون الواحد الطاغية على حكومة أكثرية قوى الثامن من آذار برئاسة حسّان دياب.
وعلى هذا المنوال، يواصل رعاة دياب اجتراح البدع الخبيثة في لعبة تلميع صورة السلطة. وجديدهم بالأمس محاولة شق صفوف الحراك عبر بوابة منزل الرئيس المكلف ولقاءاته مع بعض المحسوبين على الشارع، لكنه سرعان ما اصطدم بحائط نبذهم من قبل الحراك ونزع مشروعيتهم الشعبية في تمثيل ثورة 17 تشرين. أما الشارع السنّي فلا يزال يقف على أهبة الاستعداد لتطويق مشروعية دياب وقطع الطرق الآيلة إلى شرعنة توليه سدة الرئاسة الثالثة باعتباره شخصية جرى إسقاطها في “باراشوت” أكثرية 8 آذار على كرسي السراي الحكومي من دون أن يكون ممثلاً حقيقياً لأبناء الطائفة في رئاسة مجلس الوزراء.