من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم انه لم تكن علاقة دونالد ترامب بأجهزة الاستخبارات الأميركية يوما أكثر توترا مما هي عليه الآن، فالرئيس الأميركي لا يصغي إلى رؤساء الأجهزة ويتجاهل أهمية المصادر ويأخذ قرارات مفاجئة دون أن ينبههم.
وكثيرا ما تصادم الجانبان، كما حدث في مايو/أيار عندما وافق ترامب في إطار مساعيه للدفاع عن نفسه بوجه اتهامات بالتواطؤ، على رفع السرية عن ملفات التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبعد بضعة أسابيع، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس عزمه الاستقالة من رئاسة 17 وكالة تشكل مجتمع الاستخبارات.
واقترح ترامب خلفا لكوتس هو جون راتكليف عضو الكونغرس المعروف بترديده نظريات المؤامرة على شبكة فوكس نيوز الإخبارية. لكن راتكليف اضطر لسحب ترشحه أمام الانتقادات الحادة له، لكن الرئيس تخطى سو غوردون، نائبة كوتس، التي كانت أولى بمنصب المديرة بالنيابة.
قال الكاتب مايكل روبن في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن باكستان قد فازت في أفغانستان بينما خسرت أميركا، مضيفا أن النقطة الأساسية المستخلصة أنه من المستحيل إنهاء النفوذ الباكستاني في أفغانستان.
ويشير روبن إلى أن الحرب الأميركية في أفغانستان تتجه نحو نهايتها، وأن الخطوط العريضة الأساسية للاتفاقية التي تفاوض عليها المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد لا جديد فيها، إذ إن الولايات المتحدة تسحب قواتها مقابل تعهد حركة طالبان بعدم الارتباط بالإرهاب أو السماح باستخدام أفغانستان ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية، وهناك مشاكل كثيرة بشأن الاتفاق.
وتقول الصحيفة إن مؤيدي الدبلوماسية مع طالبان كثيرا ما يقولون إن الحروب لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال الدبلوماسية، وتنسب إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون قولها “أنت لا تتصالح مع أصدقائك، وعليك أن تكون على استعداد للتعامل مع أعدائك إذا كنت تتوقع خلق موقف ينهي التمرد“.
ويستدرك الكاتب بأن الاتفاق الذي حدده خليل زاد يختلف قليلا عن الاتفاق الذي أبرمه مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع طالبان قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويضيف روبن أن طالبان وعدت في ذلك الوقت بالتخلي عن الإرهاب وباحتجاز زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، غير أن الهجمات الإرهابية اللاحقة في نيويورك وواشنطن أكدت عدم صدقها.
ويقول روبن إن طالبان ربما تغيرت، ولكن ليس للأفضل بالضرورة، وذلك كما يظهر من تصاعد الهجمات خلال المفاوضات.
ويرى الكاتب أن المشكلة الأكثر أهمية هي باكستان موضحا أن طالبان لن تكون موجودة لولا الدعم الباكستاني.
ويضيف أنه بينما كان خليل زاد والدبلوماسيون يكثفون المفاوضات بشأن فكرة إحلال السلام بين الفصائل الأفغانية كان مفاوضو طالبان يأتمرون بما تريده القيادة في كويتا، والتي بدورها تتلقى التوجيهات من المخابرات المحلية الباكستانية في إسلام آباد.
ويشير إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول تحدث ذات مرة عن إمكانية التفاوض مع “طالبان المعتدلة”، غير أن طالبان التي يتفاوض معها خليل زاد تختلف، وهي بالأحرى أكثر تطرفا وتسيطر عليها باكستان بالكامل.