من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الخارجية الأميركية رفضت طلباً سعودياً لتدريب المخابرات السعودية، بعد أزمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنّ سبب الرّفض خوفاً من أن تستغل السعودية التدريبات في تنفيذ عمليات سرية خارجة عن القانون مثل عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أكثر من عام بالقنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
وأضافت أن ما دفع مسؤولي الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) لرفض المقترح المقدم من قبل شركة “داين كورب” -التي توفر خدمات أمنية وعسكرية للحكومة الأميركية- هو التقارير التي تفيد بأن السعودية ماضية في انتهاكات تشمل محاولة إعادة معارضين في الخارج بالقوة، واعتقال الناشطين الحقوقيين، ومراقبة عائلة خاشقجي في الخارج.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يخشون أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يقتنع بضرورة إصلاح جهاز المخابرات ومحاسبته كي تستقر العلاقة بين واشنطن والرياض.
وأشارت أيضا إلى أن الجانب الأميركي غاضب من عدة أمور من بينها أن المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، المقرب من بن سلمان، لم يحاكم ويواصل العمل من وراء الكواليس رغم أن وزارة الخزانة الأميركية اعتبرته منظم عملية اغتيال خاشقجي.
قال ديفيد سانغر في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إن الرد الطبيعي للرئيس دونالد ترامب بعد عملية القتل التي نفذها متدرب من الطيران السعودي في قاعدة جوية ببن ساكولا فلوريدا هو: احم السعوديين. وقال إن قيام المتدرب بفتح النار على زملائه وقتل 3 وجرح ثمانية، كان عملية كشفت عن الدينامية الغريبة بين الرئيس ترامب والقيادة السعودية، وكان رده الأولي هو استبعاد أي اقتراح يتعلق بتحميل السعودية المسؤولية.
وبعد ساعات كتب على “تويتر” تغريدة قال فيها إنه تلقى تعازي من الملك سلمان من أجل التأكيد عدم تأثير الحادث على العلاقة بين البلدين. وأخبر الصحافيين وهو يغادر البيت الأبيض في رحلة لجمع تبرعات لحزبه أمام جماعة مؤيدة لإسرائيل: “إنهم محطمون في السعودية”، مضيفا أن “الملك سيقوم بنفسه بمتابعة العناية بالعائلات وأبنائها الأعزاء”، ولم يستخدم كلمة “إرهاب” في حديثه.
وما لم يكن واضحا من الرئيس هو غياب التأكيدات من تعاون السعوديين بالتحقيق والمساعدة في تحديد دوافع المنفذ أو الإجابة عن أي سؤال حول عملية التدقيق في اختيار من ترسلهم السعودية للتدريب في واحدة من أهم كليات التدريب لدولة حليفة، أو الإجابة عن سؤال أهم يتعلق باستمرار الولايات المتحدة في تدريب عناصر سلاح الجو الملكي السعودي، وهم أنفسهم الذين يواجهون اتهامات موثوقة بارتكاب انتهاكات في اليمن، بما في ذلك رمي القنابل التي تزيد من أعداد الضحايا المدنيين هناك.
ويرى المحلل السابق بـسي آي إيه بروس ريدل في معهد بروكينغز، ، أن “الهجوم يعد كارثة في ضوء علاقات متوترة”، وأضاف أن الحادث “سيركز الانتباه على الدور الأمريكي في تدريب ضباط سعوديين يقومون بغارات لقصف الأبرياء في اليمن الذي يعد أسوأ كارثة إنسانية في العالم”. وأشار إلى المعركة التي يخوضها البيت الأبيض مع الكونغرس الذي يحاول وقف الحرب الكارثية في اليمن. والغريب كما يقول ريدل أن الرئيس “يردد مثل الببغاء الموقف السعودي”، وقبل أن يعرف نتائج التحقيق وإن كان المنفذ قد تصرف بمفرده أو أنه كان من أتباع جماعة القاعدة الإرهابية.
الحادث سيركز الانتباه على الدور الأمريكي في تدريب ضباط سعوديين يقومون بغارات لقصف الأبرياء في اليمن
ويقول سانغر إن حسابات البيت الأبيض في الوقت الحالي: السعودية ليست مهمة لإمدادات النفط العالمية مع أنها لم تعد مهمة للولايات المتحدة، فهي الدولة الوحيدة التي تستطيع مواجهة إيران. ولهذا السبب يحاول مسؤولو الإدارة التقليل أو تجنب أي انتقاد يضعف التعاون الأمريكي- السعودي ضد إيران.