مهل الطائف : أزمة في أزمات د. محمد موسى
اتفاق الطائف هو الاسم الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، التي وضعت بين الأطراف المتنازعة في لبنان، وذلك بوساطة سعودية في 30 أيلول / سبتمبر 1989 في مدينة الطائف وتم إقراره بقانون بتاريخ 22 تشرين الأول / أكتوبر 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها.
ويعتبر هذا الاتفاق الراعي القانوني و الدستوري الذي يحكم العلاقات بين الفرقاء و الساسة اللبنانيين‘ اللذين ما انكفوا يفسرون مواد وثيقة الوفاق الوطني اللبناني كل على ما تشتهيه مصالحه الأنية و اللحظية فبات كل فريق و له طائفه : فطائف السنة غير طائف الشيعة غير طائف الموارنة.
ان هذا الواقع اسير الايام و الاحداث المتسارعة التي تلف وطن الارز فهل يعقل ان يترك رئيس حكومة مكلف بلا مهل عند تأليف الحكومة فعلى سبيل المثال لا الحصر حكومة الرئيس تمام سلام التي ولدت بعد احدى عشر شهرا” من التكليف‘ و حكومة الحريري المستقيلة التي تجاوز وقت تشكيلها الثمانية اشهر مما دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى القبض على الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة ما يزيد عن اربعين يوما” رابطا” بين التكليف و التأليف و في ذلك إشكالية جديدة في دستور الطائف.
ان المتابع للشأن اللبناني يدرك ان الطائف بات بحاجة الى مجموعة من الاصلاحات و التي ينبغي ان تقر مع رؤوس باردة بعيدة عن وحول الطائفية و المذهبية على الطريقة اللبنانية البغيضة.
فبعض المواد في اتفاق الطائف تستحق جلسات نيابية لتفتي في نص صريح يحدد المهل الزمنية اللازمة الممنوحة لرئيس الجمهورية لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الذي هو احد المداميك الرئيسة الثلاث لحكم البلاد و الذي ينطوي تحت عباءة كرسيه طائفة مؤسسة في البلاد فما هو المانع من إلزام فخامة الرئيس بمهلة لا تتجاوز العاشرة دستوريا” لإجراء المقتضى القانوني الدستوري في تكليف رئيس حكومة جديد؟
و بالمقابل ما المانع من الزام رئيس الحكومة بمهلة لا تتجاوز الشهرين للتأليف و إلا الاعتذار و تكليف شخصية أخرى.
ان الباحث في ما يجري على الساحة اللبنانية من انتفاضة شعبية عارمة باتت بحاجة الى حلول سريعة و مجدية و فاعلة فهل من يعود الى الكتاب(الدستور) كما يقول الرئيس الراحل فؤاد شهاب و هل من يعقل و يصوب المهل الزمنية في الكتاب لكلا الرئاستين رأفة بالبلاد و العباد.
لعله رأي فهل من سامع بعيدا” عن الغرائز.