من الصحف الاسرائيلية
تناولت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم اعلان زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، في ختام اجتماعهما صباح اليوم، الثلاثاء، أنهما سيواصلان “الجهود من أجل تشكيل حكومة وحدة”، لكن كافة المؤشرات تشير إلى أن هذا الاجتماع جاء بهدف مواصلة المحادثات حول تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو.
وفي غضون ذلك ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” أن جهات ضالعة في الوساطة بين ليبرمان والأحزاب الحريدية طرحت مقترحا جديدا على الجانبين، يقضي بإبعاد حزب شاس وكتلة “يهدوت هتوراة” الحريديين عن مراكز القوة التي تتواجد فيها، مثل وزارة الداخلية ولجنة المالية التابعة للكنيست ووزارة الصحة.
وأوضحت الجهات نفسها أن الحديث يدور عن إخراج الأحزاب الحريدية من المناصب التي ظهرت في الحملة الانتخابية لحزب “يسرائيل بيتينو” وتطرق إليها ليبرمان بشكل مباشر. ووفقا لهذه الجهات، فإن من شأن خطوة كهذه أن تشكل “انجازا كبيرا ليسرائيل بيتينو” من جهة، وأن يوافق عليها الحريديون لأنها ليست مرتبطة بمواضيع الشريعة اليهودية من الجهة الأخرى.
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة “غير متسقة مع القانون الدولي”، في تحول “رمزي” في السياسة الخارجية الأميركية بهذا الخصوص، ما اعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، “تصحيحًا” لما وصفه بـ”ظلم تاريخي“.
وفيما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الإعلان الأميركي مرفوض، من المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء المقبل، في جلسته الشهرية بشأن الشرق الأوسط، إعلان واشنطن حول المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
من جانبه ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن القرار الأميركي، “تصحيح لظلم تاريخي”، وأضاف أن “أولئك الذين يشككون في شرعية الاستيطان الإسرائيلي في منطقة يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) يعيقون أي إمكانية لإجراء مفاوضات سلام مباشرة”، وذلك في هجوم مبطن على الاتحاد الأوروبي.
وتابع نتنياهو أن “تحديد قانونيَّة الاستيطان في يهودا والسامرة أمر يخص المحاكم الإسرائيلية وليس المحاكم الدولية المتحيزة”، على حد تعبيره، وزعم أنه “يمكن حل النزاع بين دولة إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين من خلال عملية التفاوض، وليس من خلال الأحكام الدولية المرفوضة”، كما وزعم أن “إسرائيل مستعدة لإجراء مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين إلى جانب الحفاظ على الاستيطان في يهودا والسامرة“.
واعتبر أن “هذه السياسة تعترف بأن الشعب اليهودي ليس غريبا على يهودا والسامرة. حقنا على يهودا والسامرة ينبع في مقدمة الأمر من العلاقة التاريخية طويلة الأمد التي تربط شعبنا بأرض إسرائيل“.
وتابع “نشكر الرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو والإدارة الأميركية على وقوفهم الحازم إلى جانب مبادئ الحق والعدالة. ندعو دولا أخرى إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل وإلى جانب السلام وإلى اعتماد الموقف الأميركي الهام”، وأجرى نتنياهو محادثة هاتفية مع ترامب في أعقاب إعلان واشنطن، شكره من خلالها على هذه الخطوة.
يشار إلى أن إعلان الإدارة الأميركية حول “قانونيَّة المستوطنات”، يأتي في ظل الأزمة السياسية التي يعاني منها نتنياهو بعد فشله في تشكيل حكومة، بعد إجراء انتخابات مرتين واحدة في نيسان/ أبريل والثانية في أيلول/ سبتمبر الماضيين، وبالتزامن مع اقتراب الإعلان عن القرار النهائي للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، بشأن تقديم لائحة اتهام في قضايا فساد تلاحق نتنياهو بالرشوة والخداع وخيانة الأمانة.
ورحب المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية رئيس قائمة “كاحول لافان” بيني غانتس بالقرار الأميركي واعتبر أنه “بيان هام ويشير مرة أخرى إلى موقف الولايات المتحدة الثابت في دعم إسرائيل والتزامها بأمن ومستقبل الشرق الأوسط“.
وأضاف “يجب أن يتم تحديد مصير المستوطنات والمستوطنين في يهودا والسامرة بناء على تسويات تفي بالمتطلبات الأمنية ويمكنها أن تعزز فرص السلام، التي ستخدم الجانبين وتعكس الأمر الواقع على الأرض”.
وعلى صلة، تساءل الصحافي في القناة 12 الإسرائيلية، عميت سيغل، إذا ما كان الإعلان الأميركي قد يمهد لإعلان نتنياهو ضم غور الأردن لإسرائيل، بعد أن كان قد أعلن في قبيل الانتخابات التي أجريت في أيلول/ سبتمبر الماضي، نيته ضم الأغوار، ولم يلق دعما أميركيًا حينها.
ولفت سيغل إلى أن الإعلان “التاريخي” عن ضم الأغوار قد يقتل أي فرصة لرئيس قائمة “كاحول لافان” بيني غانتس، بتشكيل حكومة أقلية، ما قد يعيد رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، إلى حضن كتلة اليمين التي يتزعمها نتنياهو.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه الإدارة الأميركية كانت تعمل منذ شهور على الإعلان المتعلق بـ”قانونية المستوطنات”، وذلك بمبادرة السفير الأميركي لدى إسرائيلي، ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر.
وذكر لموقع نقلا عن مسؤول سياسي إسرائيلي، أن نتنياهو كان على اطلاع وتنسيق مع الإدارة الأميركية حول هذا القرار منذ عدة أشهر”، وشدد على أنه تم اتخاذ القرار بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت.
ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من “رمزية القرار الأميركي”، وعدم تأثيره “على التعاطي الدولي مع عدم شرعية المستوطنات”، إلا أنه قد يوفر الضوء الأخضر للقضاء الإسرائيلي، لتوسيع المستوطنات، وضم أراضي في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الموقع أن قرار محكمة العدل الأوروبية، قبل أيام، بإلزام الدول الأعضاء في الاتحاد بوسم منتجات المستوطنات، عجل من توقيت الإعلان الأميركي في هذا الشأن.
ولا يأتي الإعلان الأميركي بعيدا عن سياق الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز فرصه الانتخابية، وذلك من خلال محاولة استرضاء القاعدة العريضة للمسيحيين الإنجيليين الذين صوتوا لصالحه بأعداد كبيرة في انتخابات عام 2016.
كما يحاول ترامب بهذا الإعلان استمالة اللوبي الصهيوني النافذ في واشنطن لصالحه ولصالح الحزب الجمهوري، خصوصًا في ظل التوتر القائم بين هذا اللوبي ودوائر في الحزب الديمقراطي.