من الصحف الاسرائيلية
ابرزت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هيداي زيلبرمان الذي اكد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، فيما اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت أن العدوان على غزة في اليومين الماضيين، الذي أطلق الجيش عليه اسم “حزام أسود”، وضع “قواعد لعبة جديدة وواضحة، والجيش الإسرائيلي سيعمل بحرية كاملة ودون أي قيود“.
وقال زيلبرمان خلال لقاء مع مراسلين عسكريين، إن العدوان “حقق مجمل غاياته بشكل سريع وكامل، وذلك خلال 48 ساعة”، وأضاف أن الجيش استعد لهذا العدوان “طوال خمسة أو ستة أشهر”، وزعم أن عدد الشهداء المدنيين “قليل جدا”، علما أن من بين الـ34 شهيدا الذين سقطوا في اليومين الماضيين، 14 شهيدا مدنيا، بينهم أطفال ونساء، وتابع زيلبرمان أن “بحوزة الجهاد الفلسطيني ترسانة من القذائف الصاروخية يزيد مداها عن 40 كيلومترا. ونحن لا نعرف لماذا لم يستغلوها“.
رفض رئيس حزب “اسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إغلاق الباب أمام فرص إقامة “حكومة أقلية”، فيما شدد على أن التعاون في هذا السياق مع القائمة المشتركة، “ليس خيارًا مطروحًا”، واصفًا النواب العرب بـ”الطابور الخامس“.
واعتبر ليبرمان إمكانية تشكيل حكومة يمين برئاسة بنيامين نتنياهو، أن هذا ليس “عمليًا أو قابلا للتطبيق”، علما بأن كتلة اليمين التي شكلها نتنياهو وتشمل الأحزاب الحريدية (“شاس” و”يهدوت هتوراه”) وتحالف أحزاب “يمين الليكود” (“إلى اليمين”) تضم 55 عضو كنيست.
وشدد على أن “القائمة المشتركة غير ذات صلة في ما يتعلق بجهود تشكيل الحكومة”، وأشار إلى إمكانية تشكيل “حكومة أقلية”، مؤكدا أن “هناك خيارات أخرى”، وقال “أنا لست ضد الحريديين، ولكني ضد الإكراه الديني“.
وعن اغتيال القيادي في الجناح العسكري التابع لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، فجر الثلاثاء الماضي، قال ليبرمان إنه لا يجد أي “حسابات سياسية” في عملية اتخاذ قرار تنفيذ الاغتيال الذي أفضى إلى تصعيد عسكري في القطاع المحاصر. وقال إن سياسة الحكومة الإسرائيلية في مواجهة فصائل المقاومة في قطاع غزة، تُعتبر “رضوخًا للإرهاب“.
كشفت صحيفة هآرتس أن جهاز الشاباك الإسرائيلي أعد خطة لاغتيال بهاء أبو العطا القيادي في سرايا القدس الجناج العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قبل عامين من اغتياله.
وبحسب الصحيفة فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك غادي آيزنكوت وافق على خطط قسم الاستخبارات العسكرية ومسؤولي جهاز الشاباك، مبينةً أن بعض الخلافات التي نشب حول التوقيت وأنه ليس مناسبًا للعمل تسبب في تأجيل تنفيذ الخطة.
وتقول الصحيفة أنه لأشهر طويلة لم يتم تحديد موعد مناسب للقضاء على أبو العطا، وذلك خوفًا من تصاعد الأوضاع والدخول في مواجهة عسكرية كبيرة.
وأشارت إلى أن رئيس الشاباك نداف أرغمان رأى مؤخرًا أنه من الضروري تصفية أبو العطا في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أن الجيش وبعض أجهزة الأمن رأت قبل وبعد الاغتيال أنه كان من المفترض إعطاء الأولوية للتوترات في الشمال، وأن أبو العطا لم يكن يشكل خطورة أكبر، وكان هناك فرصة لتأجيل توقيت الهجوم.
ووفقًا للصحيفة، فإن موقف الجيش كان يشير إلى أنه في حال اندلاع جولة قتال في غزة بسبب الاغتيال، فإن إسرائيل من المسبق الحكم على أضرارها ومدتها، وأن الجيش كان يرى بأن أبو العطا لا يمكنه تهديد إسرائيل سوى بإطلاق الصواريخ والقناصة وإطلاق الطائرات التي يمكن لنظام الدفاع الجوي التعامل معها.
وبحسب الصحيفة، فإنه في عام 2018 تم عقد جلسة نقاش بين مسؤولي الأمن والجيش حول ضرورة إلحاق الأذى بأبو العطا، وكان حينها وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي قال منذ يومين أن بنيامين نتنياهو اعترض على عملية الاغتيال والنقاشات التي كانت تجري.
ووفقًا للصحيفة فإن تصريحات ليبرمان لم تكن دقيقة، فإن مسؤولي الأمن عارضوا تلك الخطوة، ولكن الأشهر الأخيرة مع تعزيز مكانة أبو العطا في غزة بات هناك حاجة إلى كبح قوته وفق تعبيرها.
وادعت الصحيفة أن حماس اعتبرت أبو العطا أيضًا بمثابة شخصية يحاول تحديها، زاعمةً أيضًا أنه كان يعمل بطريقة تفيد إيران في الأشهر الأخيرة.
وفي نيسان/ أبريل الماضي في خطوة غير عادية أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل واضح وحمله المسؤولية عن إطلاق الصواريخ الذي أدى إلى تصعيد الأوضاع الميدانية، معتبرًا حينها أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإمكانية إيقافه وليس هناك أي خيار آخر سوى الاغتيال، أو أن تتحمل حماس والجهاد مسؤولية أفعاله وكبح جماحه.
وقالت الصحيفة إن تلك المحاولة كانت ناجحة جزئيًا، وتم دعوة أبو العطا إلى مصر للتحدث مع الوسطاء وممثلي حماس والجهاد حول الهدوء مشيرةً إلى أن إسرائيل سمحت له بالمغادرة دون الإضرار به، وعلى عكس ما كان يتوقع واصل تصرفاته بإطلاق الصواريخ، ونقلت إليه رسائل تفيد بأن هذه التصرفات ستعود بالضرر على غزة، لكنه لم يغير موقفه، وحينها فهمت إسرائيل أنه لا مفر من الاغتيال.
وبحسب الصحيفة، فإن أبو العطا أيضًا فهم ذلك وبدأ يتصرف كمطلوب وبطريقة تجعل من الصعب الوصول إليه مشيرةً إلى أنه غير طريقة حياته وكان يتخفى بين رجاله المخلصين – وفق تعبيرها – وكان يغير موقعه باستمرار لتصعيب مهمة إسرائيل على اغتياله.
وبعد أن تولى أفيف كوخافي رئاسة الأركان، تم إثارة احتمال اغتياله عدة مرات، وتم وضع خيارات عدة لتنفيذ العملية، ونجح الشاباك في تحديد فرصة لذلك، وحين أدركوا في النظام الأمني أن أبو العطا أصبح مكشوفًا إلى حد ما، تقرر توجيه الضربة له وتقليل الضرر بالآخرين، ووافق الكابنيت على العملية يوم الأحد، ثم نفذت فجر الثلاثاء.