الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                                

البناء: تضارب في التوقعات بين جولة تصعيد مقبلة… وتفاهم على الحكومة يفتح طريق الاستشارات نصرالله رسم خريطة طريق: قادرون على النهوض بالتحرّر من الضغط الأميركي عون يصارح الشارع… فيعود قطع الطرقات… ومسؤول اشتراكي يسقط في خلدة

 

كتبت صحيفة “البناء” تقول: بدا لبنان على صفيح ساخن، متقلّباً بين الفرضيات والاحتمالات، حيث تضاربت التوقعات التي أشارت إلى تقدّم تمّ تحقيقه في المشاورات والمفاوضات التمهيدية فطلاق الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، مع المعلومات التي حملتها ساعات الليل الماضي بعد اندلاع موجة تصعيد أعقبت حواراً تلفزيونياً لرئيس الجمهورية، والتي تحدّثت عن وجود اتجاه لدى القيادات التي تقف وراء الحراك للتصعيد لأيام مقبلة، توفّر مناخاً مناسباً للمزيد من الضغوط لتحسين الشروط التفاوضية، مع وصول الموفد الفرنسي إلى بيروت، بهدف إبلاغ المسؤولين اللبنانيين ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، تحت تهديد خسارة الكثير من الأموال المقرّرة في مؤتمر سيدر.

مصادر متابعة للمفاوضات الدائرة بين رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، والأغلبية النيابية المكوّنة من التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وحلفائهم، قالت إن الغموض يلفّ النتيجة بين تمسك الرئيس الحريري باستعداده لتشكيل الحكومة الجديدة، وتردده في تحديد جواب حول احترام الحكومة الجديدة لنتائج الانتخابات النيابية، ما يبقي التفاوض قائماً مع الأمل بتقدمه، دون أن يكون هناك جواب حاسم حول إمكانية التوصل لتفاهم قريب.

جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليرسم خريطة طريق بدت أنها جواب على سؤال ماذا لو لم يتم التفاهم مع الرئيس الحريري وأن هناك قراراً أميركياً بدفع لبنان نحو الانهيار المالي، بوضع شروط تعجيزية لعودة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، وكان كلام نصرالله عن الآفاق المتاحة للنهوض بالاقتصاد اللبناني فيما لو تحرّرت الحكومة المقبلة من الضغوط الأميركية، خصوصاً ما يتّصل بفتح الأسواق السورية والعراقية أمام المنتجات اللبنانية والشركات اللبنانية، وفتح الطريق للاستثمارات الصينيّة والروسيّة والإيرانيّة، في قطاعات السكن والنقل والكهرباء والنفط والغاز، داعياً لعدم وقوع البعض في رهانات خاسرة على حرب مقبلة تخوضها واشنطن على إيران.

ليل أمس، شهد تصعيداً نوعياً أعقب حواراً تلفزيونياً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تحدث خلاله بصراحة حول تعقيدات الاستشارات النيابية، وفرضيات تشكيل الحكومة، وتسمية رئيسها، وتردّد الرئيس الحريري، وعبر خلالها عن عدم اقتناعه بعفوية رفض الحوار من جانب الحراك وغياب أي قيادات ظاهرة له، متسائلاً عن معنى الإصرار على شعار كلن رافضاً وسم الجميع بالفساد، متعهداً بمواصلة المعركة ضد الفساد. وعند نهاية الحوار كانت عمليات قطع طرقات تشمل كل المناطق احتجاجاً على جملة وردت في كلام الرئيس عن استحالة عدم وجود أوادم، مضيفاً، إذا ما في أوادم فليهاجروا، بمعنى رفضه لزرع اليأس، بينما انتشرت الجملة كالنار في الهشيم، كدعوة للبنانيين المحتجين على الدولة إذا لم يرضهم الوضع فليهاجروا. وخلال عملية قطع الطريق في خلدة وقع إشكال بين سيارة لأحد ضباط الجيش ومجموعة من الشبان الذين يقطعون الطريق، انتهى بسقوط الشاب علاء أبو فخر جريحاً، ووفاته بعد نقله إلى المستشفى، حيث وصل النائب السابق وليد جنبلاط داعياً للتمسك بخيار الدولة، فيما نعت جريدة الأنباء التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر كأمين سر وكالة الداخلية للحزب في الشويفات وعضو في مجلسها البلدي.

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الحراك بدأ بمطالب اقتصادية من جراء الضرائب المفروضة ثمّ زادت المطالب وأصبحت سياسية، معتبراً أن المطالب محقة، لكنه لفت الى أنه وجه نداء للمعتصمين في بداية الاحتجاجات ودعاهم للقاء الا انه لم يلق جواباً.

رئيس الجمهورية لفت في مقابلة تلفزيونية الى أنه لم يصل الى موقع الرئاسة إلا ليبني دولة، وقال: فأنا لا أبحث عن مستقبل لأنه أصبح ورائي ولدي تاريخ كلفني 15 سنة خارج مجتمعي من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وأنا مكبّل بالتناقضات بالحكم والمجتمع والخلايا الفاسدة مطوّقة بقوى وبما أن الشعب قام اليوم اصبح لدينا مرتكز لفرض الإصلاحات .

وأضاف: علينا أن نكون أصحاب ثقة عند الناس واسترداد الثقة يحتاج للوقت واستعمال شعار كلكن يعني كلكن يطال كل الناس وهو خاطئ ، معتبراً أن السبب الأول للفساد في القضاء هو التدخل السياسي. وقال: أنا موافق على المطالب الحياتية والمعيشية التي يطالب بها الحراك .

وتابع: مطالب الناس وصلت ونحن مستعدون للتصحيح، ولكن لا يجب الاستمرار بالطريقة ذاتها التي يعتمدها الحراك هيك بيكونوا عم يقضوا على البلد .

أما عن توقيت الاستشارات ورداً على سؤال عما إذا كانت ستحصل الخميس أو الجمعة، قال عون: صحيح، وذلك مرتبط بالاجابات التي سنتلقاها من المعنيين وإذا لم نتلق إجابات فقد نتأخر في ذلك كم يوم .

وعن الكلام حول مشاركة الوزير جبران باسيل في الحكومة قال عون: هو رئيس أكبر تكتل نيابي وهو مَن يقرر إذا كان يريد البقاء في الحكومة وهو يقدر ظروفه وما من أحد يستطيع أن يضع فيتو عليه في نظام ديمقراطي .

اما عن شكل الحكومة التي يفضلها فأجاب عون: لا يمكن لحكومة تكنوقراط أن تحدّد سياسة البلد ولن نعيد الحكومة كما كانت وبذات الشروط التي كانت عليها وانا مع حكومة تكنوسياسية .

وكشف عون انه عندما التقى الرئيس سعد الحريري وجده متردداً بين نعم وكلا في ترؤس الحكومة، لافتاً الى أن موضوع وجود حزب الله في الحكومة قابل للحل.

 

الأخبار: السلطة تكابر وتفاوض بالشارع والغرب يريد التدخل: فوضى ودماء بمشاركة الجيش!

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: تدحرجت كرة النار مساء أمس، بالتزامن مع المقابلة التي أجراها الرئيس ميشال عون مع الزميلين نقولا ناصيف وسامي كليب. أغلقت عشرات الطرقات وشلّت الحركة في البلد، إما نتيجة قطع الطرقات وحرق الإطارات المطاطية أو نتيجة القلق من التوترات المتنقلة. ما زاد من هذا القلق والتوتر، التطور الخطير الذي شهدته منطقة خلدة، حيث أصيب أحد المعتصمين بطلق ناري في الرأس ما ادى إلى وفاته. مطلق النار، مرافق لمسؤول مخابرات الجيش في الشويفات، والأخير محسوب على النائب السابق وليد جنبلاط. فيما الشاب الذي قضى (علاء أبو فخر) أمام أفراد عائلته، كان ناشطاً بارزاً في الحزب “التقدمي الاشتراكي”، وانضمّ أخيراً إلى مجموعات الحراك المدني. إثر الحادثة سارع جنبلاط إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات، عاملاً على تهدئة جموع الغاضبين، ومؤكداً على أنه “ما إلنا إلا الدولة، وإذا فقدنا الأمل فيها هناك خطر الفوضى”. وأصدرت قيادة الجيش بياناً أشارت فيه إلى أنه “أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص”. بيان الجيش الذي استبق التحقيق مبرراً إطلاق النار، زاد من الالتباس بشأن دور قيادة المؤسسة العسكرية. فبعض النقاط التي قطعت بها الطرقات ليل امس كانت عملياً تحت سيطرة الجيش واستخباراته. وللمرة الثانية، يتورط الجيش بإطلاق النار على المحتجين (الاولى في البداوي). وتبدو قيادة الجيش ومديرية المخابرات كمن يشجّع على قطع الطرقات في بعض المناطق، ولا تجيد فتحها إلا بعنف مفرط في مناطق أخرى.

ما جرى في خلدة ساهم في تأجيج مظاهر الغضب، وتوافد المئات إلى ساحات الاعتصام، حيث ركزت الهتافات، للمرة الأولى منذ بداية الانتفاضة، على المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، بعد أن تضمنت مقابلته ما رأى فيه المحتجون استفزازا لهم، ولا سيما قول عون، تعليقاً على فقدان الثقة بالسلطة، “إذا ما في عندهم أوادم يروحوا يهاجروا… ما رح يوصلوا للسلطة”. لكن تجدر الإشارة إلى أن قرار قطع الطرق كان متخذاّ منذ ما قبل مقابلة عون، وشارك فيه، خاصة في عدد من شوارع بيروت والطريق الساحلي والبقاع، مناصرون لتيار المستقبل وجنبلاط والقوات اللبنانية بكثافة، إضافة إلى مجموعات تتأثر بقيادة الجيش واستخباراته.

كما تضمنت المقابلة مجموعة من الرسائل التي وصفت من قبل المتظاهرين بالسلبية، لا سيما اعتباره أنهم “يضربون الوطن بالخنجر… بالثورة ما رح نروح”. ورأى أن “هناك خروجًا عن العهد الدولي بإغلاق الطرقات لأنهم ضربوا حقوق 4 ملايين ونصف مليون بحرية التنقل، مع العلم أنه كان يمكن استخدام العنف إلا أننا حافظنا على الهدوء، الا أن الصدام بدأ بين المواطنين”.

كما حذّر رئيس الجمهورية اللبنانيين من أن “يكونوا سلبيين خصوصاً الذين في الحراك لأن السلبية تؤدي إلى سلبية معاكسة ما يوصل حتماً إلى صدام لبناني لبناني”. واتهم عون المتظاهرين بضرب لبنان ومصالحه… إذا أكملوا على المنوال نفسه. وهو إذ قال: فهمنا مشاكلكم ومطالبكم وعنا استعداد نصلح كل شي غلط”، فقد أكد إنهم “إذا بقيوا مكملّين في نكبة.. البلد بيموت حتى لو ما ضربناهم كف”.

حكومياً، وبالرغم من أن الرئيس ميشال عون طمأن إلى أن المشاورات النيابية الملزمة صارت مسألة أيام، إلا أنه ربط ذلك بالحصول على أجوبة من المعنيين على النقاط الأخيرة المتبقية بعد تجاوز صعوبات كثيرة. وهو ضرب موعداً مبدئياً الخميس أو الجمعة، لكنه ترك الاحتمالات مفتوحة على مزيد من التأجيل إلى حين تذليل بعض العقبات. الموقف الرئاسي الداعي إلى تشكيل حكومة تكنو – سياسية، والذي يعتبر أن حكومة تكنوقراط صرف لا يمكن أن تحدد سياسة البلد ولا تكون ذات صفة، إنما يعني أن الخلاف لا يزال قائماً على شكل الحكومة ووجهتها. فالرئيس سعد الحريري يتمسك، بالرغم من كل الأجواء الإيجابية التي خرجت في الأيام الماضية، بخيار من اثنين، إما يوافق على ترؤس الحكومة شرط أن يختار هو أعضاءها، ويكونوا من الاختصاصيين، أو يتخلى عن هذه المهمة، فتعمد الأكثرية النيابية إلى اختيار حكومة تكنوسياسية. وإن لم يوضّح الحريري كيف سيتعامل مع حكومة ليس رئيسها، إلا أنه كان لافتاً أنه قبيل انتهاء الحوار المتلفز لرئيس الجمهورية، كانت الطرقات تقفل تباعاً في مناطق محسوبة سياسياً على تيار المستقبل، قبل أن تمتد إلى مناطق عديدة في بيروت وخارجها. وقد فسر البعض ذلك بأنه جولة جديدة من استعمال الحريري وجنبلاط والقوات للشارع في المفاوضات الحكومية، خاصة أن عون لم يترك مجالاً لتأويل موقفه الرافض لحكومة اختصاصيين صرف، وإن لم يمانع عملياً بألا يكون الوزير جبران باسيل عضواً فيها، بإشارته إلى إمكان تأليف حكومة من غير النواب. وفي الوقت عينه، دافع عون عن حق حزب الله بالمشاركة في الحكومة، قائلاً: “لا يمكن أن يفرض عليي استبعاد حزب يشكل ثلث الشعب اللبناني”.

 

النهار: عون يشعل الانتفاضة … فهل يعتذر الحريري؟

كتبت صحيفة “النهار” تقول: انتظر اللبنانيون المقابلة المتلفزة مع رئيس الجمهورية ميشال عون علها تحمل مبادرة ايجابية أو أكثر، لكنهم صدموا بكلام غير مشجع لا حكومياً ولا اقتصادياً، بل تأكد لهم ان السلطة لا تزال بعيدة تماماً من الاستماع الى مطالب الناس وتلبيتها، وليست مستعدة للتنازل عن بعض المكاسب السلطوية والنفعية. وقد فشل رئيس الجمهورية مرة أخرى في استيعاب انتفاضة الغضب، وبدا من غير قصد كأنه يدفع الشارع الى تصادم لا تحمد عقباه، اذ تحدث عن صدام لبناني – لبناني عوض أني علن عن اجراءات فورية لامتصاص نقمة الناس، والاسراع في تأليف حكومة “نظيفة” تعمل على توفير الحلول للخروج من الازمة التي باتت مستفحلة. بدا كذلك ان انزلاق البلد الى اماكن غير مستحبة يقع على عاتق السلطة وليس على الحراك السلمي المستمر منذ 27 يوماً، ما يرفع منسوب التحدي، ويدفع الرئيس سعد الحريري للتوجه الى الاعتذار بعدما انتظر ايجابيات في كلام الرئيس يمكن ان تؤسس لقيام حكومة تقوم بالاصلاحات وترضي الشوارع المختلفة.

وكان الاتجاه لدى رئيس حكومة تصريف الاعمال الى الاعتذار يتنامى في اليومين الاخيرين، لاقتناعه بأن حكومة تكنو- سياسية، تضم وجوهاً غير مقبولة لدى الشارع المنتفض، لن تتمكن من العمل والانقاذ في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة على كل الصعد، بل انها يمكن ان تسقط مجدداً تحت وطأة الحراك، كذلك لاقتناعه بان التسهيلات التي ينقلها اليه أكثر من طرف لا تتفق وكلام السيد حسن نصرالله أولاً. وقد انتظر الحريري ثانيا، ما سيدلي به رئيس الجمهورية في مقابلته المتلفزة مساء ليبني على الشيء مقتضاه، وقد اكد الرئيس رفضه اقتراح الحريري اي حكومة التكنوقراط “لانها لا يمكن ان تحدد سياسة البلد”، بل يجب ان تكون “تكنو-سياسية”، وفضل عون الفصل بين النيابة والوزارة في الحكومة المرتقبة.

وبدت رئاسة الجمهورية أمس، كأنها تسابق الوقت في الهروب الى الامام، وفي خوض معركة الدفاع عن النفس، اذ شاءت دوائر القصر ان تحاكي المجتمعين الدولي والعربي، وكذلك الشارع في يوم واحد، فالتقى الرئيس عون المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش مع سفراء الدول الأعضاء في “مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان”، ثم السفراء العرب، قبل ان يطل مساء في مقابلة لم يقدم فيها جديداً، بل حاول “تحجيم” الانتفاضة بتكوينها، واعدادها، وشعاراتها، وقدرتها على التغيير. وأعاد التذكير بمشاريعه التي لم تتحقق متهما القضاء بالتقصير والسلطة السياسية بعدم الاستجابة وقال: “أنا مكبل بالتناقضات في الحكم وفي المجتمع”. واعتبر ان “التدخل السياسي هو أول سبب لفساد القضاء، وقد طلبت اعتماد الكفاءة والنزاهة في التعيينات وقلت للقضاة، انا السقف الفولاذي الذي يغطيكم”. واتهم الرئيس الحريري بـ “التردد”. وقال: “لست أنا من يحدّد عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة… الاستشارات النيابية تحدد تكليفه من عدمه”.

 

اللواء: خطاب عون يُلهِب مشاعر الحَراك: قطع الطرقات ومخاوف من الإنزلاق إلى العنف! دعوة عربية دولية للإسراع بتأليف الحكومة.. وجنبلاط في الشويفات لتطويق حادث خلدة

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: بدا المشهد بالغ الإكفهرار ليلاً، غداة انتهاء، الحوار التلفزيوني مع الرئيس ميشال عون، الذي هدّد “بالسلبية مقابل سلبية الحراك الشعبي في الساحات والشوارع”..

المتظاهرون تحركوا باتجاه الطرقات: قطعوا طريق ضهر البيدر، طريق بيروت، الجنوب عند الجية وجسر الرينغ، ونهر الكلب والمدينة الرياضية.

المتظاهرون سجلوا مآخذ خطيرة على ما جاء في حوار الرئيس، فهو:

1- لم يقدم تصوراً للخروج من المأزق..

2- تأخير بدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة..

3- تحذير المتظاهرين من قمعهم إذا استمر الوضع.

4- عدم حسم الوضع بالنسبة للوزير جبران باسيل، الذي هو الذي يتخذ القرار المناسب كرئيس لأكبر كتلة نيابية..

5- وأكثر ما أثار غضب المتظاهرين، والحراكيين قول الرئيس انه:

“اذا لا يريدون تصديق كلامي فأنا لن أصدقهم، “هيدا مبدأ المعاملة بالمثل”. لا يمكن وضعي ضامنا لكل ما سيحصل، نحن نريد العمل حتى نخلص أنفسنا، أما “كوني فكانت” فليبحثوا عنها في مكان آخر”، مشددًا على ان “العهد فيه مجلس نواب وحكومة وليس أنا وحسب، اذا خسرنا التنسيق بين القوى الموجودة، فلن تكون الحكومة منتجة وسنواجه من لا يريد أن يعمل”.

وأوضح أن “هناك خروجًا عن العهد الدولي بإغلاق الطرقات لأنهم ضربوا حقوق 4 ملايين ونصف بحرية التنقل، مع العلم أنه كان يمكن استخدام العنف إلا أننا حافظنا على الهدوء، الا أن الصدام بدأ بين المواطنين. لدي ثقة بالمؤسسة الأمنية وحتى الآن لم يحدثني أحد بالوساطة الفرنسية، ننتظر أن نرى اذا كانت المبادرة الفرنسية تسهيلًا أو تهديدًا”.

وطلب من “اللبنانيين أن لا يتصرفوا سلبيا خصوصا في الحراك لأن السلبية تؤدي الى سلبية معاكسة وهذا سيوصل الى صدام لبناني-لبناني، الجميع دعم مطالب الحراك ولكن اذا استمريتم بما تقومون به ستضربون البلاد ومصالحكم ومصالحنا. اذا استمروا سيكون هناك نكبة، والبلد سيموت حتى لو أردنا البناء والمكافحة”.

 

الجمهورية: الإنتفاضة تُصرّ على حكومة تكنوقراط والإستشارات ابتعدت

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: قذفت التطورات السياسية والامنية التي برزت ليلاً إستشارات التكليف الحكومي بعيداً، وأعادت الوضع مجدداً الى مزيد من التعقيد، وذلك على رغم ايحاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال مقابلته التلفزيونية انه سيدعو الى تلك الإستشارات غداً او بعد غد الجمعة، وقد تتأخر اياماً في حال لم يتلق “بعض الاجوبة من المعنيين”. وتبين انّ رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لم يحسم موقفه بعد قبولاً بتكليفه او تسمية مرشح آخر غيره لرئاسة الحكومة، حيث انّ نقطة الخلاف المركزية هي طبيعة الحكومة الجديدة، فهو وحلفاؤه يريدونها حكومة تكنوقراط خالية من السياسيين فيما رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري و”التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة “أمل” مع حلفائهم يريدونها حكومة “تكنوسياسية”، لأنهم يعتبرون أنّ حكومة التكنوقراط تخالف “اتفاق الطائف”. في وقت بّدا انّ هذا الموقف الدولي منقسم ايضاً، فالولايات المتحدة الاميركية تؤيد التكنوقراط فيما روسيا تعارضها وتعتبرها غير واقعية.

قالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات “انّ عون لم يقدم في مقابلته التلفزيونية جديداً وكان من الأفضل لو لم يدل بها في هذه الظروف، لأنها جاءت تصعيدية، ولم تشكل مفتاح حلول، إذ جاء تلقفها السلبي وكأنه معدّ سلفاً، بدليل أنّ الحراك كان جاهزاً برده السلبي عليها بالتظاهرات وقطع الطرق ليلاً”.

ولاحظت هذه المصادر أن استشارات التكليف “إبتعدت أكثر مما اقتربت، وأنّ الأمور عادت الى مربع التعقيد، وباتت بحاجة الى قدرات خارقة لحلها، قد لا تملكها السلطة وقد لا يملكها الحراك، فعون رمى الكرة في ملعب الحريري، وحمى الوزير باسيل بتأكيده أن لا أحد يستطيع أن يمنعه ديموقراطياً من أن يكون موجوداً في الحكومة الجديدة، وأمّن للحراك، في الوقت نفسه وقوداً للتحرك الإضافي”.

واشارت المصادر الى أنّ “البلد ربما يكون قد دخل في وضع اشتباكي، حيث اشتعل فتيل الإشتباك الذي قد يفتح الوضع على ألوان متعددة من الصدام، بدليل أنه بعد المقابلة مباشرة برزت حركة الإعتراض في مناطق تيار “المستقبل” ما فسّر أنه اعتراض الحريري على مضمون ما قاله عون، والذي تبيّن ليلاً أنّ صداه كان سلبياً في “بيت الوسط”، خصوصاً أنّ القريبين من الحريري قالوا أنّه ليس متردداً أبداً في موضوع تولّي رئاسة الحكومة من عدمها، وأنه يدرس الخيارات المفتوحة على كلّ الإحتمالات”.

 

نداء الوطن: علاء أبو فخر شهيد الثورة “عودوا إلى بيوتكم”… تُشعل لبنان

كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: عذراً فخامة الرئيس، لم تكن بحاجة إلى إطلالة إعلامية، جديدة في الشكل ولا تتضمن أي جديد في المضمون. لا أنت حملت أجوبة تشفي غليل الناس وتحاكي هواجسهم ومتطلباتهم، ولا أنت أساساً في موقع “المونة” على الثائرين لتطلب منهم العودة إلى بيوتهم. بل على نقيض ما رمت إليه، أتت عبارة “عودوا إلى بيوتكم” التي توجّه بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الناس المنتفضين على الطبقة الحاكمة بنتائج عكسية بالمعنى الحرفي للكلمة، فمن كان منهم في بيته نزل إلى الشارع ليلاً ليعبّر عن حجم الاستفزاز الذي شعر به جراء هذه العبارة وسواها من العبارات الانفعالية التي استخدمها عون في معرض مخاطبته المواطنين، وأبرزها وأكثرها استغراباً عبارة فسّرتها وسائل التواصل الاجتماعي على أنّ من لا يعجبه أحد من السلطة عليه أن يهاجر من البلد!

باختصار أجّجت مضامين مقابلة رئيس الجمهورية الشارع بدل أن تساهم في إخماد نيرانه، ففي الميدان سُجّل سقوط أول شهيد للثورة المواطن علاء أبو فخر (أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي) إثر تعرضه لإطلاق نار من احد العسكريين عند مثلث خلدة، أصيب بنتيجته بإصابة قاتلة نقل على إثرها إلى مستشفى كمال جنبلاط ليلاً. وعلى الأثر، انتقل رئيس “الحزب” وليد جنبلاط إلى المستشفى حيث خاطب المتجمهرين الغاضبين طالباً منهم الاحتكام للدولة، لأنه “برغم ما جرى هذه الليلة لا ملجأ لنا إلا الدولة” منعاً للوقوع في الفوضى، ومؤكداً أنه اتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون وسيُجرى تحقيق عسكري في قضية استشهاد أبو فخر. وتزامناً، أصدرت قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أنه “أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين، مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص، وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى