بقلم غالب قنديل

كيري وفشل العدوان الاستعماري

kiri fashel

غالب قنديل

على امتداد أربع سنوات من العدوان الاستعماري على سورية حصدت الولايات المتحدة وأعوانها ركاما من الفشل والخيبة أمام صمود الشعب والجيش والدولة الوطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي رفع الأميركيون وحكومات الناتو جهارا شعار الإطاحة به ودعوه إلى الرحيل وتوقعوا ذلك في مواعيد متلاحقة سقطت جميعا بعدما تواعدوا مع شريكهم الفرنسي وحلفائهم في قطر وتركيا والسعودية شهرا وراء شهر وقد تدحرجوا تحت وطأة الفشل والخسارة المتمادية إلى سلسلة من التراجعات التي جاء آخرها في سياق مسار العجز على لسان جون كيري الذي أعلن عن اضطرار الولايات المتحدة إلى التفاوض مع الرئيس الأسد .

خلال السنوات الأربع الماضية تزايدت مؤشرات الفشل الأميركي الأطلسي الخليجي التركي وخلال العام الماضي تدرجت وتلاحقت الاعترافات الأميركية والغربية بالعجز امام صمود الدولة الوطنية السورية وامام حالة الوعي الوطني التي اظهرها الشعب العربي السوري بالتفافه حول الدولة الوطنية والذي بلغ مرحلة التحول النوعي خلال الانتخابات الرئاسية السورية التي كرست الشرعية الشعبية والدستورية لرئيس الجمهورية العربية السورية المقاوم الذي اعترف الإعلام الغربي بصلابته وبتمسكه باستقلال بلاده .

منذ اختبار القوة الدولي والإقليمي الأخطر الذي جرى في أواخر صيف العام 2013 بعد إعلان باراك اوباما اعتزامه غزو سورية عسكريا تكرست حالة العجز الاستراتيجي للإمبراطورية الأميركية وأعوانها وعملائها امام الدولة الوطنية السورية وحلفائها الدوليين بقيادة روسيا ومعها الصين وشركائها في محور المقاومة إيران وحزب الله .

قبل أربع سنوات كانت الاستخبارات الأميركية ومعها دول حلف العدوان تقود غرف العمليات من تركيا ولبنان والأردن حيث تنطح ديفيد بيترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية لمهمة القائد العسكري والأمني لحملة حشد فصائل القاعدة لتدمير سورية وأقيمت شبكة إجرامية عالمية بقيادته مع شريكه بندر بن سلطان لحشد الإرهابيين والمرتزقة من جميع انحاء العالم وانفقت مليارات الدولارات في تمويل العدوان على سورية وشعبها وجيشها وسقطت جميع الخطط الدموية التي استعملت المذابح والإرهاب المنظم الذي بلغ ذروته الأخطر في تفجير مقر مكتب الأمن القومي الذي استهدف كبار القادة العسكريين والأمنيين بالتزامن مع خطة لاقتحام العاصمة السورية وأفشلت الخطة وأسقط في أيدي المخططين وانتصر الجيش العربي السوري واحتفظ بزمام المبادرة وباشر حملة لتحرير البلاد من ادوات العدوان بدعم شعبي متعاظم .

الدولة الوطنية السورية صمدت في وجه العدوان والخراب وتماسكت مؤسساتها واجهزتها وواصلت العمل لمتابعة دورها الاجتماعي المحوري في الرعاية المستمرة والإغاثة الطارئة في وضع شديد الصعوبة بينما تحاصرها العقوبات من كل الجهات ويقف معها شركاؤها الكبار في العالم والمنطقة وصمد الشعب العربي السوري في وجه الآلام والتضحيات والخسائر دفاعا عن بلاده متمسكا بوحدته الوطنية التي استهدفها المعتدون.

جون كيري يواصل الاستدارات البطيئة التي يحتمها الفشل الأميركي في النيل من دولة عربية مقاومة مستقلة رفضت الإذعان لمشيئة الإمبريالية والصهيونية في أصعب الظروف الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبعد تورط العديد من الحكومات العربية باستهدافها والاعتداء على شعبها ومؤسساتها بواسطة عصابات التكفير والإرهاب وامبراطورياتها الإعلامية التي كانت اول متاريس العدوان الاستعماري على سورية.

الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الأسد لا تتسول علاقات ومفاوضات مع المعتدين وقد سبق للرئيس الأسد ان أعلن ان موقف الدولة الوطنية من الحكومات المعتدية حيث ستكون مرجعيته الرئيسية هي إرادة الشعب السوري ودمشق ترسم مواقفها بقياس الأفعال لا الأقوال وإذا تحولت تصريحات كيري إلى موقف عملي ولطلب رسمي بالتحادث مع القيادة السورية فقبل ان توافق الجمهورية العربية السورية على التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون على الإدارة الأميركية ان تنفذ لائحة التزامات طويلة اولها تفكيك منصات العدوان التي أقامتها وهي تحميها حتى اليوم وستكون بانتظار الإدارة الأميركية مفاوضات صعبة مع دولة وطنية تتمسك باستقلالها وبإرادتها الحرة .

بطولات الجيش العربي السوري وصمود الشعب العربي السوري وثبات وجدارة الزعيم العربي المقاوم بشار الأسد ونبل وشجاعة شركاء محور المقاومة وحلفاء رفض الهيمنة في العالم هي التي فرضت التحولات والاعترافات التي لا تزال في بدايتها وإنجازات الميدان تصوغ المعادلات السورية الجديدة وبعد أربع سنوات من التضحيات والدماء والآلام يقف السوريون على اعتاب مسار يقودهم إلى الانتصار على أشرس عدوان استعماري دولي إقليمي يتعرض له بلد في العالم والمؤشرات والبشائر سوف تتلاحق مع تجذر إرادة الصمود والمقاومة في سورية العربية ومع المزيد من الصبر والثقة بقيادة مجربة وحكيمة وشجاعة عمدت مكانتها التاريخية احداث مصيرية كانت اشبه بالزلزال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى