صفي الدين: إذا لم تنفذ الوعود سيكون لنا موقف حاسم
شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن بلدنا أصبح في خضم تحد مهم وحساس حين انفجر الناس نتيجة الضغط الاجتماعي والاقتصادي والتراكم الجائر من قرارات للحكومة مؤداها إهمال الطبقات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع اللبناني.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد العلم والجهاد العلامة المجاهد الشيخ حسين كوراني “رض” بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله، وذلك في حسينية بلدة ياطر الجنوبية بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأشار السيد صفي الدين إلى أننا ومنذ بداية هذا التحرك الشعبي والذي بدأ بشكل عفوي، دعمنا المطالب التي تحدث عنها الذين نزلوا إلى الساحات، لأننا نحن من هؤلاء الناس، ونحن الأعرف بأوجاعهم وآلامهم، فمقاومتنا الشريفة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة.
وأضاف السيد صفي الدين حينما حذرنا من استغلال البعض لهذا الحراك، إنما أردنا حفظه وصيانته حرصاً عليه، ودعونا أن يكون بمنأى عن الأحزاب والسياسيين كي لا يستغل هذا الحراك من قبل بعض الجهات التي لا يليق بها أن تتكلم باسم أوجاع الناس وصرختهم وحراكهم، فهؤلاء الذين يريدون أن يركبوا موجة الحراك، هم من المترفين، وبعضهم من الذين عملوا على ظلم الناس وإلحاق الحيف بهم لسنوات طويلة، وعليه، فإن أسوأ من الجوع، هو أن يعمد من جوّع الناس إلى استغلال جوعهم لمآرب سياسية.
وتابع السيد صفي الدين “الجميع يعرف في لبنان أن حزب الله كان طوال تاريخه من المطالبين بحقوق الفقراء والمحرومين، وهذا لم نحد عنه يوماً، بل تلقينا السهام من أجله، ولذا حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبداً، بل نحن نقدر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلاً بناء لمعلومات مؤكدة، لم نقصد حتماً كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلقَ تمويلاً ودفع من ماله الخاص نصدقه، ولكن من هم متهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر“.
ورأى السيد صفي الدين أن الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة هي بعض من الورقة الإصلاحية التي تبناها حزب الله، ولكن لم يؤخذ بكل ما قدمناه، ونحن نعتبر أن هذه الورقة هي خطوة إلى الأمام لا أكثر.
وشدد السيد صفي الدين على أن المطلوب الآن من السلطة السياسية أن تتحمل المسؤولية للمسارعة في تنفيذ وعودها في الحكومة وفي المجلس النيابي، ونحن سنتابع وسنراقب، ونحذر المسؤولين أنه إذا لم يسارعوا إلى تنفيذ هذه الوعود التي التزموا بها، سيكون لنا موقف واضح وحاسم، وبالتالي فإن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، التحلي بالحكمة والمسؤولية حتى يخرج بلدنا من أزمته.