الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

أشارت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى انه في عهد الرئيس دونالد ترامب أصبح عدد القوات الأميركية بالشرق الأوسط الآن يفوق ما كان عليه عندما تولى منصبه، وأنه رغم تعهده بإنهاء “الحروب التي لا تحصى” لا يزال هناك نحو 200 ألف جندي باقين في أماكن متفرقة.

وذكرت نيويورك تايمز أن الحروب منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001 لم تنته، وأن عدد الجنود الذين أرسلوا إلى الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة كان أكبر من عدد الذين عادوا إلى الوطن، كما أن ترامب لم يفعل الكثير لإنهاء الحروب لأنه ينقل القوات من صراع إلى آخر.

وقدر التقرير عدد الجنود الأميركيين المنتشرين فيما وراء البحار الآن بمئتي ألف موزعين كالتالي:أفغانستان: من 12 إلى 13 ألفا، سوريا: نحو 200، العراق: نحو 6000، السعودية ودول الخليج الأخرى: 45 إلى 65 ألفا، أفريقيا: من 6000 إلى 7000، اليابان وكوريا الجنوبية: نحو 78 ألفا، دول حلف شمال الأطلسي (ناتو): أكثر من 35 ألفا، أماكن أخرى: أكثر من 2000.

لماذا يجد الرئيس دونالد ترامب صعوبة في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط؟ يقول آدم تيلور مراسل صحيفة واشنطن بوست إن السبب متعلق بالسياسة والقرارات المتعجلة والجدل المتزايد بين المحاربين القدماء الذي تشير استطلاعات الرأي أن وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان لا يستحق كل العناء.

ويضيف أن الرئيس ترامب طالما تعهد بشكل متكرر لسحب القوات الأمريكية من سوريا حيث قال في تغريدة ” نقوم ببطء وحذر بجلب جنودنا العظام وجيشنا إلى الوطن” وقال أمام الصحافيين “لقد حان الوقت للعودة إلى الوطن” وفي تغريدة يوم الأحد أنه “سيحضر الجنود إلى الوطن” وبدا أن كلام الرئيس ليس مثل الفعل، ففي الوقت الذي قال فيه إنه سيسحب القوات من سوريا أعلنت وزارة الدفاع عن إرسال 1.800 من القوات إلى السعودية. ثم أعلن مارك إسبر، وزير الدفاع عن سحب ألف جندي من سوريا إلى العراق مما يعني أنهم لن يعودوا إلى أمريكا، ثم عاد وقال إن الجنود الأمريكيين في سوريا لن يخرجوا كلهم منها. وقال أثناء زيارته إلى أفغانستان أنه سيتم الإحتفاظ بقوة صغيرة لحماية حقول النفط من تنظيم الدولة وغيرهم ممن سيحاولون استخدام موارده لتمويل نشاطاتهم الخبيثة.

 ويعلق تايلور على أن التحول المستمر في خطط نقل القوات بالمنطقة يأتي وسط النقاش حول طبيعة وجودها هناك، ذلك أن حياة الجنود تعرضت للخطر بدون منافع حقيقية على أمريكا، كما أن وجودها لم يؤد لتغيير الظروف على الأرض وإنهاء النزاعات في المنطقة، إلا أن قرارات ترامب سحب القوات أظهر أنها تؤدي لتخريب أولويات أمريكا بالمنطقة، ففي أفغانستان قال إسبر يوم الإثنين أن عدد القوات الأمريكية هناك تم تخفيضه بحوالي 2.000 نسمة، ومع أن المحادثات مع طالبان قد انهارت إلا أنها تكتشف أن واحدا من مطالبها، وهو رحيل القوات الأمريكية يحدث بدون اتفاق.

أما في سوريا فقد أدى سحب الدعم عن المقاتلين الأكراد إلى التدخل التركي وتوسع تأثير الحكومة السورية والروس وعودة محتملة لتنظيم الدولة. وقال مسؤول بارز إن القوات الأمريكية في سوريا غاضبة جدا من وقف إطلاق النار الذي يتباهى ترامب بتحقيقه. ولكن استعداد ترامب لتخفيف البصمات الأمريكية في الخارج يمنحه أحيانا حلفاء غير محتملين. ففي نقاش بين المرشحين الديمقراطيين لانتخابات عام 2020 في الأسبوع الماضي دعت السناتورة إليزابيث وران لخروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وقال “لا أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا قوات في الشرق الأوسط”. ورغم مظاهر الشك لدى الديمقراطيين من الوجود الأمريكي في المنطقة إلا أن تصريحات وارن كانت الأوضح. وتعد وارن العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ متقدمة في استطلاعات الرأي على بقية المرشحين، وقالت إنها مستعدة لسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان حتى قبل التوصل لاتفاق. وانتقدها منافسها جوزيف بايدن لمواقفها من الشرق الأوسط.

وقال “لم اسمع كلاما مثل هذا يقوله شخص لديه معرفة جادة بالسياسة الخارجية” “سحب كل القوات من الشرق الأوسط”. وحاولت حملة وارن أن توضح تصريحاتها لاحقا وقالت إنها كانت “تتحدث عن الجنود المقاتلين لا الذين ينتشرون في الشرق الأوسط لأغراض غير قتالية” وأن وارن “تعتقد أنه يجب إنهاء كل الحروب اللانهائية” وتريد “سحب القوات بطريقة مسؤولة من الشرق الأوسط” إلا ان هذا التوضيح لا يأخذ بعين الإعتبار تعقيدات الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وهناك عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط ممن لا يشاركون في النزاعات ولكنهم يدعمون مشاركة أمريكا في النزاعات من خلال القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة بالمنطقة مثل قاعدة العديد في قطر والقاعدة البحرية في البحرين. ولا يعرف إن كان كلام وارن ينطبق على 2.500 من القوات الامريكية التي تسهم بدعم وتدريب قوات الأمن العراقية أو الألف جندي الذين كانوا يدعمون الأكراد أو 1.800 من الجنود الذين تم إرسالهم للسعودية للمساعدة بردع إيران وجماعاتها الوكيلة. ولكن فكرة إعادة النظر بالوجود الأمريكي في المنطقة له منطقه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى