هل يدرك المتظاهرون مخاطر إسقاط النظام؟!
في هذه الأوقات العصيبة التي يمرّ بها وطننا الحبيب لبنان، بات لزاما علينا التنبه الى خطورة ما يحاك ضد اللبنانيين وضد انتفاضتهم المحقة، مؤكدين أحقية تظاهرهم السلمي والحضاري ومطالبهم الاصلاحية. وندعوهم الى التصرف بمسؤولية حتى نقي لبنان من كل المخاطر التي يتعرض لها اليوم.
من الواجب علينا أن ننبه المواطنين الأعزاء من أنّ طرح إستقالة الحكومة الآن وصولاً الى إسقاط النظام في هذا الوقت أمرٌ خطير للغاية ويكون قفزة في المجهول ينقلنا من وضع سيّء إلى أسوأ وربما إلى الإنهيار الفعلي للدولة وصولاً إلى فوضى عارمة ولا نريد أن نتخيّل أكثر!!!
وإذ نؤكد أن المطالبة بإصلاحات جذرية هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة، نعتبر انه في حال استقالة الحكومة ستصبح الدولة عاجزة عن إقرار أيّ إجراء إصلاحي وذلك إلى أجلٍ غير معروف، سوف نصبح بمثابة حالة شبه فراغ دستوري إذ أنّ حكومة تصريف أعمال ليس لديها الصلاحية في إتخاذ قرارات هامّة كالبحث في مشاريع قوانين جديدة أي بما فيها مشروع الموازنة وكلّ الإصلاحات الملّحة وتعيين وإقالة موظفين وغيرها من القرارات الهامة لعمل وإصلاح مؤسسات الدولة فتصبح شبه مشلولة.
إنّ الكثير من المواطنين والمتظاهرين غير مدركين هذه الخطورة ويطالبون بإسقاط الحكومة أو النظام دون وعي خطورة هذا الأمر خصوصاً في هذا التوقيت الذي تحتاج الدولة فيه أن تكون بكامل مكوّناتها المؤسساتية ومن أهمّها السلطة الإجرائية الكائنة في مجلس الوزراء مجتمعاً، نعلم جميعاً كم من الوقت يستغرق تأليف الحكومات في لبنان وكم أنّ ذلك يشكّل حالة عدم إستقرار في البلاد على جميع الصّعد، وكم نحن بأَمَسِّ الحاجة إلى إستقرار في البلاد خصوصاً في هذا الوقت!!!
بناءً على ذلك من الواجب علينا نشر الوعي على خطورة هذا الأمر والدعوة للتظاهر السلمي والحضاري في مكانٍ محدّد رافعين شعارات موحّدة تطالب بكلّ الإصلاحات اللازمة لكن برفض واضح لاستقالة الحكومة نظراً لخطورة هذا الأمر الذي هو بمثابة إنتحار للوطن، هل المطلوب دولة عاجزة عن أخذ أيّ قرار وعاجزة أكثر من ما هي عاجزة، فليعيَ الجميع خطورة هذا الطرح الّذي هو إمّا عن جهل وإمّا للأسف عن قصد الأيذاء في البلاد من قبل قوى لا تريد الخير لبلدنا وما أكثرها!!!
فلنتصرّف جميعاً بمسؤولية وحكمة كي ننقذ وطننا لبنان من كلّ المخاطر والشرور التي يتعرّض لها اليوم بشكلٍ خاص!!!
(الانتشار)