من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن استقالة وزير الطاقة ريك بيري، الذي ورد اسمه في قضية محاكمة الرئيس برلمانيًّا بهدف عزله، وذلك بعدما كشف بيري عن أنه نفذ توجيهات ترامب بالتواصل مع محاميه رودي جولياني بشأن قضية فساد مفترضة في أوكرانيا.
وقال ترامب “قام ريك بعمل رائع في مجال الطاقة، لكن الوقت حان الآن. ثلاث سنوات هي وقت طويل”، مشيرا إلى أنه “لدينا بديل له”، وأضاف ترامب أن بيري أبلغه قبل شهور برغبته في الاستقالة، وأنه يخطط لترك منصبه مع نهاية العام.
قال المعلق في صحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس إن أمريكا خسرت سوريا وعليها الآن التركيز على إنقاذ لبنان.
وكتب من العاصمة اللبنانية بيروت قائلا إن “الهزات الإرتدادية لتخلي الرئيس ترامب عن الأكراد في سوريا تتردد في كل المنطقة، وأخبرني مجموعة من السياسيين اللبنانيين عن مخاوفهم من أن يكون لبنان التالي لكي تتخلص منه الولايات المتحدة”.
وقال إغناتيوس إنه تحدث مع عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الذي قالوا في حوارات غير رسمية إنهم ليسوا مرتاحين لإذعان الرئيس ترامب للمطالب التركية التي دخلت الأراضي السورية وما يرونه انهيارا للقوة الأمريكية في المنطقة.
ونقل عن عضو في البرلمان اللبناني قوله: “أشعر بالأسف لأمريكا” و”هذه ليست أمريكا التي كنا نعرفها”. وقال عدد من المسؤولين اللبنانيين إن الانسحاب الأمريكي من سوريا وسحب الدعم عن حلفاء واشنطن هناك يعني انتصارا للتحالف الذي يضم إيران وروسيا والدولة السورية، الذي ربما كان يعمل مع تركيا.
وقال سياسي لبناني بارز: “لقد انتصر محور إيران- سوريا- روسيا” و”ستصبح سوريا واحدة مرة أخرى”،
وعلق إغناتيوس أن اهتمام اللبنانيين بالتراجع الأمريكي دوافعه ذاتية، فلبنان يعيش على التوازن بين الشرق والغرب، إيران والسعودية، الشيعة والسنة، المسلمين والمسيحيين. وما ساعد على حماية البنية المتزعزعة هو الاعتقاد أن الولايات المتحدة لن تسمح لأعدائها بالسيطرة على البلد. إلا أن ما تبقى من إيمان دفع الأسبوع الماضي، عندما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قائلا: “لا يمكن الثقة بالأمريكيين بعد اليوم لأنهم يحنثون بالوعود التي يقطعونها لأي أحد يعتمد عليهم”.
وعلى وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال إن بلاده تريد لبنانا قويا أن يشترط الدعم بإصلاحات اقتصادية جدية ومكافحة الفساد. إلا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون في لبنان قضية خاسرة، وذلك في ضوء سيطرة حزب الله هناك.
وتقدم الولايات المتحدة حوالي 200 مليون دولار في المساعدات السنوية على شكل معدات وتدريب للجيش اللبناني وقوات الأمن. بالإضافة لكون أمريكا هي أكبر دولة مانحة لمساعدة 1.3 مليون لاجئ سوري في لبنان. ويرى الكاتب أن على واشنطن تشجيع السعودية والإمارات وبقية دول المنطقة الثرية لمساعدة لبنان كوسيلة لمواجهة إيران، ويجب على الولايات المتحدة إقناع دول الخليج أن أموالها لن تذهب تضيع هباء داخل النظام اللبناني.
ورد في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن العقوبات التي أعلنت أميركا وأوروبا أنهما ستطبقانها ضد تركيا ستأتي بنتائج عكسية، ولن تحتوي التداعيات التي أطلقها الهجوم التركي على شمالي سوريا.
وأوضح المقال -الذي كتبه رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في إسطنبول سنان أولغين- أن الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا جميعها مسؤولة عن خلق هذه الأزمة بارتكابها سلسلة من الأخطاء منذ بداية الحرب السورية في 2011.
وأوضح الكاتب أن هذه العقوبات ربنا تتسبب في إبعاد تركيا عن المدار الجيوإستراتيجي الغربي بإضعاف ولائها لحلف الناتو وعن القيم الديمقراطية وتسريع اقترابها من روسيا.
وأضاف أولغين أن تركيا والغرب بحاجة إلى بعضهما البعض للتأثير على مستقبل سوريا، لكن هذه العقوبات ستجعل الولايات المتحدة وأوروبا غير قادرتين على العمل مع الدولة الوحيدة في الناتو المتاخمة لسوريا، وستكون لها عواقب سيئة في ما يتعلق بتسوية دائمة ومستدامة لمشكلة اللاجئين وسياسة مكافحة “الإرهاب” بالتصدي لتحدي المقاتلين الأجانب المتبقين في سوريا.
واستمر الكاتب في رصد النتائج السلبية للعقوبات على الغرب وتركيا، فقال إن تركيا ستفقد القدرة على الاستفادة من دعم شركائها الغربيين لتحقيق أهدافها الإقليمية، وستكون معزولة سياسيا ودبلوماسيا في مفاوضات التسوية السياسية في سوريا، حيث ستلعب روسيا وإيران دورا رئيسيا.
وأشار إلى أن روسيا برزت بالفعل كأقوى قطعة على رقعة الشطرنج السورية، وأبرمت موسكو بسرعة اتفاقا بين الأسد ووحدات حماية الشعب الكردية والذي سمح للجيش السوري بالسيطرة على مدن مهمة مثل منبج التي كانت تحت سيطرة الأكراد.
وأضاف أولغين أن النتيجة تتماشى تماما مع اللعبة النهائية المتصورة لروسيا، وقال إنه وبدلا من العقوبات يجب على أميركا وأوروبا وضع خطة عمل متفق عليها مع أنقرة تضم ثلاثة عناصر رئيسية، هي:
الإقرار بأن سياسة دعم وحدات حماية الشعب قد انتهت ولا يمكن لمشاركة بناءة طويلة الأجل مع تركيا أن تنجح بدون ذلك.
يتعين على القوى الثلاث استئناف الحوار الإستراتيجي لتعزيز نهج مشترك للنظام الدستوري والترتيبات الأمنية لسوريا الجديدة، وبخلاف ذلك ستكون موسكو وطهران في مواقع قوية لإعادة تشكيل النظام الإقليمي.
يجب على شركاء تركيا الغربيين تشجيع أنقرة على العودة إلى أجندة الإصلاحات السياسية الداخلية، والتي من شأنها أيضا معالجة الصراع الطويل الأمد مع الأكراد.
وختم أولغين مقاله بأن إنهاء السياسة الغربية بشأن تسليح وحدات الشعب الكردية والتأكد من عدم استخدام شمال شرقي سوريا منطقة لتهديد الأمن القومي التركي سيوفران الظروف المناسبة لتركيا لإصلاح نظامها السياسي وتوسيع مجال الحريات.