الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

اعتبرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا اضطربت منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب القوات الأميركية من شمالي شرقي سوريا والهجوم العسكري اللاحق الذي شنته تركيا مستهدفة المناطق التي يسيطر عليها أكراد سوريا.

ومنذ ذلك الحين فرضت أميركا عقوبات على تركيا، الحليف بحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يخزن أسلحة نووية أميركية، لمهاجمتها حليفا آخر للولايات المتحدة، وفي خضم هذه التطورات السريعة على الأرض، يرى الكاتب أن هناك بعض الحقائق المزعجة عن العلاقة الأميركية التركية التي تحتاج إلى إزالة غموضها:

تركيا حليف في الناتو، أميركا تحالفت مع أكراد سوريا ضد رغبات تركيا، تركيا اشترت منظومة دفاع صاروخي روسية ضد رغبات الولايات المتحدة، أسلحة نووية أميركية مخزنة في تركيا، الولايات المتحدة تفرض عقوبات على حليفتها.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها في موسكو أنتون ترويانوفسكي، يقول فيه إن مقدم الأخبار على محطة تلفزة روسية قال في نشرة أخبار إن الأسابيع الأخيرة كانت كارثية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية.

وينقل التقرير عن مقدم البرامج التلفزيونية ديميتري كيسليوف، قوله في برنامجه الأسبوعي: “لقد قامت أمريكا بإدارة ظهرها لأوكرانيا، وسط تحقيق بهدف توجيه تهمة للرئيس، ثم تخلت عن الأكراد السوريين”، وأضاف كيسليوف: “لقد اختار الأكراد أنفسهم مرة أخرى الراعي الخطأ.. فأمريكا بالطبع شريك لا يعتمد عليه“.

ويقول ترويانوفسكي إنه في الوقت الذي يترنح فيه الشرق الأوسط من سياسة ترامب المتقلبة، فإن روسيا تستغل فرصة جديدة لبناء مكانتها على أنها قوة عالمية ناهضة، وتصور نفسها على أنها قوة لتحقيق الاستقرار، مشيرا إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، مصحوبا بالاجتياح التركي، سمح لروسيا بأداء دور صانع السلام المسؤول، ولتظهر تميزا على ما يراه الكثير أنه قيادة غير ثابتة من واشنطن.

 وتجد الصحيفة أنه من السابق لأوانه معرفة إن كانت روسيا ستكون قادرة على إدارة التقلبات الجديدة في سوريا، بالإضافة إلى أنه ليس من الواضح بعد إن كانت جهود توجيه تهمة للرئيس الأمريكي ستساعد مصالح الكرملين في أوروبا الشرقية.

 قال مسؤولون أمريكيون لصحفية وول ستريت جورنال إن الجيش الأمريكي نفذ غارات جوية لتدمير المقرات العسكرية التي أقامها في سوريا لمحاربة تنظيم داعش.

وجاء قرار تدمير المقرات على خلفية تقدم فصائل الجيش الوطني باتجاهها، وشملت مستودعات كانت تستخدم لتدريب وتسليح القوات الكردية.

واستخدم الجيش الأمريكي طائرات مروحية من طراز أباتشي ومقاتلات نفاثة من طراز إف-15 كنوع من أنواع استعراض القوة ولردع قوات الفصائل ومنعها من التقدم نحو القاعدة العسكرية التي كانت تحتوي حينذاك على عدد من الجنود الأمريكيين.

وقال مايلز كاجينز المتحدث باسم قوات التحالف الأميركي، إن القوات الكردية قامت بإشعال النار في المكان التي كانت تتمركز فيها ولاذت بالفرار مع تقدم قوات الفصائل المدعومة من تركيا باتجاه مصنع لافارج للأسمنت جنوب كوباني.

وبعد استعراض القوة، نجح الجيش الأمريكي بسحب كامل قواته من القاعدة، وقام بتدميرها قبل أن تتمكن الفصائل من السيطرة عليها.

ولم يتضح أنواع الأسلحة، أو المعدات التي تم تدميرها في الضربات الجوية إلا أنها تستخدم عادة لتخزين الأسلحة الخفيفة والذخيرة، ولوازم عسكرية أخرى كان يقدمها الجيش الأمريكي للقوات الكردية.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتواء الأعمال القتالية بعد ان قرر ترامب، في 6 تشرين الأول، سحب ألف جندي أمريكي متمركزين في شمال شرق سوريا.

ووصل كلاً من وزير الخارجية مايك بومبيو إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس إلى أنقرة في محاولة منهم للسيطرة على الأحداث المتصاعدة والتي أدت إلى تقليص دور الولايات المتحدة لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بات يسيطر على مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البداية استقبال بومبيو وبينس ولكنه أعلن لاحقاً نيته لقائهم. وقال لوسائل إعلام تركية بعد عودته من أذربيجان “بصراحة، لا أجد من المناسب أن تتصرف دولة مثل الولايات المتحدة كوسيط بين منظمة إرهابية ودولة حليفة مثل الجمهورية التركية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى