من الصحف الاسرائيلية
تناولت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم اعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى اليابان، للمشاركة في حفل تتويج إمبراطور اليابان الجديد ناروهيتو دون الإعلان عن الأسباب.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أفادت بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في اليابان تعملان على الاستعداد لزيارة نتنياهو، قبل أن سصدر مكتب رئيس الحكومة قرارا نهائيا، بإلغاء الزيارة، يأتي ذلك في توقيت سياسي حساس جدا، حيث أن مدة تفويض نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة تنتهي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
يشار إلى أنه بإمكان نتنياهو أن يطلب تمديدا لمدة 14 يوما لتشكيل الحكومة، إلا أنه بحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” يبدو أن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين لا ينوي منحه مدة إضافية ولذلك تشير التقديرات إلى أنه لا مناص من إعادة نتنياهو التفويض في الموعد المحدد.
يتحسب زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من ألا يصل إلى الانتخابات المقبلة للكنيست والتي باتت تبدو مؤكدة، كرئيس للحكومة الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على حملته الانتخابية بعد أن فشل بتشكيل حكومة في أعقاب جولتي الانتخابات الأخيرتين اللتين جرتا خلال خمسة أشهر.
وكان نتنياهو تعهد أمام الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين في أعقاب تكليفه بتشكيل الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، بإعادة هذا التفويض لريفلين بأسرع وقت، في حال عدم تمكنه من تشكيل حكومة. ورغم أنه لم يحدث أي تقدم باتجاه تشكيل حكومة، إلا أن نتنياهو يمتنع عن إعادة التفويض، ويبدو أنه سيماطل في إعادته حتى انتهاء مهلة الـ28 يوما، التي ينص عليها القانون، يوم الخميس من الأسبوع المقبل.
وذكرت صحيفتا “اسرائيل اليوم” و”معاريف” أن نتنياهو يتحسب خطوات مفاجئة من جانب رئيس حزب “اسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان وخاصة من احتمال تمكن رئيس كتلة “كاحول لافان”، بيني غانتس، من تشكيل حكومة أقلية، تضم كتل “كاحول لافان” و”العمل – غيشر” و”المعسكر الديمقراطي”، وبدعم خارجي من القائمة المشتركة، ما يعني أن حكومة كهذه ستكون مدعومة من جانب 57 عضو كنيست، وأن يمتنع أعضاء الكنيست من “يسرائيل بيتينو” عن التصويت أثناء طرح الحكومة، أو التغيب عن جلسة الكنيست، فيما سيعارض حكومة كهذه 55 عضو كنيست من أحزاب اليمين والحريديين.
وبحسب هذا السيناريو فإنه بعد تشكيل حكومة أقلية كهذه بفترة قصيرة، سيتم تقديم اقتراح نزع ثقة، وعندها سيؤيد “اسرائيل بيتنا” هذا الاقتراح ويتم التوجه إلى انتخابات ثالثة، ووفقا للصحيفتين فإن نتنياهو يحاول منع سيناريو كهذا ويمارس ضغوطا على ليبرمان. وفي المقابل، وصف مسؤولون في “كاحول لافان” ذلك بأنه خدعة إعلامية من جانب الليكود.
من جانبه، جاء تعقيب ليبرمان متوقعا، بقوله إنه “لن أنضم إلى حكومة كهذه، ولن أجلس مع القائمة المشتركة ولن أدعم حكومة لا تكون حكومة وحدة واسعة”. ويذكر أن ليبرمان طرح مؤخرا خطة لتشكيل حكومة وحدة تضم الليكود و”كاحول لافان” و”اسرائيل بيتنا”، وعبر عن معارضته الشديد لأن تشارك الأحزاب الحريدية فيها.
ويطالب ليبرمان و”كاحول لافان” نتنياهو بتفكيك كتلة اليمين – الحريديين. لكن قياديا في الليكود اعتبر أن “نتنياهو لن يعيد التفويض حتى نهاية المهلة، لأن الزمن يعمل لصالحه. وغضب الجمهور على الليكود ورئيسه بسبب كتلة الـ55 عضو كنيست، التي لا يعتزم نتنياهو الانفصال عنها، ضعف، ولذلك لا يسارع نتنياهو إلى إعادة التفويض إلى الرئيس ريفلين. وكل يوم آخر يعمل لمصلحته“.
وحسب ادعاء آخر، فإن الرأي السائد في الحلبة السياسية هو أنه فقط بعد فشل نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة أقلية وإعادة التفويض إلى الكنيست، سيعبر الجانبان عن استعدادهما لتقديم تنازلات وعندها تبدأ مفاوضات حقيقية على تشكيل حكومة وحدة.
وفي هذه الأثناء، ألغى نتنياهو زيارة إلى اليابان، في نهاية الأسبوع الحالي، من أجل المشاركة في مراسم تنصيب إمبراطور اليابان الجديد، وذلك على خلفية الأزمة السياسية في إسرائيل.