الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

لا تزال السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية تصطدم بطرق مسدودة، حيث تبدو فرص التوافق ضعيفة جدا بين جميع الأطراف، وأي تراجع عن المواقف المتصلبة التي عبّر عنها قادة الأحزاب السياسية التي نجحت في الحصول على تمثيل برلماني في الكنيست الـ22، قد يكلفهم ثمنًا سياسيًا باهظًا، يسعى الجميع إلى تجنبه.

وكشف تقرير صحافي عن قلق في كتلة “كاحول لافان”، من توافق محتمل بين رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، قد يفضي إلى حكومة وحدة برئاسة الأخير، خلافًا لرغبة “كاحول لافان” بتشكيل الحكومة.

وكان ليبرمان قد أمهل الحزبين الكبيرين، الليكود و”كاحول لافان” حتى “يوم الغفران” العبري، وأعلن أنه “إذا لم يحدث أي تطورات حقيقية على المفاوضات بين الطرفين، سنقوم بتقديم عرضنا الخاص على الجانبين“.

وأشار تقرير للقناة 13 الإسرائيلية أن المسؤولين في “كاحول لافان” يخشون من أن العرض الذي قد يقدمه ليبرمان، قد يقتصر على إغراء نتنياهو بالتناوب مع رئيس قائمة “كاحول لافان”، بيني غانتس، على رئاسة الحكومة على أن يتولى نتنياهو المنصب أولا.

أشارت تحليلات سياسية إسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هو الذي بادر إلى عرض فكرة إجراء انتخابات تمهيدية سريعة داخل حزبه “الليكود”، وذلك بهدف “ابتزاز ولاء” حزبه له، إلا أنه سرعان ما تراجع عن الفكرة بعد أن سارع عضو الكنيست غدعون ساعار إلى التعبير عن استعداده للمنافسة على رئاسة “الليكود“.

يأتي ذلك في الوقت الذي يجد فيه نتنياهو نفسه محاطا بخصوم سياسيين كثيرين، ما يضطره إلى تركيز جهوده لمنع تشكيل حكومة وحدة مع “كاحول لافان” بدونه.

وكان نتنياهو قد أجرى مشاورات مع عدد من الوزراء، بينهم زئيف إلكين وياريف ليفين، بشأن إمكانية إجراء انتخابات تمهيدية في الليكود، وذلك بهدف منع إمكانية أن يسعى أحد أعضاء الليكود إلى التمرد ضده وعزله، بهدف تشكيل حكومة وحدة بدلا منه.

ويتضح أن أكثر ما يخشاه نتنياهو هو الفصل الأخير في عملية تشكيل الحكومة، حيث يمكن عندها، خلال 21 يوما، نقل التكليف بتشكيل الحكومة، قبيل حل الكنيست، إلى أي عضو كنيست قادر على تشكيلها.

وكتبت المحللة موران أزولاي، في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني، إن نتنياهو، المحاط بالخصوم السياسيين، يدرك أنه “يوجد لاعبون كثيرون في الساحة، سواء في حزبه أو أو يمين الخارطة السياسية، الذين تتوفر لديهم الحافزية” لتشكيل الحكومة. كما يدرك أنه مع فشله للمرة الثانية على التوالي في تشكيل ائتلاف حكومي فإن وضعه القضائي (بسبب ملفات الفساد) وإمكانية تقديم لائحة اتهام ضده تزيد من مخاوفه من فكرة تشكيل حكومة بدونه.

ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن مبادرة نتنياهو لإجراء انتخابات تمهيدية كانت تهدف أولا إلى إدخال الطامعين بمنصب رئاسة الليكود إلى حالة دفاع، وعندها حصل ما لم يتوقعه عندما بادر ساعار إلى إعلان استعداده، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى التفكير مجددا بهذه الخطوة.

وأضاف المصدر أن “ما بدأ كمناورة تهدف إلى ابتزاز تعهدات بالولاء في أحسن الحالات، أو إجراء انتخابات تمهيدية يكون فيها المرشح الوحيد، في أسوأ الحالات، قد تعرقل تماما” بإعلان ساعار.

وتشير تقديرات سياسية إسرائيلية مختلفة إلى أن نتنياهو يعمل في اتجاهات سياسية أخرى من أجل منع إجراء انتخابات تمهيدية، و”ابتزاز تعهدات” من قادة كتلة اليمين بألا يشكلوا حكومة مع مرشح غيره. وبالنتيجة، فإن نتنياهو سينتقل من وضع كان فيه مكلفا بتشكيل الحكومة إلى وضع يخوض فيه معركة لمنع تشكيل حكومة بدونه.

من جهته كتب المحلل السياسي يوسي فيرتر، في صحيفة “هآرتس”، أن نتنياهو في خطابه جلسة الكنيست الافتتاحية قد استبدل كليشيهاته المعروفة بـ”التحذير من حرب مستقبلية، وتحديات أمنية غير مسبوقة، ومصاريف ضخمة وقرارات اقتصادية درامية لم يكن لها مثيل منذ الحرب عام 1973“.

وأضاف أن نتنياهو يعني أنه “إذا كان الوضع خطيرا إلى هذا الحد، وإذا كان مرجل الضغط الإقليمي على وشك الانفجار في كل لحظة، فمن ستخطر بباله أن يستبدل رئيس حكومة مجرب مثله  بسياسي مبتدئ مثل غانتس“.

واعتبر فيرتر أن نتنياهو قد كشف في خطابه في الجلسة الافتتاحية أنه في حال تشكيل حكومة وحدة بالتناوب، فإنه لا ينوي إخلاء مكانه لغانتس، حتى لو تم تقديم لائحة اتهام ضده.

ويشير في هذا السياق إلى أن “التهديدات والتحديات والمخاطر الوجودية” التي تحدث عنها نتنياهو لم تكن قائمة قبل أسبوعين ونصف، حتى 17 أيلول/ سبتمبر، إذ أن ما كان يعنيه هو تشكيل ائتلاف من 61 عضو كنيست وتشكيل حكومة، وسن قانون الحصانة وقانون تجاوز المحكمة العليا. وبعد أن تبين أنه لن يحصل على الحصانة، فإنه من الأفضل بالنسبة له أن يدير معركته القضائية، أو التفاوض على صفقة ادعاء، من موقع رئيس الحكومة.

وأكد بدوره أن نتنياهو قد صرح في جلسة لكتلة الليكود أن فكرة الانتخابات التمهيدية كانت بهدف “تثبيت قيادته” للحزب، وذلك لتبديد “آمال” حزب “كاحول لافان” بأن يتم عزله من القيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى