الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طلب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب شهادة خمسة موظفين حاليين وسابقين في وزارته ضمن التحقيقات التي يجريها المجلس تمهيدا لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا، حيث اتهم بومبيو النواب الديمقراطيين بـ”محاولة ترهيب” الدبلوماسيين الذين يريدون استجوابهم في إطار الإجراء الهادف إلى عزل الرئيس ترامب.

وقال بومبيو في رسالته إن استدعاء هؤلاء الدبلوماسيين “لا يمكن أن يفهم إلا على أنه محاولة ترهيب وإساءة إلى مهنيين كبار في وزارة الخارجية، وبعد أن أشار بومبيو في رسالته إلى “عيوب إجرائية وقانونية عميقة” في الاستدعاءات، خلص إلى أن النواب يحددون “وقتا غير مناسب للغاية” في طلبهم لشهادة الدبلوماسيين.

وفي رد فعل وصف بالنادر من مكتب المفتش العام لأجهزة المخابرات الأميركية بشأن تشكيك الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين بالشكوى التي قدمها رجل مخابرات مجهول بشأن مضمون محادثات الرئيس مع نظيره الأوكراني، قال المكتب إن مضمون الشكوى يبدو أنه يتمتع بالمصداقية.

وأضاف المكتب في بيان رسمي أن هذا المخبر مخول بالاطلاع على المعلومات والوصول إلى مصادرها ولديه خبرة في هذه القضايا، وقرر مفتش الاستخبارات الأميركي أن المعلومات الإضافية التي تم الحصول عليها أثناء المراجعة الأولية للقضية دعمت ما قدمه المخبر من مزاعم، وكان هذا المخبر قد تقدم بشكوى بشأن مكالمة هاتفية جرت يوم 25 يوليو/تموز الماضي بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني، أدت إلى فتح مجلس النواب تحقيقا لعزل الرئيس.

كتبت واشنطن بوست في افتتاحيتها أن حاكم مصر عبد الفتاح السيسي أصبح “الدكتاتور المفضل” للرئيس ترامب جزئيا، من خلال تقديم ضمان الاستقرار في أكثر دول العالم العربي اكتظاظا بالسكان، لكنها رأت أن على ترامب والذين يشاركونه وجهات نظرهم أن يشعروا بالقلق من الأخبار الأخيرة القادمة من القاهرة.

وقالت الصحيفة الأميركية إن الشباب المصريين الذين سئموا من صعوبات المعيشة وفساد نظام السيسي خرجوا إلى الشوارع في جمعتين متتاليتين رافعين شعارات ضد هذا الجبار، وبالرغم من أن أعدادهم كانت صغيرة نسبيا فإن استجابة السيسي كانت شديدة، فخلال الأيام العشرة الماضية شن حملة مذعورة لمنع الاحتجاجات من الانتشار.

ووفقا لجماعات حقوق الإنسان، فقد ألقي القبض على أكثر من ألفي شخص من منتقدي النظام المعروفين ومن الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع، كما قُيد الإنترنت وحُذر المراسلون الأجانب بضرورة أن تكون تقاريرهم موافقة لـ”وجهة نظر الدولة“.

وذكرت الصحيفة أن الشرطة أغلقت يوم الجمعة الماضي وسط القاهرة بالكامل، لكي لا يتمكن المتظاهرون المحتملون من الوصول إلى ميدان التحرير، مركز المظاهرات الجماهيرية التي أسقطت الدكتاتور السابق حسني مبارك في عام 2011؛ ومع ذلك تمكنت بعض الحشود من التجمع في أماكن أخرى من العاصمة.

ووصفت واشنطن بوست العديد من المشاركين بأنهم من الشباب الصغيرين الذين بلغوا سن الرشد مع تولي السيسي السلطة في انقلاب دموي في 2013 ضد السلطة المنتخبة ديمقراطيا.

ورأت أنه على الرغم من أن قلة يتوقعون ثورة أخرى في المستقبل القريب، فإن الاضطرابات ورد فعل السيسي عليها تعد بمثابة تحذير واضح بأن مصر تحت حكمه أبعد ما تكون عن الاستقرار.

ومع أن الاقتصاد ينمو وكذلك معدل الفقر، فقد أهدر السيسي مليارات الدولارات في مشاريع مثل توسيع قناة السويس وإنشاء عاصمة جديدة.

وفي هذه الأثناء -كما تقول الصحيفة- انغمس الجنرال السابق وجنرالاته المقربون في فساد صاعق وثق بعضه المقاول والممثل محمد علي، الذي نشر عشرات الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي عما سماه إهدار الأموال في بناء قصور جديدة.

ووصفت الصحيفة دفاع السيسي عن هذه الفورة في تشييد هذه القصور بالمثير للدهشة، عندما قال “أين سأستقبل الرئيس ترامب؟”، وقالت إنه مع وجود ثلاثين مليون مصري يعيشون على أقل من 1.45 دولار في اليوم، فإن مثل هذا “الجهل المطبق” ليس صادما فقط، بل هو خطير على أي شخص يعتمد على السيسي في الحفاظ على الاستقرار.

وأردفت الصحيفة أن ترامب -للأسف- يشارك في هذه الحماقة والبلادة عندما التقى السيسي في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ووصفه مرة أخرى بأنه “قائد عظيم”، واستخف بالمظاهرات الأخيرة ووصفها بأنها تافهة.

وأشارت إلى أنه عندما يتعلق الأمر بدكتاتوره المفضل، فلا شيء يبدو قادرا على إزعاج ترامب: ليس استمرار وجود جماعة تابعة لتنظيم الدولة في سيناء، ولا سجن النظام لمواطنين أميركيين بتهم سياسية ملفقة، ولا المحادثات حول شراء مقاتلات روسية حتى مع حصوله على أكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية الأميركية السنوية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بما قالته وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، من أنه ينبغي السماح للمصريين بالتظاهر السلمي؛ لكن السيسي يتلقى الإشارات من البيت الأبيض، ولطالما ظل دكتاتور ترامب المفضل فيمكن أن نتوقع قمعا في مصر لا هوادة فيه ولا نهاية له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى