التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 21/9/2019
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
21 أيلول – سبتمبر/ 2019
المقدمة
الهجمات الأخيرة على مراكز النفط السعودية فرضت نفسها بقوة على أولويات الاهتمامات الأميركية، للسياسيين والنخب الفكرية على السواء؛ في ظل انشغال الرئيس باختيار مستشاره للأمن القومي خلفاً لجون بولتون.يستعرض قسم التحليل هاتين المسألتين لسبر أغوار توجهات الرئاسة في المرحلة المقبلة؛ وكذلك للإشارة على تداعيات إخفاق الأسلحة الأميركية المتطورة في حماية الأجواء السعودية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
“الإمبراطورية الأميركية“
اعتبر معهد كاتو أن واشنطن لا تنوي تخفيض رقعة تمددها العسكرية، لا سيما في أفغانستان، وتصر على أن أي تسوية مقبلة مع طالبان لن يرافقها انسحاب كامل للقوات الأميركية “بل انسحاب جزئي،” كما عبر عنه الرئيس ترامب بوضوح في حديثه لشبكة فوكس نيوز مؤكداً “سنبقي على قوة تواجدنا هناك.” وأوضح المعهد أن الأمر يدور حول الاحتفاظ بعدد معتبر من “القوات الخاصة والأجهزة الاستخباراتية والمتعاقدين مع البنتاغون .. لفترة غير مقيدة.” وعبر المعهد عن خيبة الأمل من توجهات الرئيس ترامب منافياً لوعوده الانتخابية بالانسحاب وبأنه “أنصت للقادة العسكريين والصقور بالفطرة مثل السيناتور ليندسي غراهام.”
منشآت أرامكو
اعتبر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية استهداف منشآت أرامكو بمثابة “اختبار كبير لعزم الرئيس ترامب؛ والرهانات الاستثنائية العالية.” وأوضح أن رد الفعل الأميركي “الجاد والمدروس على تلك الهجمات من شأنه ترميم ثقة شركائنا في الشرق الأوسط إلى حد بعيد .. وضمان أمنهم؛ وما عدا ذلك سيؤدي حتماً إلى خسارة هائلة من مستويات الثقة بإدارة الرئيس ترامب؛ ورفع منسوب الصراع بشكل أوسع.”
https://www.afpc.org/publications/articles/saudi-strikes-are-a-critical-test-for-trump
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تاريخ تطور الأداء العسكري للدول والتنظيمات المسلحة على ضوء استهداف منشآت النفط السعودية، وصعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه نتائج أي مواجهة بصرف النظر عن حجم القوات العسكرية والإمكانيات المادية المرصودة. وأردف أن “سلسلة الهجمات الأخيرة باستخدامها تقنية الطائرات المسيّرة .. قد تؤشر على أننا على أعتاب “ثورة” قتالية جديدة؛ في حدها الأدنى تدل على طبيعة التهديد الاستراتيجي من قبل أسلحة تقليدية زهيدة الثمن، وفعاليتها الجادة مقارنة بسلاح الجو التقليدي.” وخلص بالقول إن إيران هي المستفيد الأكبر من تقنية المسيّرات المسلحة والتي تسخرها “لمقاومة الحرب الاقتصادية وللتغلب على العقوبات.”
https://www.csis.org/analysis/iran-yemen-and-strikes-saudi-arabia-changing-nature-warfare
وبالتوازي مع استعراضه السابق اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن العالم “تفادى طلقة الرصاص” الناجمة عن استهداف منشآت أرامكو، فيما يتعلق بوفرة النفط في السوق العالمية دون ضرر كبير، مستدركاً أن “التحديات لا تزال أمامنا؛ أبرزها إعادة تشغيل المنشآت” في ظل أوضاع إقليمية واستراتيجية متبدلة “ولا يبدو أننا أمام حل لذلك في المدى المنظور.”
https://www.csis.org/analysis/attack-saudi-oil-infrastructure-we-may-have-dodged-bullet-least-now
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اعتبر الضربة التي تلقتها درجة التاج الاقتصادي للسعودية بأنها ” فعالة بالغة من الناحية العسكرية .. وتحليق الصواريخ الجوالة – كروز على ارتفاع أقل من 300 قدم؛ واختبار لمصداقية” العلاقة الأميركية – السعودية “وردع إيران.” وحث المعهد صناع القرار على اتخاذ تدابير عاجلة للرد “وإعادة ترسيخ قوة الردع” ضد إيران وبأن الهجوم شكل “فرصة لتحسين النظرة المتداولة حول سياسة واشنطن تجاه ايران،” منها “توجيه ضربة مماثلة على مرافق تصدير (النفط) في جزيرة خرج الإيرانية .. والحفاظ على خيار الرد العسكري في المستقبل.”
إقالة بولتون
شدد معهد كاتو على حق الرئيس ترامب باختيار مستشار للأمن القومي “كما يشاء؛ والمنوط به مواءمة السياسة الخارجية الأميركية مع الحقائق المعاصرة – بما فيها رغبات الشعب الأميركي.” وأوضح أن الاعتقاد السابق السائد لمهمة الولايات المتحدة “كشرطي عالمي .. أصابه العطب منذ زمن طويل وقبل تسلم الرئيس ترامب لمهامه.” وطالب المعهد صناع القرار “بالعمل الدؤوب لتقليص رقعة انتشارها العسكرية عبر العالم، والتوقف عن التدخل في شؤون الدول السيادية .. كي تستطيع معالجة تحديات عاجلة هنا في الداخل” الأميركي.