من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : الخطة الإيرانية لأمن الخليج: وقف حرب اليمن… وتنسيق إقليمي… وانكفاء القوات الأجنبية رئيس الجمهورية لحق المقاومة في نيويورك… والحريري لحل الموازنة في الحكومة نصرالله: النظام السعودي شاخ بسبب الظلم والتنازل عن الكرامة… وتجربة أنصار الله مثال
كتبت صحيفة “البناء ” تقول : كشفت مواقع عبريّة عسكرية حجم الاهتمام على مستوى الخبراء في كيان الاحتلال بهجوم أرامكو، لجهة كونه رسالة عسكرية هامة للقيادتين العسكريتين الأميركية والإسرائيلية، حول ما ينتظرهما في المواجهات المقبلة، من تقنيات وتكتيكات أظهرها الهجوم، وقد تكون مواقع حيوية عسكرية واقتصادية في كيان الاحتلال أو قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية وقطر في وضع مشابه لما حدث في أرامكو، التي تشكل محمية عسكرية أميركية، تحمي أجواءها قبة حديدة من صواريخ هوك وباتريوت، هاجمتها بغتة أسراب من الطائرات المسيَّرة المنطلقة من مواقع متعدّدة وفي أوقات متقاربة، ومن مسافات بعيدة وعلى علوّ منخفض وبتقنيات تشويش على الرادارات، محمّلة بما مجموعه عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات، تساندها أسراب صاروخية صغيرة الحجم من النوع المجنح المنخفض الارتفاع والموجّه، وكلها يتم التحكم بها خلال مسيرها وتخضع لتعديل مسارات وتبديل أهداف. وقالت المصادر العسكرية التي علقت على الهجوم للمواقع العبرية المتخصصة أن عدم الحماس للتورط في أي مواجهة رداً على هجوم آأرامكو عائد بصورة رئيسية لحجم الذهول ودرجة الدهشة مما جرى وهول تكراره إذا تم التورط في الرد، خصوصاً أن كل الدفاعات الجوية لم تنجح إلا بإسقاط صاروخ واحد من كل أدوات الهجوم، داعية لتخيّل سرب من خمسمئة طائرة مسيّرة تغزو فضاء الكيان في مواجهة كبرى مقبلة تساندها الصواريخ الدقيقة المجنحة، متسائلة عما يمكن أن يكون بيد قيادة جيش الاحتلال غير دعوة المستوطنين للتسلح ببنادق الصيد لمحاولة التصدّي لمثل هجوم كهذا. ونشر المراقبين على سطوح البيوت بدلاً من الاعتماد على الرادارات، قائلة هكذا تكون العودة بنا إلى القرون الوسطى.
تحت أثر الدهشة والذهول سيستمع الأميركيون وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، الذي قال إنه منفتح على كل الاقتراحات، لما وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بخطة إيرانية لضمان أمن الخليج. وهو ما قالت مصادر متابعة في طهران إنه تصوّر متكامل لضمان الأمن والسلم ويقوم على ثلاث ركائز تعالج مصادر الخلل في أمن الخليج، الأول ينصبّ على الحرب المتفجرة التي تسبب أكبر فضيحة إنسانية معاصرة، وعنوانه حرب الإبادة والدمار ضد اليمن التي يجب أن تتوقف، وأن يخلفها سعي لحل سياسي يمني يمني دون تدخلات خارجية، بعد انسحاب القوى غير اليمنية وفك الحصار عن الشعب اليمني ومطاراته وموانئه البحرية، والثاني يركز على الحضور العسكري الأجنبي الذي شكل سبباً للتصعيد والتوتر على خلفية العداء لإيران وإيهام دول المنطقة بوجود خطر عليها من إيران بعدما تم توريطها بالمشاركة الضمنية بالعقوبات على إيران وحقها بتصدير نفطها، ومع انسحاب القوات والأساطيل الأميركية، سيكون متاحاً لدول المنطقة الدخول في تنسيق أمني وعسكري لضمان الملاحة والحقوق المتبادلة بتصدير النفط، وستقترح إيران رعاية أممية للخطة إذا قبلتها الدول المعنية بأمن الطاقة والخليج أساساً للحوار.
لبنانياً، مع وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت مصادر في الوفد الرئاسي إن حماية حق لبنان بمقاومة العدوان ستكون النقطة البارزة في كلمة الرئيس، الذي سيؤكد التمسك بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 محملاً كيان الاحتلال مسؤولية انتهاكه، بينما ينصرف رئيس الحكومة سعد الحريري إلى معالجات وحلول للوضعين المالي والنقدي في إطار بحث موازنة 2020، بعد عودته من باريس والرياض، بوعود عليها الانتظار قبل تحولها إلى نقد في مصرف لبنان، بينما القضية التي شغلت اللبنانيين كانت غياب العملة الصعبة من الأسواق الداخلية، وتجاهل الجهات المعنية التعامل مع هذه القضية بخطط لمعالجتها، خصوصاً أن نصف الطلب على الدولار يتم في الأسواق لتغطية فواتير داخلية لا يتمّ تحويلها للخارج تتقدّمها فواتير الهاتف الخلوي التي تعود للدولة اللبنانية، لتبدو الدولة تضارب على عملتها وتخلق طلباً معاكساً لها، دون أن يحرك أحد ساكناً، ومثل الخلوي كثير من الفواتير والمعاملات تتم بالدولار بلا سبب يفسر ذلك، بينما كما تقول مصادر مصرفية، يكفي أن تصدر الفواتير بالليرة اللبنانية بما فيها أقساط السيارات، والشقق السكنية، والفنادق والمطاعم، حتى يتراجع الطلب على الدولار إلى النصف. وهذا التدبير ينتظر اجتماع الحكومة، التي ستناقش الأمر في جلسة اليوم.
إلى ذلك لخّص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المشهدين الدولي والإقليمي، بمعادلة المواجهة بين النظام السعودي وأنصار الله، معتبراً أن النظام السعودي قد شاخ ومثله منظومتا الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني، وبالمقابل حركات فتية صاعدة تحظى بالدعم الشعبي، وتملك العزم والثبات على خيارات الدفاع عن مظلومية شعبها. وقال إن الظلم من جهة وحجم المذلة التي يجلبها التعامل مع الأومر الأميركية، سواء في شؤون سعودية نفطية ومالية وأمنية أو في قضايا المنطقة كحال الموقف من صفقة القرن، تكفي ليدخل النظام في الشيخوخة فيكون في آخر أيامه.
وأطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جملة مواقف عن طبيعة الصراع الحالي في المنطقة والعلاقات الإيرانية السعودية ومسار الوضع في سورية وعناوين مهمة أخرى. وذلك خلال لقاء تلفزيوني مع مؤسسة حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية عبر قناة العالم ، معتبراً ان النظام السعودي قد شاخ وقد يكون في مراحله الأخيرة لأسباب طبيعية. فالظلم خلال المئة عام الاخيرة والفساد المستشري لديه وقمع الحياة واستئثار العائلة المالكة.. لكن ما سيعجل في نهايته هو أداء المسؤولين الفعليين حالياً في السعودية خلافاً لما كان عليه الأمر مع من سبقوهم. فإعلان محمد بن سلمان للحرب على اليمن وما يفعلونه هناك من مجازر سيترك أثراً على مستقبل السعودية. أيضاً تدخّل السعودية الواضح في شؤون الدول الأخرى عبر تقديم نفسها كصديقة لكل الدول خلال العشرين سنة الأخيرة، لأول مرة اليوم نحن نسمع شعار الموت لآل سعود في أكثر من بلد عربي ولأول مرة نرى قوى سياسية وشعبية وحكومات تأخذ موقفاً واضحاً من آل سعود وتدخلاتهم في المنطقة .
الأخبار: “سفّاح المصارف” في بيروت
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: وصل مساء أمس الى بيروت مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال مارشال بيلنغسلي، في زيارة تستغرق 24 ساعة، يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري و حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف. ومن المعروف أن بيلنغسيلي يشغل الموقع الذي يتولى شاغله “قطع رؤوس” المصارف وكل الذين تقرر الإدارة الأميركية معاقبتهم، لسبب أو لآخر، قد يكون بينها رفض تحوّلهم إلى مخبرين لدى الاستخبارات الأميركية. زيارة بيلنغسلي وُضعت في سياق الضغط الأميركي على لبنان، والذي تمثل أخيراً في فرض عقوبات على “جمال ترست بنك” أدّت إلى إعدام المصرف، بعد رضوخ مصرف لبنان لقرار الإدارة الأميركية منع شراء “جمّال بنك” من قبل أي مصرف لبنان آخر. وتحمل الزيارة في طياتها المزيد من التهديدات للبنان، بحجة منع “تسهيل أنشطة مالية لحزب الله”. وجرى التداول بمعلومات عن أن زيارة الموفد الأميركي تأتي في إطار التأكد من “مسار تصفية جمال ترست بنك والتثبت من أنه أصبح خارج المنظومة المصرفية”، وخاصة لجهة ضمان تجميد الحسابات التي صنّفتها بلاده “غير شرعية” في البنك المذكور. ومن غير المعروف كيف سيتصرّف مصرف لبنان مع الطلبات الأميركية الإضافية، بعدما امتثل سابقاً لجميع الأوامر الصادرة عن واشنطن.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر رئاسية لبنانية أن “لا معلومات أو مؤشرات بشأن فرض عقوبات إضافية على مصارف جديدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عيّن نائبه السابق، محمد بعاصيري، للإشراف على تصفية “جمّال ترست بنك”، علماً بأن بعاصيري يُعدُّ “وديعة أميركية” في مصرف لبنان.
من جهة أخرى، ينتظر أن يتلقّى لبنان في غضون أسبوعين إجابة بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة. وبحسب مصادر مطلعة “ليس معلوماً ما إذا كان المبعوث الأميركي ديفيد شينكر سيزور لبنان عمّا قريب لاستئناف البحث في هذا الملف”، لكن الأكيد أن “لا جديد سلباً ولا إيجاباً، والأمور لا تزال كما هي حيث انتهت مع سلفه، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد”. ومن المنتظر أن ينقل الموفد الأميركي رأي العدو بشأن شروط لبنان المتمسّك بعدم الفصل بين الحدود البرية والبحرية في الترسيم، وبأن تكون المفاوضات برعاية الامم المتحدة. وسبق لساترفيلد أن نقل إلى بيروت موافقة العدو على الشروط اللبنانية، قبل أن ينقلب على تعهّداته في هذا الصدد، لتعود المفاوضات إلى النقطة الصفر.
النهار : بشرّي الضنيّة: الطوائف “ترسّم” حدودها في اللادولة
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : ليس النزاع العقاري بين قضاءي بشرّي والضنيّة الأوّل في لبنان ولن يكون الأخير، فالأراضي غير الممسوحة كثيرة ومنها ما بات يمسح على أسماء نافذين وأحزاب وفق المناطق التي يُسيطرون عليها بأكثريّة مذهبيّة وسياسيّة، ويتحكّمون بالدوائر والموظّفين.
العمل في البحيرة في أعالي بقاعصفرين توقّف بقرار قضائي بعد شكوى من بلدة بشرّي من الاعتداء على نطاقها الجغرافي (الطائفي – المذهبي) في الوقت الذي كانت النائبة ستريدا جعجع تزور عين التينة لتطلب من الرئيس نبيه برّي التدخّل عبر وزير المال، الوصيّ على الدوائر العقاريّة، والبدء بتحديد الحدود بين المنطقتين منعاً لفتنة طائفيّة تمتدّ على مساحة الوطن.
في المقابل، وبعد مؤتمر صحافي للنائب فيصل كرامي ردّ فيه على جعجع واعتبر ما يجري “حملة شعواء تشنّنها القوّات اللبنانيّة، وأنّنا لن نتنازل عن حقّنا في الحصول على المياه، وكل الوسائل متاحة من أجل الوصول لمبتغانا”، توجّه نحو 100 شاب من مختلف قرى الضنيّة وبلداتها نحو القرنة السوداء، في تحرّك رمزي للتأكيد أنّ القرنة السوداء تتبع للضنيّة، ورفع السائقون على سياراتهم أعلاماً لبنانيّة كُتبن عليها عبارة “القرنة السوداء ضنّاويّة”. وعندما بلغوا المكان رفعوا لافتات وشعارات وأدّوا الصلاة وسط إجراءات احترازيّة اتّخذها الجيش اللبناني على الطرق المؤدّية إلى المكان.
وتبدو الدولة عاجزة عن توفير حلّ جذري لمشكلة المسح العقاري، والتحديد والتسجيل، في أكثر من منطقة، ذلك أن الخلاف بين أهالي العاقورة واليمّونة لم يسوَّ إلى اليوم، وإنّما جرت “ضبضبته” بمسعى من مديريّة المخابرات في الجيش اللبناني سعياً إلى إطفاء بذور فتنة مسيحيّة – شيعيّة في العقارات المتنازع عليها. ولا يمكن أن ينسى اللبنانيّون مشكلة عقارات لاسا في منطقة جبيل، حيث عقدت تسوية لا تُشبه التسويات لأنّها قضت أيضاً بتأليف لجان لمتابعة درس الملف، واللجان في كل الملفّات تُشبه المقابر كما كانت تُسمّى لجان مجلس النوّاب في زمن مضى، إذ جرى تفعيل الكثير من اللجان النيابيّة أخيراً.
وقد بلغ التجاذب والتوّتر بين بلديّتي بشرّي وبقاعصفرين (الضنيّة) ذروة في النزاع على إنشاء بركة مياه في منطقة سمارة، في أعالي جرود بقاعصفرين (والنزاع حول القرنة السوداء)، عقب سجال حاد نشب بين الطرفين وتأكيد كل طرف وجود موقع البركة والقرنة السوداء ضمن نطاقه الإداري، وحاولت اللجنة المشتركة لوزارتي الزراعة والبيئة التدخّل لحسم الأمر وإنهاء الجدل الذي اتّخذ طابعاً طائفيّاً خطيراً.
ورافقت الاعتراضات حملات تحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي خرجت عن الأصول، وقفزت فوق علاقات حسن الجوار والأخلاقيّات والأعراف.
اللواء : موفد الخزانة لمراجعة ملف العقوبات المالية.. وأزمة المحروقات تحط في السراي اليوم لبنان يُشارك في العيد الوطني السعودي وبخاري يعتبر الهجوم على أرامكو إستهدافاً للسلم والأمن الدوليين
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : الأبرز في المحليات اللبنانية الدولية اليوم هي المحادثات التي يجريها مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب مارشال بللينغسلي، مع السلطات النقدية والمصرفية، على ان يوجز في مؤتمر اعلامي خلاصة ما حمله، وما انتهى إليه وما تزمع الإدارة الأميركية القيام به في إطار حملتها لمكافحة تمويل حزب الله والجهات أو الشخصيات ذات الصلة به.
ومن أبرز الشخصيات التي سيلتقيها الموفد الأميركي الرئيس سعد الحريري الذي عاد من زيارة رسمية إلى فرنسا، جدّدت التزام الرئيس الفرنسي باستقرار لبنان وانعاش اقتصاده.
وقبل انعقاد مجلس الوزراء الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، لمتابعة مناقشة مشروع موازنة العام 2020، يلتقي رئيس الحكومة وفدا من نقابة أصحاب الصهاريج والمحروقات، للبحث بمطلب النقابة توفير الدولار، في الأسواق لشراء النفط والمحروقات.
وعلمت “اللواء” ان هناك صيغة حلّ سيجري التداول فيها، وتقضي بالسماح لأصحاب الصهاريج باستخدام الليرة على نطاق يتيح لهم العمل من دون التعرّض لأية خسائر.
ومن ضمن أجندة اليوم الحكومية، عقد الاجتماع للجنة الوزارية للكهرباء، حيث سيُصار إلى فض عروض تلزيم معامل إنتاج الكهرباء في الزوق ودير عمار.
الجمهورية : “رياح العقوبات” توفد بيللنغسلي
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : على الخط الإقليمي، هناك مساع ناشطة لاحتواء تداعيات استهداف ”منشآت أرامكو” النفطية السعودية، لكنها لم تشهد أي تقدّم. ووفق ما كشفته مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية” فإنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أوفَد مستشاره للشؤون الديبلوماسية الى السعودية وطهران، في محاولة لاحتواء الهجوم، غير انّ الموفد عاد في جَو قلِق وغير مريح. وهناك تخوّف من تصعيد خارج السيطرة السياسية، وأيّ خطوة تقوم بها طهران ستؤدي الى مضاعفات خطيرة”. وعلى الخط الداخلي هناك هموم تتراكَم، في غياب أيّ بارقة أمل بانفراج يُنزلها عن كاهِل البلد، تزيد من ثقلها رياح العقوبات الأميركية التي يخشى أن تكون في طور التكوّن لِتهبّ على لبنان من جديد. وتتوازى مع شائعات أربكَت قطاع المحروقات، ومحاولات خبيثة لضرب الاستقرار المالي.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حَمل الملف اللبناني الى نيويورك، لعلّه يتمكن من حشد الدعم للبنان وجَعله يتخطّى أزماته.
أمّا رئيس الحكومة سعد الحريري فعاد من باريس من دون ان يحمل معه مفتاح ”سيدر”، الذي رهَن الفرنسيون تسليمه للبنانيين بمُسارعتهم في تطبيق سلة الالتزامات التي قطعوها، ولم يَفوا بها، والتي ستخضع للتقويم مجدداً في تشرين الثاني المقبل.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية في باريس لـ”الجمهورية” انّ الموقف الفرنسي حيال طلب لبنان البدء في تنفيذ بعض مشاريع “سيدر” يختصر في جملة واحدة: “لا مال قبل الاصلاحات”. وهذا ما أبلغه المسؤولون الفرنسيون للرئيس الحريري خلال زيارته باريس قبل أيام.
أضافت المصادر: “إنّ فرنسا تقف الى جانب لبنان اليوم أكثر من اي وقت مضى. ونحن معه لأنّ الوضع خطر، لكننا لا نستطيع أن نساعدكم اذا لم تساعدوا أنفسكم. والتقارير التي نقلها إلينا بيار دوكان لا تشجّع على البدء في تقديم المساعدات الى لبنان والاستثمار فيه“.
وأوضحت المصادر “أنّ المطلوب وَقف الالتفاف على “سيدر” والالتفاف على الاصلاحات، ومحاربة الهدر والفساد إضافة الى أمور كثيرة تعرفها الحكومة اللبنانية. صحيح انّ فرنسا هي عرّابة “سيدر”، ولكن هذه الاموال تعود الى دول وجهات أخرى، ليست مستعدة لدفع أي مبلغ قبل الاصلاحات. واعتبرت “انّ الموازنة خطوة إيجابية، لكن لا يجب أن تكون هيكلاً فارغاً. هناك إصلاحات مطلوبة لا يمكنكم الهروب منها“.
الديار : كارثة اجتماعية تنتظر لبنان… وهذه تفاصيلها
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : عند تشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة، عاش اللبنانيون على أمل الوعود التي أُعطيت لهم بدءًا من البيان الوزاري. وأتت تصريحات المسؤولين على المنابر المُحمّلة بأطنان من الوعود بمُستقبل واعد للبنان واللبنانيين اقتصاديا وماليا لتزيد من الأمل لدى اللبنانيين مع خطط بآلاف الصفحات ترسم هذا المُستقبل الواعد. ولكن النتيجة على الأرض… إلى الوراء درّ!
مناقشة مشروع موازنة 2019، إن في المجلس النيابي أو في مجلس الوزراء، أظهرت للرأي العام حجم الضرر الذي اصاب المالية العامّة نتيجة عقود من السياسات المبنية على المحصاصات الحزبية والتوزيع الطائفي مع فضائح بالأطنان ظهرت في الإعلام من التوظيف الانتخابي مرورا بالصفقات المشبهوهة وصولا إلى تردّي الخدمات العامّة، وعلى رأسها ملف النفايات والكهرباء.
تأملّنا خيرا من ورقة بعبدا المالية الاقتصادية التي اعتبرناها وما زلنا نعتبرها ورقة الخلاص الفعلي اذ ان كل القوى المُشاركة في الحكومة وافقت عليها باستثناء تحفّظ فريق واحد عن الصيغة وليس المضمون. هذه الورقة وُضعت على أساس أن الوضع المالي كارثي وأنها (أي الورقة) تُشكل مجموعة الإجراءات الطارئة التي يتوجّب القيام بها للخروج من الأزمة. لكن بعد شهر على وضع هذه الورقة، نرى أن عدد الإجراءات التي طُبقّت منها يوازي الصفر! نعم الورقة التي وُضعت لمواجهة حالة طارئة لم يتمّ تطبيق أي شيء منها تقريبًا.
تم إعلان حالة طوارئ اقتصادية ولم نعرف بالتحديد ماذا تعني ولا الخطوات التي تمّ اتخاذها ضمن حالة الطوارئ هذه. والظاهر للمواطن أن شيئا لم يتغيّر لا على صعيد الإنفاق العام ولا على صعيد الإيرادات ولا على صعيد مكافحة الفساد ولا حتى على وتيرة الاجتماعات الحكومية.
مؤتمر سيدر الذي يُعتبر (من قِبلنا) الباب الأساسي للخروج من الأزمة، ما زال بعيدا كما رَشَحَ عن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قالها بالفم الملآن للرئيس الحريري، يتوجب على لبنان حلّ مُشكلة الكهرباء، ومشكلة القطاع العام، ومُشكلة الفساد. وبدون حلّ لهذه البنود لا يحصل لبنان على أموال سيدر المُخصّصة للاستثمارات في البنى التحتية.