بولتون: لو أصغى ترامب لما استهدفت “أرامكو”
بعد أيام من إقالته من منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، وجه جون بولتون، أثناء فعالية خاصة، انتقادات شديدة اللهجة إلى السياسات الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأفاد موقع “بوليتيكو” الأمريكي بأن بولتون ندد، في كلمته أثناء مأدبة غداء خاصة أقامها وراء الأبواب المغلقة في مطعم بمانهاتن في معهد غيتستون بنيويورك (وهو مركز تحاليل محافظ مختص بقضايا الإسلام والشرق الأوسط) ، ندد بسياسات إدارة ترامب في مختلف الملفات، مع التركيز الخاص على قضيتي أفغانستان وإيران.
ونقل الموقع عن عدد من نحو 60 مانحاً للمركز حضروا المأدبة تأكيدهم أن بولتون هاجم بشدة رغبة البيت الأبيض في التفاوض مع حركة “طالبان”، مشيراً إلى أن اللقاء الذي خطط ترامب لعقده مع ممثلين عن الحركة في كامب ديفيد “كان سيبعث “مؤشراً مروعاً” وسيعني عدم الاحترام لضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وخاصة أن طالبان منحت مأوى لتنظيم “القاعدة”، حسب قول بولتون. وذكر بولتون، وهو الرئيس السابق للمعهد، أن “خطة السلام المطروحة مع طالبان لا معنى لها”، معرباً عن قناعته بضرورة أن تبقي الولايات المتحدة قواتها على الأرض في أفغانستان، حسب زعمه.
كما أبدى بولتون معارضته الشديدة لنهج إدارة ترامب إزاء كوريا الشمالية وإيران، مشددا على أن أي مفاوضات مع الدولتين مكتوب عليها بالفشل، لأنهما لا ترغبان إلا في تخفيف العقوبات المفروضة عليهما وليست لديهما أي نية للتخلي عن طموحاتهما النووية. وقال المستشار المُقال غير مرة أثناء الحفلة إن “قرار ترامب الامتناع عن شنّ ضربات عسكرية على إيران رداً على إسقاطها طائرة مسيرة أمريكية أوائل الصيف الماضي شجع الجمهورية الإسلامية على تفعيل “عدوانها” في الأشهر الأخيرة”، حسب زعمه. وبرأي بولتون فإنه “لو لم يرفض ترامب خطة الخيار العسكري حينئذ لما استُهدفت منشآت لشركة “أرامكو” السعودية أواخر الأسبوع الماضي”.
وأشار بولتون إلى أن قرار ترامب ذلك جاء في “آخر لحظة” دون سابق التشاور مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض. كما تطرق بولتون إلى ملفات ساخنة أخرى مطروحة على أجندة إدارة ترامب، بما فيها قضية فنزويلا، حيث أبدى قناعته أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو ستسقط خلال 24 ساعة بدون الدعم العسكري الكوبي، حسب قوله. أما بشأن التعاون مع بريطانيا، فقد قال إن وصول زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين، إلى الحكم كان سيلحق ضربة فتاكة بالعلاقات بين الدولتين.
في المقابل، وجه ترامب أمس انتقادات إلى بولتون منددا بتركيز المستشار المُقال على قضايا الشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكي إن قراره تعيين بولتون في منصب مستشار الأمن القومي “استدعى شكوكاً لدى كثير من الناس”، مضيفاً أن البيت الأبيض في عهد بولتون “أنفق 7.5 تريليون دولار على الملفات الشرق أوسطية وأصبح شرطيا إقليميا”. وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تعيين ترامب روبرت أوبراين، خلفا لبولتون في منصب مستشار الأمن القومي.