ترامب يلغي لقاءا سريا مع قادة طالبان في كامب ديفيد
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه ألغى محادثات السلام التي يجريها منذ عام مع حركة طالبان لإنهاء 18 عاما من النزاع في أفغانستان، وذلك بعد إعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم في كابول أسفر عن قتل جندي أميركي و11 شخصا آخرين.
وكشف ترامب أيضا أنه كان مقررا أن يلتقي في كامب ديفيد بشكل منفصل وفي سرية تامة، كلا من الرئيس الأفغاني أشرف غني والقادة الرئيسيين لطالبان.
وأضاف ترامب على “تويتر” “لقد كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة”، لكن “ألغيت الاجتماع على الفور”، مندداً بهجوم دموي وقع الخميس الماضي، وتبناه المسلحون في كابول وأودى بحياة أشخاص عدة بينهم جندي أميركي.
ولكي يبرر قراره إلغاء محادثات السلام مع طالبان، قال ترامب “لقد اعترفوا بهجوم في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء و11 شخصا آخرين“.
وكتب أيضا على “تويتر” “أي نوع من الناس هم هؤلاء الذين يقتلون الكثير من الأشخاص من أجل تعزيز موقفهم التفاوضي؟“.
وأردف “إذا لم يكن في استطاعتهم قبول وقف للنار خلال محادثات السلام المهمة هذه، وهم في المقابل قادرين على قتل اثني عشر شخصا بريئين، فعندئذ يحتمل أنهم لا يمتلكون الوسائل للتفاوض على صفقة مجدية“.
وشن مقاتلو طالبان، الذين يسيطرون حاليا على أكبر مساحة من الأراضي منذ 2001، هجمات جديدة على مدينتي قندوز وبيل خمري الشماليتين خلال الأسبوع الماضي ونفذوا تفجيرين انتحاريين كبيرين في العاصمة كابول.
وأودى أحد الانفجارات بحياة جندي أميركي ليرتفع عدد القتلى بين الجنود الأميركيين في أفغانستان هذا العام إلى 16.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن زيادة هجمات حركة طالبان في أفغانستان “لن تفيد، خاصة في ظل جهود السلام التي تبذل الآن“.
وخلال زيارته لباكستان المجاورة، حيث يتمركز كثير من مقاتلي الحركة، رفض ماكينزي التعليق على المفاوضات ذاتها.
وكان مفاوضون من الولايات المتحدة وطالبان قد توصلوا الأسبوع الماضي لمسودة اتفاق سلام قد تؤدي إلى تقليص عدد القوات الأميركية في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة. ولكن موجة من أعمال العنف التي قامت بها طالبان أثرت بشكل سلبي على الاتفاق.
وقال ماكينزي للصحافيين الذين يرافقونه في رحلته “تصعيد طالبان للعنف لن يفيد، خاصة في هذه المرحلة من تاريخ أفغانستان“.
وأضاف ماكينزي أنه من أجل إحراز تقدم في عملية السلام “يجب على كل الأطراف الالتزام بتسوية سلمية في نهاية الأمر، والتي يجب أن تسفر بدورها عن تقليص أعمال العنف“.
وبناء على مسودة الاتفاق، ستسحب الولايات المتحدة آلاف الجنود خلال الشهور المقبلة مقابل ضمانات من الحركة بألا تستخدم أفغانستان قاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة أو أي من حلفائها.
ولكن التوصل لاتفاق سلام كامل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 عاما يتوقف على المحادثات اللاحقة، فيما بين الأفغان. وترفض طالبان دعوات وقف إطلاق النار، وصعدت بدلا من ذلك العمليات عبر أفغانستان.
ويرى الأفغان أن تصعيد طالبان لهجماتها في الآونة الأخيرة، يؤكد المخاوف من احتمال استحالة التوصل لتسوية مستقرة بعد أي انسحاب أميركي كامل.
ويخشى كثيرون من حدوث صراع على أساس عرقي وإقليمي مع مواجهة الطاجيك الناطقين بالفارسية والهزارة من الشمال والغرب البشتون الجنوبيين والشرقيين، وهي الجماعة التي خرج منها معظم حكام أفغانستان والتي تستمد منها طالبان معظم التأييد. وما زالت ذكريات الحرب الأهلية التي دارت في التسعينات حية في الأذهان.