من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : متى يُفرج القرار السياسي عن الثروة البترولية؟ الغاز في البحر اللبناني80 ألف مليار قدم مكعب
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني والتسعين بعد المئتين على التوالي.
لكن، وبرغم الشغور الرئاسي والتعثر الحكومي والضمور النيابي، فإن هيئة قطاع البترول قطعت شوطاً بعيداً على طريق تمهيد البحر أمام الانطلاقة الفعلية للمغامرة اللبنانية في عالم التنقيب عن النفط، في انتظار ان تنجز الحكومة ما هو مطلوب منها لجهة إقرار مرسومي النفط، وأن يقر مجلس النواب التشريعات المتممة، لا سيما ما يتصل منها بالقانون الضريبي.
وعلمت “السفير” ان الهيئة أنجزت منذ ثلاثة اشهر تقريباً، وبالتعاون مع مؤسسة فرنسية عامة تعنى بالبترول، خريطة المكامن النفطية، في المياه اللبنانية، والتي أفضت الى تقديرات أولية لمخزون الغاز والنفط في كل “بلوك” من “البلوكات” اللبنانية العشرة.
وفي المعلومات، أن تحاليل المسوحات الزلزالية الثنائية والثلاثية الأبعاد، التي جرت للمنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة، بيّنت أن الموارد المحتملة والإجمالية، مبدئياً، من الغاز على مدى 15 ألف كيلومتر مربع في المياه اللبنانية، هي 80 تريليون قدم مكعب غاز (80 ألف مليار قدم مكعب) أي ما يعادل 13 مليار ونصف مليار برميل نفط في حالة غازية، إضافة الى مليار و200 مليون برميل من البترول السائل.
وتجدر الإشارة الى ان المخزون الغازي اللبناني هو ضُعف الموجودات من الغاز الاسرائيلي في بحر فلسطين المحتلة.
وتبين ان “البلوك” الأكثر خصوبة والواقع جنوب بيروت ـ ليس بعيداً عن حدود فلسطين ـ يحوي ما يعادل 25 تريليون قدم مكعب غاز أو ما يعادل حوالي اربعة مليارات ونصف مليار برميل نفط في حالة غازية، وأن “البلوك” الأقل خصوبة يحوي اربعة تريليونات قدم مكعب غاز او ما يعادل 800 مليون برميل.
وقد ساعدت الدراسة المبنية على المسوحات، والتي استغرق إعدادها قرابة ثلاثة اعوام ونصف العام، في رسم “البلوكات” النفطية العشرة وفق قواعد علمية واضحة، هي: الجدوى الاقتصادية، القيمة الاقتصادية، وبيئة الحفر (مياه عميقة أو أقل عمقاً).
وتلحظ الدراسة نسبة نجاح في التقديرات حول الموارد المحتملة، تتراوح بين 20 و30 في المئة بالنسبة الى أغلب “البلوكات”، وهي نسبة جيدة بمعايير القطاع النفطي، إذ يكفي الشركات العالمية معدل 10 في المئة، حتى تُقبل على لبنان، باعتبار ان هذه المرحلة هي للاستكشاف فقط، وليست للحفر والتنقيب، وهذا ما يفسر ان عدد الشركات التي أبدت رغبة في المشاركة في مزايدة التلزيم كبير، اذا استطاعت السلطة اللبنانية المحافظة عليها وعدم تهجيرها بفعل المماطلة في إقرار مرسومي النفط.
ولما كانت اسرائيل تطارد لبنان نفطياً، في كل مكان تستطيع ان تصل اليه، فقد حاول السفير الإسرائيلي في باريس، قبل فترة، الضغط على المؤسسة الفرنسية للبترول (والتي تتواصل معها هيئة قطاع البترول)، لثنيها عن الاستمرار في التعاون مع لبنان، فكان الرد بأن المؤسسة ترتبط بعقود مع الدولة اللبنانية، والتعاون المشترك سيستمر بموجب هذه العقود.
الى ذلك، أفادت المعلومات أن لبنان وقع مع الحكومة النروجية في الشهر الماضي اتفاق تعاون لمدة ثلاث سنوات، يغطي من الجانب اللبناني، وزارات الطاقة والبيئة والمال. ويشتمل الاتفاق على مساهمة النروج في تطوير المؤسسات المختصة والقدرات التقنية والبشرية، كيفية حماية البيئة والسلامة العامة من التسربات النفطية، تمويل الدراسات، تدريب جيولوجيين وتدريب الكادرات البشرية على طريقة احتساب ضرائب النفط.
وفي سياق متصل، يستمر تفاعل الملف الذي أضاءت عليه “السفير” حول إمكانية نقل “الداتا” النفطية القديمة – المتعلقة بمنطقة بحرية شمالية، والعائدة للعام 1993- الى النروج بغية تحديثها، ونقلها من الورق والأشرطة القديمة الى أقراص مدمجة.
وبينما اعتبر بعض الخبراء ان “الداتا” النفطية، أياً تكن، تشكل جزءاً من الأمن القومي ويجب ان تحاط بالسرية التامة لحماية مضمونها وصولا الى صون المصلحة الوطنية العليا للدولة، قال خبراء آخرون لـ “السفير” إن مبدأ نقل هذه “الداتا” الى النروج، في حال حصوله، لا يمكن ان يمس الأمن القومي النفطي اللبناني بأي طريقة، لأن الوضع الحالي لتلك “الداتا” لا يسمح بتاتاً بالاستفادة منها، بعدما فعل الزمن فعله فيها، الى حد يستحيل معه تحليلها والبناء عليها، بعدما ثبت انها لا تُقرأ نتيجة حالتها المزرية.
ويلفت الخبراء الانتباه الى وجود نوعين من “الداتا” النفطية، الأول قابل للتشارك فيه، بهدف تحفيز الاستثمار وجذب الشركات في مقابل بدل مالي تدفعه، وتذهب حصة منه للدولة وحصة أخرى لشركات الخدمات التي ساهمت في استخراج هذه “الداتا”، والنوع الثاني غير قابل للتعميم، وبالتالي يمكن القول إنه يخضع الى ضوابط الأمن القومي كونه يتعلق بـ “داتا” حفر الآبار التي لا نملكها حالياً لأن الحفر لم يبدأ بعد، وعندما تصبح بحوزتنا يجب حفظها في مكان سري، يُفترض ألا تعرفه سوى قلة.
ويشير أحد الخبراء الى ان مبدأ “تعدد الزبائن” أصبح شائعاً، مشدداً على أن أهميته تكمن في انه يسمح بتسويق “الداتا الآمنة” واستخدامها لاستقطاب الشركات العالمية، كما حصل مع لبنان الذي نجح في جذب 46 شركة، من بينها 12 كبرى للتنقيب، وهذا ما دفع اسرائيل الى محاولة تقليدنا بطريقة تسويق “الداتا”، بعدما اقتصرت المشاركة الخارجية في الاستثمار النفطي لديها على شركة أميركية واحدة صغرى.
الديار : ويسألون عن الفساد.. فضيحة 174 مليون دولار لم تحرّك التفتيش والقضاء والمالية عون سيرد خلال ايام وجعجع يعتبر نفسه وعون المرشحين الاقويين
كتبت “الديار”: استتباعاً لما كتبته “الديار” امس عن فضيحة 174 مليون دولار تابعة لمصلحة السيارات التي رسا فيها تلزيم مكننة السيارات ولوحات السيارات على السيد هشام عيتاني لم يتحرك لا التفتيش ولا القضاء ولا المالية، مع العلم أن وزارة المالية اعترضت على المناقصة الخصوصية وكان جواب مصلحة السيارات بالبنود القانونية لكنها ليست كافية وغير حقيقية.
يوما بعد يوم تتكشف الأمور اكثر حول هذه الفضيحة، خصوصاً ان المكننة ستكون في الدكوانة وعلى برنامج الكتروني يوزّع السيارات ويضع لاصقاً الكترونياً على كل سيارة بشكل تحدد الاقمار الاصطناعية أماكن تواجد السيارات وكيفية تحركها وهذا البرنامج الالكتروني يمكن لاسرائيل ان تدخل عليه وتعرف اماكن توقف كل سيارة واين هي. لكن الأهم في الموضوع كيف رست المناقصة الخصوصية على السيد هشام عيتاني بـ 174 مليون دولار رغم ان دائرة المناقصات هي التي يجب ان توافق على قبول المناقصة وليست مصلحة سيارات الدولة.
ومع ان “الديار” نشرت ما عندها ولم تنشر بقية الوثائق وهي مستعدة لنشر هذه الوثائق اذا طلب القضاء منها او التفتيش المركزي او المالي، فإن فضيحة بحجم 174 مليون دولار هي امر يهزّ الموازنة العامة للدولة كلها في وقت يتم البحث عن ايرادات لسلسلة الرتب والرواتب وفي وقت يتم البحث عن تخفيض العجز في موازنة الدولة.
وفي تفاصيل الفضيحة، برز موضوع سياسي أمني يتعلق بالمكننة التي ستجريها شركة “إنكريبت” التي رست عليها المناقصة وتضمن مشروع المناقصة مكننة شاملة لكل شؤون السير بما فيها لوحات السيارات الجديدة حيث من المتفق عليه ان يكون مركز الحاسوب الرئيسي في الدكوانة، وينتج عن هذه المكننة قدرة الدولة على معرفة أماكن السيارات وأسماء اصحابها عبر برنامج رقمي متطور يرتكز على اللاصق الالكتروني لكل سيارة، اما الخطر في هذه العملية يكمن في ان جهتين في العالم لديهما القدرة على تشغيل البرنامج الرقمي المذكور آنفا هما الولايات المتحدة واسرائيل، والخطر ان تستخدمه اسرائيل.
كما ان مرسوم انشاء هيئة ادارة السير لا يسمح لهذه الهيئة باجراء مناقصات بهذا الحجم بل يوكل المهمة الى هيئة ادارة المناقصات.
الى ذلك تسلم العماد ميشال عون ملاحظات القوات اللبنانية على بيان النوايا من رئيس دائرة الاعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي وفي حضور النائب ابراهيم كنعان الذي أكد على الاجواء الايجابية خلال اللقاءات بين التيار الوطني والحر والقوات اللبنانية حيث يقوم الجانبين بمناقشة عميقة للبنود 17 كافة للوصول الى مرحلة التفاوض لترجمة اعلان النوايا تمهيداً لعقد ورقة تفاهم بين الجانبين والتمهيد للقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وفي هذا السياق، افادت مصادر ان اللقاءات ستتكثف بين رياشي وكنعان.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اكد لبرنامج بموضوعية تبثه محطة الـ MTV ويديره الزميل وليد عبود “ان هنالك مرشحين قويين فقط لرئاسة الجمهورية هما العماد عون وسمير جعجع وانه نصح السيد هنري حلو مرشح النائب وليد جنبلاط بعدم الترشح وابقاء المعركة بينه وبين العماد عون والذي يأخذ اصواتاً أقل ينسحب او يتم التفتيش عن مرشح وفاقي ثالث”.
وقالت مصادر هيئة التنسيق النقابية ان الاجتماع مع الرئيس بري كان ايجابياً جداً، وانه وعد باستخدام كل علاقاته وموقعه للسير في اقرار السلسلة، واعتبرت المصادر ان ملف السلسلة جرى وضعه من جديد على سكة البحث والمصالحة. واوضحت ان لقاء وزيري التربية والمال الياس بوصعب وعلي حسن خليل والنائب جورج عدوان مع الرئيس السنيورة سيحصل قبل اجتماع اللجان المشتركة يوم الثلاثاء المقبل، قالت ان هدف الاجتماع اعادة البحث في الثغرات التي تضمنتها آخر صيغة للسلسلة سواء ما يتعلق بالاساتذة والمعلمين او الموظفين في الادارة. واشار ان ان وفدا من هيئة التنسيق سيحصر اجتماع اللجان المشتركة لاسماع النواب الاعضاء حقيقة الغبن الذي لحق ببعض القطاعات.
واشارت مصادر نيابية الى ان موضوع السلسلة وضع على السكة الصحيحة وان النقاش سيستأنف خلال الايام القادمة بين الرئيس فؤاد السنيورة والوزير علي حسن خليل والنائب جورج عدوان والنائب ابراهيم الذي سيزور الرئيس بري خلال اليومين القادمين لبحث موضوع السلسلة بعد ان ادرجه الرئيس بري على اجتماع اللجان المشتركة نهار الثلاثاء تمهيداً لحسم النقاط العالقة ومنها على سبيل المثال القيمة المضافة والتمو،يل، وهذه النقاشات تتم بعيداً عن الاضواء.
الأخبار : نيّات العونيين والقوات: نحو “تحالف وجوديّ” ؟ الحوار الى البحث في اسم الرئيس
كتبت “الأخبار”: نجحت الضغوط العونية غير المباشرة على معراب في عدم إنهاء الحوار بينهما، فعادت ورقة النيّات المشتركة أخيراً إلى الرابية. الآن ستدرس ملاحظات القوات الجديدة تمهيداً لتوقيع المستند المهم من دون طنة ورنة، وانتقال الفريقين إلى المرحلة الثانية التي تتمحور حول ترجمة النيّات إلى أعمال وأسماء، في ما يتعلق بقانون الانتخابات و”الرئيس القوي في بيئته القادر على طمأنة المكونات الأخرى”
في طريقه إلى الشياح، لم يحسب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أرباحه وخسائره من ملاقاته الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل. غالباً ما وتّرته الأسئلة، داخل البيت العوني وخارجه، عمّا جناه شخصياً من هذا التفاهم قبل أن تحوّله حرب تموز من “تحالف عقلي” يحشد أنصاره الحجج لإقناع الرأي العام بأهميته، إلى “تحالف عاطفيّ – شعبيّ”، فـ”تحالف وجوديّ”.
اليوم، يتكرر الأمر نفسه: لا يحسب عون أرباحه وخسائره من المحادثات المستمرة منذ ثلاثة أشهر بين الرابية ومعراب. خلافاً لكل ما يشاع، لا تدور كل التطلعات العونية من هذا الحوار في فلك الرئاسة الأولى، وإن كانت الانتخابات الرئاسية الامتحان الأكثر جدية لمستقبل المسيحيين عموماً وعلاقة هذين الفريقين خصوصاً. خلاصة التجربة العونية، في السنوات القليلة الماضية، أنّ تموضع المسيحيين، كلٌّ في محور، حقق مكاسب في مجلسي النواب والوزراء، لكنه لا يكفي وحده لاستعادة الحقوق التمثيلية الأساسية. لذا، لا بدّ من اتفاق جديّ ونهائي على مجموعة ثوابت يلتزم جميع الأفرقاء احترامَها. ويشير أحد النواب العونيين، هنا، إلى أن ورقة النيّات المشتركة بين الطرفين راعت بقاء كل منهما في موقعه السياسي المختلف عن الآخر، مع إيجاد مجموعة قواسم مشتركة ومطالب حيوية يفترض أن يسعيا إلى تحقيقها. وعلمت “الأخبار” أن الفريقين وجدا أكثر من عشرة عناوين مشتركة، أهمها: تصحيح الخلل في تطبيق اتفاق الطائف، المطالبة بتطبيق اللامركزية الإدارية، الإصلاح الإداري، الإصلاح المالي، معالجة أزمة النازحين السوريين، تصحيح التمثيل الرئاسي والنيابي، تصحيح علاقة لبنان بمحيطه العربي والإقليمي، ودعم الجيش.
من منظار الرابية، يبدو استمرار الأوضاع على ما هي عليه، سواء في رئاسة الجمهورية أو قانون الانتخابات أو في أعداد اللاجئين السوريين أو في نسبة الهجرة السنوية، أخطر بكثير من مكسب سياسي صغير هنا وخسارة هناك. وهناك ما هو أهم من ego ميشال عون وego سمير جعجع ومشاعر جمهورهما، خصوصاً أن المكاسب العونية، مثلاً، سواء من انقلاب القوات على القانون الأرثوذكسي أو من “فليحكم الإخوان”، لم “تُقرش” بسبب إسهام الحلفاء في تطيير الانتخابات. وتكرر الرابية، هنا، ما تقوله معراب عن وجوب بحث المسيحيين عن خيار آخر لتحقيق تقدم في الملفات العالقة، بعدما فقد خيار التصادم جدواه. فيرى العونيون أن النظرة السطحية للتفاهم مع القوات، من “جهتنا وجهتهم”، تتوقف عند مكاسب كل منا وخسائره، أما المقاربة الجدية فتأخذ في الاعتبار عجز التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والمردة، ومعهم البطريركية المارونية، عن تعيين أستاذ جامعي في إحدى الكليات ما لم توافق عليه عدة مرجعيات أخرى. وهنا المشكلة الحقيقية. المشكلة في رفض مختلف الأفرقاء السياسيين مبادرة عون حصر السباق الرئاسي به وبجعجع.
لذلك، عشية التقاسم المذهبي للنفوذ في المنطقة، لا بدّ من الاتفاق على حد أدنى من الرؤية المسيحية المشتركة. ويبدو واضحاً في هذا السياق أنّ ثمة سؤالاً جدياً يهيمن على المتحاورين اليوم، يتعلق بما ستكون عليه أوضاع المسيحيين بعد عشر سنوات، في ظل عجزهم اليوم ــــ رغم زعامة عون العملاقة وكل تكتله النيابي ــــ عن فرض آلية تضمن انتخاب رئيس قوي للجمهورية، أو إقرار قانون انتخابات يضمن صحة التمثيل، أو تعيين مدير عام. العجز عن الاتفاق اليوم، سيسرّ بعض نواب الطرفين الذين سيتبارون على شاشات التلفزيونات بتبادل الاتهامات بالمسؤولية فرط الحوار.
إلا أن النتيجة النهائية ستكون أكثر سلبية على الطرفين بكثير من “المرجلات” الفارغة. وبناءً على ما سبق، يقول أحد نواب بعبدا العونيين إن التحالف مع القوات ليس “تحالف الضرورة” بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية فحسب، بل للحضور المسيحيّ في البلد. ويشير إلى أن المقاربة غير الانفعالية ستكشف أن تحالف العونيين مع القوات، في هذه المرحلة، “وجوديّ” هو الآخر. يكفي أن يتخيّل الطرفان ماذا سيبقى من مجتمعهما بعد عشر سنوات في حال بقائهما عاجزين عن إيصال رئيس جمهورية قوي وإقرار قانون انتخابات عادل وتسمية قائد جيش وتعيين موظف في الدولة.
عملياً، تريد الرابية لحوارها مع القوات أن يتقدم. تتحدث أوساطها عن “يومين أو ثلاثة” لدراسة الملاحظات القواتية “غير الجوهرية” على النسخة شبه النهائية لـ”النيّات المشتركة”. فرغم الأسابيع الستة التي استغرقتها القوات في تنقيح النسخة الأخيرة، لم تتجاوز التعديلات التي أدخلتها معراب حدود استبدال تسع أو عشر كلمات بمرادفات أخرى. ولا يوحي ردّ الفعل الإيجابي العوني على التعديلات الجديدة بوجود أزمة في الأفق. لكن لا شيء يوحي بوجود نية لعقد لقاء قريب بين عون وجعجع، أو إذاعة “النيّات المشتركة” في لقاء صحافيّ مشترك. تكرر ورقة النيّات كلام العونيين، لكن بلغة أكثر ديبلوماسية، بشأن الإصلاح المالي والإداري، وتتبنى الحماسة القواتية لتطبيق الطائف واللامركزية الإدارية ودعم الجيش واحترام السيادة اللبنانية، فيما ينص بندها الأهم على أن “أبرز الوسائل لتصويب المسار والعودة إلى الطائف واحترام الدستور وأحكام المناصفة هي إقرار قانون انتخابات عادل يحقق صحة التمثيل، وانتخاب رئيس قوي في بيئته قادر على طمأنة المكونات الطائفية الأخرى”. وبناءً عليه، قبيل انتهاء المرحلة الأولى، يقول أحد المعنيين بالحوار: “بدأنا إعداد جدول أعمال المرحلة الثانية التي سنترجم خلالها النيّات المشتركة في خطوات عملية”.
النهار : عون وجعجع يقتربان من الحوار الرئاسي لجنة الرقابة اليوم أمام العقدة المسيحية
كتبت “النهار”: لم يكن، على الارجح، من باب المصادفات تحريك ملف سلسلة الرتب والرواتب المزمن والعالق على تعقيداته المالية منذ تجميده قبل أشهر امس تحديداً بالتزامن مع تمريك “عداد” الجلسات الفاقدة النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية الرقم 20 بتراكم متعاقب للاخفاقات في الازمة الرئاسية منذ 290 يوماً. فعلى رغم اطلاق رئيس مجلس النواب نبيه بري زرَّ التحمية والمشاورات الكثيفة لعقد جلسة تشريعية للمجلس مطلع نيسان المقبل، قد تدرج فيها جملة ملفات حيوية متراكمة تحت عنوان “تشريع الضرورة”، فان تحريك ملف السلسلة جاء بدوره في سياق تعويض الوقت الضائع الذي تدور أزمة الفراغ الرئاسي في دائرته المقفلة. ولعل تطورا آخر سياسياً برز امس من شأنه ايضا ان يساهم في معالجات ظرفية في مرحلة الانتظار وتمثل في تقدم على خط الحوار الجاري بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في ما يتعلق بانجاز ورقة “إعلان النيات” المشتركة التي يتفاوضان في شأنها في المرحلة الاولى من هذا الحوار.
وأكد الرئيس بري انه سيدعو بعد موعد بدء العقد العادي للمجلس في 17 آذار الجاري هيئة مكتب المجلس الى اجتماع لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية. وكشف انه أقام امس دعوى قضائية على كل من يظهره التحقيق متورطاً في ادخال مواد مشعة الى لبنان، مبديا استياءه من موضوع تخزين هذه المواد في بلدة عدلون. اما الامر اللافت في كلام بري، فكان تأكيده انه “فوجئ بأن هناك لجنة منذ العام 2011 معنية بتحديد اماكن هذه المواد من دون علمه، وانه لن يسمح بتجاوز صلاحيات مجلس النواب بأن تكون هناك اتفاقات او تفاهمات مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية دون اقرارها في المجلس” .
وأبلغت مصادر نيابية بارزة “النهار” أن العمل الاشتراعي لمجلس النواب في دورته العادية التي تبدأ منتصف الشهر الجاري ستنطلق على مستوى الجلسات العامة اوائل الشهر المقبل بعد أن تكون اللجان النيابية المشتركة قد أنجزت أعمالها وتولت الامانة العامة للمجلس تجميع مشاريع القوانين المنجزة تمهيداً لاجتماع هيئة مكتب المجلس كي يجري تصنيف هذه المشاريع بين ضروري او مرتبط بإستحقاقات مالية او قابل للتأجيل. وعليه سيكون هناك إمكان لعقد جلسة عامة بين عيديّ الفصح الغربي والشرقي في 5 و12 نيسان.
أما ملف سلسلة الرتب والرواتب، فاتفق على تحريكه في اجتماع ضم بري ووزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية. وطلب بري عقد جلسة للجان النيابية المشتركة الثلثاء المقبل تخصص لهذا الملف. وسيعقد اجتماع تمهيدي اليوم يضم الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين بو صعب وعلي حسن خليل والنائب جورج عدوان لمعاودة البحث في ملف السلسلة ومحاولة التوافق عليه قبيل جلسة اللجان.
الى ذلك، وتحضيراً لجلسة مجلس الوزراء اليوم، علمت “النهار” ان إتصالات جرت بعد ظهر أمس في شأن تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف من أجل تجاوز العقبات التي برزت حول اختيار ممثلي الطوائف المسيحية في اللجنة نتيجة ما طرحه “التيار الوطني الحر” من أسماء في مقابل أسماء اقترحها حزبا الكتائب والاشتراكي وكتلة الرئيس ميشال سليمان، مما أوحى بأن المخرج سيكون بتجديد عضوية عدد من الاعضاء واختيار أسماء جديدة لا تثير اعتراضات. وتحدثت مصادر وزارية عن تداول لأسماء الاعضاء المسيحيين على النحو الآتي: أمين عواد، أمين رزق، جوزف سركيس وخيرالله خيرالله (موارنة)، سامي عازار، عبدالله عطية، طوني شويري وشخص من آل فرنيني (أرثوذكس) ومنير إليان (كاثوليكي). أما مرشح السنّة عن تيار “المستقبل” الذي سيكون رئيس اللجنة فهو سمير حمود الذي يحظى بالقبول وكذلك المرشح الشيعي عن حركة “أمل” و”حزب الله” احمد صفا. وأوضحت المصادر ان الموعد النهائي لانتهاء ولاية اللجنة الحالية يخضع لاجتهادات تتناول ثلاثة تواريخ هي 11 و18 و27 آذار الجاري.
على صعيد الحوار “العوني – القواتي”، أحرز تقدم بارز امس بين الفريقين في اتجاه انجاز “اعلان النيات” أكده رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديثه مساء الى برنامج “بموضوعية” في محطة “ام تي في”. وعلمت “النهار” ان العماد عون التقى امس في الرابية مدة ساعة ونصف ساعة امين سر “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي موفداً من جعجع وتسلم منهما ملاحظات “القوات” على “اعلان النيات”. ووصفت مصادر المجتمعين نتائج اللقاء بأنها كانت ايجابية وحصل تجاوز للصعوبات والعقبات وثمة شبه انجاز لـ”اعلان النيات”. واشارت الى انه تم الاتفاق على خطوات لاحقة وكثيفة مما يتيح الانتقال الى المرحلة الثانية من التفاوض التي سيكون “طبقها الرئيسي الملف الرئاسي الذي اصبح قيد التحضير”.
المستقبل : المشنوق : اتخذنا إجراءات حول السفارة المصرية بعد تهديد “داعش” موفد قطري جديد في بيروت
كتبت “المستقبل”: في الرئاسة واستحقاقها المعلّق على حبال الرجاء والإرجاء حتى إشعار سياسي لم تظهر تباشيره بعد، ترحيل آخر فرضه “خاطفو” النصاب على روزنامة جلسات الانتخاب حتى الثاني من نيسان المقبل موعداً جديداً لانعقاد المحاولة الحادية والعشرين لانتخاب الرئيس. أما في مستجدات قضية العسكريين المخطوفين فقد كشفت مصادر حكومية لـ”المستقبل” أنّ موفداً جديداً من الدوحة وصل إلى بيروت لمتابعة القضية عن كثب وتفعيل قنوات التواصل مع الخاطفين في الجرود، مؤكدةً في ضوء ذلك أنّ المعطيات المتصلة بعملية المفاوضات تشير إلى حصول تقدم جدي وتطورات جديدة باتجاه العمل على إنهاء هذه الأزمة الوطنية.
وإذ آثرت عدم الإفصاح عن اسم موفد الدوحة واكتفت بالإشارة إلى كونه ليس قطرياً، شددت المصادر الحكومية على أنّ وجود الموفد الجديد حالياً في بيروت إنما يأتي في إطار تحفيز قنوات الوساطة القطرية مع خاطفي العسكريين بالتنسيق والتواصل مع المسؤولين المعنيين في لبنان، لافتةً في هذا الإطار إلى كون الأمور باتت على نار حامية والعمل جارٍ لإنضاج حل شامل لهذه القضية يفضي إلى تحرير العسكريين الأسرى لدى كل من “داعش” و”جبهة النصرة”.
اللواء : 14 آذار تنزع شرعية وصول عون إلى بعبدا “لجنة الرقابة” تختبر نيات الوزراء اليوم .. وجعجع يستبعد لقاءً قريباً في الرابية
كتبت “اللواء”: يتوجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام غداً الجمعة إلى شرم الشيخ لترؤس وفد لبنان إلى المؤتمر الاقتصادي الذي ينعقد هناك، بعدا ن يطمئن إلى مسار الأمور بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء، الذي يواجه اليوم امتحاناً جديداً لتجديد شبابه، بعد الأزمة الحكومية التي عطّلت جلسات الحكومة أسبوعين.
ويضم الوفد المرافق للرئيس سلام الوزراء: علي حسن خليل وميشال فرعون وآلان حكيم ووفد اقتصادي من رجال الأعمال.
وبصرف النظر عمّا ستؤول اليه مداولات مجلس الوزراء بشأن لجنة الرقابة على المصارف تمديداً لولاية كاملة أو لستة أشهر، ومآل المعارضة العونية المتوقعة للتمديد، فإن الرئيس سلام سيغادر، مطمئناً إلى ان “ازمة المناكدة” لن تعطل الحكومة، وأن المرونة التي يبديها كفيلة بإحتواء أية صعوبات، ريثما يتم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الجمهورية : تمديد جديد للفراغ الرئاسي وتقدُّم على “جبهة” الحوار المسيحي
كتبت “الجمهورية”: المشهد الإقليمي يطغى في هذه الأيام على المشهد المحَلّي من زاويتين: إنتظار كلّ القوى الإقليمية مؤدّيات المفاوضات الغربية-الإيرانية من أجل أن تحدّد في ضوئها رؤيتها واستراتيجيتها وأولويتها. والزاوية الثانية ارتفاع منسوب المواجهات والمعارك العسكرية في محاولة متبادلة لتعديل موازين القوى على الأرض قبل الانتقال إلى المفاوضات السياسية التي ستُرسِّم حدود نفوذ القوى الإقليمية. وفي كلّ هذا المشهد الساخن والمتحرّك الذي سيحدّد مصيرَ المنطقة لعقود مقبلة، يشهد لبنان حالةً من البرودة السياسية، من إيجابياتها تحييدُه عن الصراعات والمواجهات الدائرة، ومن سلبياتها تعليقُ الحياة السياسية والدستورية، وأبرزُ مظاهرها استمرار الفراغ الرئاسي.
لم ينتخب رئيس الجمهورية العتيد للمرة العشرين لعدم اكتمال النصاب، وأرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الانتخابية الى يوم الخميس في 2 نيسان المقبل.
في غضون ذلك، اكدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ”الجمهورية” انّ حديث رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون حصول تقدّم بسيط في الموضوع الرئاسي صحيح مئة في المئة، الّا انها رفضت الإفصاح عن ماهية هذا التقدم، مكتفية بالقول “انّ هناك حراكاً باتجاه حلحلة الامور وتحديد المواقف الغامضة من قبل جميع الافرقاء، لبدء البحث الجدّي في موضوع رئاسة الجمهورية”.
تابعت الصحيفة، على صعيد آخر، أعاد رئيس مجلس النواب تحريك ملف سلسلة الرتب والرواتب بدعوته اللجانَ النيابية المشتركة الى عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل، على ان تكون السلسلة بنداً وحيداً على جدول أعمالها.
وكان برّي التقى وزيرَ التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية، حيث جرى عرضٌ لموضوع سلسلة الرتب والرواتب. وقال بو صعب إنّ “أهمّ ما حصلَ خلال اللقاء هو أنّ الرئيس بري طلب من الإداريين المعنيين في المجلس إجراء المقتضى من أجل عقد جلسة للّجان النيابية المشتركة يوم الثلاثاء المقبل، على ان يوضَع على جدول أعمالها بندٌ واحد هو سلسلة الرتب والرواتب”.
وأوضحَ: “سنتحرّك على مسارين، فقد طلبَ منّي الرئيس بري ان أتواصلَ مع الرئيس فؤاد السنيورة بحضور ومشاركة وزير المال والنائب جورج عدوان، وسيحصل هذا الاجتماع في أسرع وقت تحضيراً لجلسة اللجان الثلثاء المقبل”. في هذا الوقت، أكّدت هيئة التنسيق النقابية عدمَ مشاركتها في أيّ اجتماع قبل جلسة اللجان الثلاثاء المقبل.