شويغو يرعى المباريات العسكرية الدولية بمشاركة سورية وايران وغياب دول الناتو احمد حاج علي
موسكو
أثبتت الألعاب العسكرية الدولية التي تنظمها روسيا للمرة الخامسة سنوياً عظمتها في مجال التنافس القتالي الذي يأخذ شكلاً حضارياً رياضياً بدلاً من الحروب و الصراعات الإقليمية الأليمة.
فقد دعت وزارة الدفاع الروسية ٨٥ دولة للمشاركة في مباريات عسكرية على أراضي عشر دول هي أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وإيران والهند وكازاخستان والصين ومنغوليا وروسيا وأوزبكستان ضمن مهرجانٍ قتالي مستمر منذ الثالث من آب حتى السابع عشر منه.
و علق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على عدم مشاركة دول الناتو لدوافع ليست فقط سياسية بل لخشيتهم من مخاطر أخرى منها متعلق بتسويق المنتجات العسكرية و خشيتهم من إظهار عدم كفائتهم في مواجهة كافة الأسلحة و تكتيكات قتال الدول المشاركة.
و قال شويغو “بالطبع، لديهم اعتبارات سياسية، ولكن هناك الكثير من المخاطر. إذا كانت معداتك العسكرية أسوأ، فغالبا، ستكون عملية بيعها أسوأ“.
كما جاء في تصريح وزير الدفاع الروسي دعوة لدول الناتو للمشاركة في الألعاب العسكرية دون أن تكون تلك الدعوة هماً أساسياً فقد جاءني كلامه : “سنكون سعداء لرؤيتهم، ولكن هذا ليس هدفنا الأساسي. الهدف والمهمات المتعلقة بتلك الألعاب العسكرية، تختلف قليلا، وهي تتلخص في تدريب جيشنا وتجهيزه بالعتاد بحيث يكون مستعدا قتاليا. نرغب أن تكون لدينا أفضل الأطقم، ولكي يدرك جميع أفراد قواتنا العسكرية، أنهم يحلقون، ويطلقون النيران ويسبحون ويسيرون، أفضل من الآخرين. هذه هي مهمتنا“.
هذا العام أُضيفت أربع مباريات جديدة ليصبح عدد مجالات التنافس ٣٢ ضمنها إستخدام أحدث أسلحة الدفاع الجوي و الاستطلاع و الهندسة و الرمايات و العمليات الحربية براً بحراً و جواً،
و تفيد معلومات أن خبراء مستقلون إقترحوا على دول الناتو و حتى على الولايات المتحدة المشاركة في مسابقة مواجهة نووية إفتراضية تنظمها الدفاع الروسية تغني عن إدخال العالم في سباق تسلح استراتيجي جديد لا سيما بعد خروج الولايات المتحدة من اتفاقيات التخلص من الصواريخ القصيرة و المتوسطة المدى مؤخراً و أرجحية عدم تمديد إتفاقيات ستارت ٣ في استحقاقٍ قريب!
سُجِّلت مشاهدات لافتة خلال تلك الألعاب فقد أثبتت روسيا التزامها بالملف السوري و عدم التخلي عن أصدقائها من خلال مشاركة مميزة لفريق عسكري سوري رفيع المستوى و التأهيل أدهش أدائه المراقبين خصوصاً في مشاركة ضباط و أختصاصيي المدرعات في الجيش العربي السوري في “بياتلون الدبابات” و هي المنافسة الأهم خلال المباريات المتعددة الاختصاصات.
كما أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تستضيف على أراضيها عدداً من المباريات العالية الأهمية في عمليات الغوص الحربي و دوريات الآليات السيارة لمسافات قياسية.
كما أن دول آثرت “الحياد الإيجابي” كسويسرا التي تشارك قواتها الخاصة فيتلك المباريات.
بالرغم من مشاركة دول مختلفة توجد بينها تناقضات و خلافات جوهرية إلا أن الساحة الروسية تتسع لنسج العلاقات بين موسكو و أقطاب متنوعة و تعطي نموذجاً لسياسة خارجية تجد في الحوار و التفاعل سبيلاً لتجنب الصدامات الناجمة عن الخلافات و لو اتسعت مروحتها في مقابل سياسة الاستغلال و الهيمنة للمعسكر الغربي الذي تقوده ولايات متحدة!