من الصحافة الاسرائيلية
كشفت احد الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتخذ قرار وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل” منذ العام 2015، ولكن مسألة التنفيذ لم تدخل حيز التنفيذ.
وقالت هآرتس إن إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل يبدو دراماتيكياً، وأضافت أن “مثل هذه القرارات قد اتخذت منذ عام 2015، وبالتالي فإن مسألة التنفيذ هي الأمر الرئيسي، لافتة إلى أن “أبو مازن سيغادر إلى تونس لحضور جنازة الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، والذي يتطلب أيضًا التنسيق مع إسرائيل“.
ادعت مصادر سياسية لصحيفة معاريف بأنّ كلاً من إسرائيل وحزب الله تبادلا رسائل تهدئة أكد فيها كل منهما أنه غير معني بالتصعيد العسكري.
ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر قولها ان “التصعيد يتم من الطرفين، لكنّ كلاً منهما يضع سقفاً له لأنهما غير معنيين بتوسيع نطاق الاحتكاك إلى حرب، في الوقت الحاضر. وحتى إيران، المنزعجة من الضربات لها، لم تقرر بعد موعداً للصدام العسكري، وتدير المعركة هذه المرة على نار هادئة“.
نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول عسكري كبير في إسرائيل زعمه أنه “ورغم أن الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع لـ”حزب الله”، فإنه يمتنع عن المسّ بضباط الحزب، ويركز عملياته ضد القواعد المسماة في إسرائيل (ملف الجولان).
قال كاتب إسرائيلي إن “سياسة الاغتيالات التي تنتهجها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تهدف للقضاء المبرم على المنظمات الفلسطينية المسلحة، وإنما تسعى لتهدئة اليهود المذعورين، والإثبات أن الأمن ما زال فعالا، لكن النتيجة أن هذه الاغتيالات تحافظ على مستوى متصاعد من الكراهية والخوف ضد العرب الساعين للقضاء على إسرائيل، إضافة إلى أن هذه الاغتيالات تقضي على أي فرص لنجاح العمليات السياسية“.
وأضاف ران أدليست في مقاله بصحيفة معاريف، أن “الاغتيالات التي لا تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عنها كما جرت العادة، لا تنجح بالقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني بالاستقلال، أو لتصفية المشروع النووي الإيراني، أو التواجد الإيراني في سوريا، الاغتيالات فقط هي المهدئ القومي لليهود الخائفين، وتقديم دليل إضافي على أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تعمل على ما يرام“.
وأكد أن “هذه الاغتيالات رغم الكثير من مبرراتها لا تخفي ما تمنى به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من سلسلة الإخفاقات والفشل المتلاحق في كل الجبهات، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ما يطرح السؤال: ماذا سنجني إن حفرنا آلاف القبور لمن سنغتالهم في هذه العمليات السرية؟“.
وأشار إلى أن “الاغتيالات التي تصادق عليها الحكومة الإسرائيلية تسفر عن إشاعة المزيد من أجواء الكراهية والخوف بين العرب والفلسطينيين، بل وتزيد من دوافع الانتقام والثأر لديهم، والنتيجة أن أي انتقام فلسطيني أو عربي سيولد انتقاما إسرائيليا في المقابل؛ لأن العين بالعين منطق مقبول في الشرق الأوسط، وبهذا المنطق ورطت إسرائيل نفسها كعشبة من الحشيش في حقل من الأعشاب الضارة“.
وأوضح أن “الاغتيالات المتبادلة جزء من أعمال المافيا والعصابات، وفي ذروتها تنسى إسرائيل أنها دولة، ولأنها أغفلت أن نزاعها مع الفلسطينيين ذو أوجه سياسية وعسكرية، ويجب أن يسير وفق جدول أعمال سياسي، لكنها تتجاهله، والنتيجة أن ثقافة الاغتيالات هي التي تسود“.
وأضاف أنه “رغم أن هناك من يدافع عن هذه السياسة بأنها تهدف لإعاقة العمليات المسلحة، أو القضاء عليها، فقد ذهبت للفحص بنفسي للتعرف على أحوال هذه العمليات والهجمات الدامية، فوجدتها لا تتنفس فقط، تضرب وتطلق النار، وإنما تنجح بإقامة ميزان من الردع والتهديد مع الجيش الإسرائيلي الأكبر والأخطر في المنطقة“.
وكشف الكاتب النقاب أن “الجيش الإسرائيلي يسأل المستوى السياسي: إن ترد مني القضاء على المنظمات الفلسطينية، اسمح لي بدخول قطاع غزة، واجتياحه، ولكن حينها ستضطر الدولة لحفر الخنادق والمقابر في جميع أنحائها، ولذلك بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 قرر قادة الجيش المتناوبين على قيادته: بيني غانتس وغادي آيزنكوت وأفيف كوخافي، عدم خوض أي حرب جديدة، بانتظار أن تقرر الحكومة ما تريده من أهداف من هذه الحرب“.
وأشار إلى أن “الإسرائيليين يجب أن يعلموا أن الاغتيالات لا تعني فقط مشاهد تلفزيونية، وإنما عمليات دامية، نحن أمام دماء وليس كاتش آب“.
الكاتب استحضر “نموذجا من عمليات الاغتيال الفاشلة التي تمثلت بمحاولة تصفية خالد مشعل زعيم حماس في الأردن عام 1997، حينها اعترف رؤساء الموساد داني ياتوم، وأحد كبار ضباط قسم العمليات رومي بن فورات، ومساعده ميشكا بن دافيد، بأن الدافع لاغتياله كان الضغط الذي مارسه عليهم نتنياهو في حينه بأنه يريد الانتقام من حماس بعد عملياتها الدامية في تل أبيب عقب اغتيال يحيى عياش في غزة في يناير 1996“.
وختم بالقول إن “نتنياهو أراد حينها قتل مسئول فلسطيني كبير على أمل أن يهدئ ذلك اليهود الغاضبين، ولنا أن نتذكر أن محاولة اغتيال مشعل حصلت في 25 سبتمبر 1997، فيما كانت آخر عملية انتحارية لحماس في 30 يوليو، وأسفرت في حينه عن قتل 16 يهوديا وإصابة المئات“.