غرينبلات: بدون تسوية سياسية لا قيمة للخطة الاقتصادية
قال مساعد الرئيس الأميركي، والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، إنه دون التوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين فلا يوجد أي قيمة للخطة الاقتصادية التي أعلن عنها خلال ورشة البحرين، التي أقيمت بالعاصمة المنامة بالشهر الماضي.
وفي محاولة منه للتغطية على فشل ورشة البحرين التي بادر إليها جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجه غرينبلات انتقادات شديدة اللهجة للقيادة الفلسطينية ممثلة بالسلطة الفلسطينية التي رفضت المشاركة بالورشة وتواصل مقاطعة إدارة ترامب لانحيازها التام للجانب الإسرائيلي.
وسعيا منه للالتفاف على الموقف الفلسطيني الرسمي الرافض للتعامل مع المشاريع الأميركية وأبرزها “صفقة القرن” الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، يسعى غرينبلات التوجه مباشرة للشعب الفلسطيني بغية التأثير على الرأي العام، ومحاولة اختراقه لصالح قبول المخططات الأميركية السياسية والاقتصادية.
وشدد المبعوث الأميركي على أن الجزء الاقتصادي من خطة السلام “لن يتحرك إلى الأمام دون اتفاق سياسي”. وقال غرينبلات: “قام جاريد كوشنر، إلى جانب طاقم مهني من الإدارة الأميركية، بصياغة خطة بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين والأردنيين والمصريين واللبنانيين، لكن لن ينجح أي من هذا ما لم تكن هناك خطة سياسية يتفق عليها الطرفان (الإسرائيلي والفلسطيني)”.
وواصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط انتقاده لمعارضي مبادرة السلام الأميركية المعروفة بـ”صفقة القرن” الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، بمن فيهم قيادة السلطة الفلسطينية، قائلا: “هؤلاء الناس يتلاعبون بالخطة الأميركية. وهناك من يدعي أن هذه الخطة فارغة ولا يوجد بها شيئا سوى محاولة تقديم رشاوي للفلسطينيين“.
وأضاف غرينبلات: “لكنني أريد أن أؤكد للجمهور أننا نفهم أنه لا يوجد سلام اقتصادي وحده، ونريد أيضا أن نوضح أنه لن يكون هناك سلام سياسي دون التأكد من أن حياة الفلسطينيين تتحسن اقتصاديا“
وقال المبعوث الأميركي إن الجزء السياسي من خطة السلام، الذي لم يتم الكشف عنه بعد، يبلغ حوالي 60 صفحة، ووعد بتحويله بذات الوقت إلى إسرائيل والفلسطينيين. ودعا غرينبلات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى عدم وضع شروط مسبقة لمبادرة السلام ولكن العودة إلى طاولة المفاوضات.
وخلص إلى القول “عندما أجلس مع الفلسطينيين العاديين، قد لا يتفقون مع سياستنا، لكنهم ما زالوا واقعيين ومنفتحون على الخطاب. والسلطة الفلسطينية، للأسف، غير مستعدة للحوار. هكذا لا يمكن تحقيق السلام”.