مقالات مختارة

الخطر يدهم البقاع الاوسط الياس فرحات

 

بعد اسابيع يذوب الثلج وينفرج الطقس فوق جبال القلمون، وهي اعالي خط القمم في سلسلة جبال لبنان الشرقية. تسمح الطبيعة حينئذ لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد الشام اي “جبهة النصرة” و”داعش” بشن هجوم على احد اتجاهين: اللبناني باتجاه قرى وبلدات البقاع الشمالي والسوري باتجاه قرى وبلدات القلمون السوري ام على كلا الاتجاهين. انطلاقا من تكتيك الهجوم الدائم الذي تعتمده القاعدة و”داعش”، لا بد لهما من شن الهجوم ومحاولة التخلص من وضع الانتظار الذي لا يلائم القاعدة ايديولوجياً حيث يعتمد اسلوب الهجمات المباغتة والسريعة.

في الآونة الاخيرة، اتخذت وحدات الجيش اللبناني جملة اجراءات ميدانية ابرزها السيطرة على تلال الجرف قرب رأس بعلبك واصبحت تشرف على المناطق الفاصلة بين القاع ورأس بعلبك ودعمت انتشارها في محيط عرسال وصدت هجمات للقاعدة و”داعش” على تلة الحمرا. ترافق ذلك مع انجازات استخبارية في المعلومات التي انتزعتها مديرية المخابرات من الموقوفين والتي تكشف عن نوايا القاعدة و”داعش“.

بات الوضع في البقاع الشمالي ممسوكاً من قبل الجيش اللبناني، فيما تنتشر وحدات من حزب الله على سفوح السلسلة الشرقية للتصدي لاية محاولة تقدم لتنظيم القاعدة باتجاه الاراضي اللبنانية. وكانت المعارك التي نشبت في جرود يونين وبريتال رسالة ميدانية للقاعدة انه سوف يتم التصدي لاي محاولة خرق للحدود.

فيما يبدو الوضع مطمئنا في البقاع الشمالي لكنه يبقى ملتبساً في البقاع الاوسط. ان اي خرق للقاعدة في البقاع الاوسط سيؤدي الى مشكلة كبيرة تطاول طريق بيروت دمشق ومعبر المصنع. كان حزب الله قد تنبه لهذه المشكلة عندما سيطر على بلدة الطفيل وهي على سفج السلسلة الشرقية الاوسط وما نشر بالامس عن البدء بعملية عسكرية للجيش السوري في الزبداني يدخل ضمن احباط اي هجوم قد تشنه القاعدة من المواقع التي تنتشر فيها في محيط الزبداني باتجاه لبنان.

تكمن خطورة الهجوم على البقاع الاوسط انه في حال نجاحه يشل قاعدة رياق الجوية بالنار ويسمح بالتقدم غربا نحو شتورة وقطع البقاع الى قسمين جنوبي غربي وشمالي شرقي وهذا ما يدخل لبنان في اتون من الحروب.

بالطبع، الجيش وحزب الله يتحسبان لمثل هذه العملية لكن لا يمكن الركون الى تنظيم القاعدة-“النصرة” ولا الى “داعش” لا من وراءهما قوي ومتمكن وخطير وهذا ما شاهدناه في الهجمات المفاجئة في ريف حلب وادلب والرقة وريف الحسكة بالاضافة الى الموصل وسهل نينوى والبغدادي وهيت ومناطق اخرى.

التجارب تقضي الحذر الدائم والتحسب لاي خرق من البقاع الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى