التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 15/6/2019
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
15 حزيران – يونيو/ 2019
المقدمة
تواصل الوفود الرسمية التركية حضورها إلى واشنطن تباعاً، ظاهرها لبحث التوصل إلى آلية حل ترضي الطرفين بما يخص قرب موعد تسليم روسيا لتركيا منظومة دفاع صاروخي حديثة من طراز إس-400؛ وفي الخلفية مجمل العلاقات الثنائية وما لحقها من شوائب منذ محاولة الانقلاب، تموز 2016.
يستعرض قسم التحليل التعقيدات المتجددة في أفق العلاقة الثنائية بين البلدين، ومستقبل تسليم تركيا لأحدث المقاتلات الأميركية من طراز إف-35، وما يلوح في الأفق من تحولات جيواستراتيجية تعيد حضور موسكو بقوة في حسابات أنقرة، على ضوء إرسال واشنطن مزيد من قواتها وعتادها العسكريين لبولندا.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
السياسة الخارجية لأميركا
خففت مؤسسة هاريتاج من إضفاء صفة أكاديمية على سياسة البيت الأبيض الخارجية، موضحة على لسان رئيسة المعهد، كيم هولمز، أن “مبدأ ترامب ربما ليس متطوراً أو يحظى بميزة أكاديمية كما يقتضي تعبير “مبدأ” .. بيد أن البعض يميل لإقران ذاك التوصيف بالنظر إلى جملة من المفاهيم أبرزها التركيز على مبدأ السيادة الوطنية.” وعليه، فمهموم السيادة الوطنية في سياق سياسات ترامب يعني “.. حق الولايات المتحدة اتخاذ قراراتها بما يتسق مع مصالحها القومية وبالتوازي مع قيمها الخاصة.”
سوريا
حذرت مؤسسة هاريتاج من النتائج “الكبيرة التي ستنجم عن استخدام سوريا المزعوم للأسلحة الكيميائية في المنطقة.. بل القلق بعيد المدى يكمن في احتمال ما قد تلجأ سوريا (لبناء) مشروع نووي آخر، بصرف النظر عن التزاماتها وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.” وأضافت أنه “من الناحية الإستراتيجية لجوء سوريا (لذاك الخيار) يصبح منطقياً وتبنيها لبرنامج نووي آخر لأهداف عسكرية لحماية وصون مصالحها .. ليس من فاعلية للردع أكثر من السلاح النووي.” وحثت المؤسسة “المجتمع الدولي على مساءلة سوريا لجهودها في مجال (تطوير) الأسلحة الكيميائية ..”
السعودية
استعرض معهد واشنطن الجدل المتجدد بين الكونغرس والبيت الأبيض حول مضي الأخير ببيع أسلحة جديدة للسعودية والإمارات واعتراض الكونغرس وسعيه لمنع إنجازها، في ظل تلطي الرئيس ترامب وراء نص استثنائي في القانون الأميركي يسمح للرئيس ببيع أسلحة في ظل “حالة طواريء .. تتطلب اللجوء فوراً لمبيعات الأسلحة،” وبررها البيت الأبيض بأن هناك “حاجة لدعم الحلفاء في المنطقة ضد التهديد المتزايد لإيران؛” وما يرافقه من تصعيد الأجواء الداخلية بين الفريقين حول “ثلاث قضايا ملحة: السياسة الأميركية تجاه السعودية؛ الاستراتيجية الأميركية لمواجهة إيران؛ ورقابة السلطة التشريعية على صياغة السياسة الخارجية وتنفيذها.” وأضاف المعهد أن تداعيات ما يجري من مواجهة ناعمة سيكون لها أبعاداً طويلة الأجل “.. البيت الأبيض ربما فتح مجالاً لبروز أطياف متعددة في السياسات الخارجية والاقتصادية تتجاوز حدود صفقات الأسلحة الخليجية الحالية والتهديدات الإيرانية؛ قد تسعى دول أخرى لطلب معاملة تفضيلية نظراً لتفعيل حالات طواريء (غير إيرانية)؛ إذ فرض الكونغرس قيوداً على المبيعات أو تعزيز إجراءات الرقابة، قد يدفع البعض للبحث عن مصادر أخرى، خاصة روسيا والصين، مما سيقوض إحدى الأدوات الأساسية في جهود واشنطن للبقاء الشريك الأمني المفضل في الشرق الأوسط.”
حاجج المجلس الأميركي للسياسة الخارجية باستمرارية “التهديد الإيراني لمضيق هرمز؛ وما يمثله من إمكانية إلحاق دمار حقيقي للاقتصاد العالمي .. خاصة إذا اتخذ النظام الإيراني قراراً بتقليص الحركة التجارية المارة عبر المضيق باستطاعته التسبب في رفع أسعار النفط العالمي بنجاح دون توفير مبرر واضح للولايات المتحدة للقيام برد.”
تركيا
جددت مؤسسة هاريتاج رفضها والمؤسسة الحاكمة الأميركية لحيازة تركيا على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، اس-400، وبأنها “.. تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي ومصالح حلف الناتو والولايات المتحدة على السواء؛ وتعارضها مع جهود الولايات المتحدة للحد من التدخلات الضارة لروسيا في المنطقة .. فضلاً عن تعهد (الرئيس) اردوغان مساعدة بلاده لروسيا في بناء الجيل المقبل من المنظومة، إس-500؛ وتدحرج العلاقات الثنائية بين واشنطن وانقرة إلى مرتبة الأعدقاء.” وأوضحت أن جذر القلق الأميركي يكمن في “إمكانية حصول تركيا على منظومة إس-400 والمقاتلة الأميركية إف-35 في نفس الوقت.”
https://www.heritage.org/global-politics/commentary/turkeys-arms-deal-russia-affront-nato
استعرض معهد واشنطن الانتخابات التركية المقبلة، محورها بلدية اسطنبول، والسيناريوهات المحتملة، لا سيما وأن “الفوز بإسطنبول (هي) خطة اردوغان الأصلية والبديلة؛ محورها الفوز عبر تسخير مزيج من الأساليب – بالزعم أن (المنافس) أكرم إمام أوغلو من أصول يونانية؛ وإضعافه تدريجياً في حال فوزه، عبر حث الأغلبية التابعة له في البرلمان تمرير تشريع يحد من صلاحياته، ووقف التمويل عن المدينة، وإقالة أوغلو واستبداله بعمدة مؤقت” وخلص بالقول إن المرشح المنافس، أكرم إمام أوغلو أفشل خطة اردوغان الأولى (الفوز باسطنبول) ولأجل هزيمة اردوغان في خطته الأبعد يتعين عليه عدم الانجرار لألاعيب اردوغان القانونية ..”
https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-race-for-istanbul-erdogans-plan-a-and-b