من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: وساطة ألمانيا واليابان مع إيران بموافقة أميركية لتفادي سقوط الاتفاق النووي… لغياب البديل ربط نزاع بين الأزرق والبرتقالي: احتكار أم تقاسم حصص الطوائف في التعيينات؟ لجنة المال لإحالة قطع الحساب الشامل… وساترفيلد في بيروت… وزكا مع إبراهيم إلى بعبدا
كتبت صحيفة “البناء” تقول: ترسم إيران معادلتها القوية بوضوح أمام زوارها بالسؤال: هل الاتفاق النووي الموقع بين إيران ودول الخمسة زائداً واحداً والمصادق عليه من مجلس الأمن الدولي هو اتفاق بين إيران وعدد من الشركاء سقط أحدهم، وهو الطرف الأميركي الذي خرج خلافاً لقواعد الاتفاقات الدولية والقانون الدولي وبقي الآخرون، أم هو اتفاق بين إيران وأميركا وقعه الآخرون كشهود، وعندما خرجت أميركا سقط الاتفاق؟
تقول مصادر إيرانية مطلعة إن الجواب على هذا السؤال عملياً هو بأن يختار الأوروبيون خصوصاً كونهم شركاء في الاتفاق فيقومون بما يلزمهم به من حرية التجارة مع إيران، أو يرتضون أنهم مجرد شهود على اتفاق أميركي إيراني مات بخروج أحد فريقيه، فلا يمكنهم مطالبة الشريك الآخر وهو إيران بالبقاء تحت أحكامه لتأدية واجبات دون نيل حقوق. وتضيف المصادر أن الجواب الأوروبي حول الشراكة لا يزال نظرياً رغم وجود إشارات لتقدم نسبي على جبهة الترجمات العملية تتم مراجعتها ومتابعتها الحثيثة من إيران حتى نهاية المهلة التي حدّدتها طهران للخروج من الاتفاق والتي تنتهي مطلع الشهر المقبل.
وفقاً للمصادر نفسها، فإن الوساطات التي بدأت على مستوى متقدّم بزيارة وزير الخارجية الألمانية لطهران وستشهد حلقة متقدمة بزيارة رئيس وزراء اليابان لإيران غداً، ولقائه بمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي، هي محاولات جدية لتفادي خروج إيران من الاتفاق النووي، وليس خافياً من سياقها وتزامنها مع لقاءات أميركية أوروبية ويابانية، أنها تتم بموافقة أميركية بعدما ثبت أن لا بدائل تملكها واشنطن في الجواب عن أسئلة الأوروبيين واليابانيين: ماذا لو خرجت إيران من الاتفاق النووي وبدأت بالتخصيب المرتفع وبكميات تتخطى بكثير ما ينص عليه الاتفاق أو ما تتوقعه واشنطن؟ وقد ظهر من جولة المواجهة الأولى أن واشنطن لا تملك خطة واضحة من التصعيد والحشود سوى توقعات مبهمة حول فرضيات اختناق إيران وتراجعها نحو قبول التفاوض بشروط أميركية، وهو ما يشكل موضوع سخرية في إيران التي أخذت قرارها ووضعت المهل وهي منفتحة على كل بحث جدي بتطبيق منصف للاتفاق النووي لتمتنع عن الخروج من أحكامه، لكن إذا انتهت المهلة فإيران قد أبلغت الجميع بعزمها على خوض المواجهة مع واشنطن حتى النهاية من خارج الاتفاق النووي. وقد أعدّت عدّتها للانتظار حتى نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحتى ذلك التاريخ سيكون قد تغير الكثير في الواقع النووي لإيران وفي المنطقة ومعطياتها العسكرية والسياسية في سورية واليمن وفلسطين والعراق على الأقل، كما تؤكد هذه المصادر.
بانتظار زيارة رئيس وزراء اليابان وربما بانتظار قمة العشرين وما ستشهده من لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف على هامشها، نهاية الشهر الجاري، خصوصاً إمكانية عقد قمة روسية أميركية بدت التصريحات الروسية أمس، مبشرة بتحسن مناخات مشجعة لعقدها، تترنح صفقة القرن وتفقد زخمها بمواقف دولية وإقليمية تشترط لقبول أي صيغة لحل القضية الفلسطينية قبول الطرف الفلسطيني بها.
على هامش هذا الرقص على صفيح ساخن الذي تعيشه المنطقة حتى مطلع الشهر المقبل، تبدو معارك الجيش السوري بدعم محور المقاومة وروسيا في منطقة إدلب، قراراً استراتيجياً يرتبط برؤية مستقبل الجغرافيا السياسية في المنطقة، وتسريع فرص استعادة سورية لدورها الإقليمي بالتوازي مع استعادتها جغرافيتها من تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والجماعات المدعومة من واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة.
في قلب معادلات ما يجري على مساحة المنطقة يتقدم المسعى الأميركي لترسيم حدود لبنان البرية والبحرية منعاً لتصاعد يمنح المقاومة ساحة اشتباك مع كيان الاحتلال تربك حسابات واشنطن، ويصل معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد مجدداً إلى بيروت حاملاً موافقة إسرائيلية على بدء اجتماعات الناقورة وفقاً للصيغة اللبنانية، دون أن تتكشف حصيلة مشاوراته في تل أبيب حول الرسائل الواضحة التي أوردها الأمين العام لحزب الله حول الصواريخ الدقيقة ومحاولات ربطها بالتفاوض على ترسيم الحدود.
لبنانياً، يتوقع وصول الموقوف اللبناني في إيران نزار زكا بصحبة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى بيروت وتوجههما إلى قصر بعبدا، بعد محاولات إعلامية لربط العملية بمقايضات مع واشنطن نفاها اللواء إبراهيم، أو محاولات للانتقاص من دور رئيس الجمهورية في عملية الإفراج الإيراني عن زكا رد عليها اللواء إبراهيم بالقول ستروننا معاً في بعبدا.
على مسار الموازنة التي بدأت نقاشاتها في لجنة المال والموازنة النيابية، سلكت اللجنة بحضور نيابي كثيف مناقشة البنود وأقرّت بعضها بعدما أنهت نقاش فذلكة الموازنة واستمعت إلى ردود وزير المال، وأعلن رئيس اللجنة أن إقرار الموازنة سيكون مشروطاً بتسلم المجلس النيابي مشاريع قوانين تحيل قطع الحساب عن كل السنوات الماضية، بالتوازي مع إرسالها إلى ديوان المحاسبة، وعدم القبول بإحالة قطع حساب العام 2017 فقط، أو انتظار تقرير ديوان المحاسبة حوله.
الأخبار: تصعيد أمني يرافق التوتر السياسي اغتيال في شبعا واشتباكات متنقلة في الجبل والبقاع
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: تفتح السجالات السياسية في البلاد والصراعات الجانبية المجال أمام ارتفاع منسوب التوتر الأمني. يوم أمس كان حافلاً، وأبرز أحداثه اغتيال أحد كوادر الجماعة الإسلامية في شبعا!
حفل يوم أمس بعدّة أحداث أمنية، بدأت منتصف ليل الأحد ـــ الإثنين مع جريمة الاغتيال التي هزّت منطقة العرقوب وأودت بحياة مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الإسلامية ومسؤول منطقة شبعا الشيخ محمد جرار. ومن الجنوب إلى ضهر البيدر، حيث حصل ما كان متوقّعاً منذ مدّة من صدام مسلّح على خلفية الصراع على معمل ترابة الأرز في عين دارة، أدى إلى سقوط جريحين وإلى توتّر كبير في الجبل امتدّ حتى ساعات الليل. أما بقاعاً، فعاد التوتّر إلى حي الشراونة مع هدوء نسبي دام لأشهر، بعد سقوط شخصين من المطلوبين بجرم الاتجار بالمخدرات بنيران الجيش في بلدة الكنيسة، أثناء مداهمات في البلدة.
وفيما تختلف دوافع الأحداث وخلفياتها من منطقة إلى أخرى من دون ترابط، إلّا أنها تأتي بعد العملية الإرهابية الأخيرة في طرابلس، وفي ظلّ ارتفاع منسوب التوتر في البلاد والحروب الإعلامية ومناخ تحريضي ضد النازحين السوريين.
في شبعا، يسود الوجوم الأهالي في البلدة وحاصبيا عموماً، التي تعيش في أجواء هادئة جداً منذ سنوات. الشيخ جرار كان واحداً من أبرز الناشطين في دعم النازحين السوريين في شبعا، والاعتناء بجرحى المجموعات الإرهابية المسلّحة في المقلب السوري من جبل الشيخ والقنيطرة، في مستوصف الرحمة الذي أداره لسنوات، وتربطه علاقات مع أبرز قادة هذه المجموعات. وفي ذات الوقت، يملك جرار شبكة من العلاقات الواسعة مع القوى السياسية والحزبية في الجنوب، لا سيّما مع حركة حماس وحزب الله. وبحسب أكثر من مصدر أمني، فإن جرار ليس لديه أعداءٌ في الظاهر، وعلاقاته جيّدة مع الجميع، لكنّ ولده سبق أن تعرّض لتهديدات خلال العام الماضي، كلّف القضاء فرع المعلومات بمتابعتها.
عند الساعة 11:55 من ليل الأحد ـــ الإثنين، كان جرار يتكلم على الهاتف أمام مدخل المستوصف، حين تعرّض لإطلاق نار من سلاح يُطلق رصاصاً من عيار 5.56 (عيار بندقية ام 16) فأصيب بأربع رصاصات أدت إلى مقتله على الفور. وفيما حضرت الأجهزة الأمنية، كلّف القضاء فرع المعلومات بمتابعة التحقيق. مصادر أمنية معنيّة تؤكّد أن كل الفرضيات واردة حتى الآن، من الدوافع الشخصية للاغتيال إلى الأسباب السياسية، وصولاً حتى إلى احتمال دور للعدوّ الإسرائيلي. وفيما تتحفّظ المصادر على ذكر أي تفصيل حول التحقيقات، تؤكّد أن “هناك خيوطاً ونعمل عليها”.
أمّا في ضهر البيدر، فحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، ساد التوتّر المنطقة بين متجمهرين من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وبعض أهالي بلدة عين دارة، وقفوا على الطريق الرئيسية المؤدية إلى موقع معمل ترابة الأرز الذي يملكه آل فتوش، وبين حرّاس وعمّال المعمل ومعهم مجموعة من مناصري الحزب الديموقراطي اللبناني، يفصل بين الفريقين عناصر من مكافحة الشغب في قوى الأمن والجيش اللبناني، مع وجود أسلحة غير ظاهرة لدى الفريقين. ويأتي إشكال أمس بعد أسابيع من قيام مسلّحين من الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض المشايخ بقطع جميع الطرقات المؤديّة إلى المعمل بالسواتر الترابية وتنظيم دوريات الحراسة لمنع أي آليات تابعة لآل فتوش من العمل على فتح الطرقات أو الوصول إلى موقع المعمل، رداً على صدور قرار مجلس شورى الدولة برفض قرار الوزير وائل أبو فاعور بإلغاء رخصة المعمل.
التوتّر بدأ أمس مع ساعات الصباح الأولى، حين قام عمّال المعمل بإزالة السواتر الترابية التي أقامها مناصرو الاشتراكي من دون مقاومة تذكر.
في ساعات بعد الظهر، انكفأ الاشتراكيون إلى الخلف، وظهرت مجموعات من أهالي البلدة والقوات اللبنانية ومعهم أحد العمداء المتقاعدين، حاولوا رفع سواتر جديدة، إلّا أن عمّال المعمل منعوهم. واصطدم الطرفان أوّلاً بالحجارة والعصيّ، قبل أن يتطور الأمر إلى إطلاق نار أصيب على إثره اثنان من مناصري الديموقراطي، أحدهما من بلدة عين دارة من آل فيصل والآخر من بلدة بدغان من آل الصايغ. وأوقف الجيش عدداً من المشتبه فيهم لاحقاً. مع شيوع الأخبار، ساد التوتّر قرى الجرد الأعلى، حيث عمد أنصار الديموقراطي والاشتراكي إلى التجمّع، في مشهد انقسام واضح داخل القرية الواحدة. رئيس الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لم يُبدِ أيّ محاولات للتهدئة، بل ذهب بعيداً في حربه المعلنة على المعمل الذي يرى فيه منافساً لمعمل ترابة “سبلين” الذي يملك حصة وازنة فيه، وكتب على “تويتر” تغريدتين، سائلاً: “هل هي دولة الجنجاويد لعصابة فتوش وشركائه تعتدي على الأهالي بالحجارة والسلاح”، متوجّهاً إلى الرئيس ميشال عون “إلى متى يا فخامة الرئيس ستبقى الأمور سائبة في عهدك؟”، غير آبهٍ بالتوتر القائم ووجود جرحى في قرىً منقسمة، وتوزّع أبناء العمومة على الطرفين المتصارعين أمس. وفيما عاد جنبلاط وانتقد القضاء بسبب التوقيفات، غرّد النائب طلال أرسلان قائلاً “احترنا من أي باب يريدون إدخال الفتنة إلى الجبل، عبر سبلين أو مطمر الناعمة أو الكوستابرافا أو ضهر البيدر أو عبر بحوارة وما أدراك ما بحوارة وما خلفيتها من سطو على أملاك الناس”.
أمّا في البقاع، وبعد فترة من خفوت عمليات السلب والتشليح والاعتداءات المسلحة، بفعل التشديد الأمني، وأثناء قيام قوة من الجيش بمداهمة منازل مطلوبين بموجب عدة مذكرات توقيف بجرم الاتجار بالمخدرات وإطلاق نار وسرقة سيارات في بلدة الكنيسة ـــ البقاع، “تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل المطلوبين، ما دفع بالدورية إلى الرد بالمثل على مصادر النيران، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخر وتوقيف خمسة، وضبطت كميات من الأسلحة والذخائر والسيارات المسروقة وكمية كبيرة من المخدرات”. ومساءً، بعد انتقال التوتّر إلى حي الشراونة في مدينة بعلبك، وتنفيذ عدد من أقرباء القتيلين حركة اعتراضية في الحي وإطلاق النار في الهواء، تعرض مركزان عسكريان لإطلاق نار من قبل مسلحين، أصيب على إثره أحد العسكريين، وردّ الجيش على مصادر النيران ويعمل على البحث عن الفاعلين.
الديار : رسائل” “عتب” ايرانية الى بعبدا… وساترفيلد لن يحصل على “تنازلات” لبنانية الحريري متمسك “بالتسوية”لانعدام الخيارات… ودعم سعودي يواكب عودته الى بيروت قلق “قواتي” من اختزال “التيار” لـ”التعيينات” و”البرتقالي” يرفض “المزايدات“ “
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : تبريد” العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والذي يفترض ان يتوج بلقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة “غسل قلوب” واعادة “الروح” الى التسوية الرئاسية “المترنحة”، لا تلغي البحث عن الاسباب الموجبة لضعف اداء رئيس الوزراء الذي حصل على دعم سعودي يترجم عمليا على الساحة السنية دون ان “يقلب الطاولة” على التسوية الرئاسية، فيما يُخشى ان يدفع الحريري المزيد من الاثمان في ”المحاصصة” المقبلة على التعيينات، وسط مخاوف القوات اللبنانية من تجيير الحصة المسيحية الى “التيار البرتقالي”… وفيما سيسمع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد العائد الى بيروت اليوم، كلاما لبنانيا حاسما لجهة التمسك بشروط التفاوض غير المباشر على ترسيم الحدود البحرية والبرية، يعود الموقوف اللبناني نزار زكا مع اللواء عباس ابراهيم من طهران الى قصر بعبدا مباشرة على وقع “رسائل” ايرانية الى رئيس الجمهورية اثارت الكثير من “التكهنات” حيال خلفياتها…
فقد تسلم اللواء عباس ابراهيم في طهران امس اللبناني الموقوف نزار زكا على ان يعود به الى بيروت اليوم، وفي رد غير مباشر على وكالة انباء “فارس” التي نقلت عن مصدر ايراني مطلع، انه “سيتم في غضون ساعات الافراج عن الجاسوس الاميركي -اللبناني نزار زكا وتسليمه الى حزب الله”، قال ابراهيم انه ستيوجه مباشرة من طهران الى قصر بعبدا مشيرا انه على تواصل دائم مع الرئيس عون… وكان المصدر الايراني قد اكد ان تسليم ما اسماه “الجاسوس الاميركي – اللبناني” يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ولم تجر في هذا السياق أي مفاوضات في أي مستوى مع اي شخص او حكومة وان هذا الامر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية”… هذا وكانت صحيفة “صبح نو” الإيرانية قد ذكرت، أن زكا، سيصل إلى بيروت خلال 24 ساعة، وأن السيد نصرالله هو من أقنع الإيرانيين بالإفراج عنه… وكشفت الصحيفة أن السيد نصرالله “كان له تأثير كبير في إقناع المسؤولين الإيرانيين باتخاذ قرار الإفراج عن نزار زكا.
“رسائل ايرانية”…؟
ويأتي هذا الكلام في وقت كان تردد داخليا ان اطلاق زكا يأتي استجابة لمطالب وجهود الرئيس عون… وفي هذا السياق، وفيما تشير اوساط مطلعة على الملف بان ما صدر عن “وكالة فارس” لا يعبر عن موقف رسمي ايراني، قالت اوساط مطلعة ان ما ورد ليس بالامر المستغرب، وهو يعبر عن وجود تيار قوي داخل الجمهورية الاسلامية يعتقد ان طهران قدمت الكثير من الدعم المعنوي وغير المعنوي لرئيس الجمهورية، لكنه بادرها “بالتحالف على القطعة”، ولم يبادر الى مبادلتها “الاحتضان” على نحو متواز وظل يتعامل بحذر شديد مع كل ما تقدمه طهران من مبادرات مع لبنان… ولفتت تلك الاوساط الى ان التقرير الذي رفعه وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى القيادة الايرانية بعد زيارته الاخيرة الى بيروت، ورد فيها على نحو واضح عبارة “لقاء فاتر” مع رئيس الجمهورية الذي تجاهل عن عمد الدعوة الى زيارة ايران ولم يبد حماسة لما عرضه الوزير من استعداد بلاده لتقديم دعم اقتصادي للبنان…!
النهار: تفلّت يهدّد بفتح المحاور داخل الحكومة
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم تظهر أي ملامح مطمئنة مطلع الاسبوع الذي كان يفترض ان تتبدل فيه الاولويات ويعود الاستحقاق الرئيسي الى الملف المالي والاقتصادي المتمثل في مشروع الموازنة مع شروع لجنة المال والموازنة النيابية أمس في عقد جلسات متواصلة لدرسه، اذ استعر السباق بين محاولات احتواء التوترات والزوابع السياسية التي تسببت بها تباينات وسجالات ومواقف نافرة طبعت الفترة الاخيرة، والتداعيات المتصاعدة لـ”دينامية الاضطراب” التي يمارسها البعض.
ولعل الانعكاس الاكثر تعبيراً للمناخ الآخذ في التراجع السياسي تمثل في ارتفاع صوتين اعتراضيين بارزين لكل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولو في ملفين منفصلين ومختلفين، ولكن المفارقة اللافتة تمثلت في ان جعجع وجّه انتقادات نارية الى وزير الخارجية جبران باسيل، في حين ان جنبلاط سدد سهامه الى العهد مباشرة. وهو أمر يتخذ دلالات معبرة للغاية لتزامنه أيضاً مع توجه العهد بمبادرة تبريدية نحو دار الفتوى بايفاده وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لترميم ما اهتز سابقا بفعل تصريحات ومواقف نافرة للوزير باسيل أيضاً اثارت ردود فعل سلبية في الشارع السني تحديداً وانعكست على رئيس الوزراء سعد الحريري.
وما زاد المشهد الداخلي ارتباكاً وأضفى عليه مزيدا من الاضطراب، تصاعد التداعيات لتصريحات أدلى بها الوزير باسيل عن العمالة العربية والاجنبية كانت لها أصداء سعودية سلبية تحديداً أثارت محاذير متكررة حيال العلاقات الرسمية اللبنانية – السعودية. وحاول الوزير باسيل تخفيف الانعكاسات السلبية بقوله انه جرى “تحريف” كلامه عن العمالة، لكن ذلك لم يوقف موجات ردود الفعل عليه لجهة حديثه عن عمالة سعودية أيضاً تنافس اللبنانيين فكان ان صدرت ردود غير رسمية تهدد بابعاد لبنانيين عاملين في المملكة العربية السعودية.
وفيما انتظرت الاوساط السياسية والرسمية عودة الرئيس الحريري الى بيروت ولقاءه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سعى العهد الى احتواء التشنجات التي تصاعدت أخيراً على المستوى السني وقام وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بزيارة لدار الفتوى وصرح بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بان “رئيس الجمهورية حريص على الصلاحيات ولا سيما رئاسة الحكومة”، ملاحظاً أن “الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا”. وأضاف “اننا توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير حكم الأقوياء الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته”. وأوضح انه نقل الى المفتي دريان تحيات الرئيس عون، “وقد بادلني سماحته بالإحترام للرئيس عون”. وقال: “أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه”. وختم “تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية”.
وفي سياق مساعي تنفيس الاحتقان نفسها، من المتوقع ان يزور وفد من “التيار الوطني الحر” دار الفتوى اليوم، علماً ان رئيسه الوزير باسيل يسافر الى لندن في الساعات المقبلة.
اللواء : الموازنة لن تُسقِط حسابات الجمعيات . . ورسالة تهدئة من بعبدا إلى دار الفتوى “المستقبل” من طرابلس للعفو العام عن المظلومين وإنصاف المدينة. . وجعجع يرفض إستئثار باسيل بالتعيينات المسيحية
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : من طرابلس الفيحاء إلى ساحة النجمة، فطهران، حركة متوقعة النتائج من اليوم إلى شهر: الإفراج عن اللبناني – الأميركي نزار زكا، الذي يتوقع ان يعود إلى بيروت اليوم مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من إيران، في وقت تتركز فيه الأنظار على تثبيت الاستقرار، بدءاً من الشمال إلى الجنوب، لتنصرف الجهود إلى احياء التسوية والانصراف إلى إعادة وضع الأمور على السكة، سواء لتسريع إقرار موازنة العام 2019 أو الاهتمام بانعاش الاقتصاد، وإعادة الروح إلى الاقتصاد وعمليات النمو والاستثمار.
ذكرت مصادر رسمية مسؤولة لـ”اللواء” انه لا اتجاه لعقد جلسة لمجلس الوزراء تردّد انها ستكون يوم الخميس المقبل، قبل عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت، ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون للتفاهم أولاً على كيفية معالجة التصعيد السياسي ومن ثم الاتفاق على عقد الجلسة وبنود جدول أعمالها، على الرغم من ان مشروع جدول الأعمال متفق عليه في وقت سابق، وبالتالي لا مجال الآن للبحث في إدراج التعيينات الادارية والمالية المؤجلة على جدول اعمال اي جلسة في ظل هذا الجو السياسي المتشنج وقبل وضع حد لأجواء التصعيد ومعالجة الخلافات بين مكونات الحكومة. لكن المصادر اكدت ان جو التهدئة بات مكرسا خاصة بعد زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، التي وصفتها مصادر اطلعت على اللقاء بأنها “نوعية وممتازة جدا في نتائجها”، وبعد البيان المعتدل والهاديء اللهجة الصادر امس عن اجتماع كتلة المستقبل في طرابلس، وكذلك التوضيحات التي صدرت عن مقربين للرئيس عون، والتي وصفت بأنها بمثابة تطمينات عن ”ثبات التسوية الرئاسية” بعد الجو المتوتر الذي ساد العلاقة بين التيارين الارزق والبرتقالي.
الجمهورية: ساترفيلد ينقل اليوم جواباً إسرائيلياً… وبدء تعديل نيابي للموازنة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: إختلط امس حابل السياسة والديبلوماسية بنابل المال والأمن. ففيما يُنتظر وصول الوسيط الاميركي في ملف النفط والغاز ديفيد ساترفيلد، كانت لجنة المال والموازنة تواصل درس مشروع الموازنة المرشّح لمزيد من النقاش والجدل، وكذلك كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يزور إيران ويعلن منها انّه سيعود اليوم الى بيروت ومعه الموقوف اللبناني نزار زكا، الذي قرّرت السلطات الإيرانية الافراج عنه. فيما استفاقت بلدة شبعا في العرقوب صباح أمس على مقتل مسؤول “الجماعة الاسلامية” فيها، في عملية إرهابية، هي الثانية بعد تلك التي شهدتها طرابلس، ليُختتم النهار على أعمال دهم تخللتها اشتباكات بين الجيش ومطلوبين في بعلبك، ما أشاع اجواءً من الارتباك والاضطراب في تلك المنطقة خصوصاً وفي البلاد عموماً.
علمت “الجمهورية”، انّ الوسيط الأميركي حول ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل ديفيد ساترفيلد سيصل إلى بيروت اليوم. وقالت مصادر مواكبة لهذا الملف، أنّ الرجل سيُجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الكبار حول ما وصلت إليه مهمته، وهو سيلتقي غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وبحسب هذه المصادر، فأن ساترفيلد “ينقل جواباً إسرائيلياً حول طرح لبنان بعدم وضع سقف زمني للمحادثات التي ستجري بين الجانبين تحت علم الامم المتحدة في مقرّ قيادة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في الناقورة، في حضور قيادة هذه القوات والوسيط الأميركي. علماً أن اسرائيل كانت قد طرحت حصر المفاوضات بستة أشهر، وهو الأمر الذي رفضه لبنان وأصرّ على المفاوضات المفتوحة.
ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين كبار، أنّ ساترفيلد في طريقه إلى المنطقة، وسيبدأ مهمته في بيروت، وسيصل إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وإنّ الهدف الرئيسي من زيارته هو تحديد موعد للجولة الأولى من المحادثات بين لبنان واسرائيل التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.