من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: وزير خارجية ألمانيا في طهران للتفاوض… والدوحة: صفقة القرن غير عادلة وغير واقعيّة “المستقبل” يخسر نقابتي أطباء بيروت وطرابلس… وتصريح لباسيل يستدرج رداً سعودياً إبراهيم يصل مع زكا من طهران… و”القومي”: تصريحات فريدمان تفضح مؤتمر المنامة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: على إيقاع معارك تزداد ضراوة في شمال غرب سورية يتقابل مشروع الدولة السورية مدعوماً من حلفائها في محور المقاومة ومن روسيا، مع مشروع أميركي حائر ومتخبّط وعاجز في مقدراته وتحالفاته، يمثله في معارك إدلب تحالف جبهة النصرة والجماعات التي تقاتل تحت العباءة التركية والسعودية، وتركيا الرسمية تنتظر نتائج المعارك الفاصلة كما فعلت في معارك حلب لتحسم خياراتها المعلنة، ومثلها يفعل الأميركيون ليقرروا فرضية الانتقال إلى المزيد من التصعيد أم إلى التساكن مع معادلات جديدة يتم رسمها في الجغرافيا، كما حدث بعد معارك حلب، لذلك تضع روسيا خلافاً للرهانات على ترددها كل ثقلها للفوز في هذه المعركة، فعبر الانتصار الحاسم في مراحلها الأولى سيرسم مصير المراحل اللاحقة، كما سيفرض التموضع التركي النهائي على ضفة السياسة بدل الرهان على اللعب بالجغرافيا السورية، وسيلتزم الأميركي بالتعامل مع الفشل كأمر واقع، يسلّم بسقوط فرص المقايضات التي يأمل بها كمشاريع تفاوضية تبدأ من الوجود العسكريّ الأميركيّ في سورية وتنتهي بالملف النوويّ الإيرانيّ.
بالتوازي يصل الموفدون الدوليون إلى طهران يحملون دعوات التهدئة والرسائل الأميركية في آن واحد، وأول الواصلين وزير الخارجية الألمانية، هايكو ماس، وينتظر أن يليه بالوصول في الأيام القليلة المقبلة رئيس وزراء اليابان، وينتظر أن يلتقي ماس بالرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني اليوم، في ظل مواقف إيرانية حازمة عبر عنها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، سواء لجهة الموقف من مناقشة أي انتقادات أو اقتراحات أوروبيّة، ربطاً بقدرة اوروبا على تنفيذ التزاماتها في التفاهم النووي الذي تعلن تمسكها ببقائه وتطالب إيران بعدم الخروج من مظلته، أو لجهة عزم إيران ما لم تقدم أوروبا خطوات عملية واضحة لترجمة تمسكها بالتفاهم النووي، على السير بخطوات نوعية على طريق تفعيل وتطوير برنامجها النووي خارج بنود التفاهم الذي تمسكت إيران بالالتزام الدقيق بموجباته لأكثر من عام بعد الانسحاب الأميركي منه دون أن يتمكّن الشركاء الآخرون في التفاهم بإثبات قدرتهم على حمايته.
الدوحة تعمل أيضاً على التهدئة بين طهران وواشنطن، كما قال وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أطلق جملة مواقف تتصل بسياسة الحكومة القطرية تجاه المشهد الإقليمي، خصوصاً لجهة التمسك بموقف مستقل عن واشنطن في العلاقة مع إيران، والأبرز كان انتقاده مشروع صفقة القرن، معتبراً أن ورقة جاريد كوشنر غير عادلة وغير واقعية لمجرد أن الفلسطينيين يرفضونها، مضيفاً أن قطر سترضى بما يرضى به الفلسطينيون.
لبنانياً، كان الحدث البارز، وصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى طهران، تتويجاً لمسعى الإفراج عن اللبناني نزار زكا الذي كان قد طلب رئيس الجمهورية من الرئاسة الإيرانية منحه عفواً خاصاً، وحملت رسالة من وزير الخارجية جبران باسيل إلى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الطلب نفسه. وكان اللواء إبراهيم بالتنسيق مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد تواصل مع القيادات الإيرانية تمهيداً للمطالبة بالإفراج عن زكا، الذي يفترض أن يصطحبه اللواء إبراهيم اليوم إلى بيروت ويقصدان معاً القصر الجمهوري في بعبدا.
بالتوازي تواصل مناخ الارتباك السياسي مسيطراً على القوى المتشاركة في الحكومة، فخاضت منقسمة انتخابات نقابة الأطباء التي انتهت بخسارة اللائحة التي يقودها تيار المستقبل، ومثلها خسر المستقبل في انتخابات نقيب أطباء طرابلس، بينما كانت نيران صديقة تستهدف المستقبل، من جهة من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي غمز من قناة وزير الاتصالات وتوقف الهاتف الخلوي في عالية والشوف لساعات، ومن جهة بعض المحسوبين على المستقبل الذين قدّموا تحليلات عن فرضية اعتكاف أو استقالة الرئيس سعد الحريري، لتخرج قناة المستقبل لليوم الثاني على التوالي في مقدمة نشرة الأخبار تتحدث عن الذين يدعون الحرص بهدف إلحاق الأذى، وفي مناخ الارتباك والتوتر جاء كلام وزير الخارجية جبران باسيل عن التمسك باللبنانيين أولاً في معرض انتقاده “للذين قد يكون لديهم انتماء ثانٍ أهم من الانتماء للبنان” ليستدرج رداً تهكمياً من الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد الذي تناول كلام باسيل عن أولوية اليد العاملة اللبنانية على أي يد عاملة أخرى سورية أو إيرانية أو سعودية، فقال إن اليد العاملة السعودية في لبنان تنافس اللبنانيين على مصدر رزقهم ويبلغ العاملون السعوديون في لبنان مئتي ألف في إشارة إلى عدد اللبنانيين العاملين في السعودية.
في موقف متصل بعلاقة لبنان بما يجري في المنطقة، خصوصاً الاستعدادات الأميركية للتمهيد لصفقة القرن، تناول الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان تصريحات السفير الأميركي لدى كيان الاحتلال التي دعا فيها لمنح الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية امتيازات، كاشفاً عن موافقة أميركية على ضم أجزاء من الضفة الغربية، فرأى البيان أن كلام فريدمان يفضح المغزى الحقيقي لمؤتمر المنامة الاقتصادي كترجمة لمشروع صفقة القرن الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ تصريحات السفير الأميركي لدى كيان العدو ديفيد فريدمان، والتي زعم فيها أن للعدو “الإسرائيلي” الحق بضم أجزاء من الضفة الغربية، هي ترجمة لسياسات الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها الداعمة بالمطلق للعدو الصهيوني، وتندرج في سياق سعي الإدارة الأميركية لفرض صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية.
الديار: لجـنــة المـال والموازنــة تفتــح الــيوم ورشة مُوازنــة الــعام 2019 توقعات بإلغاء البنود المُتعلّقة بالعسكريين وحراك مُنتظر نهار الثلاثاء الصراعات السياسيّة تــزيـد والـتــداعيات المــاليّة ستظهر في سوق السندات
كتبت صحيفة “الديار” تقول: يعيش لبنان حالة من الانتظار تمتدّ حتى منتصف تموز المقبل حيث ستقوم لجنة المال والموازنة ومن بعدها الهيئة العامّة لمجلس النواب بدراسة الموازنة بهدف إقرارها. وإذا كان المتوقّع أن تعمد لجنة المال والموازنة أو الهيئة العامّة إلى إلغاء المواد التي تمسّ بمكتسبات العسكريين، تبقى الأنظار مُسلّطة على عجز الموازنة حيث سيتمّ البحث عن إيرادات جديدة للإبقاء على مستوى أصلا مشكوك في قدرة الحكومة على تحقيقه.
هذا الواقع يتزامن مع موجة بَرَدْ ضربت لبنان وأنزلت أضراراً جسيمة بالمحاصيل الزراعية حيث ارتفعت أصوات تُطالب الدولة بالتعويض. وكيف لها أن تُعوّض على المزارعين وهي في رحلة بحث عن موارد مالية وخفض للإنفاق ناهيك بالصراعات السياسية المُتعدّدة الأطراف والتي أصبحت تُشكّل عبئا ثقيلا على الاقتصاد وعلى مالية الدوّلة.
لجنة المال والموازنة
تبدأ لجنة المال والموازنة مجموعة من الاجتماعات ابتداءً من صباح اليوم، وذلك بهدف بحث مشروع موازنة العام 2019 في حضور ما يُقارب الخمسين نائبا. وكان رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان قد أعلن عن برنامج ممتلئ للجنة هذا الأسبوع مع تسع جلسات سيكون أولها اليوم الساعة العاشرة صباحًا حيث ستستمع لوزير المال علي حسن خليل حول فذلكة مشروع الموازنة والموازنات المُلحقة، كما وبدء دراسة بنود الموازنة التي يقارب عددها المئة مادّة.
وبحسب جدول الإجتماعات المُنتظرة هذا الأسبوع ستعقد اللجنة جلستين يوميًا (الساعة العاشرة صباحًا والساعة الخامسة عصرًا) أيام الثلاثاء، الأربعاء والخميس والجمعة وستُختم هذه الجلسات بجلسة ختامية نهاء الجمعة الساعة الرابعة بعد الظهر.
هذه الجلسات ستترافق مع حراك متوقّع نهار غد الثلاثاء دعا إليه المتعاقدون في التعليم الثانوي والأساسي في بيان حث المتعاقدين على المشاركة في تجمّع أمام وزارة التربية والتعليم العالي. واستنكر البيان تهميش المتعاقدين من خلال التلكؤ في دفع مستحقاتهم عن شهري كانون الثاني وشباط وأذار والتي كان وعد وزير التربية أكرم شهيب بدفعها قبل عيد الفطر.
ومن المتوقّع أن تعمد لجنة المال والموازنة بعد سماعها إلى فذلكة الموازنة من قبل وزير المال إلى سؤاله عن الأسباب التي دفعت الحكومة إلى عدم الأخذ بتوصيات اللجنة في موازنات العامين 2017 و2018. وكانت لجنة المال والموازنة قد ركّزت عند دراستها مشروع موازنة العام 2017 على عدّة نقاط (الديار بتاريخ 13 كانون الثاني 2018) أبرزها:
1- إدخال مواد في مشروع الموازنة لا علاقة لها بالموازنة (بحسب التعريف القانوني للموازنة) أو ما يُعرف بـ “فرسان الموازنة”. ولم يتمّ الأخذ بهذه الملاحظة لا في موازنة العام 2018 ولا في مشروع موازنة العام 2019. وهنا يُطرح السؤال عمّا إذا كانت لجنة المال والموازنة ستعمد إلى فصل فرسان الموازنة في مشاريع قوانين منفصلة أو ستُعيد التوصيات نفسها؟
2- إفتقار مشروع الموازنة الى ما يُسمّى بالأسباب الموجبة (سواء كانت ضريبية أو غير ضريبية) للتعديلات المُقترحة وبالتالي يُطرح السؤال عن الانسجام مع النصوص النافذة.
3- وجود أجهزة إدارية عامّة رديفة للأجهزة الرسمية (مثل الـ UNDP وغيرها) كما ووجود العديد منها من دون أي عمل فعلي منذ فترة طويلة مع استمرار الموازنة في تخصيص إعتمادات لها.
4- وجود العديد من المؤسسات المُستقلّة التي تتولى إدخال المعلومات الحسابية ومعالجتها كما والتدقيق من دون أي رقابة أو محاسبة. الجدير ذكره أن مشروع موازنة العام 2019 يقترح إخضاع هذه الموازنات لمصادقة وزارة المال لكن من دون أن تكون هناك رقابة على المعلومات الحسابية.
5- التوظيف المُقنّع عن طريق بدلات أتعاب تتكرّر اعتماداتها سنويا، وهذا الأمر قدّ أدّى مؤخّرًا إلى خروج فضيحة التوظيف السياسي بعد إقرار قانون سلسلة الرتب والرواتب.
6- شغور في العديد من مجالس المؤسسات العامة والإدارات والهيئات الناظمة، وهذا بحسب رأي اللجنة له تداعيات على الرقابة وعلى العمل المؤسساتي.
7- تخصيص مساهمات ومساعدات لغير القطاع العام من دون تحديد المعايير المُستخدمة في إعطائها ولا الرقابة على إنفاقها.
8- وجود اعتمادات في موازنات بعض الوزرات لا تتطابق وطبيعة عمل هذه الأخيرة.
9- وجود اعتمادات سنوية بمبالغ متماثلة للتجهيزات، مع العلم أن الموجود عمره لا يقلّ عن خمس سنوات.
10- لحظ اعتمادات لمجلس الإنماء والإعمار من دون تحديد ما سيُصار إلى اقتراضه لهذه الاعتمادات ومن دون توضيح حول التمويل المحلّي وقيمته.
11- التفاوت في المعايير المُعتمدة بالطبابة والاستشفاء والتعليم بين الأجهزة العسكرية. الواجب ذكره أن هناك ستّ تسعيرات للخدمة الطبية نفسها تدفعها الدولة (أحيانا للمؤسسة نفسها) من خلال وزارة الصحة، تعاونية الموظفين، الاستشفاء العسكري، الصناديق التعاضدية، الحالات الخاصة في وزارة الصحة، والضمان الاجتماعي.
12- غياب الإنماء المناطقي بكل أنواعه إن من ناحية المشاريع أو من ناحية الهيئات الإنمائية في الأرياف. كما لحظت اللجنة غياب خطّة للمشاريع الإنمائية من قبل مجلس الإنماء والإعمار.
13- غياب قطع الحساب منذ العام 2003، وبالتالي هذه مخالفة لأحكام المادّة 87 من الدستور كما والمادّة 118 من النظام الداخلي لمجلس النواب.
العديد أيضا من الملاحظات تمّ إبرازها في تقرير اللجنة في لموازنة العام 2017 وتكرّرت نفسها في موازنة العام 2018. الجدير ذكره أن مُعظم هذه الملاحظات ما زالت موجودة في مشروع موازنة العام 2019، فماذا يُمكن للجنة المال والموازنة أو مجلس النواب القيام به؟ سحب الثقة من الحكومة أمر غير وارد، أضف إلى ذلك أن أي تعديل جذري خصوصا إذا ما تناول رفع الإعتمادات وخفض الإيرادات بحاجة إلى موافقة خطّية من قبل الحكومة.
البنود المُتعلّقة بالعسكريين
تتوقّع العديد من المصادر أن يتمّ حذف كل البنود المُتعلّقة بالعسكريين في مشروع موازنة العام 2019، باستثناء البرامج المُعدّلة في المادة الرابعة عشر، من الفصل الثاني حيث تمّ نقل اعتمادات بقيمة 364 مليار ليرة من العام 2019 إلى العام 2021.
الأخبار: خيارات الحريري: التمسّك بالتسوية أم اصطفافات جديدة؟
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: تبدو خيارات الرئيس سعد الحريري معدومة. هجومات من داخل البيت الواحد ومحاولات لإحراجه ثم إخراجه من التسوية الرئاسية، لكن كلّها من دون خيارات بديلة. فهل يبقى الحريري على التسوية أم يجنح نحو اصطفافات جديدة يطمح إليها المزايدون على وقع التوترات في الإقليم؟
تكاد مقدّمات نشرات أخبار تلفزيون المستقبل للأسبوع الماضي تعكس حجم الأزمة التي وصل إليها حال الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل. فمن الهجوم على الزميل قاسم يوسف بسبب مقال، إلى الردّ على النائب نهاد المشنوق واللواء أشرف ريفي، توّج التيار الأزرق الموقف الحريري عبر إعلامه الرسمي، بالردّ في مقدمة نشرة الأخبار أمس على… الإعلامي نديم قطيش، بعدما لمّح إلى احتمال أن يقدّم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة.
وجاء موقف المستقبل حاسماًَ لجهة أن يترك “المقربّون” من الحريري، كما سمّتهم المقدّمة، “عرض تمنياتهم، وليتركوا له (الحريري) أن يأخذ قراره، الذي لن يكون حتماًً على صورة تلك التمنيّات”. وفي دفاعٍ ضد أصحاب الاتهامات من أهل البيت أنفسهم، حول أزمة الحريرية السياسية، قالت المقدمة إنه “لا الحريرية السياسية مأزومة ولا الحريرية الوطنية… والقائلون بذلك يشاركون في حملات الطعن بالحريرية، ويسيئون إلى سعد الحريري… ويسوّقون لحشر السّنة في خانة الإحباط والتراجع كرمى لعيون الباحثين عن أدوار”.
لن يكون الهجوم الذي يتعرّض له الحريري حاليّاًَ من أهل بيته أقسى من الاعتداء الذي تعرّض له يوم اختطف في المملكة السعودية وأجبر على تقديم استقالته، بعد إعلانه أمام ابن سلمان عدم قدرته على تفجير لبنان بوجه حزب الله. وليست خافية أهداف هؤلاء الحريريين المباشرة ومحاولات الظهور بأدوار البطولة في الدفاع عن “أهل السّنة” والمزايدة على الحريري على خلفية التسوية الرئاسية. لكن الصالونات السياسية تضجّ في البلاد لمحاولات فهم المواقف المتسارعة وسرّ الهجوم على الحريري ومحاولات إحراجه أمام شارعه أوّلاً، وأمام السعودية ثانياً. فهل تنحصر الحملات على الحريري في إطار المزايدات؟ أم أن المطلوب من فريق الحريريين المتضررين من تسوية الرئاسة ومن الحكومة الجديدة تهيئة الشارع لاصطفافات سياسية جديدة على وقع الضغوط المتعاظمة في الإقليم ضد إيران وسوريا وحزب الله؟
التسوية الرئاسية لم تكن سبباًَ لضعف الحريرية السياسية. بل على العكس من ذلك، لم يكن الحريري ليبحث عن التسوية الرئاسية لولا الضعف الذي أصاب تياره وتيار 14 آذار بأكمله، مع سلسلة الخسائر التي أصيبوا بها على وقع الحرب السورية. ثمّ جاءت الانتخابات النيابية لتكرّس ضعف الحريرية السياسية، إن في تراجع عدد نواب كتلة المستقبل، أو في وصول ستّة نواب سنّة من أخصام الحريرية.
وليس خافياً أيضاً أن التسوية الرئاسية وتجديدها ما بعد الانتخابات النيابية، كانا أفضل الخيارات بالنسبة إلى الحريري، الذي انتهى أعظم أهدافه إلى البحث عن كيفية العودة إلى رئاسة الحكومة، وتحصيل بعض الموارد من التفاهمات مع الوزير جبران باسيل…
ومع أن حالة الإرباك تسيطر على الفريق اللصيق بالحريري وعدم معرفة هؤلاء بكيفية ردّ رئيس الحكومة على الحملات التي يتعرّض لها، إلّا أن أجواء هؤلاء وردّ المستقبل، يؤكّدان أن الحريري ماضٍ في التسوية الرئاسية وسيتجاوز كلّ أمنيات الساعين إلى إحراجه لإخراجه، أو دفعه إلى التصعيد بوجه عون. وبحسب المعلومات، فإن الاتصال الذي جرى بين الحريري والرئيس ميشال عون، بمناسبة عيد الفطر، حمل إشارات إيجابية على ضرورة التهدئة الإعلامية بين المستقبل والتيار الوطني الحرّ. وفيما يعود الحريري إلى نشاطه اليوم، فإن المتوقّع أن يزور قصر بعبدا بعد ظهر اليوم أو على أبعد تقدير غداً الثلاثاء، للوقوف مع عون على آخر التطوّرات، كما من المتوقّع أن يزور الحريري الرئيس نبيه برّي. فرئيس الحكومة يعتبر أن إنهاء ملفّ الموازنة خلال هذا الشهر سيكون صعباً، في ظلّ أجواء التصعيد والتوتّر في البلاد، فضلاً عن انسحاب هذا الاشتباك على ملفّ التعيينات، كما حصل سابقاً مع ملفّ نواب حاكم مصرف لبنان.
وعلى الرغم من أن “القلق” مشروع من أن إحراج الحريري والتضييق عليه قد يدفعه إلى إعادة الاصطفاف في معسكر القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وشبه إحياء لمعسكر 14 آذار على وقع الظروف الإقليمية، إلّا أن الاشتباك الجزئي مع باسيل ومزايدات فريق الحريري، لا يلغيان أن التسوية الرئاسية هي المكسب الأكبر بالنسبة إلى رئيس الحكومة، مع غياب البدائل، فضلاً عن أن الثقة مفقودة مع قطبي 14 آذار، سمير جعجع ووليد جنبلاط؛ فالأول لا يخفي شماتته بالحريري من الاشتباك الأخير مع باسيل، فيما الثاني لا يوفّر فرصةً لاستهداف الحريري إلّا ويستغلّها، ويكاد مضمون تغريداته يشبه إلى حدٍّ بعيد تصريحات المشنوق أو حتى كلام قطيش. ومؤّخراً، لم ينجح المسار الذي حاول جنبلاط فتحه مع الحريري، عبر الوزير وائل أبو فاعور، لأسباب كثيرة، فماتت مبادرات فكّ الاشتباك مع أول تغريدة لجنبلاط حول بلدية شحيم.
من هنا، يبدو حضن الرئيس عون أكثر اطمئناناً للحريري من أي طرح معاكس، خصوصاً أن حزب الله نفسه، وإن بصورة غير مباشرة، طمأن الحريري حيال تمسّكه بالتسوية الرئاسية وضرورة الحفاظ على الاستقرار في البلاد.
النهار: دولة الرعاية تتهاوى: أولاد Sesobel في خطر
كتبت صحيفة “النهار” تقول: ليس مهماً ان تعلن وزارة المال أنها لم تخفض موازنات مؤسسات الرعاية الاجتماعية في مشروع الموازنة الجديد، بل الأهم ان تسدد المستحقات المتأخرة منذ أكثر من سنة، والتي باتت تهدد العمل الاجتماعي والرعائي في لبنان، خصوصاً بعدما عجزت الحكومة التي تعهدت في موازنة 2018 أن تجري مسحاً للمؤسسات والجمعيات للفصل بين الجدي وغير الجدي والوهمي منها، اذ ان عدم التمييز بين المؤسسات والجمعيات يجعلها في سلة واحدة، ولا تعطى مؤسسات الرعاية الحقيقية نصيبها المستحق، بل تبقى سواسية مع تلك شبه الوهمية أو النفعية بامتياز وأكثرها محسوب على السياسيين وزوجاتهم يستخدمونها لأغراض ومصالح سياسية، وتتساوى تلك في اولوية قبض المستحقات مع الكثير من المؤسسات التي تتبع الطوائف أو تتلطى بها، بل تسبقها في حجز مستحقاتها وقبضها. وتبقى مؤسسات أخرى أكثر علمانية وغير سياسية لا تجد لها نصيراً في الوزارات التي تتوزعها الطوائف والاحزاب.
في آذار الماضي، اطلقت مؤسسة “الكفاءات” نداء لم يجد الصدى الكافي والتجاوب اللازم ليس لإنقاذ المؤسسة من محنتها، بل لمساعدة أولاد من ذوي الحاجات الخاصة وجدوا أنفسهم فجأة في الشارع، بعدما عمدت المؤسسة الى اقفال مركز “ميريم 1” المختص بالحالات الصعبة للبالغين، فأرسل 100 ولد (من القسم الداخلي) إلى المنازل، فيما أبقي 20 (خارجي) أي الذين لا يستفيدون من المنامة.
وأمس برزت مشكلة جديدة تهدد الامن الاجتماعي، اذ دعت ادارة “سيزوبيل” المختصة برعاية الاولاد ذوي الحاجات الخاصة، الاهالي لتتدارس معهم سبل توفير الحد الادنى من الرعاية لابنائهم، قبل اقفال محتمل، ولو موقتاً، للمؤسسة في نهاية حزيران الجاري.
وأعلنت المؤسسة في رسالة الى الاهل انها ستتوقف قسراً عن تأمين الوجبة اليومية فيها، بحيث تستبدل بالسندويشات والطعام الذي يؤمنه الأهل يومياً، إضافة الى انها قررت إستثنائياً تعديل دوام استقبال الأولاد في المؤسسة.
وترعى المؤسسة حالياً نحو 1350 من ذوي الحاجات الخاصة أو ممن يعانون صعوبات تعلمية اضافة الى 288 موظفاً وموظفة.
اللواء: تضامن واسع مع طرابلس اليوم.. وبعبدا تنتظر الحريري إبراهيم في طهران لإستعادة زكا.. وخطابات باسيل تهدّد 200 ألف لبناني في الرياض
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: لم تهدأ عاصفة السجالات، والرد والرد المعاكس، سواء عبر الشاشات أو “التويترات”، بانتظار استئناف الأسبوع الأوّل بعد عطلة الفطر السعيد، التي تبدأ من عاصمة الشمال طرابلس، باجتماع تضامني تعقده كتلة “المستقبل” النيابية اليوم وحضور وزراء التيار والوزراء الطرابلسيون الآخرين.. بالتزامن مع معاودة النقاش لمشروع الموازنة في لجنة المال النيابية، التي من المتوقع ان تعقد جلستين صباحية ومسائية يومياً لإنجاز الموازنة في غضون شهر، واقرارها في المجلس، تمهيداً لنشرها في الجريدة الرسمية.. ايذاناً بمرحلة جديدة من النهوض الاقتصادي في ضوء مقررات مؤتمر “سيدر” وبدء موسم الاصطياف..
وإذا كانت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت مرتقبة بين ساعة وساعة، فإن زوّار بعبدا نقلوا عن الرئيس ميشال عون تمسكه بالتسوية الرئاسية، وانه ينتظر زيارة الحريري إلى بعبدا للتداول في التطورات، والتباحث بإمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع.
الجمهورية: السجالات السياسية: تبريد ملحوظ.. وطريق المــوازنة مزروع بالتعديلات
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: بداية اسبوع هادئة، بدا فيها انّ الاطراف السياسية خرجت من خلف المتاريس، فتراجعت السجالات السياسية بشكل ملحوظ عمّا كانت عليه في الايام القليلة الماضية، الا انّ فتيلها لا يزال مشتعلاً تحت رماد العلاقات المتأزّمة بين الاطراف السياسية، ويُنتظر ان تتبلور الصورة اكثر هذا الاسبوع مع اكتمال النصاب الرئاسي بعودة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري من اجازتيهما. ولعلّ البند الاول في جدول اعمال السياسة في الآتي من الايام هو إعادة انعاش التسوية السياسية – الرئاسية، بعد الشظايا التي أصابتها جرّاء الاشتباك السياسي الذي تنقّل بين جبهة واخرى، وعلى وجه الخصوص بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل”.
على خط التسوية السياسية، بدا واضحاً انّها محمية بتمسّك طرفيها بها، وإجماعهما على انّها اقوى من ان تتأثر بسوء تفاهم طبيعي او تباين في الآراء حول بعض الامور، وهو ما اكّد عليه “التيار الوطني الحر”، وايضاً “تيار المستقبل”.