التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 1/6/2019
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
1 حزيران – يونيو/ 2019
المقدمة
بعد طول ترقب وانتظار تحدث المحقق الخاص روبرت موللر، منتصف الاسبوع الماضي، مخيباً آمال مختلف الأطراف لتباين توقعاتها وتفسيراتها: بعضها كان ينتظر تفوهه بالكلمة الجوهرية للاستناد إليها والبدء باجراءات العزل؛ والبعض الآخر أعرب عن ارتياحه جزئياً كون السيد موللر التزم المهنية القصوى ولم يخرج عن النص المكتوب المتداول متعهداً بالصمت.
يتناول قسم التحليل المؤتمر الصحفي الذي عقده موللر، معلنا انتهاء مهمته واستقالته من المنصب الرسمي، والتعرف على أهم القضايا والبنود التي ألمح إليها، وموازنة التداعيات الناجمة والاصطفافات الحادة تمهيداً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تآكل صدقية أميركا دولياً
رفضت مؤسسة هاريتاج تعرّض بعض أقطاب المؤسسة الرسمية للرئيس ترامب لما أسموه “نفوره من المعاهدات الدولية،” واتساقاً مع وعوده الانتخابية لتقليص نفوذ التحالفات والعمل المشترك على الصعيد الدولي؛ مما فاقم في عزلة واشنطن وابتعاد حلفائها لعدم ثقتهم بوعودها. وأوضحت أن الرئيس ترامب، خلال الفترة الزمنية القصيرة من ولايته الرئاسية صادق على ” ست معاهدات منذ آذار 2017،” وهي نسبة مماثلة تقل بواحدة عن سلفه الرئيس اوباما خلال السنتين الاخيرتين من رئاسته. إذ النقطة الأهم، بنظر المؤسسة، ليس المصادقة على كم كبير من المعاهدات بل “التوقيع على معاهدات” تحقق مصالح الولايات المتحدة. وخلصت بالقول أن توقيعه ومصادقة الكونغرس على تلك الحزمة من المعاهدات تؤشر على “ميله للموافقة لما يراه” يخدم المصالح الأميركية.
https://www.heritage.org/global-politics/commentary/treaties-the-age-donald-trump
صفقة القرن
زعم معهد هدسون أن انسداد آفاق التسوية دفع الجيل الناشيء من الفلسطينيين لترجيح حل “الدولة الواحدة .. وذلك ليس إلا صرخة يأس” من جيل صدّق الرهانات السابقة على “حل الدولتين وانشاء دولة فلسطينية ذات سيادة.” واضاف أن تعميم ذلك الشعور “قد يحفز تجدد النشاطات في الجامعات الاميركية في إدانة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، لكن ذلك لن يساعد القضية الفلسطينية في العالم الحقيقي.”
https://www.hudson.org/research/15043-palestinians-need-to-get-real-about-israel
ليبيا
أشادت مؤسسة هاريتاج بقرار الرئيس ترامب الابتعاد عن التدخل في ليبيا “بخلاف سلفه الرئيس اوباما الذي “خلفت سياساته بلداً مدمراً، واحتراق مقرات أميركية، ووفاة السفير الأميركي بصحبة آخرين.” واستدركت أن ترامب، بالمقابل “لم يحقق أي انجازات لتحسين الأوضاع هناك؛” وحثته على بلورة “حلول أمنية قادرة على الصمود في الأقليم والتي باستطاعتها معالجة التحدي الثنائي الأبرز”زعزعة استقرار نشاطات ايران والحملات المنظمة للارهابيين الاسلاميين العابرة للحدود.”
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/trump-gets-f-libya
إيران
حثت مؤسسة هاريتاج المنظومة الاعلامية الأميركية على التحلي بالواقعية في تحليلاتها وتكهناتها فيما يخص نشوب حرب مع أيران، والابتعاد عن التهليل لا سيما “.. وسجلها في التنبؤ بنشوب حرب في ظل ولاية الرئيس ترامب ليس افضل حالاً من تكهناتها بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016.” وأوضحت أنها بمجموعها وقعت في خطأ “دق طبول الحرب بخلاف الأطراف المعنية بدخول الحرب،” في إشارة للتصعيد العسكري مع كوريا الشمالية. وأضافت أن حملة التحشيد للحرب ساهمت فيها معظم الوسائل الإعلامية، إن لم تكن جميعها، واختفت لهجة الحرب “فجأة .. لنجد الأجواء بين البلدين قد تغيرت بشكل دراماتيكي تجسد بعقد زعماء البلدين مفاوضات مباشرة وجدية امتدت لأكثر من سنة.” وشددت على خطل تحليلات المؤسسة الإعلامية إذ لم تتجسد “تحذيراتها من نشوب وشيك للحرب وسرعان ما تم التغاضي عنها.”
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/trump-knows-what-he-doing-iran
أفغانستان
أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى خطة أميركية مبرمجة للانسحاب من افغانستان عبر رصده “.. لمفاوضات التسوية السلمية التي تجريها الولايات المتحدة قافزة عن أي مشاركة للحكومة الأفغانية .. كما أن عدة تقارير صحفية نقلت عن مصادر رسمية تفيد بأن واشنطن تنظر في أحداث تخفيض بنسبة 50% في طواقمها الديبلوماسية هناك وتعمل أيضاً على أحداث تخفيضات هامة في حجم القوات والمهام المنوطة بها.” واستطرد المركز بالقول أن الحكومة الأفغانية تعاني من “جملة انقسامات حادة خلال سعيها لتحديد دورها في التسوية السلمية فضلاً عن المتاعب المتنامية من حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة في أيلول/سبتمبر 2019 ..” وأضاف أن التقارير الوردية التي تشير إلى “تحقيق قوات الأمن الأفغانية بعض التقدم لم يتم التحقق منها عبر وسائل مستقلة، بل لا توجد بيانات رسمية حقيقية توضح حجم سيطرة الحكومة على المقاطعات المختلفة والسكان الأفغان.” وخلص بالقول أن “قدرة الحكومة الأفغانية على الاستجابة للمطالب (الميدانية) الأميركية وتطوير قواها الأمنية .. لا تزال مبهمة.”
https://www.csis.org/analysis/win-hold-fold-or-run-afghanistan-spring-2019
تركيا
استعرض معهد واشنطن تبخر أحلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “فور الإطاحة بمرشحه محمد مرسي في مصر .. ومراهنته على استعادة تركيا العثمانية لمجدها (الامبراطوري) وتحولها لقوة اقليمية عظمى عبر تسلقه أجواء الربيع العربي.” وأوضح أن خسارته لحليفه مرسي وتنظيم الإخوان المسلمين “حدد أطر تفكيره وتحركاته المستقبلية في التعامل مع الخصوم والمعارضة الداخلية .. بدءاً بالمواجهة الدموية مع المعارضة في منتزه غيزي (2013) ومروراً بمحاولة الانقلاب، تموز 2016.” وأردف أن “تأييد اردوغان، كزعيم للاسلام السياسي، ومساندته لمرسي وتنظيم الإخوان في مصر ادى بتركيا لتدفع ثمناً باهظاً .. من تداعياته ايداعه السجن لعدد كبير من جنرالات الجيش العلمانيين” عقب محاولة الانقلاب. كما أن علاقات تركيا بمحيطها العربي، لا سيما دول الخليج، تعرضت لهزات كبيرة على خلفية التزام اردوغان بتنظيم الإخوان المسلمين “ولم يبق له من حليف سوى قطر” في منطقة الخليج التي تحتضن رموز ونشاطات التنظيم الدولي. وخلص بالقول أن سياسات وطموحات الرئيس التركي لإعلاء مكانة تركيا وتجديد نفوذها الإقليمي اصطدمت بخسارة الشارع العربي بعد سقوط الإخوان المدوي “وعززت النزعات العنصرية لدى الأتراك عن العرب.”
https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/erdogans-failure-on-the-nile