من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: موسكو: لا “رقة” ثانية في إدلب… ومؤتمر البحرين يخالف القانون الدولي تجاه القضية الفلسطينية ساترفيلد يثير تساؤلات بتمرير دعوات للتهدئة حول مقايضة النفط بالتوطين “ستاندرد أند بورز” تشنّ حرباً استباقيّة على موازنة 2022 بالتبشير بالانهيار
كتبت صحيفة “البناء” تقول: في الحروب المتعددة التي تقودها وتخوضها واشنطن في المنطقة تبدو موسكو على أعلى درجات الحذر والتنبه، فهي تتابع بعناية ما يصدر بين واشنطن وطهران من مواقف، وتهتم بما حدث بينها وبين واشنطن في محادثات سوتشي التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، والإشارات المتصلة بملفات النزاع في كوريا الشمالية وفنزويلا ومعاهدات الصواريخ والحرب السيبرانية، والحديث عن قمة أميركية روسية على هامش قمة العشرين الشهر المقبل في اليابان، بالتوازي مع حركة أميركية للضغط العسكري في الخليج والتهديد في سورية، والإسراع بخطوات تسويق صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.
ردّت موسكو على الكثير من التكهنات غير البريئة التي تحدّثت عن توافق أميركي روسي حول صفقة القرن وحول محدودية العمل العسكري المتفق عليه في إدلب، بصورة أعادت تصويب المشهد الدولي، خصوصاً أن بعض المقربين من الكرملين تحدثوا عن عدم وجود قرار لدى الرئيس بوتين بعد بصدد مقترح عقد قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليابان، ومواقف موسكو جاءت تباعاً في ردود المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي على تحذيرات أميركية من “حلب أخرى في إدلب” بالقول إن “الأكيد هو أنه لن تكون هناك رقة أخرى في إدلب”، والإشارة للرقة تذكير بحرب الدمار الشامل والإبادة التي خاضتها القوات الأميركية تحت عنوان الحرب مع داعش. وبالتوازي صدر من موسكو أول تعليق على مؤتمر البحرين الذي دعت إليه واشنطن في سياق التمهيد لإطلاق مشروع صفقة القرن، فاعتبرت المؤتمر خروجاً عن السياق المتفق مع القانون الدولي في مقاربة القضية الفلسطينية ومحاولة لخلق مسار بديل وصفته الخارجية الروسية بالسعي الدؤوب إلى تبديل مهمة تحقيق حل سياسي شامل بحزمة من المكافآت الاقتصادية، وتمييع مبدأ إقامة دولتين للشعبين. وهو ما اعتبرته مصادر فلسطينية تبلغت دعم موسكو لموقف منظمة التحرير الفلسطينية بمقاطعة المؤتمر، تمهيداً لمقاطعة روسية ستكون لها أبعاد كثيرة على صدقية وقدرة المشروع الأميركي على نيل فرص النجاح.
بالتوازي مع الانتباه الروسي لما يدبر في المنطقة والعالم يبدو لبنان على موعد مع محاولات تلاعب أميركية إسرائيلية، تحتاج للمزيد من الانتباه. ففي ظل الإعلان عن حصيلة إيجابية لجولة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد تمثلت بقبول اميركي إسرائيلي للعرض اللبناني حول التلازم بين مسارات الترسيم براً وبحراً وقبول التفاوض غير المباشر برعاية أممية، نبهت مصادر متابعة مما تسرب من تمرير ساترفيلد لشرط التهدئة في قلب الحديث عن شروط النجاح لمهمته، وهو ما قراته المصادر دعوة الدولة اللبنانية للالتزام بعدم طرح مواقف تصعيدية ربما تكون ضرورية للبنان في ظل تقدم مشروع صفقة القرن وما يتصل بتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، حيث يشكل لبنان العقبة الرئيسية لهذا المشروع بالتوافق اللبناني على رفض التوطين الذي أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عزم المقاومة على جعله عنوان تحركها المقبل، فهل يعرض ساترفيلد ضمناً تحت عنوان التهدئة مقايضة النفط بالتوطين؟
مشروع التوطين الذي يشكل ركيزة صفقة القرن، التي ستطل من البحرين في الشهر المقبل، مع جولة تمهيدية في المنطقة سيبدأها جارد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره خلال الأيام المقبلة لا تبدو بعيدة عن المقاربات المالية التي تتعامل من خلالها بعض الوكالات الدولية المالية مع لبنان، بعدما شكل الموقف الصادر عن وكالة ستاندرد أند بورز التي تواصل تخفيض التصنيف الائتماني للبنان وتعميم صورة سوداوية عنه، سبباً للاستغراب في التعليق على موازنة 2019 ونسبة العجز فيها، بإعلان حرب استباقية على موازنة 2022 والتبشير بالانهيار، بينما اعترفت الوكالة بتخفيض نسبي للعجز في موازنة 2019 وهي لا تعلم شيئاً عن موازنات 2020 و2021 و2022، ولا يمكن قراءة موقفها إلا في سياق عدائي غير مبرر بالمعايير التقنية المالية، وما يستدعي وفق مصادر مالية الحاجة لتحرك لبناني عاجل يواجه محاولات الافتراء والتشويه التي يتعرض لها في الأسواق المالية بنية ممارسة ضغوط لا تتصل بالاعتبارات المالية الصرفة.
يتحرّك ملف ترسيم الحدود الجنوبية بسرعة وبقوّة مع حراك مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الذي يتنقّل بين لبنان والأراضي المحتلة. وبينما أشارت أوساط سياسية مطلعة إلى عوائق جوهرية وأساسية لا تزال تحكم مسار ملف الترسيم وأن لا تفاهمات واتفاقات حول الموضوع حتى الساعة، واعتبرت الأوساط لـ”البناء” أن مسألة التلازم بين ترسيم الحدود البحرية والبرية، لم تُحسَم بعد لدى الإسرائيليين، وساترفيلد سيعود الى كيان العدو لاستكمال البحث على أن يعود الى لبنان مجدداً لاستكمال المشاورات والاتصالات.
وأمس واصل ساترفيلد جولته على المسؤولين في لبنان، فعاد الى بيروت من تل أبيب وجال على كبار المسؤولين، فزار ساترفيلد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أكثر من ساعة ليغادر من دون الإدلاء بأي تصريح. وعرض مع رئيس الحكومة سعد الحريري آخر التطورات المحلية والإقليمية والأوضاع العامة. وفي خلال اللقاء ابلغ ساترفيلد الحريري أنه مستمرّ بمهمته للتوصل الى اتفاق لإطلاق محادثات ترسيم الحدود البحرية.
وكان ساترفيلد بحث في قصر بسترس، مع وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل. في المفاوضات حول ملف الترسيم. وفي وقت غادر المسؤول الأميركي “الخارجية” من دون الإدلاء بأي تصريح، أفادت أوساط الخارجية أن ساترفيلد نقل للبنان الجواب الإسرائيلي وفقاً للطرح اللبناني الدي تقدّم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع المفاوضات في شأن ترسيم الحدود البحرية والبرية. والجو كان إيجابياً ولبنان تبلغ الموقف الاسرائيلي وفقاً لطرحه حول هذا الموضوع.
وفيما تشير مصادر مطلعة لـ”البناء” الى ان ساترفيلد أراد من جولته نقل الردّ الإسرائيلي الموافق على الطرح اللبناني لعدم الفصل بين ترسيم الحدود البرية والبحرية، فإن اللافت بحسب المصادر نفسها لـ”البناء” تراجع الأجواء الإيجابية في عين التينة، مع تريث الرئيس بري المصرّ على عدم ربط هذا الملف بأي ملف آخر يتصل بحزب الله وسلاحه، لافتة الى أن التقدم الذي سجل يتطلب حالياً الغوص في التفاصيل الصغيرة بدقة لعدم السماح ان يتم الخروج عن الطرح اللبناني الدقيق والواضح، ولذلك فإن لا شيء نهائيًّا بعد، لافتة الى ان الرئيس بري يعتبر ان التقدم ما زال يحتاج إلى خطوات أخرى في إطار المساعي الجارية. في مقابل بعض المعلومات التي ترى أن العمل بدأ على وضع اللمسات لعملية التفاوض بين لبنان وكيان العدو عبر الأمم المتحدة وبمتابعة أميركية.
الأخبار: الموازنة غير كافية لاستعادة الثقة! تشكيك دولي في الاجراءات الحكومية والتوقع المعلن للعجز
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: تنتظر الموازنة العديد من الألغام في المجلس النيابي، بعد المسار المتعثّر في الحكومة. أولى تلك العقبات هي الضريبة على المتقاعدين والتدبير رقم 3. وفيما تشيع الأطراف السياسية أجواءً إيجابية، استمر التشكيك في تحقيق مشروع الموازنة الشروط المطلوبة دولياً
بعد جهد جهيد ونقاشات مستفيضة في الحكومة، وصل يوم أمس مشروع موازنة 2019 إلى المجلس النيابي. وفيما يبدي رئيس الحكومة سعد الحريري ارتياحاً لناحية الانتهاء من النقاشات في الحكومة، من ضمن ارتياح عام تعبّر عنه القوى السياسية إرضاءً لضغوط القوى الدولية وداعمي مؤتمر “سيدر”، جاء موقف الوزير جبران باسيل أمس متوقّعاً بترحيبه الحذر، واعتباره أن “ما تمّ تحقيقه في الموازنة كثير، لكن ما لم يتمّ تحقيقه أكثر”.
ومع الأجواء الإيجابية التي تحاول السلطة تعميمها، إلّا أن الضغط الدولي مستمرّ، عبر التشكيك في الإصلاحات التي تضمنتها الموازنة. وبدا لافتاً أمس في ذات السياق، الموقف الذي أعلنته سريعاً وكالة التصنيف “ستاندرد أند بورز”، أن “خطة الموازنة في لبنان لخفض العجز لا تكفي لاستعادة الثقة”. وقالت الوكالة إن إعلان خفض العجز إلى 7.6 بالمئة من الناتج المحلي، بعدما تجاوزت عتبة الـ11 في المئة العام الماضي، “قد لا يكون كافياً في حد ذاته لتحسين ثقة المودعين والمستثمرين غير المقيمين، التي تراجعت في الأشهر الأخيرة”. وأضافت، بحسب وكالة “رويترز”، أن “عدم تحقيق الهدف الجديد أمر وارد، ولا سيما أن أي إجراءات لخفض التكاليف ستطبق فقط في النصف الثاني من العام”. وقالت المحللة المسؤولة عن لبنان في “ستاندرد أند بورز”: “تشير تقديراتنا إلى عجز مالي في 2019 عند حوالى عشرة بالمئة… في غياب تعزيز جوهري للإيرادات وإجراءات خفض النفقات، نتوقع أن تواصل نسبة الدين العام للبنان الارتفاع لتتجاوز 160 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2022 من 143 بالمئة في 2018”.
ورشة الموازنة التي تنتظرها نقاشات شرسة في المجلس النيابي، ستكون حكماً عرضة لتجاذب كبير مع محاولات نوّاب كل كتلة فرض ما لم تستطع فرضه في الحكومة، وتحويل السجال إلى مادةٍ للمزايدات الإعلامية والاتهامات أمام الشاشات. وكل هذا الهرج والمرج المتوقّع، سيكون على وقع التحرّكات الشعبية في الشارع، واعتراض شرائح واسعة في البلاد متضرّرة من المشروع بصيغته الحالية، مع احتمال أن تكون التحركّات والإضرابات أوسع من تلك التي جرت أثناء النقاش الحكومي. فالنقاش في الغرف المغلقة في بعبدا أو السرايا بين الوزراء، يختلف تماماً عن النقاشات داخل المجلس النيابي، حيث يقدّم النّواب مداخلاتهم تحت ضغط ناخبيهم.
وفيما لم تُحسم بعد وجهة الكتل، إلّا أن العديد من البنود من المتوقّع أن تسقط أو تُعدَّل بنحو كبير، ولا سيّما مسألة فرض ضريبة 3% على معاشات التقاعد، وخاصة بعد ارتفاع اعتراض الجيش والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين على هذا التوجّه. كذلك الأمر بالنسبة إلى بند فرض ضريبة 2% على الاستيراد، التي يعترض عليها حزب الله وحركة أمل وتيار المردة، لخطورة تسببها بارتفاع أسعار شبيه بما تسببه زيادة الضريبة على القيمة المضافة، ولكونها تطاول الشرائح الفقيرة والمتوسطة بنحو عشوائي. وفي الأيام الماضية، بدا وكأن التيار الوطني الحرّ في وارد إسقاط ضريبة الـ3% على المتقاعدين، ومعه حزب الله، فيما يستمر الحريري والقوات اللبنانية بالإصرار عليها. وبحسب المعلومات، فإن وفداً من قوى الأمن الداخلي زار الحريري أمس، وتمنّى عليه التراجع عن هذه الضريبة في المجلس النيابي، ودعّم الوفد طلبه بالإشارة إلى ما وصل إليه من أنباء عن تراجع التيار الوطني الحرّ عن هذا البند، إلّا أن الحريري رفض ذلك، وأكّد للوفد أنه اتخذ قراراً في الحكومة ولن يتراجع عنه ولو تراجعت الكتل الأخرى.
الجمهورية: لبنان يرفض السقف الزمني للتفاوض وبرِّي يدعو الى حال طوارئ
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: فيما سلكت الموازنة العامة للدولة طريقها الى مجلس النواب، خطفت الاضواء أمس عودة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد الى لبنان ناقلاً الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية في شأن ترسيم الحدود البحرية والبرية والمفاوضات في شأنها. وعلمت “الجمهورية” انّ مكان هذه المفاوضات محدّد في مقر الامم المتحدة في الناقورة “بضيافتها ورعايتها وتحت علمها” بمشاركة الوسيط الاميركي وحضور الجانبين اللبناني والاسرائيلي، وانّ الوفد اللبناني سيكون عسكرياً مغطّى سياسياً، في حال انتهت المفاوضات الى اتفاق يوقعه جميع الاطراف.
فقد عاد ساترفيلد الى بيروت أمس، ونقل الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية، وكان له لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اشار الى “انّ الامور ما زالت تسير في المنحى الايجابي، لكن لا حسم حتى الآن”.
وإذ اشار بري الى انّ ساترفيلد نقل موافقة اسرائيلية على الترسيم المتوازن في وقت واحد بين البر والبحر (مزارع شبعا خارج هذا الترسيم لارتباطها بالقرار 1701). قال: “انّ هناك اموراً ما تزال في حاجة الى بحث وتدقيق، وننتظر ان يأتي المسؤول الاميركي بالرد الاسرائيلي عليها”.
وعن ماهية النقاط العالقة، قال بري: “انّ الاسرائيليين يطرحون وضع سقف زمني للمفاوضات مداه 6 أشهر، امّا موقف لبنان، فهو رفض تحديد أي سقف زمني للمفاوضات، بل إبقاؤها مفاوضات مفتوحة حتى التوصل الى اتفاق. ومَرد الرفض اللبناني لربط المفاوضات بسقف زمني لها، هو الخشية من ان تعمد إسرائيل الى المماطلة وتضييع الوقت خلال فترة الستة أشهر”.
وقالت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” انّ ساترفيلد أبلغ الى لبنان أنّه متفائل، وانّ هناك تقدّماً في تثبيت المفاوضات لكنّه حتى الساعة لم يصل الى نتيجة نهائية، وعندما يصل اليها فإنه سيبلِغها الى لبنان. واضافت هذه المصادر أنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي أبلغ لبنان أنّ الولايات المتحدة لا تريد من الإيرانيين إساءة فهم أو عدم تقدير مدى تصميمها إذا أخطأت إيران. ونبّه ساترفيلد المسؤولين اللبنانيين الى ضرورة الانتباه الى بلدهم وعدم السماح لأيّ طرف من استخدامه رسائل لمصالح خاصة.
اللواء : الموازنة تُنعِش سندات الدولار .. وأولوية الحكومة وقف الإعتراضات المطلبية الحريري إلى مكة اليوم لتمثيل لبنان في القمّتين.. وأجوبة مرنة يحملها ساترفيلد حول الترسيم البحري
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : بعد إقرار الموازنة، جاء دور المراسيم اللازمة: مرسوم إحالة مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب، ومرسوم استمرار الصرف على القاعدة الاثني عشرية حتى آخر حزيران ومرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لدراسة وإقرار الموازنة تستمر حتى 31 ت1.
كل ذلك، في وقت تركزت فيه الأنظار على توجه لدى أحزاب السلطة ومنظماتها وتياراتها لإنهاء إضراب أساتذة الجامعة، الذين لم يلمسوا ايجابيات مباشرة تجاه مطالبهم، والذين اقترح وزير الاتصالات محمّد شقير في جلسة مجلس الوزراء اجراء حسومات يومية من رواتبهم الأمر الذي استدعى رداً مباشراً من وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، الذي أكّد في بيان اعلامي ان “الوزير الصديق شقير كان حاضراً خلال جلسة مجلس الوزراء التي طرح فيها الموضوع وسمع اعتراض ورفض الوزير شهيب القاطع حول هذه المسألة وكيف ان وزير المالية علي حسن خليل ايده في الرفض“.
بالتزامن كان الرئيس ميشال عون يبلغ مجلس القضاء الأعلى ان “اعتكاف القضاة غير مبرر، ويضرب هيبة القضاء”، في محاولة لإنهاء هذه الخطوة غير المسبوقة.
الديار : ساترفيلد ينقل قبول اسرائيل بالتفاوض لكن الغموض يلف رسائله واجوبته 40 مليار ليرة تفجر تنافساً سياسياً بين القوات ــ الوطني الحر
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : نقل الوسيط الاميركي ديفيد ساترفيلد قبول اسرائيل بالتفاوض، لكن الغموض يلف رسائله واجوبته خصوصاً ان اسرائيل ستحاول باسلوبها المخادع فرض شروطها لقضم اراض لبنانية ولنسف الخرائط المعترف بها باتفاقية الهدنة 1949 بين لبنان والكيان الصهيوني حيث ان اسرائيل لم تلتزم يوما بقرارات الامم المتحدة ولبنان سيتعامل بحزم مع ”الليونة” الاسرائيلية المخادعة والمبطنة؟ هذا الكيان التوسعي الذي قضم الجولان وشبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر وفي السابق الجنوب اللبناني لن يرضى باعطاء لبنان حصته وهو يناور لاخذ المزيد من الاراضي اللبنانية؟ حزب الله اجبر العدو الصهيوني على الانسحاب من جنوب لبنان بعدما وجه له ضربات عسكرية موجعة فهل يعود الكيان الاسرائيلي بحيله الديبلوماسية الى لبنان فيوحي انه يرسل اشارات ايجابية بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية لينقض لاحقا على كل الاتفاقات كما فعل دوما ويترك الدولة اللبنانية تتخبط في اخفاقها؟
اليوم، يواجه لبنان قضية مصيرية وسيادية في مقاربة ترسيم الحدود البحرية والبرية ولذلك على لبنان ان لا يتنازل عن شبر واحد من اراضيه ضمن اتفاقية الهدنة لعام 1949وكل مفاوضات لا ترتكز على حدود عام 49 تكون نتائجها معدومة سلفا وكارثية على لبنان وايجابية على اسرائيل الطامحة للاستيلاء على ارضنا وثرواتنا. اللبناني والفلسطيني هما الاعلم بالظلم الاسرائيلي وبالمكر الصهيوني فالفلسطينيون ذهبوا الى اوسلو ظنا منهم ان اسرائيل تريد السلام وسترضى بقيام دولة فلسطينية الا ان الفلسطينيين لا يزالون يدفعون ثمن تداعيات فشل اتفاق اوسلو فهل الدولة اللبنانية تريد الوقوع في الخطأ نفسه وتصديق نوايا اسرائيل بأن الاخيرة تريد حل النزاع واعطاء لبنان حصته ضمن المعايير الدولية؟
والحال ان الاستعجال الاميركي الذي ترجم بالزيارات المتتالية لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد الى بيروت تاتي في خانة تأمين امن اسرائيل ومصلحتها وبالتالي اقناع الجانب اللبناني بالتنازل بشتى الطرق الديبلوماسية ناهيك عن اطماع واشنطن في الامساك بالثروات النفطية في الشرق المتوسط ولقطع الطريق على روسيا في هذا المجال.
في الحقيقة ان مصلحة الدولة العبرية الاقتصادية تصب في خانة الاتفاق لا النزاع لجر لبنان، ذلك لرغبتها المفرطة بنقل المفاوضات الغير مباشرة الى مفاوضات مباشرة وان كانت بواسطة الامم المتحدة والوساطة الاميركية حيث ان ذلك يحقق لها مكسبا معنويا يندرج ضمن ثقافة التطبيع في المنطقة.
ولكن رغبة اسرائيل لن تتحقق بما ان لبنان يرفض المفاوضات المباشرة وقد اكد اكثر من مرة حرصه على وساطة الامم المتحدة الى جانب الوساطة الاميركية في المفاوضات لترسيم الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها.
وفي هذا الاطار، قالت اوساط قريبة من المقاومة ان حزب الله سلم ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية للدولة لتفاوض عليه وهو لن يتدخل في هذا الشأن وما تقبل به الدولة اللبنانية سيقبل به حزب الله كذلك ما سترفضه الدولة اللبنانية سيرفضه حزب الله وعليه لن يتدخل الا في حالة واحدة وهي اعتداء اسرائيلي على ثروة لبنان النفطية.
الصراع السياسي يتجدد بين القوات والوطني الحر
النهار : وساطة ساترفيلد تتقدَّم نحو المفاوضات الرباعيَّة
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : وسط الاستعدادات الجارية لانجاز المرحلة النهائية من اقرار موازنة 2019 في مجلس النواب، قفزت أمس الى واجهة المشهد الداخلي الوساطة التي يتولاها مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد بين لبنان واسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية. واتّخذت الجولة الجديدة التي قام بها ساترفيلد على المسؤولين اللبنانيين دلالات واضحة حيال تقدم مهمته المكوكية بين لبنان واسرائيل، وسط معلومات تؤكد انه نقل الى بيروت موافقة اسرائيل على إطار الوساطة الذي اقترحه لبنان من خلال وساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة لمفاوضات الترسيم.
واسترعى الانتباه ان ساترفيلد أضاف الى جدول لقاءاته أمس قائد الجيش العماد جوزف عون بما يعني ان تفاصيل لوجستية تتصل بالمفاوضات المحتملة في شأن الترسيم بدأت تطرح في الاتصالات التمهيدية.
والتقى ساترفيلد في هذا الإطار رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وتشاور معه في الاتصالات القائمة في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في ضوء المساعي الأميركية لتوفير المناخات الملائمة للبدء بهذه العملية. واطلعه على ما تحقق حتى الآن من الاتصالات التي أجراها، والتي سوف تستمر في الايام المقبلة.
والتقى أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أفادت مصادر الرئاسة الثانية أن الديبلوماسي الأميركي “لا يزال يسجل تقدماً في حاجة الى خطوات اخرى في اطار هذه المساعي“.
كذلك أعلم رئيس الوزراء سعد الحريري الذي التقاه في السرايا الحكومية، انه “مستمر في مهمته للتوصل الى اتفاق لإطلاق محادثات ترسيم الحدود البحرية“.
وكان اجتمع بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس. وأوضحت مصادر الخارجية “ان ساترفيلد نقل الى لبنان الجواب الاسرائيلي وفقاً للطرح اللبناني الدي تقدم به رئيس الجمهورية ميشال عون في موضوع المفاوضات في شأن ترسيم الحدود البحرية والبرية. والجو كان ايجابياً ولبنان تبلغ الموقف الاسرائيلي وفقاً لطرحه في هذا الصدد“.
ثم زار مساء العماد جوزف عون في قيادة الجيش باليرزة.
وقال الرئيس نبيه بري أمام زواره عن اجتماعه وساترفيلد إن “الامور تسير نحو الايجابية. ولا يمكننا في الوقت نفسه القول إن الاتجاهات النهائية قد حسمت حيال عملية الترسيم والتحضير للمفاوضات”. وأوضح أن “جملة من النقاط تحتاج الى مزيد من البحث والتدقيق وننتظر الردود عليها عبر السفير ساترفيلد. وأبلغني انه سيتصل بالاسرائيليين في هذا الخصوص هاتفياً أو سيزور تل أبيب“.
وسئل لما ذا حصل هذا التقدم من الطرف الاسرائيلي، فأجاب بري: “أولاً جرى الاتفاق من كل الاطراف على ربط الترسيم من البر والبحر في شكل متلازم على عكس ما كان يطرح الاسرائيلي ومن دون أي تجزئة بينهما. وان نقطة الخلاف الباقية مع الاسرائيلي هي انه يريد وضع سقف زمني لهذه المفاوضات يمتد على مدار ستة أشهر. ونحن من جهتنا نريدها مفتوحة ومن دون وضع سقف لهذه المفاوضات. وعلينا ان نحذر هنا من المماطلة الاسرائيلية. ونحن في النهاية أصحاب حق لن نفرط به. وهذه الثروات هي ملك الاجيال اللبنانية المقبلة“.
وشدد على ان “ثبات الموقف اللبناني اوصله الى هذه الحصيلة. وان شركات النفط في النهاية لن تقدم على الاستثمار في الجزء المحتل من الاراضي الفلسطينية قبل تأكدها من ان الجزء اللبناني قد جرى ترتيب آباره. وتعرف اسرائيل جيداً حقيقة هذا الموضوع“.
ونفى بري ان يكون تطرق وساترفيلد إلى ربط سلاح المقاومة ونزعه توازاناً مع قبول اسرائيل بترسيم الحدود البرية والبحرية، قائلاً: “هذا الامر لن يطرح وأنا في النهاية أبو المقاومة“.
ولن يشمل الترسيم عند الحدود البرية مزارع شبعا المحتلة لأنها مرتبطة بالقرار 1701.
ومن المقرر ان تعقد الاجتماعات في الناقورة ولا يعترض الاسرائيلي على هذه المسألة وستكون في رعاية الامم المتحدة وتحت علمها وهي التي ستشرف على توقيع المحاضر النهائية وسيوقعها كل الاطراف: اللبناني والاسرائيلي والوسيط الاميركي والامم المتحدة.
وفي حال تلقي الجانب اللبناني الرد النهائي من الجانب الاسرائيلي عبر ساترفيلد، سيكلّف وفد عسكري ولا مانع هنا من استعانته بخبراء في حقلي الترسيم والنفط والغاز.