من الصحف البريطانية
تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم بملفات المنطقة العربية وعلى رأسها الملف الإيراني وسياسات ترامب واحتمالات الحرب في المنطقة، وصعود “نزعة وطنية” تسببت هجمات في وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، علاوة على مخاطر “الكارثة الإنسانية التي تهدد بجعل مليون إنسان في غزة يعانون من نقص الغذاء” وغيرها من الملفات
.
نشرت الفاينانشيال تايمز تقريرا لاثنين من مراسليها بعنوان “صعود النزعة الوطنية السعودية في رحلة البحث عن الهوية”، ووضعت له عنوانا ثانويا يقول إن صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ألهم مدا وطنيا قاد إلى هجمات على آخرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول التقرير إنه في الوقت الذي تم فيه بث الحلقة الأخيرة من المسلسل الشهير “صراع العروش” بثت شركة إعلامية مقطعا صغيرا مصورا يظهر شخصا بجلباب أبيض يجلس على العرش الحديدي الشهير الذي يثور حوله الصراع في المسلسل.
ويضيف أن الهدف من نشر المقطع كان بهدف الترويج للشركة في المملكة لكن ما حدث بعد ذلك كان مختلفا، إذ سارع بعض المواطنين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لانتقاد المقطع واعتبروه هجوما على العائلة السعودية المالكة، ودعوا إلى محاسبة المسؤول عن نشره بل وطالب البعض بسحب الجنسية عن المتورطين في إعداده ونشره.
ويوضح التقرير أن “الهجوم على المقطع الذي يبلغ طوله 10 ثوان ونُشر أولا على تطبيق سناب شات يعتبر أحدث الأمثلة على تزايد نزعة التطرف الوطني في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية منذ سيطرة ولي العهد محمد بن سلمان على السلطة في البلاد“.
ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة لمؤيدي ولي العهد السعودي “يُعد هذا الاتجاه حماسة مطلوبة وتعبيرا عن الثقة في القيادة الجديدة للبلاد، لكنه بالنسبة لآخرين يمثل إجراء تقسيميا للمجتمع ومثيرا للمخاوف من العقلية العدائية التي تعتمد مبدأ “من ليس معنا، هو بالتأكيد ضدنا” التي تعززت في ظل ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما“.
وينقل التقرير عن أكاديمي سعودي رفض الإعلان عن اسمه كما يفعل كثيرون، بحسب التقرير، قوله “إنها سياسة إقصائية بشكل شديد حتى تجاه سعوديين آخرين ويمكن أن تتحول إلى نزعة خطرة جدا على المدى البعيد“.
ويقول التقرير “في هذه البيئة يمكن لأي حركة معارضة بسيطة أن تودي بالمرء إلى غياهب السجن، بل وقد يكلف مجرد عدم إظهار الولاء لبن سلمان بشكل كاف على مواقع التواصل الاجتماعي المرء سمعته ووظيفته وحتى حريته“.
ويخلص التقرير إلى أن المملكة تبحث عن هويتها منذ تأسست عام 1932 وظلت لعدة عقود تعلم التلاميذ في المدارس أن الانتماء للإسلام أولا ثم العروبة ثانيا والسعودية ثالثا، لكن بعد هجمات سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة والهجمات الإرهابية في المملكة توجهت الحكومة السعودية إلى تعزيز فكرة الهوية لمكافحة التطرف.
ويضيف التقرير أن النشطاء يعزون تصاعد المد الوطني هذا إلى مستشاري ولي العهد الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لدعم موقفه وخططه الاقتصادية وسياساته الخارجية بدءاً من قرار محاصرة قطر وحتى الأزمة مع كندا العام الماضي.
كما يلمح التقرير إلى أن سعود القحطاني مستشار ولي العهد الذي استبعد في إطار دوره المزعوم في قضية مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي كان يعد المحرك للعديد من هذه الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أن ناشطين سعوديين يخشون من أنه ما زال فاعلا من وراء الستار.
نشرت الغارديان مقالا للكاتب المختص بالشؤون ا لدولية سايمون تيسدال بعنوان “سياسات ترامب الحمقاء تجعل الحرب مع إيران أقرب“.
يقول تيسدال إن “القادة الإيرانيين يواجهون خيارات صعبة أمام سياسات الولايات المتحدة العدائية والمستمرة والتي لاتهدف إلا إلى أمر واحد فقط هو تغيير النظام“.
ويعتبر تيسدال أنه من غير الواضح ماذا يمكن أن تفعل إيران لتقلل من التصرفات المعادية من الجانب الأمريكي وحلفائه الإقليميين و تهديدهم بالتصعيد العسكري واندلاع مواجهة شاملة.
ويضيف أن “الساسة الإيرانيين طالما تمكنوا من حفر طريقهم في مواجهة الأزمات لكن دونالد ترامب ومستشاريه الملحين يصرون على أن يفعلوا بالضبط كل ماتقوله الولايات المتحدة وما يصب في مصالحها وهو بالتحديد إنهاء 40 عاما من التحدي الذي بدأ بعد الثورة الإيرانية، إنه تغيير النظام في إيران“.
ويقول تيسدال إنه يقال في واشنطن إن “أن الرئيس يرغب في تجنب صراع آخر في الشرق الأوسط، لكن الصقور مثل بومبيو وبولتون ونائب الرئيس مايك بنس، الذين يديرون الملفات الخارجية بينما ترامب يلعب الغولف ويغرد على تويتر، لايشعرون بالخجل من تكرار أخطاء التدخل العسكري في الخارج وفي الغالب سيستمتعون بتنفيذ ما يريدون“.
أما الإندبندنت فنشرت تقريرا لمراسلتها في القدس بيل ترو بعنوان “أزمة غزة: الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية: مليون إنسان في غزة سيعانون الجوع“.
تقول ترو إن الأمم المتحدة تحذر من أن مليون إنسان في قطاع غزة قد يعانون من الجوع قريبا بسبب تراجع ميزانية منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واقترابها من النفاد خلال شهر.وتشير ترو إلى أن مسؤولين من المنظمة أكدوا للإندبندنت أنها بحاجة إلى موارد مالية بشكل عاجل لتجني هذه الأزمة .
وتوضح ترو ان المنظمة اضطرت لطلب دعم مالي إضافي الصيف الماضي وتطالب حاليا بنحو مليار ومائتي مليون دولار سنويا للحفاظ على عمل المدارس والمؤسسات الصحية والإمدادات الغذائية والرواتب الشهرية التي توفرها لنحو 5 ملايين لاجيء فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن.
وتشير ترو إلى أن الأمم المتحدة تقدر أنها بحاجة إلى نحو 20 مليون دولار إضافية لمواجهة أزمات صحية وشيكة حيث تعتبر الأونروا أكبر جهة توفر الوظائف لمصلحة الاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة على وجه الخصوص.