من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الاسرائلية الصادرة اليوم ادعاءات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات في مجلس الأمن الدولي التي قال فيها إن المستوطنات لا تعيق التوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما حركتا حماس والجهاد الإسلامي، كما ادعى أن “صفقة القرن” التي تعمل عليها الإدارة الأميركية، والتي ستعرض قريبا، “واقعية”، وتلائم الطرفين .
وقال غرينبلات في مجلس الأمن إن الرّؤية التي سيتمّ اقتراحها “ستكون واقعيّةً وقابلة للتّحقيق”، مُشيرا إلى أنّ الفريق الذي أعدّها أراد أن تكون له “نظرة جديدة” على أسباب النزاع، ومطالباً بمساعدة طرفَي النزاع على بحثها عندما يتمّ كشف النقاب عنها، يذكر في هذا السياق أنه يعمل غرينبلات على “صفقة القرن”، التي توصف بأنها تصفية للقضية الفلسطينية إلى جانب كل من صهر ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
وندّد غرينبلات بعدم دعوة إسرائيل إلى التعبير عن رأيها، وخَصّص معظم خطابه للتنديد بما تشهده الأمم المتحدة من “انحياز” ضدّ إسرائيل التي تحوّلت من “بلدٍ صغير ضعيف وهشّ” عند قيامها إلى “دولة ديموقراطية مزدهرة” على حد زعمه.
أشارت تحليلات إسرائيليّة إلى أن تأثيرات العدوان الأخير على قطاع غزّة بداية الأسبوع الجاري، والذي استمرّ ليومين، أبعد من تبادل للصواريخ على مدار يومين، إنّما شمل تبادل رسائل مفادها “تغيّر قواعد اللعبة” في القطاع.
وركّز المحلّل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان على استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لموقع عسكري لحركة حماس، ما أدى إلى استشهاد اثنين من مقاتليها، وهو الاستهداف الذي أدّى إلى تصعيد الأوضاع في القطاع. ولفت فيشمان إلى أن الاغتيال صدر عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، “الذي رأى في ذلك خطوة تعبّر عن التغيير الذي يقوده في قواعد اللعبة“.
وخلال الأشهر الماضيّة، نظّم الجيش الإسرائيلي ورشات للضبّاط، بمبادرة كوخافي، عنوانها “الحسم والانتصار”، قال فيشمان إن لها هدف أساسي هو “محاولة كسر مفهوم ’ممارسة القوّة’ التي حدّدت على المعارك في الجبهات المختلفة، على الرغم من أنها توقفت عن أن تأتي بالنتائج المرجوّة“.
ومن ضمن التغيير في “مفهوم ممارسة القوّة”، قال فيشمان إنّ كوخافي وقائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ جهّزا “خطة تتضمّن استهدافا جسديًا بالعدّو بقوّة أكبر بكثير من السابق”، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي قلّص من اعتباراه السابقة “بالامتناع عن استهداف مناطق آهلة بالسكّان”، بادّعاء فيشمان، “فالغارات أضحت أكبر، وأقرب إلى مناطق آهلة بالسكّان”، ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يطلق على المفهوم الجديد للاستهداف اسم “شدّ البراغي“.
ولم يقتصر العدوان الأخير على رسائل من الاحتلال الإسرائيلي فقط، إنما تضمّن رسائل من فصائل المقاومة، أيضًا.
فحسب فيشمان، “فإن اغتيال عبد الله أبو ملوح (ضمن الغارة الإسرائيلية على موقع لكتائب القسّام، الجمعة الماضي)، عزّز فرضيات تغيير السياسة الإسرائيليّة تجاه القطاع عند قادة حماس، ما قاد الحركة إلى محاولة فرض قواعدها الخاصّة“.
وادّعى فيشمان أن حركة حماس، حاولت، صباح السبت الماضي، بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عمليّة اغتيال ضدّ عناصر في الجيش الإسرائيلي، “إلا أنها فشلت بذلك”، “وفي هذه المرحلة، كانت حماس قد نسقّت مع الجهاد الإسلامي على رد مشترك قوي يجعل إسرائيل تدفع ثمنا باهظًا”، وهو ما تمثّل بإطلاق 700 صاروخ خلال يومين على أهداف إسرائيليّة.
وتمثّل تغيّر السياسات الإسرائيليّة في القطاع في عدة مناحٍ، بحسب فيشمان، هي: قتل ناشطين عسكريّين لا استهداف بنى تحتيّة فقط؛ اغتيال ضد قيادات في حماس؛ استهداف بنى تحتيّة عسكريّة تشمل مقرّات للقيادة ومخازن عسكريّة داخل بنايات آهلة بالسكّان.
وردّت فصائل المقاومة الفلسطينيّة، “بخطّة نار هجوميّة بشكل خاص”، بتعبير فيشمان، في وقت تواجدت فيه قيادات حماس والجهاد الإسلامي باجتماعات مع قادة جهاز المخابرات المصرية.
بينما كتب المحلّل العسكري لصحيفة معاريف طال ليف رام، “رغم أن التصعيد الأخير في قطاع غزّة استمر يومين فقط، إلا أنه يمكن التعلّم منه الكثير عن القدرة الصاروخيّة للفصائل”، ولفت إلى تكثيفهم لإطلاق الصواريخ منذ عدوان 2014، “هام ويترك انطباعًا“.
واستنتج ليف رام أنّ حماس والفصائل الأخرى وحزب الله، “قبل حفرهم الأنفاق، وحصولهم على الطائرات المسيّرة يعملون على توطيد ترسانتهم الصاروخيّة”، ولذلك فهم يملكون ردعًا متبادلًا أمام إسرائيل، رغم فارق القوّة الكبير.