حزب الخضر كرم مديرة الوكالة الوطنية للإعلام وعدد من السيدات الناشطات في الشأن العام
أحيا حزب الخضر اللبناني اليوم العالمي للمرأة، في احتفال أقيم، في قصر المؤتمرات في ضبيه، كرم في خلاله مديرة “الوكالة الوطنية للإعلام” السيدة لور سليمان صعب وعدد من السيدات الناشطات في الشأن العام لسنة 2014، في حضور راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، النائبين سيرج طورسركيسيان وجيلبرت زوين، الوزير السابق مروان شربل، النائبين السابقين نهاد سعيد ووجيه البعريني، مديرة المراسم في وزارة الخارجية ميرا ضاهر، رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية الرائد سوزان الحاج وشخصيات رسمية، سياسية، روحية، إعلامية، وناشطين بيئيين وحشد من أعضاء الحزب وأصدقائه
.
قدم الحفل الإعلامية دينا خياط والدكتور نزار دندش الذي اعتبر “ان لا شيء ينبض إلا إذا نبضت حواء الحبيبة ولا غصن يحن الى غصن إلا إذا حنت حواؤه أم الحياة” وقال: “صحيح ان ليس منكن نبيات، لكن أنتن أمهات الأنبياء، ونبض هذه الحياة، وفيكن من القوة ما يكفي لتغيير العالم، السيء فيكن إنكن تفضلن الشكوى على النضال، والحق لا تعيده الى أصحابه إلا القوة“.
ثم ألقت رئيسة الحزب ندى زعرور كلمة فقالت: “نحتفل اليوم بعيد المرأة، عيد لنصف مجتمع يحتفل به مجتمع بأكمله، الثامن من آذار هو عيد عالمي لتكريم المرأة وتسليط الضوء على دورها المميز خلال مسيرتها الإنسانية الطويلة، ومساهمتها الفعالة في تأسيس حضارتنا وبنائها وازدهارها، لكن المؤسف والمذل ان تشريعات مرحلة تقاسم الثروة والنفوذ مازالت تسود حتى يومنا هذا وفي معظم المجتمعات وبشتى المظاهر وفي معظم التشريعات، ومازالت المرأة تصنف في خانة أصحاب الحقوق المغتصبة ومن يعاني القهر والإستبداد، ذلك يذكرنا بوضع البيئة التي تعاني الظلم والإضطهاد، فمن يلوث البيئة يعمل على تهميش دور المرأة، ومن يظلم المرأة يظلم الطبيعة، فالمرأة والأرض توأمان لا ينفصلان.
اضافت زعرور “ولأننا حزب يناضل من أجل حماية البيئة ويدافع عن حقوقها فإننا أيضا نعمل لحماية المرأة ونتبنى الدفاع عن كل حقوقها، حماية البيئة ثقافة من يحب الحياة والدفاع عن حقوق المرأة ثقافة الحق وميزان الرقي والتمدن، ولكي نحمي البيئة وندافع عن حق المرأة في المواطنية لا بد من تغيير الأنظمة المخالفة وإزالة القوانين المنحازة، ولا بد من تحديد أعداء حقوق المرأة هم بطبيعة الحال أعداء المرأة وأعداء السلام“.
وتابعت “ان حزب الخضر الذي ولد من رحم الجمعيات البيئية الناشطة وجمعيات حقوق الإنسان ومن منظمات المجتمع المدني هو حزب مناضل ومكافح ومقاوم، نحن لم نرث حزبا ولا قيادة ولا نفوذا ولا سلطة، ملعبنا كل شبر من أرض لبنان، كل حوض يتعرض للحرق والقطع، كل طير يتعرض للقتل، كل جبل يتعرض للجرف، كل نهر يتعرض للتلوث، كل فضاء يتعرض لدخان الموت وسموم المصانع، كل شاطىء يتعرض للنهب والإحتلال، كل منطقة سكنية تستباح لكي تتحول الى مكبات عشوائية للنفايات، صحيح اننا جزء من الصحوة البيئية في العالم نتعاون مع كل حزب يدافع عن الكون الأخضر خصوصا مع أحزاب الخضر في العالم، لكننا لسنا امتدادا لأحد ولن نكون أداة لأحد، نحن ندافع عن بيئة الإنسان، عن مستقبل كل إنسان لكي نحميها من التلوث القاتل بدءا بجبال النفايات وإنتهاء بطبقة الأوزون في أعالي السماء. وكما عملنا على إقرار مشروع النيابةالعامة البيئة، وكما اننا لا نزال نتابع دعوانا ضد المعتدين على الأملاك البحرية والنهرية، فإننا نعد المرأة بالدفاع عن حقوقها المشروعة والعادلة، ولن نهدأ قبل أن تنال المرأة حقوقها كاملة، والى أن تنال كل إمرأة على أرض لبنان حقها في المعاملة الإنسانية العادلة والمنصفة، ولأن الحقوق المدنية للمواطن لا تؤمنها إلا الدولة المدنية العادلة والبعيدة عن أسلوب المحاصصة الطائفية فإننا سنعمل مع كل لمخلصين للوصول الى هذه الدولة العلم، الى دولة تنصف موظفيها فتقيهم شر الهجرة والتشرد والعذاب، وتحمي حدودها وتؤمن لمواطنيها الأمن والإستقرار والحيارة الكريمة. إننا ننوه ببطولة الجيش اللبناني في الدفاع عن أرض الوطن في محاربتهم الإرهاب وننحني مام بطولة أبنائه وشهدائه.
بعد ذلك عرض المدير العام ل”ستاتيستكس ليبانون” ربيع الهبر لواقع المرأة في لبنان والدول العربية، ورأى انه “على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية للحد من التمييز بين الرجل والمرأة، وبشكل خاص في الدول العربية، إلا ان هذه الجهود لم تؤد الى النتائج المرجوة بحيث لايزال التمييز بين الجنسين يسود في هذه الدول على صعد عدة، وإن بدرجات متفاوتة بين دولة وأخرى.
بعدها كانت مداخلات عن وضع المرأة في لبنان، فتناولت الدكتورة وديعة الأميوني “المرأة والعلاقات الإجتماعية”، فاعتبرت ان مشاركة المرأة في السياسة والنقابات والجمعيات المدنية، ودورها المعاصر داخل الأسرة وفي العمل، وتطور واقعها التعليمي والإقتصادي والصحي والإجتماعي والفني وغيره، ليس سوى صورة خارجية تتماشى مع نسق التطورات المالية في عالمنا المادي المتغير، ولا تعكس الجوهر الأولي والأساس الذي يضبط كل تلك العلاقات والأحوال.
وتحدثت الدكتور ناتالي خوري عن “المرأة الأديبة الناقدة والمفكرة”، فرأت ان “لا معوقات أمام المرأة لتكون أديبة أو روائية، ويبقى التفرد في إمكانية تثقيف نفسها أكثر بالإضافة الى الموهبة لتكتب بمستوى أعلى تطمح إليه، ففي الكتابة عادة، نتكلم في ما يتجاوز الذكورة والأنوثة، فالمشاعر هي هي، التحدي يكون في التطوير الدائم، وهذا الكلام ينسحب على الرجال والنساء“.
وتطرقت الإعلامية فاطمة بري الى “واقع المرأة اللبنانية في الإعلام” وقالت: “نحن أمام نموذجين من المرأة: إمرأة تقدم إعلاما وإمرأة يقدمها الإعلام والإعلان ايضا، الأولى تعمل على نفسها مثقفة تملك مؤهلات معينة من حضور وثقافة وإلمام، اما الثانية فوضعها بحسب الكثير من الأوراق المكتوبة في صحف أو مجلات أو تعليقات فإن وضعها غير مرضى عنه“.
وتناولت الإعلامية عبير شرارة موضوع “المرأة والقوانين التمييزية” فشددت على ان السلطة ومعارضتها الرسمية على حد سواء تظلم وتتعسف وتسيء استخدام القوانين وتواصل ثقافة الحرمان، ونحن لم ندخل بعد مرحلة الدولة وأدوارها وهذا لن يتحقق الا بمشاركة المرأة والشباب الكاملة في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة، أي المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية“.
وعرضت مهى سكرية لمشاكل اللاجئات في لبنان وأشارت الى ان اللاجئات عموما سواء كن سوريات أو فلسطينيات أو من جنسيات أخرى، تجمعهن إضافة الى صفة لاجئة مشاكل متشابهة الى حد ما.