من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : لائحة إسمية أولى من “النصرة”.. ولبنان يرفض التجزئة وإطلاق المحكومين “أبو حارث” شاهد على ذبح العسكريين.. ودفنهم بيديه
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والثمانين بعد المئتين على التوالي.
أكثر من أربعة في المئة من الأراضي اللبنانية في السلسلة الشرقية تحت سيطرة “داعـش” و “النصرة”. هذا ما بيّنته الخريطة التفصيلية التي نشرتها “السفير”، أمس، وهي نسبة قابلة للنزول أو الصعود، تبعا لإستراتيجية الدولة في مكافحة الإرهاب التي يتفق اللبنانيون على عنوانها العام ويختلفون على “تقريش” بُعدها المتصل باكتمال المؤسسات الدستورية، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولا.
وفيما كانت المفاوضات لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين تتقدم مع “النصرة” ولا تتحرك مع “داعش”، تمكن الجيش اللبناني من فك لغز الجريح السوري الذي كان قد أدخل قبل عشرة أيام إلى مركز طبي ميداني في عرسال، ثم إلى مستشفى في البقاع الغربي، ليتبين أنه أحد مطلقي النار على شهداء الجيش في معركتي عرسال (2 آب) و “تلة الحمراء” في جرد رأس بعلبك (23 شباط) واعترف أنه تولّى حراسة العسكريين المخطوفين لدى “داعش”، “وكان شاهداً على ذبح العريف الشهيد علي العلي، كذلك كشف عن هوية من أقدم على ذبح العسكريين الشهيدين علي السيد وعباس مدلج، إضافة إلى معلومات حول طبيعة عمل التنظيمات الإرهابية وقادتها”، كما جاء في بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني.
وأفاد مراسل “السفير” في البقاع أن مخابرات الجيش اللبناني تمكنت في الساعات الأخيرة من توقيف ارهابي خطير اعترف بتنفيذ عمليات ارهابية على الأراضي اللبنانية بينها استهداف الجيش في منطقة عرسال.
وقالت مصادر رسمية واسعة الاطلاع لـ “السفير” إن المفاوضات التي يجريها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع “النصرة” بواسطة الجانب القطري، حققت خرقا جديدا مع تسلم السلطات اللبنانية أول لائحة رسمية تتضمن أسماء أربعين موقوفا لدى السلطات اللبنانية، على أن تليها لائحة ثانية “في أقرب فرصة” كما تبلغ إبراهيم من الوسيط القطري.
وأوضحت المصادر أن “النصرة” لم ترسل حتى الآن أية لوائح اسمية لموقوفات في السجون السورية. وقالت إن التواصل بين اللواء إبراهيم ونظيره القطري غانم الكبيسي مستمر بزخم بعد عودة الأخير من زيارته لواشنطن إلى جانب أمير قطر.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب اللبناني حدد عددا من المعايير التي لا يمكن تجاوزها وأولها عدم تجزئة ملف إطلاق سراح العسكريين، خصوصا بعدما برزت محاولات سابقة، خصوصا من “داعش” لتجزئة الملف على مدى شهرين وعلى ثلاث دفعات، قبل أن يجمد تواصله مع الجانب اللبناني لأسباب متعلقة بما يجري من صراعات داخل التنظيم نفسه.
وأكدت المصادر أن ثاني المعايير المتوافق عليها داخل خلية الأزمة الحكومية اللبنانية هو رفض إطلاق سراح أي من المحكومين.
وفي موازاة الزخم القطري، يستمرّ الموقف التركي الرسمي على حاله: “أنقرة ليست جزءا من معادلة المفاوضات الجارية في ملفّ العسكريين وهي في الأصل لم تتدخّل في هذه المسألة بالرّغم من توجّه الأنظار إليها والى قطر فور اختطاف العسكريين اللبنانيين في آب الماضي” حسب أوساط مطلعة على الموقف التّركي. وأضافت أن المسؤولين الأتراك كرروا أمام من راجعهم الجواب ذاته: “تركيا لا تملك القدرة على التأثير في الجماعات المتطرّفة وهي لم تستقبل أيّ مفاوض على أراضيها. كما أن السفير التركي في بيروت سليمان إنان أوزيلديز نصح مؤخرا أهالي المخطوفين بالإصغاء إلى مصدرين اثنين فحسب هما: رئيس الحكومة تمّام سلام واللواء عبّاس إبراهيم الذي يقود عملية التفاوض السرّية”.
الى ذلك، أكدت مصادر عسكرية لـ “السفير” ان مخابرات الجيش أوقفت في الثالث من آذار في مستشفى فرحات في بلدة جب جنين في البقاع الغربي السوري حسن غورلي الملقب بـ “أبو حارث الأنصاري” (مواليد 1996) الذي تبين أنه كان قد أصيب في معركة “تلة الحمراء” في جرود رأس بعلبك في 23 شباط الماضي وتمكن بفضل بعض اللبنانيين المتعاونين مع المجموعات التكفيرية وبأوراق مزورة من الانتقال الى مستشفى ميداني يستقبل جرحى المجموعات المسلحة في عرسال، ومن هناك نقل في احدى سيارات الاسعاف الى البقاع الغربي، وقد ادعى لدى أخذ افادته الأولية أنه أصيب بحادثة دراجة نارية!
واللافت للانتباه أن غورلي المصاب في رأسه وبعض أنحاء جسمه عولج وكاد يخرج من المستشفى ويلتحق مجددا بالمجموعات الإرهابية في جرود عرسال (كما نجح العشرات من قبله بالطريقة نفسها)، لولا معلومة وصلت الى مخابرات الجيش عبر أحد المخبرين في المستشفى، ما استوجب قيام مخابرات الجيش باعادة استجوابه، حيث فاجأ المحققين بانهياره سريعا وتقديم اعترافات شاملة.
ومن ابرز اعترافاته أنه كان ينتمي الى مجموعة مسلحة كانت تشرف على معبر الزمراني وتتلقى أوامرها من “النصرة” ثم التحق في منتصف الصيف الماضي مع معظم عناصرها بتنظيم “داعش”، وهو كان متواجدا على رأس مجموعة في النقطة الاولى التي تم نقل العسكريين اللبنانيين المخطوفين من عرسال إليها في الثاني من آب الماضي، ومن ثم الى أماكن أخرى، وأبلغ المحققين انه كان شاهدا على ذبح العسكريين علي السيد وعباس مدلج وانه شارك في دفنهما.
الديار : ملك السعودية يريد محوراً سنياً ضد إيران وتنظيم الدولة
كتبت “الديار”: تدفع المملكة العربية السعودية الدول السنية في الشرق الأوسط إلى تنحية خلافاتها بشأن الإسلام السياسي، وتدعوها إلى التركيز على التهديدات المحلية النابعة من إيران وتنظيم الدولة.
واستخدم ملكها الجديد لقاءات قمة مع الدول الخليجية العربية والأردن ومصر وتركيا، التي عقدها خلال العشرة أيام الماضية لتعزيز الحاجة للوحدة والبحث عن طرق لتجاوز الخلافات حول الإخوان المسلمين.
ويقول دبلوماسيون إن شكوك السعودية العميقة بالجماعة الإسلامية لم تتغير، لكن التفكير الذي يتبناه الملك سلمان هو أكثر دقة من ذلك الذي تبناه سلفه الملك عبدالله، الذي توفي في كانون الثاني، وربما احتوى على درجة من التساهل مع الحلفاء، ما يعطي الدول الأعضاء فرصة للتحرك.
وفي العام الماضي قامت كل من السعودية والبحرين والإمارات العربية بسحب سفرائها من قطر؛ بسبب علاقاتها مع الإخوان المسلمين.
ويقول دبلوماسي عربي في منطقة الخليج: “يعتقد السعوديون أنه لو كانت علاقات السنة جيدة مع بعضهم البعض، فعندها سنكون قادرين على مواجهة هذا، ويحاول الملك سلمان توطيد العلاقات في العالم الإسلامي، ووضع الخلافات حول الإخوان المسلمين جانبا”.
وتعد إيران الشيعية هي الهم الأكبر بالنسبة للرياض، وتخشى من تزايد تأثير عدوتها الرئيسية في المنطقة، خاصة بعد سيطرة حلفاء طهران الحوثيين على مناطق واسعة في اليمن، ومساعدة قادتها العسكريين الميليشيات التي تقاتل في العراق.
وهناك رؤية آخذة بالتزايد في توصل القوى الدولية إلى اتفاقية مع إيران حول مشروع طهران النووي، ما سيؤدي إلى رفع الضغط عن الجمهورية الإسلامية. وراقبت السعودية بنوع من العصبية حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة وهي تحاول تحقيق اتفاقية مع طهران.
وطمأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري السعوديين يوم الخميس، بأنه يحاول تحقيق “صفقة كبرى” مع إيران، لكن قلق الرياض حول التزام الولايات المتحدة في المنطقة على المدى الطويل، هو ما يدفعها لتحقيق الوحدة العربية.
أما الشاغل الرئيسي الثاني للرياض فهو تنظيم الدولة. فقد دعا تنظيم الدولة السعوديين إلى تنفيذ هجمات داخل المملكة، وقام المتعاطفون معه بمهاجمة قرية شيعية في تشرين الثاني، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.
وتخشى الرياض أن تجذب دعاية التنظيم القوية وأيديولوجيته الإسلامية المتشددة المحرومين من الشباب السعوديين لتحدي شرعية العائلة الحاكمة ذاتها، التي تقوم في جزء منها على أرضية دينية.
ولكن من خلال البحث عن توافق واسع في العالم العربي حول الإسلام السياسي، فعلى السعودية التصدي للخلافات الإقليمية الأعمق، التي تجري بين الدول السنية التي تقبل حضور الإخوان المسلمين مثل قطر، وتلك التي صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة.
وبرزت هذه المشاكل في الطريق أمام بناء رد متماسك على أزمات إقليمية، حيث انحرفت محاولات حل مشكلة بعد أخرى للجدال حول طبيعة الإسلاميين.
ويقول دبلوماسي غربي في الخليج: “من الواضح أن السعودية لا تريد أن تجد نفسها في مواجهة العديد من المعارك، فتنظيم الدولة وإيران هما العدوان الآن، وكل شيء غير هذا يمكن تأجيله”.
الأخبار : ما بعد آذار : عودة الاغتيالات إلى لبنان
كتبت “الأخبار”: لا تقتصر المخاطر الأمنية التي تطاول لبنان على المجموعات التكفيرية انطلاقاً من الجبال الشرقية ومن خلاياها النائمة في الداخل. على لسان الأمنيين، إشارات إلى عودة مسلسل الاغتيالات إلى لبنان، و”حرب أجهزة” لا يغيب عنها الموساد الإسرائيلي، قد تستعر في حال فشل الاتفاق بين إيران والغرب
24 آذار 2015، موعد انتهاء المهلة النهائية الموضوعة “علنياً” للاتفاق بشأن الملفّ النووي بين واشنطن وطهران ليس تاريخاً عادياً بالنسبة الى لبنان. من إشارات الرئيس نبيه برّي المتكرّرة للموعد، إلى القلق الأمني وهاجس عودة مسلسل الموت الذي يتردّد على لسان الأمنيين، يبدو توقيع اتفاق إيراني ــ أميركي أو فشله مفصلياً في رسم المشهد اللبناني المقبل، وبالتحديد في الأمن والاستقرار.
وإذا كان فريق 8 آذار لا يعوّل في الأمن على الاتفاق النووي الإيراني مع الأميركيين، في ظلّ انخراط حزب الله في القتال المتواصل مع الجماعات الإرهابية في الجرود اللبنانية الشرقية، إلى سوريا والعراق. إذ يرى الحزب في هذه الجماعات تهديداً جدياً طويل الأمد، لن ينتهي استثماره ضدّ محور المقاومة في وقت قريب، إلا أن ما يردّده الفاعلون في قوى 14 آذار يتعدّى توقّع عام دموي يمرّ على لبنان، إلى معلومات مؤكّدة وصلت الى جهات أمنية بارزة عن عودة مسلسل الاغتيالات إلى البلد.
وفي معزلٍ عن اقتناع تيار المستقبل بأن لا اتفاق بين إيران وأميركا، على الأقل الآن، لأسباب عدة، منها “عدم جاهزية الداخل والنظام الإيراني لمتطلّبات الاتفاق النووي واستتباعاته”، إلى “عدم القناعة بأن إيران قد تمنح خدمة كالاتفاق معها لرئيس أميركي سيخرج من البيت الأبيض في وقت قريب”؛ يقول أحد المصادر البارزة في التيار إن “الاتفاق يعني حكماً انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ومرحلة استقرار، لكنّ توقعاتنا أن لا رئيس في المدى المنظور”.
ويذهب أحد المراجع الأمنية إلى السيناريو الأسوأ: “لا اتفاق بين إيران والغرب، ما يعني تصعيداً أمنياً كبيراً في المنطقة، في البحرين يتوسّع إطار المواجهة بين السلطة والمعارضة، في اليمن تشتدّ الحرب وترتفع حدّة المعارك وقسوتها، في العراق يشتدّ السباق الميداني، في سوريا ترتفع حدّة المعارك وتشتعل جبهات الجنوب، وفي لبنان يستمر التهديد من الشرق، وتغزو الاغتيالات والتفجيرات البلاد”.
ولم تعد خافية الإجراءات الأمنية الجديدة التي اتخذها سياسيون، بعد الحديث عن تحذيرات وجهها بالاسم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لعدد من الشخصيات، من بينها النائب أحمد فتفت الذي أشار إلى تحذير المشنوق علانية. ومع أن “لبنان من بين دول قليلة، استطاع تنفيذ حرب استباقية على عدد كبير من الخلايا النائمة في البلد، وفكّك جزءاً كبيراً من منظومتها وقادتها”، إلّا أن “بعض الخلايا التكفيرية لا تزال موجودة، لكنّها لا تستطيع القيام بعمليات كبيرة في ظلّ الحرب التي تخاض ضدّها، مع اعتمادها على ظاهرة الانتحاريين”. وتؤدي المعلومات الآتية من “بعيد” دوراً كبيراً، بحسب المرجع، في مساعدة الأجهزة الأمنية اللبنانية على رصد الجماعات الإرهابية. فإلى جانب المعلومات التي تأتي من الغربيين، ” تؤدي الاستخبارات الاسترالية الدور الأبرز في رفد الأجهزة اللبنانية بالمعلومات المهمّة عن الخلايا التكفيرية وامتداداتها”.
بيد أن التهديد، بحسب المرجع الأمني، لا يأتي فحسب من الجماعات التكفيرية كـ”جبهة النصرة” و”داعش”، التي طاولت بنيتها الأمنية الحرب الاستباقية التي شنتها الأجهزة في الداخل اللبناني والجيش وحزب الله على الحدود الشرقية. إذ يؤكّد المرجع أن “لبنان سيكون مسرحاً لأجهزة الاستخبارات ونشاطاتها، لتنفيذ سلسلة اغتيالات تتناسب مع مستوى التصعيد المقبل”. ويشير المصدر بالاسم إلى “جهاز الموساد الإسرائيلي”، وإمكانية انخراطه في “حرب الأجهزة” على الأرض اللبنانية.
البناء : حزب الله طليعة هجوم تكريت… ووزير خارجية الأردن إلى طهران العين الأميركية على العراق تسرّع التفاهم مع إيران لبنان مطمئن للحكومة… قلق على رأس بعلبك
كتبت “البناء”: العين الأميركية على العراق، ففي سورية ليس هناك ما يبشر بجدوى الانتظار لستة شهور يجهّز فيها مئة وخمسون مقاتلاً، ممن تتولى تركيا تدريبهم تحت اسم معارضة معتدلة، ستتكفل بالتهامهم في ساعات جبهة حلب وإدلب المشتعلة، طالما أنّ ما راهن عليه السعودي والتركي و”الإسرائيلي” والقطري، من تفعيل وتوضيب وتبييض لـ”جبهة النصرة” طوال عام كامل يتبدّد في ريح الجنوب، مع عاصفة القضم المنهجي التي بدأها الجيش السوري منذ شهر وتسقط أمامها مواقع “النصرة” تباعاً، وشمالاً يتبخر الرأس المدبّر لـ”النصرة” دفعة واحدة، ولا جدوى من انتظار الرهانات والأوهام السعودية في اليمن، التي مهما حاولت النفخ في قربة الرئيس المستقيل منصور هادي، فهي قربة مثقوبة طالما لا حاضنة شعبية يُعتدّ بها ولا ذراع عسكرية يُحسب لها الحساب، وطالما أنّ المواجهة إذا فتحت على مصراعيها، ستتحوّل خلال أيام إلى حرب مباشرة بين “القاعدة” والحوثيين، وتجد أميركا نفسها كما في سورية مدعوة إلى الاختيار.
في أوكرانيا على رغم المرارة، يبقى الحلّ الذي أرساه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الطريق الأقلّ تسبّباً بالخسائر، بعدما ثبت أن ليس من قدرة لجيش كييف على تحمّل المزيد، وليس في قدرة فرنسا وألمانيا التحمّل أكثر، بينما روسيا لم تبدأ العضّ على الأصابع بعد، ولم تظهر عليها آثار التعب بنتيجة حرب أسعار النفط على رغم استهلاك السعودية لمخزونها النفطي والمالي معاً.
إذن إلى العراق درّ، فهناك يبكي السعوديون والأتراك سوء طالعهم، حيث كان الرهان على قدرة “داعش” في خوض حرب استنزاف مفتوحة تتسبّب بسماع صراخ إيران وحلفائها العراقيين طلباً لمساعدة سعودية بتأمين غطاء طائفي، يمنع تحوّل الحرب مع “داعش” إلى حرب مذهبية، وتوسّل إلى تركيا للتعاون في ضبط الحدود والضغط على إمدادات “داعش”، والركوع أمام الشروط الأميركية التي وضعت كثمن لتقديم السلاح الذي سبق ودفعت بغداد ثمنه مالاً نقدياً، ووقعت عقوده الحكومة العراقية، ولا يزال محتجزاً في المستودعات الأميركية.
إلى العراق درّ، لأن لا شيء من كلّ الرهانات قد تحقق، فها هي إيران وحلفاؤها العراقيون، وغير العراقيين، ينجحون بتفادي مخاطر الفتنة ويستنهضون وطنية عراقية جامعة تحيط بالجيش العراقي في جبهات القتال، بلا منة سعودية، ويستوعبون موجات تدفق سلاح ومسلحي “داعش”، بلا الحاجة إلى التكلم مع تركيا، ويهيّئون ما يحتاجون من سلاح ومعدات من مخزون إيران التسليحي، من دون انتظار رضا واشنطن.
تصرخ واشنطن بلسان وزير دفاعها وتردّد السعودية الصراخ عن عملية تكريت، بالتحذير من نتائج عكسية طائفية للعملية، بعدما صار تقدّم الجيش العراقي ووحدات الحشد الشعبي إلى تكريت أمراً محسوماً، مع دخول مدينة الدور، وناحية العلم ومنطقة العجيل، وتطويق تكريت على بعد كيلومترات محدودة لا تتعدّى الخمسة من كلّ اتجاه، فتكون المفاجأة أنّ العشائر التي تعتبرها السعودية محمياتها تخرج بالزغاريد والأهازيج ترحيباً بعصائب أهل الحق، التي تتقدّم المهاجمين في اقتحام مدينة الدور، ومقاتلوها يحملون أعلامهم المعروفة، معها أعلام حزب الله وصور السيد حسن نصرالله.
يدرك الأميركيون الرسالة التي أطلقها السيد نصرالله عن وجود محدود في العراق، عندما أراد التأشير إلى تحوّل حزب الله قوة إقليمية، قرّرت إثبات القدرة على إنهاء الإرهاب من دون انتظار الألاعيب الأميركية، وتأكيداً على أنّ ضمان الاستقلال الوطني لكل بلد بات في حجم شراكته في رسم الخريطة الجديدة للمنطقة.
حزب الله في مدينة الدور في العراق، بروحه، ومحبة العراقيين لقائده، ومدرّبيه ونخب كوادره، طالما أنّ العراقيين يملكون طوفاناً بشرياً يقاتل، فتكفي الروح المعنوية التي تبثها الشراكة الرمزية لحزب الله، والطاقة التي تطلقها راياته في الميدان، والشعور بالأمان لكلّ مكوّنات العراق ضدّ كلّ السلوكيات الطائفية والمذهبية، شعور بالأمان يمنحه وجود صور السيد نصرالله لسكان أيّ منطقة تدخلها قوات عسكرية تتظلل بها.
الأميركي، يتحقق كلّ يوم من صواب خياره بالتفاهم مع إيران فيمضي به قدماً، وهو يرى حلفاءه يندبون حظهم العاثر، وخواء جيوبهم من البدائل، وهو يرى أنّ من عنده خيارات مناورة وحركة يستلحق حاله، كما يفعل الأردن بإرسال وزير خارجيته إلى طهران، لوساطة مع سورية حول الحدود الجنوبية، وأملاً بنقل رسالة إيجابية بين طهران والرياض.
لم يعد ثمة قيمة لتهديدات وزير الحرب “الإسرائيلي” ضدّ إيران بخيار حرب سيبقيه على الطاولة، كآخر الحلول، والوقت قد نفد، والفرصة قد ضاعت، فيبدو كمن يتحدث من متاحف التاريخ، ويوم كانت الفرصة في ذروة الاحتباس السوري الأميركي وحشد الأساطيل، تحدثت “إسرائيل” عن الحرب على إيران، وقالت إنّ واشنطن تمنعها، فردّ الرئيس الأميركي، أنتم طليقو اليدين بما ترونه مناسباً فتصرّفوا ولا تتذرّعوا بنا، ويومها تهرّبت “إسرائيل” من الحرب، وها هي اليوم تتهرّب من حرب مع حزب الله بعد عملية مزارع شبعا، فمن تراه يصدق يعالون عن حرب ضدّ إيران.
في لبنان وقد سارت أمور الحكومة، وأطمأن لها اللبنانيون، أنها بوليصة التأمين إلى حين توافر ظروف انتخاب رئيس للجمهورية، يكون لسان حال اللبنانيين، مهما كانت الهنّات فهي هيّنات، أمام الفراغ الكامل، طالما يبرز الهمّ الأمني مجدّداً من الشمال الشرقي، مع المعلومات عن تحضيرات وحشود للمجموعات المسلحة تستهدف رأس بعلبك.فيما يواصل الجيش توجيه الضربات الموجعة للتنظيمات الإرهابية وآخرها اعتقال أحد أخطر الإرهابيين في تنظيم “داعش” حسن غورلي الملقب أبو حارث الأنصاري ، تخوفت مصادر عسكرية، إثر العملية الاستباقية التي نفذها الجيش على تلة جرش الشهر الفائت، من تحشيدات المجموعات الإرهابية ولا سيما “داعش” التي تجد نفسها مضطرة للذهاب إلى معركة قاسية في لبنان.
النهار : شاهدٌ على ذَبْح العسكريّين في يد القضاء الملفّات الكبرى تتزاحم على مجلس الوزراء
كتبت “النهار”: فيما تتهيأ الحكومة غداة انطلاقتها المتجددة لمعالجة مجموعة ملفات حيوية تراكم العديد منها في فترات سابقة، طغى أمس على المشهد الداخلي تطور أمني جديد تمثل في كشف قيادة الجيش إحالة أول شاهد من التنظيمات الارهابية على ذبح عسكريين لبنانيين مخطوفين لدى تنظيم “داعش” الامر الذي يتوقع ان يفضي الى كشف مزيد من المعلومات عن التنظيمين اللذين يختطفان العسكريين الرهائن .
وحصل هذا التطور بعد ايام من توقيف مديرية المخابرات في الجيش، السوري حسن غورلي الملقب “أبو حارث الأنصاري” الذي أدلى باعترافات أولية بينت، كما علمت “النهار”، انه كان يقود مجموعة من المسلحين لدى مهاجمتهم تلة الحمرا في رأس بعلبك في 23 شباط الماضي حيث أصيب بجروح ونقل الى عرسال ومنها الى أحد مستشفيات البقاع الغربي. وتمكنت مديرية المخابرات من توقيفه قبيل مغادرته المستشفى.
كما علمت “النهار” ان الانصاري اعترف خلال التحقيق معه في وزارة الدفاع بانه التحق بداية بـ”كتيبة أحباب النبي” تحت لواء “جبهة النصرة” قبل ان يبايع “داعش” في عرسال وجرودها وشارك في هجمات على الجيش وقتل جنود لبنانيين. أما الاخطر، فكان اعترافه بأنه تولّى حراسة العسكريين المخطوفين لدى “داعش” ونقلهم من مكان الى آخر وأنه كان شاهداً على ذبح العريف الشهيد علي العلي وكشفه هوية من ذبح العسكريين الشهيدين علي السيد وعباس مدلج. وأعلنت قيادة الجيش ان مديرية المخابرات أحالت الأنصاري على القضاء العسكري.
في غضون ذلك استرعى اهتمام الأوساط السياسية البيان الذي أصدره السفير الأميركي ديفيد هيل عقب لقائه أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق، علماً ان اللقاء جاء تحضيراً لزيارة سيقوم بها المشنوق لواشنطن للبحث في مجال التعاون الأمني بين لبنان والولايات المتحدة. وتميز البيان بنبرة حادة حيال “حزب الله” وصارمة حيال أزمة الفراغ الرئاسي. فحمل بعنف أولاً على الحزب واتهمه “بالتسبب بالضرر على الاستقرار اللبناني جراء انتهاكه لسياسة النأي بالنفس واستمراره في انتهاك المعايير الدولية وقرارات مجلس الامن”. وأضاف: “حزب الله لا يزال يتخذ قرارات الحياة والموت نيابة عن كل لبنان فلا يشاور احدا ولا يخضع لمساءلة أي لبناني”. اما في الموضوع الرئاسي فاعتبر هيل انه “لا سبب للتأخير في انتخاب رئيس للجمهورية وقد حان الوقت لوضع استقرار لبنان قبل السياسات الحزبية ويجب الا تكون هناك اي توقعات لصفقات خارجية لاختيار رئيس للجمهورية”. وحض “زعماء لبنان على احترام دستورهم وانتخاب رئيسهم من تلقاء انفسهم بدلا من النظر خارج لبنان”.
أما على الصعيد الحكومي، فعلمت “النهار” من اوساط رئيس الوزراء تمام سلام أن الاخير يسعى الى ان يكون المناخ الجديد الذي نشأ في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء فرصة للتصدي للملفات الحيوية التي تعزز صمود الدولة وتلبي المتطلبات الحياتية للمواطنين. وأدرجت في هذا الاطار ملفات النفط والطاقة والخليوي والتعيينات ومنها تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف. وأشارت الى ان الرئيس سلام يعدّ الآن ملفات لبنان الى ثلاثة مؤتمرات هذا الشهر هي: القمة الاقتصادية المقرر عقدها في شرم الشيخ بين 12 و13 آذار بدعوة من السعودية والامارات، والقمة العربية السنوية في 28 منه بشرم الشيخ أيضا ، ومؤتمر الدول المانحة لتلبية متطلبات أعباء اللاجئين السوريين في 31 منه في الكويت. وأعربت عن الامل في ان يستفيد لبنان من مؤتمر الكويت خصوصا أن البنك الدولي حدد أعباء لبنان جراء استضافته اللاجئين السوريين بنحو سبعة مليارات دولار فيما نال لبنان حتى الآن دون المليار دولار.
المستقبل : صيد استخباراتي ينزع “القناع” عن قتَلة العسكريين.. وخطة بيروت والضاحية “خلال أسبوعين” بري : التشريع حان والعبرة الحكومية بالتنفيذ
كتبت “المستقبل”: بينما طغى الاسترخاء والترقّب على مفاصل المشهد السياسي غداة عودة الحكومة إلى قواعد “السرايا” سالمةً من أفخاخ التعطيل والفراغ، تبقى الآمال معقودة حكومياً على أن يسود اليُسر بعد العُسر تسييراً لشؤون الدولة وتيسيراً لمصالح الوطن بالتي هي أحسن توافقياً. وفي هذا السياق، عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”المستقبل” عن ترحيبه بـ”العودة الحميدة” للحكومة إلا أنه شدد في الوقت عينه على كون “العبرة تبقى بالتنفيذ”، لافتاً الانتباه في المقابل إلى أنّ “معطّلي الحكومة عطّلوا كذلك المجلس النيابي” وأردف بالقول: “وقت التشريع حان وسأدعو المجلس إلى عقد جلسة تشريعية بعد بدء الدورة العادية هذا الشهر”.
اللواء : إتهامات أميركية لحزب الله .. وهيل لإنتخاب رئيس دون إنتظار سلام يتلقّى دعوة للقمة العربية .. وتوقيف قيادي في “داعش”
كتبت “اللواء”: في الوقت الذي كان فيه الرئيس تمام سلام بصفته القائم مقام رئيس الجمهورية يتلقى دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور القمة العربية الدورية التي تعقد في نهاية آذار من كل سنة، وتستضيفها القاهرة في شرم الشيخ في 28 الحالي، والتي ستسبقها مشاركة للرئيس سلام في المؤتمر الاقتصادي يوم الجمعة المقبل، كان سفير الولايات المتحدة الأميركية في بيروت ديفيد هيل، يُحدّد أربع نقاط قوة يتمتع بها لبنان من بينها: دعم بلاده المستمر مع دول أخرى للاستقرار اللبناني، إضافة إلى استعداد الجيش اللبناني للدفاع بشجاعة عن الوطن اللبناني، ووحدة الدولة اللبنانية في وجه الإرهاب، وتميز لبنان مع اصدقائه بقيمه عمّا وصفه “بالمتطرفين البرابرة”.
الجمهورية : رسائل أميركية في إتجاهات عِدَّة.. . وإرهابي جديد في قبضة الجيش
كتبت “الجمهورية “: بعد انتظام العمل الحكومي عاد التركيز محَلّياً على عنوانين: الاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود، في ظلّ الجهد المتواصل للجيش والقوى الأمنية في منع أيّ اختراق إرهابي وتوفير الأمن والأمان للّبنانيين. والعنوان الثاني انتخاب رئيس جديد للجمهورية من أجل إعادة دورة الحياة السياسية والدستورية إلى طبيعتها. وفي هذا الوقت تستمرّ الحوارات القائمة في محاولةٍ للوصول إلى مساحات مشتركة تُجَنّب لبنان حروب المنطقة. وقد بَرز أمس موقفٌ للسفير الأميركي دايفيد هيل جَدّد فيه حِرص الإدارة الأميركية على الاستقرار في لبنان، وانتقدَ “حزب الله” بشِدّة لانتهاكِه سياسة النأي بالنفس، وقال إنّه لا يوجد أيّ مبرّر لعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك في رسائل موجّهة باتّجاهات عدة داخلية وخارجية. وفي الوقت الذي وصفَت فيه أوساط ديبلوماسية لـ”الجمهورية” مواقفَ هيل بـ”التطمينية لجهةِ ثبات الإدارة الأميركية على مواقفها من التحَدّيات اللبنانية تزامُناً مع تسارع وتيرة الاجتماعات النووية”، أعلنَت وزيرة خارجيّة الاتّحاد الأوروبّي فيديريكا موغيريني أنّ “اتّفاقاً جيّداً” في شأن برنامج إيران النوَوي بات “في مُتناوَل اليَد”، الأمرُ الذي يفسّر تحرّكَ هيل في بيروت ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض، فضلاً عن الحراك العربي الاستثنائي لمواكبةِ هذا التطوّر، والانشغال الدولي بالملف النووي الذي تَقدَّم إلى طليعة الاهتمامات والمتابعات الدولية.