التكنولوجيا تعزل الأطفال عن البالغين وتهدد بتدمير مستقبلهم
حذر أستاذ التحليل النفسي المعاصر والعلوم التنموية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، والذي نشر أكثر من 500 ورقة علمية و19 كتاباً، بيتر فوناجي، من أن العالم الرقمي يقلل وقت الاتصال بين الأجيال. وهو تطور له عواقب وخيمة .
وقضى فوناجي، وهو الرئيس التنفيذي لمركز آنا فرويد البريطاني للأطفال والأسر، أكثر من نصف قرن في دراسة نمو الطفل.
وقال إن الاضطرابات العاطفية بين ذوي الأعمار التي تتراوح بين 14 و19 عاماً “أصبحت أكثر شيوعاً”، بينما ازدادت الاعترافات بالإيذاء الذاتي إلى حد كبير. وفي الآونة الأخيرة، أصبح قلقاً أيضاً من تصاعد العنف بين الأولاد.
ونقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن الباحث اعتباره أن ظهور الهواتف الذكية ووسائل الإعلام الاجتماعية أدى اليوم إلى بيئة أكثر تعقيداً بالنسبة للشباب. وأوضح “انطباعي هو أن الشباب لديهم اتصال وجها لوجه مع كبار السن أقل من السابق. العامل الاجتماعي للشاب هو شاب آخر، وهذا ليس ما صُمم الدماغ من أجله“.
وأضاف “تم تصميمه ليكون شاباً اجتماعياً ويدعمه في تنميته شخص مسن. تحصل الأسر على وجبات أقل معاً حيث يقضي الأشخاص وقتاً أطول مع الأصدقاء على الإنترنت”. وقال إن مجتمع اليوم يضع مسؤولية أكبر على الأطفال لتحديد مستقبلهم بمفردهم من دون إعطائهم الدعم اللازم لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن حياتهم.
وتابع: “نقول لهم أن يلتحقوا بجامعة جيدة أو أن حياتهم لا تكاد تستحق العيش. نقول لهم الأمر كله متروك لكم. لكننا لا نعطيهم خياراً. نحن لا نقول: دعونا نلقي نظرة على عدد من الخيارات المهنية التي يمكن أن تكون لديك أو ما سوف تستمتع به. إنه وقت صعب للأطفال. نحن لا نقدر ذلك. يجب أن نجهزهم“.