من الصحف الاميركية
أفادت الصحف الأميركية الصادرة اليوم أن المحتجين في السودان يشكّون في دوافع السعودية والإمارات من تقديمهما دعما ماليا للمجلس العسكري الانتقالي، وحذروهما من التدخل في شؤون بلادهم، وذكرت أن من بين الهتافات التي يرددها المعتصمون أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم وتمجد ثورتهم الشعبية، شعارا يرفض أي دعم سعودي .
وورد في التقرير أن ذلك الشعار يعكس شكوك المعتصمين في دوافع السعودية و”حليفتها الوثيقة” الإمارات، من تقديمهما معا دعما بقيمة ثلاثة مليارات دولار للمجلس العسكري الانتقالي في السودان الذي أطاح بالرئيس عمر البشير في وقت سابق من هذا الشهر بعد ثلاثين عاما له في الحكم.
وتحت عنوان “ما هو ثمن الربح في السعودية” عنوان افتتاحية صحيفة “نيويورك تايمز” والتي جاءت تعليقا على إعدام السعودية 37 من مواطنيها بتهم “الإرهاب” وذلك بعد محاكمات هزلية وتعذيب لهم. وطالبت الصحيفة الشركات والحكومات بضرورة الطلب من المملكة إنهاء انتهاكاتها الشنيعة لحقوق الإنسان. وقالت إن شركة النفط السعودية، أرامكو كشفت هذا الشهر عن تحقيقها 111.1 مليار دولار كدخل صافي مما يضعها في مقدمة الشركات الأكثر ربحا في العالم. وليس غريبا أن تقوم المصارف والشركات بالتقرب من السعودية بعد ستة أشهر من قتل وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي على يد عملاء للحكومة، الجريمة التي صدمت العالم. وقالت الصحيفة إن مئاتا من المستثمرين اصطفوا هذا الشهر لشراء السندات التي أصدرتها أرامكو. ومن بين الشركات التي أصدرت صوتا في المملكة هي شركة دور السينما “إي أم سي” التي تعمل على بناء 40 دار سينما جديدة فيما تقوم شركة غوغل على إنشاء مركز للبيانات.
صرّحت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس دونالد ترامب هي “شريك في الجريمة” بسبب “دعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، المسؤول عن مقتل العديد من المدنيين في حرب اليمن“.
وكتبت ذلك في افتتاحية نشرتها هيئة تحرير الصحيفة الأميركية تحت عنوان “إدارة ترامب شريك في مجازر السعودية“.
وذكرت الصحيفة أن التحالف الذي تقوده السعودية، قصف مستشفى بمدينة كتاف ومدرسة في صنعاء، في 26 آذار/ مارس الماضي، ما أدى إلى مقتل 21 مدنيًا على الأقل، بينهم 12 طفلًا. وأشارت إلى أنه تم توثيق “عدد لا يحصى من جرائم الحرب” في تحقيق الأمم المتحدة.
وأكدت الصحيفة على أن الرئيس ترامب تجاهل هذا الأمر من خلال استخدام حق النقض “فيتو” ضد قرار تبناه الكونغرس لإنهاء مشاركة واشنطن في الحرب على اليمن.
وأضافت الصحيفة أن القصف السعودي لم يكن ليستمر بدون دعم ومبيعات القنابل وغيرها من الإمدادات المقدمة من قبل الولايات المتحدة.
وتابعت أن “هذا الأمر، يجعل إدارة ترامب شريكًا في المجازر المستمرة باليمن، مثلما جرى مؤخرًا في قصف المستشفى والمدرسة“.
ودعت واشنطن بوست وهيئة محرريها الكونغرس إلى إيجاد طريقة أخرى من أجل إحداث تغيير في سياسة الولايات المتحدة في العلاقات مع النظام السعودي الذي يحكمه ولي العهد محمد بن سلمان.
شدّدت الصحيفة على أهمية “وقف بيع الأسلحة إلى الرياض حتى إنهاء القصف في اليمن” و”محاسبة مرتكبي جريمة قتل جمال خاشقجي”، الذي كان يعمل عندها، وهو ما اقترحه مشروع قرار وافق عليه مجلس الشيوخ الأميركي.
وأشارت إلى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري جيمس ريش، يعمل على مشروع جديد لا يتضمن اسم ولي العهد السعودي من بين المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي.
واعتبرت الصحيفة أن عدم محاسبة بن سلمان بعد كشف ضلوعه في جريمة قتل خاشقجي من قبل المخابرات الأميركية، يمهد الطريق أمام مزيد من المجازر.